الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث في تحديد طوال المفصل وأوسطه وقصاره
المدخل إلى المسألة:
* المتفق عليه أن هناك حزب المفصل من القرآن، وهو في آخر القرآن، وأن آل حم ليست من المفصل.
* طوال المفصل فيه الأطول وفيه الطويل، وقل مثل ذلك في أوساط المفصل.
* أقرب الأقوال في تحديد طوال المفصل وأوساطه وقصاره مذهب الشافعية القائل بأن المسألة تقريب، وليست تحديدًا.
* القول بأن ما كان بمقدار سورة (ق) و (الرحمن) و (والحديد) فهي من طوال المفصل، وما كان بمقدار الجمعة والمنافقون والنبأ والنازعات فهي من أوساطه، وما كان بمقدار العصر والفيل والماعون والمعوذتين فهي من قصار المفصل.
* قد تقرب بعض السور من أوساط المفصل وقد تقرب من قصاره، فما قرب من الشيء أعطي حكمه.
* اختلاف المفصل في مصحف ابن مسعود عن مصحف عثمان راجع لاختلاف ترتيب السور، وهو أمر اجتهادي.
[م-588] اختلف الفقهاء في تحديد ذلك:
فقيل: طوال المفصل من الحجرات إلى البروج وقيل: إلى آخر البروج، وأوساطه من البروج إلى البينة، وقصاره إلى آخر القرآن، وهذا مذهب الحنفية
(1)
.
(1)
. تبيين الحقائق (1/ 130)، العناية شرح الهداية (1/ 335)، الجوهرة النيرة (1/ 58)، ملتقى الأبحر (ص: 159)، البحر الرائق (1/ 360)، مراقي الفلاح (ص: 98)، حاشية ابن عابدين (1/ 540)، الدر المختار (ص: 74)، المحيط البرهاني (1/ 305).
وقيل: طواله من (الحجرات) ومنتهاه إلى (عبس) والغاية خارجة، وأوساطه من (عبس) إلى (الضحى) بإخراج الغاية أيضًا، وقصاره من (الضحى) إلى آخر القرآن. وهذا مذهب المالكية، وقول في مذهب الحنفية
(1)
.
واختلف الشافعية في تحديد المفصل:
فقال بعضهم: طواله: كالحجرات واقتربت والرحمن، وأوساطه كالشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، وقصاره كالعصر، وقل هو الله أحد، وقدمه الخطيب في مغني المحتاج، والإسنوي في المهمات
(2)
.
وقال الإسنوي: «رأيت في (المسافر) لأبي المنصور التميمي أحد أصحاب الربيع، عن نص الشافعي تمثيل القصار بالعاديات، ونحوها»
(3)
.
وقال ابن حجر الهيتمي في المنهاج القويم شرح المقدمة الحضرمية: «والمنقول كما قال ابن الرفعة وغيره: إن طواله كقاف والمرسلات، وأوساطه كالجمعة، وقصاره كسورة الإخلاص»
(4)
.
وهذا القول يعتمد في تعيين المفصل على التقريب، وليس التحديد.
وذكر ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: إن طواله من الحجرات إلى عمَّ، وأوساطه منها إلى الضحى، وقصاره منها إلى آخر القرآن على ما اشتهر، كذا قال.
(1)
. الشرح الكبير للدردير (1/ 247)، الشرح الصغير له (1/ 118)، الثمر الداني (ص: 105)، منح الجليل (1/ 258)، الفواكه الدواني (1/ 178)، حاشية العدوي على كفاية الطالب (1/ 263)، حاشية العدوي على شرح الزرقاني على العزيَّة (2/ 1072)، شرح زروق على الرسالة (1/ 220)، لوامع الدرر في هتك أستار المختصر (2/ 125)، جواهر الدرر في حل ألفاظ المختصر (2/ 119)، العناية شرح الهداية (1/ 335، 336).
وللشيخ علي الأجهوري:
أول سورةٍ من المفصل
…
الحجرات لعبس وهو الجلي
ومن عبس لسورة الضحى وسط
…
وما بقي قصاره بلا شطط
(2)
. مغني المحتاج (1/ 364)، المهمات في شرح الروضة والرافعي (3/ 69).
(3)
. المهمات في شرح الروضة والرافعي (3/ 70).
(4)
. المنهاج القويم شرح المقدمة الحضرمية (ص: 100).
وذكره في شرحه للمقدمة الحضرمية، وقال: وفيه نظر. ونسبه الإسنوي في المهمات لابن معن في التنقيب
(1)
.
وقيل: طواله من (ق) إلى (النبأ)، وأوساطه من (النبأ) إلى (الضحى) وقصاره من (الضحى) إلى آخر القرآن، وهذا مذهب الحنابلة
(2)
.
هذه الأقوال في تحديد أول المفصل، وأوساطه وقصاره، وكلها اجتهادات كما سبق، وأقرب الأقوال عندي مذهب الشافعية القائل بأن المسألة تقريب، وليست تحديدًا؛ لأنك إذا ذهبت إلى تحديد المفصل في السور فستجد النبأ من أوساط المفصل، وهي في مقدار الجمعة والمنافقون، وهي من طوال المفصل، وستجد الطارق من أوساط المفصل سبعة أسطر، بينما البينة عشرة أسطر وهي معدودة من قصاره، والعلق تسع عشرة آية، وهي من قصار المفصل، بينما الشمس وضحاها خمس عشرة آية وهي معدود ةمن أوساط المفصل، فالقول بأن ما كان بمقدار سورة (ق) و (الرحمن) و (الحديد) فهي من طوال المفصل، وما كان بمقدار الجمعة والمنافقون والنبأ والنازعات فهي من أوساطه، وما كان بمقدار العصر والفيل والماعون والمعوذتين من فهو من قصار المفصل، وقد تكون بعض السور بين ذلك، فتقرب من أوساط المفصل وقد تقرب من قصاره، فما قرب من الشيء أعطي حكمه، لعل هذا أقرب القولين ما دامت المسألة ليس فيها نص يمكن الفصل به، والله أعلم.
* * *
(1)
. تحفة المحتاج (2/ 55)، مغني المحتاج (1/ 364)، المنهاج القويم شرح المقدمة الحضرمية (ص: 100)، المهمات (3/ 70).
(2)
. شرح منتهى الإرادات (1/ 191)، غاية المنتهى (1/ 168)، مطالب أولي النهى (1/ 436).