الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من مفردات بيره جك البطيخ الأصفر الذي لا نظير له في الحجم والطعم والنكهة وغزارة الماء ويجلب منه إلى حلب في فصل الخريف مقادير وافرة.
وبالجملة فإن هذه المدينة طيبة التربة جيدة المناخ كثيرة الخيرات زرتها مرارا وضفت مفتيها المرحوم منيب أفندي فلقيت عنده منتهى الحفاوة والإكرام.
ومن الأسر القديمة الشهيرة في البيرة أسرة معروفة باسم أمير كلام زاده وجد منها عدة رجال محترمين.
نزب
في غرب خرابة بلقيس بلدة تعرف باسم نزب من أعمال قضاء البيرة اشتهرت بوقعتين عظيمتين إحداهما واقعة سابور الثاني أحد الملوك الساسانية مع إمبراطور الروم قبل الهجرة بنحو (176) سنة والأخرى معركة دارت رحاها بين عساكر الدولة العثمانية وبين عساكر إبراهيم باشا المصري سنة (1246) وهي الآن بلدة ذات خيرات وافرة.
جرابلس
ومما له ذكر في التاريخ من هذا القضاء مدينة (جرابلس) وهي المذكورة في الجدول بين أغجه نوى وبلقيس. وكانت تسمى عند اليونان يره بوليس وعند الآشوريين كاركمش. وربما سماها العرب منبج القديمة أو منبج العليا. وكانت في أيام الدولة الآشورية مدينة عظيمة حسنة البناء صحيحة الهواء كثيرة المياه والأشجار لذيذة البقول والثمار ولأهلها خلق حسن ويقال إنها كانت مدينة الكهنة ودورها وسورها مبني بالحجارة وهي على الفرات الأعظم.
قيل في سنة (21) من مولد لاوي بن يعقوب بنت الملكة سمرين بناء عظيما على شاطىء الفرات ووضعت فيه صنما عظيما أقامت له من الكهنة ستين سادنا وسمت تلك المدينة يره بوليس أي مدينة الكهنة. وقيل لما كانت سنة (50) من ملك بخت نصر قتل فرعون الأعرج ملك مصر وكان فرعون أحرق مدينة منبج العليا ثم بنيت بعد ذلك وسميت يره بوليس. وقيل الذي بناها كسرى حين استيلائه على ناحية الشام وسماها منبه وبنى بها بيت نار ووكّل به سادنا اسمه يزدانيار من ولد أزدشير بن بابك ومنبه بالفارسية معناها أنا أجود
فعربه العرب إلى منبج وقيل إن منبه اسم بيت النار فغلب على المدينة.
هذه المدينة تبعد عن البيرة 6 ساعات يأتي المسافرون إليها من البيره على الزوارق والأطواف «1» في الفرات وقد وجد في حفائرها عاديات كثيرة عليها خطوط بقلم الهيروكليف نقل منها صاحب تحفة الأنباء نبذة كبيرة.
من جملة أسماء هذه المدينة هترابوليس وكان فيها معبد فيه هيكل لقدماء السوريين.
ويقال إنها كانت عاصمة مملكة الحثيين في سوريا.
وفي تاريخ سوريا أن موقعها على الفرات في الشمال من نهر الساغور (الساجور) وفي الشرق من خلمان وهي حلب ومن خزاز (عزاز) في قضاء كلّس وفي جنوب بلاد الكرما (بلقيس) في قضاء بيره جك. اه.
أقول: قوله: وفي الشرق من خلمان إلى آخره ليست خلمان حلب بل هي قرية تعرف الآن باسم هلمان عندها محطة لسكة حديد بغداد على مقربة من الساجور.
كان فتح جرابلس عن يد حبيب بن مسلمة تحت إمرة أبي عبيدة سنة (15) وقد جلا أهلها عنها إلى بلد الروم وعرفت عند المسلمين في ذلك الوقت باسم قرية الجسر ولم يكن الجسر يومئذ موجودا وإنّما اتّخذ في خلافة عثمان للصوائف وقيل بل كان للجسر رسم قديم.
ثم في سنة (17) فتحت ثانية على يد عياض بن غنم وفتح معها ما يليها من القرى في تلك الأراضي.
قلت لعلها هي التي سماها ياقوت في معجم البلدان (جرباس) عند كلامه على دير قنسرين الذي كان فيه (370) راهبا، قال وبينه وبين منبج أربعة فراسخ.
أدركنا هذه البلدة القديمة وهي قرية صغيرة لا يعبأ بها إلى أن كانت سنة (1329) اتخذت فيها محطة لسكة حديد بغداد فأخذت من ذلك التاريخ تمتد فيها العمائر والمباني ولم يمض عليها سوى سنتين إلا وقد قام فيها عدد غير قليل من المنازل والحوانيت والأفران وغيرها. وكانت قبل ذلك من جملة الخرابات القديمة التي يقصدها السواح ويحفرون أرضها لاستخراج الآثار القديمة من الأواني والظروف الخزفية والزجاجية والنحاسية والأصنام