الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيا أيها اللاحى رويدك إننى
…
ولا فخر صب قد رضيت بإذلالى
وقد شاع بين الناس أنى متيم
…
فما لى وقد باح الخفاء لعذالى
ولله برق لاح من جانب الحمى
…
فهيج أشواقى وأنعش بلبالى
وأذكرنى ثغر المليحة باسما
…
كدر حباب لاح من كاس جريالى
ولم أك بالناسى ولكنه بدا
…
وذكرى قد ألقى إلى قدها بالى
وماذا على صب تنعم باله
…
فطورا بمعسول وطورا بعسالى
ومن لى بثغر قد حمته مناظرا
…
علىّ كما شاء الهوى لحظه والى
ألمياء هل بى فى وصالك مطمع
…
تلوذ به عند اشتياقك آمالى
فلولا الرجا يا غاية السول والمنى
…
لمت ولم أبلغ مناى بأوجالى
وقائلة مهلا فحسبك ما جرى
…
من الدمع والشكوى على الطلل البالى
فقلت لها كفى فتلك منازل
…
نزلت بها قدما على خير نزال
بها كنت أمشى من سرور لمثله
…
بمنعرج بها اللذات مشية مختال
وكنت بها للهو أدعى فأنثنى
…
كأنى على الأفلاك أسحب أذيالى
وكم نلت من لبنى بها من لبانة
…
بلا منة تخشى ولا ذل تسآلى
وكم بت أجلو والمديرة مقلتى
…
سلاف جمال مازجته بإجمالى
وكم بت لا أخشى رقيبا سوى الدجى
…
ولا واشيا إلا شذا طيبها الغالى
فما لى لا أبكى الغداة لبينها
…
وأندب ربعا من شمائلها خالى
وأنشد من فرط الصبابة والأسى
…
بذل كسانيه الهوى وبإذلالى
محبك لم يسأم وإن دام وصله
…
وإن صد يا لبنى فما هو بالسالى
205 ـ محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم الطبرى المكى الشافعى، المعروف بالبهاء الخطيب، خطيب مكة وابن خطيبها:
ذكر أنه ولد سنة ثمان وسبعين وستمائة بمكة، وأنه سمع بها على يوسف بن إسحاق الطبرى، ولم يصرح بما سمعه عليه، ولعله سمع عليه الترمذى، أو بعضه فإنه كان يرويه عاليا.
وسمع المذكور من جده المحب الطبرى، سنن النسائى رواية ابن السنى، وأربعين البامنجى (1)، وعلى الفقيه التوزرى: الموطأ رواية يحيى بن يحيى وغير ذلك. وحدث.
205 ـ انظر ترجمته فى: (الدرر الكامنة 3/ 466).
(1)
البامنجى: نسبة لبلدة بامنج من أعمال هراة.
وسمع من أبيه بعض صحيح البخارى. وعنه أخذ خطابة الحرم سنة أربع وسبعمائة، ودامت ولايته لها.
وكان فاضلا، له نظم ونثر وخطب، وفيه كيس ومروءة وكرم وحسن خلق.
سمع منه البرزالى شيئا من نظمه، وما علمته حدث إلا بنظمه.
وذكر أنه توفى يوم الجمعة السادس والعشرين من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة. ودفن من يومه بالمعلاة بعد الصلاة عليه عند باب الكعبة، وكان له مشهد عظيم.
وبلغنى عن الشيخ خليل المالكى أنه رأى ـ بعد موت البهاء الخطيب ـ امرأة من أقاربه فى المنام، فقالت للشيخ: هذا البهاء مسكين ما أحد يقرأ له شيئا، ما أحد يهدى له شيئا، فقرأت له بعد ذلك شيئا من القرآن وأهديته إليه ونمت، فرأيت المرأة التى رأيتها فى المنام، فقالت لى: جزاك الله عنه خيرا، أحسنت إليه. هذا معنى ما بلغنى عن الشيخ خليل.
أنشدنى الإمام أبو اليمن محمد بن أحمد بن إبراهيم الطبرى، بقراءتى عليه بالحرم الشريف، قلت له: أنشدك الحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالى إجازة، أن خطيب مكة بهاء الدين محمد بن عبد الله بن المحب الطبرى، أنشده لنفسه بمنزله بمكة فى يوم الجمعة السادس عشر من الحجة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، فقال:
أرانى اليوم للأحباب شاك
…
وقدما كنت للأحباب شاكر
وما لى منهم أصبحت باك
…
أباكر بالمدامع كل باكر
نهارى لا يزال القلب ساه
…
وليلى لا يزال الطرف ساهر
أذاقونى عنادا طعم صاب
…
وقالوا كن على الهجران صابر
وها قلبى إلى الأحباب صاغ
…
يميل إلى رضاهم وهو صاغر
أحن إلى لقاهم كل عام
…
وأرجو وصلهم فى شعب عامر
أهيل الجود مقصد كل حاج
…
وليس لهم عن الأحباب حاجر
سقى ربعا حواهم كل غاد
…
وصين جمالهم من كل غادر
ومن شعره ـ على ما بلغنى عن جدى القاضى أبى الفضل النويرى هذه الأبيات الثمانية، وهى أربعة مقاطيع.
منها: مقطوع أنشده للسلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بمصر، وأظن ذلك لما