الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمع منه: جزء أبى الجهم الباهلى، ومشيخته تخريج الفخر بن البعلبكى بمنى فى سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
وتفقه على أبيه وغيره من شيوخ مكة. ورحل إلى الشام فأخذ بها الفقه عن: قاضى حماة شرف الدين البارزى، وأذن له فى الفتوى والتدريس، فدرس وأفتى كثيرا. وانتفع الناس به فى ذلك. وكان يجلس للتدريس قرب باب العجلة. وحدث، سمع منه: الشيخ نور الدين الفوى بقراءته، ووالدى وغيرهما من شيوخنا. وولى قضاء مكة بعد موت ابن خالته القاضى شهاب الدين الطبرى.
ثم ولى ـ مع القضاء بعد ذلك ـ: خطابة الحرم لما صرف عنها الضياء الحموى فى سنة إحدى وستين وسبعمائة، وباشرها من استقبال رمضان من هذه السنة. وكان جهورى الصوت يرتج المسجد له إذا خطب.
واستمر على ذلك حتى صرف عنه فى أثناء شعبان سنة ثلاث وستين وسبعمائة بجدى القاضى أبى الفضل النويرى.
وكانت مباشرته للقضاء سنتين وتسعة أشهر تقريبا، واستمر مصروفا حتى مات. ولزم بيته فى حال صرفه، بحيث كان لا يخرج منه غالبا إلا يوم الجمعة مع ملازمة الاشتغال بالعلم والعبادة والمصالح الدينية.
وكان فى قضائه نزيها عفيفا، بحيث: أنه فرق صدقة لؤلؤ لها صورة جاءت من الهند فلم يصرف منها لأحد من جهته شيئا. ومع ذلك فما سلم من الكلام.
وكانت وفاته فى جمادى الأولى سنة خمس وستين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة بجوار والده وأخيه. وكان ذا معرفة بالفقه، مشاركا فى غيره من فنون العلم. وله خط جيد.
45 ـ محمد بن أحمد بن قيس الساوى، أبو جعفر، مقرئ مكة:
روى عن إبراهيم بن الحسين الهمدانى. وسمع منه: أبو بكر بن المقرئ بالمسجد الحرام، وروى عنه فى معجمه.
46 ـ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر محمد ابن إبراهيم، يلقب زين الدين بن القاضى زين الدين بن القاضى جمال الدين بن الحافظ محب الدين الطبرى، المكى الشافعى مسند مكة:
ولد فى يوم الخميس العاشر من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة بالمدينة النبوية.
وأجاز له فى سنة إحدى وأربعين، من مصر: القاضى شمس الدين بن القماح وأحمد ابن كتغدى، ومحمد بن غالى، وأحمد بن على المستولى، وأبو نعيم الإسعردى، والبدر الفارقى، وأحمد بن محمد بن عمر بن أبى الفرج الحلبى، وأحمد بن محمد بن أحمد الشهير: بابن الإخوة، والحسن بن السديد، وعليك الخازندار، وأبو الفتح الميدومى ويوسف بن أحمد بن عبيد الله بن جبريل الموقع، وإبراهيم بن محمد الفيومى وعبد الرحيم بن شاهد الجيش، وعبد الباقى اليمانى، والأستاذ أبو حيان، والتاج التبريزى، وعمر بن حسين الشطنوفى وجماعة.
ومن أهل دمشق: الحافظان جمال الدين المزى، وشمس الدين الذهبى، وأحمد بن على ابن حسن الجزرى، ومحمد بن أبى بكر بن أحمد بن عبد الدايم، وأحمد بن عمر بن عفاف الموشى، وعبد الرحمن بن مناع البكريتى، وعبد الرحمن بن عبد الهادى، وعلى ابن العز عمر، ومحمد بن إبراهيم بن أبى عمر، وأخته فاطمة، ومحمد بن أبى على بن مكارم ابن البلوط، وعلى بن عيسى بن المظفر بن الشيرجى ومحمد بن عمر السلاوى، ومحمد بن الخباز، وأخته زينب، وعمتهما نفيسة، ومحمد بن أحمد بن محمود بن راشد المرداوى، وأخوه عبد الرحمن، وعبد الرحيم بن أبى اليسر، وعلى بن عبد المؤمن بن عبد الحارثى، وعبد الله بن على بن هلال الأزدى، وعيسى بن عبد الكريم بن عساكر، ويوسف بن يحيى بن الحنبلى، والعلامة شمس الدين بن النقيب، والعلامة تقى الدين السبكى، وآخرون من أصحاب ابن البخارى وغيره.
وسمع بمكة من السراج الدمنهورى، وفخر الدين عثمان بن يوسف النويرى: موطأ ابن بكير سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
ومن ابن بنت أبى سعد، وشهاب الدين الهكارى، ونور الدين الهمدانى، وعز الدين ابن جماعة: جانبا كبيرا مع جامع الترمذى، وهو من أول الكتاب إلى آخر الميعاد الرابع والعشرين، من ثلاثين ميعادا، وآخره آخر تفسير سورة (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)، وعلى فخر الدين النويرى، وابن جماعة: غالب النسائى. وعلى ابن جماعة: كثيرا من الكتب والأجزاء.
وعلى الحافظ صلاح الدين العلائى: الجزء الأول من الأجزاء العشرة المشتمل على المسلسلات بشرط التسلسل، والأربعين المعنية بعيون فنونها عن المبعير، فى اثنى عشر جزءا، والأربعين الإلهية فى ثلاثة أجزاء، وبيان نوابغ الكرم على ساكنى أرض الحرام، وكل ذلك من تأليفه. وذلك فى سنة خمس وخمسين.
وعلى العفيف المطرى: تاريخ المدينة لوالده، والقصائد الوتريات لمحمد بن على الغرناطى، جد زين الدين المذكور لأمه.
ومن محمد بن سالم الحضرمى، والكمال بن حبيب، وغير واحد.
وتلى بالسبع على المقرئ ناصر الدين العقيبى، وأبى عبد الله محمد بن سليمان الحكرى. وأذنا له فى الإقراء بذلك.
وحفظ كتبا علمية فى فنون. وحضر مجالس العلم عند القاضى أبى الفضل النويرى وغيره، وكان يقرأ عليه البخارى فى غالب السنين.
وكان ذا مكانة عنده، وأمينا له على أموال الأيتام، ونائبا له فى عقود الأنكحة، وفى تنذير الجراحات.
وولى بعض هذه الأمور عن ابن أخته القاضى محب الدين بن القاضى أبى الفضل النويرى، وحكم فى بعض القضايا نيابة عن القاضى عز الدين بن القاضى محب الدين النويرى.
وكان معيدا بالمدرسة بمكة. وله نباهة فى العلم ومروءة طائلة. ورث وراثات كثيرة من أقاربه، من أولاد القاضى شهاب الدين الطبرى ومواليه. وامتحق ذلك منه حتى احتاج كثيرا بآخره، وناله من ذلك مشقة عظيمة، ولما قاساه من ضيق حاله وحال عياله بعد التوسع الكثير.
ومع ذلك، فلم يخل من المروءة. وحدث فى آخر عمره بكثير من الكتب والأجزاء سمعت منه.
وبلغنى أنه لما مات أبوه حضر عند من حضر إليه من الرجال. فقيل له: ما اسمك؟ فقال: زين الدين، فلقب بذلك. واستحسن ذلك منه؛ لأنه كان ابن سنتين وثمانية أشهر وأربعة أيام. وهو سبط الشيخ أبى عبد الله الغرناطى ابن ابنته أم كلثوم، وكان بها بارا.
توفى وقت العصر من يوم الأربعاء سادس عشر شهر رمضان سنة خمس عشرة وثمانمائة.
ودفن فى صبيحة يوم الخميس السابع عشر منه بالمعلاة، بعد صلاة عليه بالحرم الشريف، حضرت الصلاة عليه ودفنه، وهو خال والدتى، وأخو أمها لأبيها.