الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النورانية الواردة في الحديث، والتي هي عنوان التكامل المحمدي الذي ينبع من فطرته، والذي هو معجزة الحياة في سلوك الإنسان!
الأقوال في المراد بالخشية:
جاء في رواية لأبي ذر عن الحموي، والمستملي (خشيت عليّ) بتشديد ياء عليّ (1)!
وهذا -كما يقول الشيخ عرجون (2): يكاد يوجب اتجاه الفهم إلى أن هذا خطاب استفهامي، حذف منه حرف الاستفهام، يوجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة، إنكاراً تعجبياً لحالها في قلقها ولهفتها على أوبته في موعده الذي ألفت عودته فيه في أوباته كلها من جواره إلى بيته وأهله، ليتزود لعودته إلى جواره!
فإنه لم يعهد في أساليب العربيّة أن يقول الإنسان معبراً عما حدث له، وما يخشاه على نفسه، وهو يخاطب غيره (خشيتُ عليّ) وإنما المعهود في أساليب الفصحى أن التعبير يكون في أسلوب الاستفهام عما في نفس الخاطب، بالنسبة للمتكلم بعبارة (خَشيتِ عليّ) بحذف همزة الاستفهام، وهو حذف سائغ كثير الورود في أصح النصوص العربيّة الفصيحة!
قلت: ومع ذلك فالرواية التي معنا صريحة في عدم تشديد الياء، ومن ثم تدفعنا منهجيّة البحث إلى ذكر أقوال العلماء في المراد بالخشية!
(1) إرشاد الساري: 10: 120، وفتح الباري: 12: 375 ط. الريان، وشرح الزرقاني: 1: 212، وانظر: صحيح البخاري: 9: 38 تقديم أحمد شاكر.
(2)
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: 1: 372.
قال ابن حجر: والخشية المذكورة اختلف العلماء في المراد بها على اثني عشر قولاً!
أولها: الجنون، وأن يكون ما رآه من جنس الكهانة، جاء مصرحاً به في عدة طرق، وأبطله أبو بكر بن العربي، وحق له أن يبطل، لكن حمله الإسماعيلي على أن ذلك حصل له قبل حضور العلم الضروري له أن الذي جاءه ملك، وأنه من عند الله تعالى!
ثانيها: الهاجس، وهو باطل أيضاً؛ لأنه لا يستقر، وهذا استقر، وحصلت بينهما المراجعة!
ثالثها: الموت من شدة الرعب!
رابعها: المرض، وقد جزم به ابن أبي جمرة (1)!
خامسها: دوام المرض!
سادسها: العجز عن حمل أعباء النبوة!
سابعها: العجز عن النظر إلى الملك من الرعب!
ثامنها: عدم الصبر على أذى قومه!
تاسعها: أن يقتلوه!
عاشرها: مفارقة الوطن!
حادي عشرها: تكذيبهم إياه!
ثاني عشرها: تعييرهم إياه!
(1) انظر: بهجة النفوس: 1: 18.