الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا الإلقاء -على جهة العموم- يقع يقظة ونوماً، مثال ذلك الإلهام إلى أم موسى -كما سبق- وما جاء في القرآن عن إبراهيم عليه السلام قوله:{يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} (الصافات: 102)
وهذا النوع ليس خاصاً بالأنبياء، بل قد يقع لغيرهم، فأم موسى لم تكن من الأنبياء، والرؤيا -كذلك- تحصل لكثيرين، وقد حصلت لملك مصر- على عهد يوسف عليه السلام ولم يكن نبيًّا ولا وليًّا!
الثاني: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} ، والمعنى أن كلام الله تعالى يصل مسموعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون رؤية للمولى عز وجل، فالنبي يسمع مباشرة دون واسطة، كما حدث لموسى عليه السلام فقد كلمه الله، ولكن منعه الرؤية حين طلبها، قال تعالى:{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} (الأعراف: 143)!
وقد اختلف العلماء في حقيقة كلام الله تعالى، وذهبوا مذاهب شتى، جمعها الشيخ ابن أبي العز الدمشقي في تسعة أقوال (1)!
الثالث: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} ، والرسول هو ملك الوحي المخصص للتبليغ عن الله، والسفارة بينه وبين رسله وأنبيائه، وهو جبريل عليه السلام!
3 - ملك الوحي:
وقد عبّر القرآن المجيد عن ملك الوحي بتعبيرات متعددة، فذكره بالاسم
(1) انظر: شرح العقيدة الطحاوية: 179 ط المكتب الإِسلامي 1399 هـ.