الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى أخبار الملك الكامل كثرة كثيرة، وفيما ذكرنا منها كفاية؛ إذ القصد الاختصار، وسيأتى ذكر ولده الملك المسعود فى حرف الياء.
389 ـ محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمشقى، المعروف بابن الشماع:
سكن مكة مع أبيه القاضى أمين الدين بن الشماع مدّة سنين، ثم بعد موته، سكن اليمن بزبيد مدة سنين.
وكان يتردد إلى مكة، وأدركه بها الأجل، فى أحد الربيعين من سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، ودفن بالمعلاة.
390 ـ محمد بن أبى بكر محمد بن أيوب بن شاذى بن مروان الملك الكامل، ناصر الدين أبو المعالى بن الملك العادل سيف الدين أبو بكر صاحب الديار المصرية والشامية [ ...... ] (1) ومكة المشرفة:
ذكر ابن خلكان: أن والده الملك العادل، لما تمهدت له البلاد، قسمها بين أولاده، فأعطى أولاده، فأعطى الملك الكامل الديار المصرية والملك المعظم عيسى البلاد الشامية، والملك الأشرف موسى البلاد الشرقي، والملك الأوحد نجم الدين أيوب ميافارقين (2)، وتلك النواحى، ثم إن جماعة كثيرة من الأمراء بالديار المصرية، منهم
390 ـ انظر ترجمته فى: (السلوك للمقريزى 1/ 267، النجوم الزاهرة 6/ 235، ابن الوردى 2/ 178، ابن إياس 8/ 82 والأعلام 7/ 29، مرآة الزمان 8/ 705 ـ 709، عقود الجمان لابن الشعار 7 / الورقة 240، التكملة للمنذرى الترجمة 2822، ذيل الروضتين 166، وفيات الأعيان 92، 79، تاريخ ابن العبرى 205، الحوادث الجامعة 107، المختصر 3/ 168 ـ 169، تاريخ الإسلام الورقة 166 ـ 167 (أيا صوفيا: 3012)، العبر: 5/ 144، الوافى بالوفيات 1/ 193 ـ 197، نثر الجمان للفيومى 2 / الورقة 93 ـ 94 الورقة 28، النجوم الزاهرة 6/ 227، حسن المحاضرة 2/ 33 ـ 38، شذرات الذهب 5/ 171 ـ 173، سير أعلام النبلاء 22/ 127).
(1)
ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(2)
ميّافارقين: بفتح أوله، وتشديد ثانيه ثم فاء، وبعد الألف راء، وقاف مكسورة، وياء، ونون، وهى أشهر مدينة بديار بكر، قالوا: سميت بميابنت لأنها أول من بناها، وفارقين هو الخلاف بالفارسية يقال له: بارجين. لأنها كانت أحسنت خندقها فسميت بذلك. انظر: معجم البلدان (ميافارقين).
عماد الدين أحمد بن المشطوب، اتفقوا مع الملك الفائز سابق الدين إبراهيم بن الملك العادل، وانضموا إليه، وظهر للملك الكامل منهم أمور تدل على أنهم عازمون على تفويض السلطنة إليه، وخلع الملك الكامل، واشتهر ذلك بين الناس.
وكان الملك الكامل يداريهم، لكونه فى قبالة العدو، ولا يمكنه المعافرة والمنافرة، وطول روحه معهم، ولم يزل على ذلك حتى وصل إليه الملك المعظم صاحب دمشق، فأطلعه الملك الكامل على صورة الحال فى الباطن، وأن رأس هذه الطائفة، ابن المشطوب المذكور. فجاءه يوما على غفلة إلى خيمته، واستدعاه، فخرج إليه وقال: أريد أن أتحدث معك سرا فى خلوة، فركب فرسه وسار معه وهو جريدة، وكان المعظم جرد جماعة ممن يعتمد عليهم ويثق بهم. وقال لهم: اتبعونا، ولم يزل المعظم يشاغله بالحديث، ويخرج معه من شيء إلى شئ، حتى أبعد عن المخيم، ثم قال: يا عماد الدين هذه البلاد لك، ونشتهى أن تهبها لنا، ثم أعطاه شيئا من النفقة، وقال لأولئك المجردين: تسلموه حتى تخرجوه من الرمل، فلم يسعه إلا امتثال الأمر، لانفراده وعدم القدرة على الممانعة فى تلك الحال، ثم عاد إلى أخيه الكامل، وعرفه صورة ما جرى، ثم جهز أخاه الملك الفائز إلى الموصل، لإحضار النجدة منها، فمات بها.
وكان ذلك خديعة لإخراجه من البلاد.
فلما خرج هذان الشخصان من العسكر، تحللت عزائم من بقى من الأمراء الموافقين لهما، ودخلوا فى طاعة الكامل كرها لا طوعا. فلما استراح خاطر الملك الكامل، من جهة هذا العدو ـ وهم الفرنج الذين نازلوه بدمياط ـ وتفرغ للأمر الذين كانوا متحاملين عليه، نفاهم عن البلاد، وبدد شملهم وشردهم ودخل القاهرة وشرع فى عمارة البلاد، واستخرج الأموال من جهاتها، وكان سلطانا عظيم القدر، جميل الذكر محبا للعلماء، متمسكا بالسنة النبوية، حسن الاعتقاد، معاشرا لأرباب الفضائل، حازما فى أموره، لا يضع الشيء إلا فى موضعه، من غير إسراف ولا إقتار.
وكان ييبت عنده كل ليلة جماعة من الفضلاء ويشاركهم فى مباحثهم وبنى بالقاهرة دار حديث، ورتب لها وقفا جيدا.
وكان قد بنى على ضريح الإمام الشافعى قبة عظيمة، ودفن أمه عنده، وأجرى إليها ماء من النيل، ومدده بعيد، وغرم على ذلك جملة عظيمة.
ولما مات أخوه الملك المعظم صاحب الشام، وقام ولده الملك الناصر صلاح الدين
داود مقامه، خرج الملك الكامل من الديار المصرية، قاصدا أخذ دمشق منه. وجاء أخوه الملك الأشرف مظفر الدين موسى، واجتمعا على أخذ دمشق، بعد فصول جرت يطول شرحها، وذلك فى أول شعبان، سنة خمس وعشرين وستمائة، فلما ملكها دفعها لأخيه الملك الأشرف، وأخذ عوضها من بلاد الشرق: حرّان والرّها (3) وسروج (4) والرقة (5) ورأس عين (6). وتوجه إليها بنفسه فى تاسع شهر رمضان المعظم من السنة.
وفى شوال سنة ست وعشرين وستمائة، كان الملك الكامل مقيما بحران، بعساكر الديار المصرية، وجلال الدين خوارزم شاه، يوم ذاك يحاصر خلاط (7) ـ وكانت لأخيه الملك الأشرف ـ ثم رجع إلى الديار المصرية، وتجهز فى جيش عظيم، وقصد آمد (8)
(3) الرّهاء: بضم أوله، والمد، والقصر: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ سميت باسم الذى استحدثها، وهو الراهاء بن البلندى بن مالك بن دعر. وقال قوم: إنها سميت بالرها بن الروم بن نبطى بن سام بن نوح، عليه السلام. انظر: معجم البلدان (الرهاء).
(4)
سروج: بلد من أرض الجزيرة وبمقربة من ملطية، وهى رستاق كثير القرى والكروم فى بطن بين جبال، ومن سروج إلى حصن كيفا ستة فراسخ، ثم إلى سميساط سبعة فراسخ، ثم إلى ملطية عشرة فراسخ، ثم إلى زبطرة خمسة فراسخ. انظر: الروض المعطار 315، 316، ابن حوقل 207، الكرخى 55.
(5)
الرقة: مدينة بالعراق مما يلى الجزيرة، وكل أرض إلى جانب واد ينبسط عليها الماء عند المدّ فهى رقة، وبه سميت المدينة. والرقة واسطة بلاد مضر، ومن مدنها الرها وسروج وشمساط ورأس العين وغيرها، والرقة على شارعة الفرات فى الشمال منه، وعليها سوران، وهى فى فحص يبعد عن الجبال على مسافة أكثر من يومين، وفى شرقيها جبلان يسميان المنخرين. انظر: الروض المعطار 270، 271، معجم ما استعجم (الرقة).
(6)
رأس عين: ويقال رأس العين، والعامة تقوله هكذا، وهى مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخا وقريب من ذلك بينها وبين حران، وهى إلى دنيسر أقرب. بينهما نحو عشرة فراسخ. انظر: معجم البلدان (رأس عين)، الروض المعطار 264، 265، ابن جبير 242، 244، ابن حوقل 200، الكرخى 53).
(7)
خلاط: من مدن أرمينية، وتقول: ما خالطت فلانا وأنت تريد: ما سرت معه إلى خلاط. انظر: الروض المعطار 220، ابن حوقل 297، نزهة المشتاق 267، معجم البلدان، معجم ما استعجم (خلاط).
(8)
آمد: مدينة من كور الجزيرة من أعمال الموصل والجزيرة ما بين دجلة والموصل، وآمد بمقربة من ميافارقين، وهى مدينة كبيرة حصينة على جبل غربى دجلة، ومن آمد إلى ميافارقين خمسة فراسخ. انظر: الروض المعطار 3، 4، 5.