الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زاده وأحمد بك ابن خليل بك ومن أعيانها الحاج محمد سعيد آغا ابن الحاج مسلم آغا وهو رجل صالح كثير الصدقات والآثار الخيرية.
وقد أخذت الرها منذ خمسين عاما تتقدّم في المعارف وتبرع في الصنائع خصوصا صنعة النحاس والصّفر وبعض المنسوجات.
الآثار القديمة في الرها
وأما ما يوجد فيها وفي قربها من الآثار القديمة فمنها الغار الذي ولد فيه الخليل وتقدم ذكره. والغار الذي اختفى فيه الخليل أيام النمرود في شرقي البلدة. وقلعة الرها وهي قديمة وكانت توصف بالمنعة مبنية على جبل من الصخور في جنوبي البلدة ارتفاعها في الهواء نحو سبعين ذراعا ودورها مسيرة نصف ساعة يحيط بها خندق منقور في الصخر عمقه نحو ثلاثين ذراعا. وكانت مبنية على ثلاث طبقات وفي أعلاها باب يهبط منه إلى سرداب ينفذ عند عين الزرقاء أو عين زليخا وتحت هذه القلعة مكان واسع مظلم يقال إنه كان سجنا وقيل كان سجن النمروذ.
وفي شمالي القلعة مسجد مشرف على الخراب وفيها بناية عالية يقال إنها كانت رحى تدور بالهواء. وفي جنوبي القلعة عمودان عظيمان يقال إنهما عمودا المنجنيق الذي قذف به إبراهيم عليه السلام (وعندي أنهما عمودا المنجنيق الذي كان يستعمل في حروب الأوائل) ارتفاع كل عمود منهما نحو ثلاثين ذراعا وبعد ما بينهما عشرون ذراعا. وفي الخندق شمالي القلعة عمود مساو علو الخندق.
قيل: والذي بنى هذه القلعة هو شنك شاه أو الضحاك أو النمروذ والمشهور أن محل النار التي ألقي فيها الخليل شمالي القلعة وهو الآن موضع نزه بني فيه قبتان وفي غربيه جامع ومنارة بنيا سنة 608 كما هو مكتوب عليها وفي شماليه بركة عين الخليل وفي جنوبيه العين الزرقاء وعلى جانب بركة الخليل قصر بناه مصطفى باشا الوزير وأرخه نابي. وفي الضفة الغربية من البركة زاوية وقصر بناهما سليمان باشا والي بغداد وشرط فيهما سماطا للفقراء وأرخهما نابي وهما دائران. ومن الآثار القديمة مقام أيوب خارج السور في جنوبي البلدة على بعد نصف ساعة منها ويقال إنه هو الغار الذي لجأ إليه أيوب عليه السلام حينما ابتلاه الله.
وفي جنوب غربي هذا المقام على مسافة نصف ساعة منه جبل شامخ فيه عدة آثار قديمة فيها صفة عالية مبنية بالأحجار المنقوشة وقد خرب بعض جدرانها. وفيه أيضا كنيسة يقال لها دير يعقوب نسبة إلى يعقوب مؤسس الطائفة اليعقوبية في الملة المسيحية.
وفي جبل وادي مانجي غربي البلدة خارج سورها على بعد غلوة «1» منه غار فيه تمثال إنسان من حجر متكئ على يده اليمنى وفي رجله كالجرموق «2» . وقرب رجله تمثال إنسان آخر قائم حذاءه واضع يديه على سرته كأنه خادم أمام مولاه وكأن التمثال الأول ينظر إلى شيء في وسط الغار وقد دخل هذا الغار أحد وزراء الدولة العثمانية المعروف بعمر باشا فأمر بحفر موقع نظر التمثال فحفر وإذا بدنّ مملوء من السكة «3» القديمة الذهبية فأخذها.
وقد استخرجت عدة كنوز من هذا الجبل والوادي وما جاورهما. والمتواتر أنه يوجد في محل كوثا خارج السور كثير من الكنوز والدفائن. ويوجد في جبال الرها ما ينوف على عشرة آلاف غار كل واحد منها كأنه بيت منظم ولا تزال هذه المغاير تظهر كلما حفر في تلك الجبال.
ولما جددت مدرسة خليل الرحمن ظهر في أساس بعض جدرانها تمثال إنسان في صدره خطوط تدل على أنه تمثال آزر أبي إبراهيم أو عمّه. وقيل بل هو تمثال أخبر تكاور أي أبكار وهو سابور الذي كان ملكا على الرّها وآمن بالمسيح. وقيل هذه الخطوط هي صورة الرسالة التي بعث بها عيسى عليه السلام إلى أبكار المذكور وبقي هذا التمثال في سراي حكومة الرها زمنا طويلا ثم حمل إلى متحف الآستانة.
ومن الآثار القديمة الإسلامية في الرها منارة جامعها الأعظم وهي مثمنة الشكل لها أربعة «4» مناطق وضخامتها وارتفاعها غاية يصعد عليها أربعة أشخاص يمشون حذاء بعضهم ولا يزدحمون. وكان على رأسها قبة عظيمة مستديرة فانهدمت وعمر لها في هذه الأيام مسلم آغا قبة مستطيلة. وفي هذا الجامع بئر موجود في داخل الحرم يتبرك بمائه المسلمون والنصارى لاغتسال المسيح به على القول بدخوله الرها، وقيل لأنه وقع فيه منديله المشهور.