الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بغداد شابا، وتفقه بها على الشيخ أبى إسحاق الشيرازى، إلى أن برع فى المذهب، وأعاد فى المدرسة النظامية. وسمع وحدث وجاور بمكة مدة.
مات فى ربيع الأول سنة ست عشرة وخمسمائة، عن أربع وسبعين سنة.
قال الإسنائى: وذكر العبادى فى طبقاته، شخصا آخر قديما يقال له: أبو نصر الشيرازى، أخذ عن أبى سهل الصعلوكى. وسيأتيك أيضا شخص آخر يعرف بابن الشيرازى، وهو يشتبه بهما، فليعلم ذلك.
وأشار إلى القاضى أبى نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن مميل الشيرازى، المتوفى فى جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة. وقد لا يشتبهان لتأخر ابن مميل.
475 ـ محمد بن هبة الله بن ثابت ـ فقيه الحرم ـ أبو نصر البندنيجى الشافعى، مؤلف المعتمد
.
سمع أبا طالب العشارى، وأبا إسحاق الرملى، وأبا محمد الجوهرى وغيرهم. رواه عنه الحافظ أبو القاسم التيمى. وأجاز للحافظ السلفى.
وكان قرأ المذهب والخلاف على الشيخ أبى إسحاق الشيرازى. ودرس فى حياته. ثم انتقل إلى مكة وسكنها، حتى توفى بها فى سنة خمس وتسعين وأربعمائة.
هكذا ذكر وفاته الحافظ ابن النجار وغير واحد. فعلى هذا ما ذكره الجندى من أنه توفى سنة خمسمائة وهم قطعا. وكذلك ما ذكره الإسنائى فى طبقاته نقلا عن بعضهم، من أنه توفى باليمن، وهم بلا شك؛ لأن السلفى وابن النجار، ذكرا أنه توفى بمكة، وهما من أعرف الناس به.
ومولده فى جمادى الآخرة سنة سبع وأربعمائة، وقيل: سنة عشر. وكان قد كف بصره، ومع ذلك فكان يعتمر فى شهر رمضان كل يوم عمرة.
وكان يقرأ فى الأسبوع، ستة آلاف مرة: قل هو الله أحد.
476 ـ محمد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم المخزومى
.
أمير مكة والمدينة والطائف. ولى ذلك بعد عزل أخيه إبراهيم بن هشام، ولم يل ذلك
475 ـ انظر ترجمته فى: (اللباب 1/ 147، الأعلام 7/ 130).
476 ـ انظر أخباره فى: (ابن الأثير: حوادث سنة 114 وسنة 125، تاريخ الطبرى 4/ 216، رغبة الآمل 2: 228، الأعلام 7/ 131).
بعده دفعة واحدة. وإنما ولى مكة والطائف فى سنة أربع عشرة ومائة، على ما ذكر ابن جرير، وابن الأثير.
قال ابن الأثير، بعد ذكره لولاية محمد بن هشام على مكة والطائف فى سنة أربع عشرة ومائة: وقيل: بل ولى محمد سنة ثلاث عشرة.
ذكر ابن جرير، وابن الأثير: أنه كان عاملا على مكة والمدينة والطائف، فى سنة سبع عشرة ومائة.
وذكر ابن جرير مثل ذلك فى أخبار سنة ثمانى عشرة ومائة، قال: وقيل: كان عامل المدينة فى هذه السنة: خالد بن عبد الملك. انتهى.
وخالد بن عبد الملك هذا، هو خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبى العاص الأموى، كان والى المدينة فى سنة أربع عشرة ومائة، بعد عزل إبراهيم بن هشام، أخى محمد بن هشام هذا.
وذكر ابن جرير: أن محمد بن هشام هذا، كان عاملا على مكة والمدينة والطائف، فى سنة تسع عشرة ومائة، وفى سنة عشرين ومائة، وفى سنة إحدى وعشرين ومائة.
وذكر ابن الأثير ما يوافق ما ذكره ابن جرير، فى ولاية محمد بن هشام، على مكة والمدينة والطائف، فى هذه الثلاث السنين.
وقال فى أخبار سنة اثنتين وعشرين ومائة: وحج بالناس هذه السنة، محمد بن هشام المخزومى. وكان عمال الأمصار من تقدم ذكرهم قبل.
وقال فى أخبار سنة ثلاث وعشرين ومائة: وكان العمال فى الأمصار، العمال فى السنة التى قبلها. انتهى.
وهذا يدل على أن محمد بن هشام، كان على مكة والمدينة والطائف، فى سنة اثنتين وعشرين ومائة، وسنة ثلاث وعشرين ومائة؛ لأنه ذكر أنه كان على ذلك فى ثلاث سنين، قبل هاتين السنتين. والله أعلم.
وأظن أن ولايته دامت إلى انقضاء خلافة ابن أخيه هشام بن عبد الملك، وذلك فى شوال سنة خمس وعشرين ومائة.
وذكر ابن جرير: أنه حج بالناس سنة أربع عشرة ومائة ـ فى قول ـ وسنة خمس عشرة. وجزم بذلك، وسنة ثمانى عشرة ـ فى قول ـ وسنة إحدى وعشرين.
وذكر ابن الأثير: أنه حج بالناس سنة أربع عشرة ـ فى قول ـ وسنة خمس عشرة، وسنة ثمانى عشرة. وفى سنة عشرين ـ فى قول ـ وفى سنة إحدى وعشرين ـ فى قول ـ وفى سنة إحدى وعشرين، وفى سنة اثنتين وعشرين، وفى سنة أربع وعشرين. وذكر العتيقى فى أمراء الموسم: أن محمد بن هشام حج بالناس، فى سنة خمس عشرة ومائة، وهو أمير مكة، وحج بالناس بعد ذلك خمس حجج متوالية، أولها: سنة عشرين ومائة. وحج بالناس أيضا فى سنة ثمانى عشرة. وحكى قولا: أنه حج بهم فى سنة تسع عشرة، بعد أن جزم بأن الذى حج بالناس فى هذه السنة، مسلمة، أبو شاكر بن هشام ابن عبد الملك أمير المؤمنين. انتهى.
وذكر الفاكهى فى ولايته لمكة شعرا هجى به؛ لأنه قال: وكان من ولاة مكة لبنى أمية، محمد بن هشام بن إسماعيل، وله يقول العرجى، كما ذكر الزبير عن عمه، ولم أسمعه منه، حدثنيه ابن شبيب عنه، قال: لما ولى محمد بن هشام الحج، أنشا العرجى يقول:
ألا قل لمن أمسى بمكة ثاويا (1)
…
ومن جاء من نجد ونقب المشلل
دعوا الحج لا تستهلكوا نفقاتكم
…
فما حج هذا العام بالمتقبل
وكيف يزكى حج من لم يكن له
…
إمام لدى تعريفه (2) غير دلدل
يظل يرائى بالنهار صلاته (3)
…
ويلبس فى الظلماء وشاح القرنفل
انتهى.
وقال ابن خلكان فى ترجمة [ ....... ](4) قال ابن إسحاق: وكان الوليد بن يزيد مضطغنا على محمد بن هشام أشياء كانت تبلغه عنه فى حياة هشام.
فلما ولى الخلافة قبض عليه وعلى أخيه إبراهيم بن هشام، وأشخصا إليه إلى الشام، ثم دعى له بالسياط، قال له محمد: أسألك بالقرابة. فقال: وأى قرابة بينى وبينك؟ . هل
(1) فى ديوان العرجى (424).
ألا قل لمن أمسى بمكة قاطنا
…
ومن جاء من عمق ونقب المشلل
(2)
فى الديوان:
فكيف يزكى حج من لم يكن له
…
إمام لدى تجميره غير دلدل
(3)
فى الديوان:
يظل يرانى الصيام نهاره
…
ويلبس فى الظلماء سمى القرنفل
(4)
ما بين المعقوفتين بياض بالأصل.