الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عنه أحمد بن الفرات، وحنبل بن إسحاق، وعبد بن حميد، ومحمد بن سليمان الباغندى، وأبو يحيى بن أبى مسرة، وأبو حاتم. وقال: كان شيخا صالحا، كتبنا عنه بمكة، وكان ممتنعا من التحديث، أدخلنى عليه ابنه.
وذكره ابن حبان فى الثقات، وقال: كان من خيار الناس، ربما أخطأ، يجب أن يعتبر بحديثه إذا بين السماع فى خبره. روى له الترمذى وابن ماجة.
486 ـ محمد بن يزيد المكى:
يروى عن مجاهد، روى عنه نافع بن يزيد. ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الثالثة من الثقات.
487 ـ محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن محمد بن المعالى الشيبانى الطبرى المكى، يلقب بالجمال، ويعرف بابن زبرق:
ولد فى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، ظنا غالبا، وسمع على القاضى موفق الدين الحنبلى، والقاضى عز الدين بن جماعة، جزء ابن نجيد.
سمعت عليه منه جانبا بين الحرمين، ونحن متوجهون إلى طيبة. ثم قرأت عليه منه جانبا بسولة من وادى نخلة اليمانية، وكان له بها مال، ودخل ديار مصر غير مرة. وولى النظر على قلشان، وقف السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على الشيبانيين بالبحيرة من ديار مصر وكان إماما وخطيبا بسولة من وادى نخلة وهو من ذرية القاضى أبى المعالى الشيبانى، الآتى ذكره.
وتوفى ليلة الأربعاء ثالث صفر سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمكة، ودفن فى صبيحتها بالمعلاة.
وكان مرضه خمس ليال بعد قدومه من جدة.
488 ـ محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبى بكر بن أحمد بن محمود بن إدريس بن فضل الله بن الشيخ أبى إسحاق إبراهيم بن على، القاضى مجد الدين أبو الطاهر الفيروزابادى الشيرازى الشافعى اللغوى:
نزيل مكة. ولد بشيراز فى سنة تسع وعشرين وسبعمائة. وسمع بها من المحدث شمس
487 ـ انظر ترجمته فى: (الضوء اللامع 10/ 79).
488 ـ انظر ترجمته فى: (البدر الطالع 280، الضوء اللامع 79: 10، بغية الوعاة 117، العقود اللؤلوية 264، 278، 297، أزهار الرياض 3/ 38، 53، كشف الظنون 1657، الأعلام 7/ 147).
الدين محمد بن يوسف الزرندى المدنى: صحيح البخارى، وببغداد على بعض أصحاب الرشيد بن أبى القاسم، وبدمشق من مسندها محمد بن إسماعيل بن الخباز: جزء ابن عرفة، وعوالى مالك للخطيب، ومن محمد بن إسماعيل الحموى: السنن الكبرى للبيهقى بفوت، ومن أحمد بن عبد المؤمن المرداوى: المنتقى من أربعين عبد الخالق الشحامى، ومن الإمام شهاب الدين أحمد بن مظفر النابلسى: معجم ابن جميع، ومن عبد الله بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن قيم الصيائية: مشيخة الفخر بن البخارى، تخريج ابن الظاهرى عنه، ومن يحيى بن على بن مجلى بن الحداد الحنفى: الأربعين النواوية، عن النواوى سماعا بدعواه وما قبل ذلك منه، وغيرهم.
وببيت المقدس، على الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائى: الأول من مسلسلاته، وغير ذلك.
وبمصر من محمد بن إبراهيم البيانى: الصحيحين فيما أحسب، الشك منى فى محل السماع، لا فى المسموع.
وسمع بمصر على أبى الحرم محمد بن محمد القلانسى، ومظفر الدين محمد بن محمد ابن يحيى العطار، والقاضى ناصر الدين محمد بن محمد بن أبى القاسم، المعروف بابن التونسى، والمحدث ناصر الدين محمد بن أبى القاسم بن إسماعيل الفارقى: رباعيات الترمذى، والمنتقى الكبير من الغيلانيات.
وسمع على الفارقى والقلانسى: ثلاثيات المعجم الصغير للطبرانى، وغير ذلك، وعلى القلانسى فقط: ثمانيات مؤنسة خاتون، بنت الملك العادل، وسباعياتها: تخريج ابن الظاهرى وتسلسل له مطلقا، الحديث المسلسل بالأولية الذى بأولها، لبس منه خرقة التصوف، وعلى مظفر الدين العطار: الجزء الأخير من الغيلانيات، وعلى الأديب جمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن الحسن، المعروف بابن نباتة: جزء الحرفى.
ومن أحمد بن محمد بن الحسن الإمام الجزائرى: الجزء الثانى من مشيخة يوسف بن المبارك الخفاف، ومن على بن أبو العرضى «الطهور» لأبى عبيد، ومعجم ابن جميع، وبعض المسند لابن حنبل، ومن القاضى عز الدين بن جماعة أربعينه التساعيات، وجزؤه الكبير، ومنسكه الكبير، والبردة للبوصيرى عنه.
وبمكة من إمامها خليل بن عبد الرحمن المالكى، وقاضيها تقى الدين الحرازى، ونور الدين على بن الزين القسطلانى، قرأ عليه الموطأ لمالك، رواية يحيى بن يحيى، وغيرهم.
ولقى جمعا كثيرا من الفضلاء، وأخذ عنهم، وأخدوا عنه، منهم: الصلاح الصفدى، وكتب عنه البيتين الآنى ذكرهما أخيرا، وأوسع فى الثناء عليه، وخرج له الإمام جمال الدين محمد بن الشيخ موسى المراكشى المكى، مشيخة حسنة عن شيوخه، ولم يقدر لى قراءتها عليه، ولا سمعها عليه أحد، غير أن بعض أصحابنا المكيين، أخبرنى أنه قرأ عليه أحاديث شيوخ السماع، ببستانه بنخل ربيد.
وكانت له بالحديث عناية غير قوية، وكذا بالفقه، وله تحصيل فى فنون من العلم، ولا سيما اللغة، فإن له فيها اليد الطولى، وألف فيها تواليف حسنة، منها: القاموس المحيط، ولا نظير له فى كتب اللغة، لكثرة ما حواه من الزيادات على الكتب المعتمدة، كالصحاح وغيرها.
ومن تواليفه: شرح الفاتحة، ألفه فى ليلة واحدة، على ما ذكر. وشرح على البخارى، ما أظنه أكمله. وكتاب فى الأحاديث الضعيفة، مجلدات. وكراس فى علم الحديث، رأيته بخطه. وله الدر الغالى فى الأحاديث العوالى، والصلات والبشر فى الصلاة على خير البشر. والمغانم المطابة فى معالم طابة. والوصل والمنى فى فضائل منى. وشيء فى فضل الحجون، ومن دفن فيه من الصحابة. ولم أر فى تراجمهم فى كتب الصحابة، التصريح بأنهم دفنوا جميعا بالحجون، بل ولا أن كلهم مات بمكة، فإن كان اعتمد فى دفنهم أجمع بالحجون، على من قال: إنهم نزلوا مكة، فيلزم من نزولهم بها، أن يكون جميعهم دفن بالحجون، فإن الناس كانوا يدفنون بمقبرة المهاجرين بأسفل مكة، وبالمقبرة العليا بأعلاها، وربما دفنوا فى دورهم. والله أعلم. والمتفق وضعا والمختلف صقعا والمرقاة الوفية فى طبقات الحنفية، أخذها من طبقات الشيخ محيى الدين عبد القادر الحنفى. والروض المسلوف فيما له إسمان إلى ألوف.
وتجبير الموشين فى السين والشين. وأسماء الخمر. وترقيق الأسل فى تصفيق العسل، كراريس، ألفها فى ليلة، عندما سأله بعض الناس عن العسل، هل هو قئ النحلة أو خرؤها. والإسعاد إلى رتبة الاجتهاد. وفضل السلامة على الخبزة، كفضل الدر على الخرزة. والسلامة والخبزة: قريتان بوادى الطائف.
وألفيت بخطه فى إجازة لبعض أصحابنا، ذكر تواليف له كثيرة جدا، ومنها بعض ما ذكرناه من تواليفه، وفيما ذكرناه زيادة فائدة فى ذلك. فنذكر ذلك كله لما فيه من الفائدة.
ونص ذلك: وأجزت له أن يروى عنى جميع ما يجوز عنى روايته، وما لى من تأليف وتصنيف فى فنون العلم الشريفة التى منها فى التفسير: كتاب بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز، مجلدان. وكتاب تنوير المقباس فى تفسير ابن عباس، أربع مجلدات. وكتاب تيسير فاتحة الإياب فى تفسير فاتحة الكتاب، مجلد كبير، وكتاب الدر النظيم المشير إلى مقاصد القرآن العظيم. وحاصل كورة الخلاص، فى تفسير سورة الإخلاص. وشرح قطبة الحشاف، شرح خطبة الكشاف.
وفى الحديث: كتاب شوارق الأسرار العلية، شرح مشارق الأنوار النبوية، أربع مجلدات. وكتاب منح البارى، بالسيح الفسيح الجارى، فى شرح صحيح البخارى، كمل ربع العبادات منه، فى عشرين مجلدا. وكتاب عمدة الحكام، فى شرح عدة الأحكام، مجلدان وكتاب امتصاص الشهاد فى افتراض الجهاد. وكتاب النفحة العنبرية، فى مولد خير البرية وكتاب الصلات والبشر فى الصلاة على خير البشر. وكتاب الوصل والمنى فى فضائل «منى» وكتاب المغانم المطابة، فى معالم طابة، وكتاب مهيج الغرام إلى البلد الحرام.
وكتاب إثارة الحجون، لزيارة الحجون. وكتاب أحاسن اللطائف، فى محاسن الطائف. وكتاب فصل الدرة من الخرزة، فى فضل السلامة على الخبزة.
وكتاب روضة الناظر فى ترجمة الشيخ عبد القادر. وكتاب تعين العرفات للمعين على عين عرفات. وكتاب منية السول فى دعوات الرسول. وكتاب الإسعاد بالإصعاد، إلى درجة الاجتهاد، ثلاث مجلدات وكتاب اللامع المعلم العجاب، الجامع بين المحكم والعباب، وزيادات امتلأ بها الوطاب، واعتلى منها الخطاب، فغاق كل مؤلف هذا الكتاب، يقدر تمامه فى مائة مجلد، كل مجلد يقرب من صحاح الجوهرى فى المقدار. وكتاب القاموس المحيط، والقابوس الوسيط، الجامع لما ذهب من لغة العرب شماطيط. وكتاب الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف. وكتاب الدرر المبثثة فى الغرر المثلثة. وكتاب بلاغ التلغين فى غرائب الملغين وكتاب تحفة القماعيل فيمن يسمى من الملائكة والناس بإسماعيل، وكتاب تسهيل طريق الوصول إلى الإحاديث الزائدة على جامع الأصول، أربع مجلدات. وكتاب أسما البراح فى أسماء النكاح. وكتاب أسماء الغادة فى أسماء العادة. وكتاب الجليس الأنيس، فى أسماء الخندريس. وكتاب أنواء الغيث فى أسماء الليث. وكتاب الفضل الوفى، فى العدل الأشرفى. وكتاب مقصود ذوى الألباب فى علم الإعراب، مجلد. وكتاب نزهة الأذهان فى فضائل أصبهان. وكتاب التجاريح، فى فوائد متعلقة بأحاديث المصابيح. انتهى ما وجد بخطه.
وله شعر كثير، فى بعضه قلق، لجلبه فيه ألفاظا لغوية عويصة.
وكان كثير الاستحضار لمستحسنات من الشعر والحكايات، وله خط جيد من الإسراع فى الكتابة. وكان سريع الحفظ. بلغنى عنه أنه قال: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتى سطر. أخبرنى عنه بذلك من سمعه منه، من أصحابنا المعتمدين. وحدث بكثير من تصانيفه ومروياته.
سمع منه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة. وحدث عنه فى حياته، وصاحبنا الحافظ أبو الفضل بن حجر، وغيره من أصحابنا الفضلاء. سمعت منه بمنزله بمنى: جزء ابن عرفة، والمائة المنتقاة من مشيخة ابن البخارى، انتقاء العلائى. وقرأت عليه قبل ذلك فى مبدأ الطلب: السيرة النبوية، لعبد الغنى المقدسى، عن ابن الخباز، عن ابن عبد الدايم، عنه، والأربعين النواوية عن ابن مجلى، عن النواوى، والبردة عن ابن جماعة، عن ناظمها.
وولى قضاء الأقضية ببلاد اليمن، عشرين سنة متوالية، تزيد قليلا، متصلا بموته، عن صاحبى اليمن: الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد، وولده الملك الناصر أحمد، وللملك الناصر ألف الكتاب الذى فيه الأحاديث الضعيفة، ليريحه من التفتيش عليها فى كتب الحديث. وكان دخوله لليمن من بلاد الهند.
ولما دخل اليمن أكرمه الملك الأشرف. ونال منه بر ورفعة، وتزوج الأشرف ابنته.
ونال كرامة من جماعة من ولاة البلاد، منهم: ابن عثمان ملك الروم، وشاه منصور ابن عم شاه شجاع، وكذلك من تمر لنك، وحصل منهم دنيا طائلة، فما يطول بقاؤها بيده، لتسليمه لها إلى من يمحقها بالإسراف فى صرفها. وقدم إلى مكة مرات، وجاور بها كرات.
وأول قدومه إليها ـ فيما علمت ـ قبل سنة ستين وسبعمائة، ثم قدم إليها فى سنة سبعين وسبعمائة، وأقام بها خمس سنين متوالية، أو ست، الشك منى، ثم رحل عنها وعاد إليها غير مرة، منها بعد التسعين ـ بتقديم التاء ـ وسبعمائة، وكان بها مجاورا فى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، ورحل منها إلى الطائف، وله فيها بستان كان لجدى لأمى، اشتراه فيما أحسب فى هذه السنة.
ولما حج فيها، دخل مع الركب العراق، لأن القان أحمد بن أويس صاحب العراق، استدعاه فى كتاب كتبه إليه، وفيه نبأ عظيم عليه، من جملته:
القائل القول لو فاه الزمان به
…
كانت لياليه أياما بلا ظلم
والفاعل الفعلة الغراء لو مزجت
…
بالنار لم يك ما بالنار من حمم
وفيه بعد ذكر هدية إليه من مستدعيه:
ولو نطيق لنهدى الفرقدين لكم
…
والشمس والبدر والعيوق والفلكا
وما عرفت خبره مع مستدعيه، ودار فى البلاد حتى وصل إلى عدن، ثم إلى مكة، وما عاد إلى مكة إلا فى سنة اثنتين وثمانمائة، من بلاد اليمن، فحج وجاور بقية السنة، وشيئا من أول السنة التى بعدها، وجعل داره التى أنشأها الصفا، مدرسة للملك الأشراف صاحب اليمن، وقرر بها طلبة وثلاثة مدرسين، فى الحديث، وفى فقه مالك، والشافعى وزار المدينة النبوية، وقرر بها مثل ما قرر بمكة، واشترى حديقتين بظاهرها وجعلها لذلك، ثم عاد إلى مكة، ثم إلى اليمن لقصد الأشرف، فمات الأشرف قبل وصوله إليها، فأعرض عما قرره، ثم قدم إلى مكة، فى سنة خمس وثمانمائة، فى رمضان ـ فيما أحسب ـ وذهب فى بقيتها إلى الطائف قبل الحج، ثم حج وأقام بمكة مدة، وبالطائف، فى سنة ست وثمانمائة، وحج فيها، وتوجه إلى المدينة مع الحاج، لتقريره ما كان اشتراه بها، فإنه نوزع فيه، ثم عاد إلى مكة بعد أن ظفر ببعض قصده، وتوجه إلى اليمن، على طريق السراة (1)، وأقام بالخلف والخليف (2) نحو تسعة أشهر، ثم توصل منه إلى زبيد، وأقام بها غالبا، وبتعز مدة، لما كان فوض إليه من تداريس مدارس بها، منها: المؤيدية والمجاهدية، وغير ذلك. وكان يرغب فى الرجوع إلى مكة، فما قدر له ذلك حتى مات.
وكان يحب الانتساب إلى مكة؛ لأنه كان يكتب بخطه: الملتجئ إلى حرم الله تعالى، واقتدى فى كتابة ذلك، بالرضى الصاغانى اللغوى الآتى ذكره.
وكان يذكر أنه من ذرية الشيخ أبى إسحاق الشيرازى، مؤلف «التنبيه» وذكر له
(1) السّراة: بلفظ جمع السرى، وهو جمع جاء على غير قياس أن يجمع فعيل على فعلة ولا يعرف غيره، وكذا قاله اللغويون. وقال الأصمعى: السراة الجبل الذى فيه طرف الطائف إلى بلاد أرمينية، وفى كتاب الحازمى: السراة الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة، وهى باليمن أخص. انظر: معجم البلدان (السراة).
(2)
الخليف: بفتح أوله، وكسر ثانيه: شعب فى جبلة الجبل. والخليف: الطريق الذى بين الشعبين يشبه الزقاق، لأن سهمهم تخلّف. وقال الحفصى: خليف صماخ قرية، وصماخ: جبل. وخليف عشيرة: وهو نخل. انظر: معجم البلدان (الخليف).
نسبا إليه، أملاه على بعض أصحابنا، لما كتب سماعنا عليه. تقدم ذكره، واستغرب ذلك الناس منه، واستغربوا منه أكثر، ما كان يذكره من انتسابه إلى أبى بكر الصديق رضى الله عنه، من جهة الشيخ أبى إسحاق.
وكان حوى من الكتب شيئا كثيرا، فأذهبها بالبيع، وما وجد له بعد موته منها، ما كان يظن به. ومتعه الله تعالى، بسمعه وبصره، بحيث إنه قرأ خطا دقيقا قبيل موته بيسير.
وكان موته فى ليلة الثلاثاء، العشرين من شوال سنة سبع عشرة وثمانمائة بزبيد، ودفن بمقبرة الشيخ إسماعيل الجبرتى، بباب سهام.
وما ذكرناه من تاريخ ليلة موته، موافق لرؤية أهل زبيد لهلال شوال، وعلى رؤية أهل عدن وغيرهم، يكون موته فى ليلة تاسع عشر شوال. والله أعلم.
أنشدنى العلامة اللغوى، قاضى الأقضية ببلاد اليمن، مجد الدين أبو الطاهر محمد بن يعقوب بن محمد الفيروزابادى بمنى سماعا، وأكبر ظنى أنى سمعته من لفظه لنفسه:
أحبتنا الأماجد إن رحلتم
…
ولم ترعوا لنا عهدا وإلا
نودّعكم ونودعكم قلوبا
…
لعل الله يجمعنا وإلا
وهذان البيتان هما اللذان كتبهما عنه الصلاح الصفدى، وسمعت من ينتقد عليه قوله فى آخر البيت الثانى «وإلا» بما حاصله: أنه لم يتقدم له ما يوطئ له، وأن مثل هذا لا يحسن إلا مع تقديم توطئة للمقصود. والله أعلم.
وأنشدنى شيخنا المذكور إذنا، قال: دخلت على الشيخ تقى الدين ببستانه بالزعفرانية ظاهر دمشق، فأنشدنى من لفظه:
مضى عصر الصبا لا فى انشراح
…
ولا عيش يطيب مع الملاح
ولا فى خدمة المولى تعالى
…
ففيه كل أنواع الفلاح
وكنت أظن يصلحنى مشيبى
…
فشبت فأين آثار الصلاح
وأنشدنى هذه الأبيات، صاحبنا الإمام أبو المحاسن محمد بن إبراهيم الحنفى، سماعا من لفظه عن شيخنا القاضى مجد الدين من لفظه، وحكى عنه قصة إنشادها، وفى معنى هذه الأبيات باختصار بليغ، قول القائل:
وأضعت عمرك لا خلاعة ماجن
…
حصلت فيه ولا وقار مبجل