الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكهانة:
والكهانة تعاطي الخبر عن الكائنات في المستقبل، وادعاء معرفة الأسرار!
والفرق بين الكاهن والعرّاف: أن الكاهن من يخبر بواسطة النجم عن المغيّبات في المستقبل، بخلاف العرّاف فإنه الذي يخبر عن المغيّبات الواقعة، أي في الماضي!
وقيل: الكاهن أعم من العرّاف؛ لأن العرّاف يخبر عن الماضي، والكاهن يخبر عن الماضي والمستقبل (1)!
وعليه فالجنون ذهاب العقل، واضطراب وتخليط في الفكر والعمل، والكهانة ليست من قبيل الجنون بحال، ومعلوم أن الكهّان كانوا في الجاهليّة محكّمين في أمور الناس وحياتهم!
بيد أن الحافظ ابن حجر ذكر أن القول مصرحاً به في عدة طرق، وأبطله ابن العربي، وحق له أن يبطل، لكن حمله الإسماعيلي على أن ذلك حصل له قبل حصول العلم الضروري له أن الذي جاءه ملك، وأنه من عند الله تعالى!
ولم يذكر الحافظ ابن حجر مكانة تلك الطرق التي جاءت مصرحة بهذا القول!
35 - الخشية عند رؤية التباشير:
وتدفعنا منهجيّة البحث إلى ذكر ما جاء في الخشية عند رؤية التباشير: فقد روى أحمد قال: حدثنا أبو كامل، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا
(1) لسان العرب، والمصباح المنير، والنهاية (كهن)، وابن عابدين: 1: 31، وشرح روض الطالب: 4: 82.
حماد، قال أخبرنا عمار بن أبي عمار، قال حسن: عن عمار، قال حماد: وأظنه عن ابن عباس، ولم يشك فيه حسن، قال: قال ابن عباس: (قاله عبد الله بن أحمد): قال أبي: وحدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عمار بن أبي عمار، مرسل، ليس فيه (ابن عباس)، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: فذكر عفان الحديث، وقال أبو كامل وحسن في حديثهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: "إِني أرى ضوءاً، وأسمع صوتاً، وإِني أخشى أن يكون بي جنن، قالت: لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله! ثم أتت ورقة ابن نوفل، فذكرت ذلك له، فقال: إِن يك صادقاً فإِن هذا ناموس موسى، فإِن بعث وأنا حيّ فسأعززه وأنصره وأومن به"!
رواه الطبراني بنحوه، وزاد (وأعينه)، وابن سعد، قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح (1)!
وروى ابن سعد قال: أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا خديجة، إِني أرى ضوءاً، وأسمع صوتاً، لقد خشيت أن أكون كاهناً" فقالت: إِن الله لا يفعل بك ذلك يا ابن عبد الله، إِنك تصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتصل الرحم) (2)!
هذان الحديثان صريحان في أن الخشية التي شعر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر بها خديجة رضي الله عنها كانت عند رؤية التباشير والإرهاصات، قبل أن
(1) أحمد (2846)، والفتح الرباني: 20: 257، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح، والطبراني في الكبير: 23: 15 - 16 (26)، والطبقات الكبرى: 1: 195، ومجمع الزوائد: 8: 255.
(2)
الطبقات الكبرى: 1: 195.