الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكلام ابن حزم فى الجمهرة، يقتضى أن خالد بن الوليد لا عقب له. وقد انتسب إليه خلق كثير من العلماء، والله أعلم بصحة ذلك.
وأخبرنى صاحبنا الخير جمال الدين محمد بن أبى بكر بن على، المعروف بالمرشدى المصرى: أنه كان فى يوم عاشوراء فى بعض السنين بمكة، عند شيخنا القاضى شهاب الدين أحمد بن ظهيرة، قاضى مكة الآتى ذكره، فأمر بعض الناس بالمضى إلى الشيخ نجيب الدين ببيتين من الشعر، يتضمنان ذلك، هما:
عشر بعاشورا كتحال توسعة
…
صلح الورى مسح اليدين على اليتيم
صوم صلاة جنازة صلة الرحم
…
غسل زيارة عالم عود السقيم
انتهى.
وتخيل بعض من لقيناه أن البيتين المشار إليهما، للقاضى شهاب الدين بن ظهيرة وما ذكره لى جمال الدين المرشدى يخالف ذلك.
وقد كتب لى بخطه ما نصه: ذكرت هذه الخصال فى يوم عاشوراء، بحضرة القاضى شهاب الدين بن ظهيرة رحمه الله. فأرسل إلى الشيخ نجيب الهندى، رحمه الله، فكتبها من عنده بحضرة الفقيه المرشدى محمد، وذكر البيتين.
ومما يحسن ذكره هنا لكونه فى المعنى، وفيه من الفائدة ما ليس فى البيتين.
قول شيخنا قاضى القضاة جمال الدين بن ظهيرة، الذى أنشدناه إجازة إن لم يكن سماعا.
فى يوم عاشوراء صم ثم اغتسل
…
صل اكتحل وعلى العيال فوسع
وتصدقن رأس اليتيم امسح وصل
…
زر عالما ولذات شحنا فادفع
وعلى الجنازة صل واستك وأقرأن
…
والعلم فاطلبه تعلم ترفع
وقول صاحبنا الفاضل خليل بن هارون بن مهدى الجزائرى المغربى، نزيل مكة، وفيه ما ليس فى الأبيات قبل ذلك، وأعطانيه بخطه فى يوم عاشوراء، سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة.
صم صل صل أصلح تصدق واكتحل
…
وسع عد امسح زر تعلم واغتسل
قل سورة الإخلاص ألفا يوم عا
…
شوراء يرحمك الإله فتنتصل
444 ـ محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد القرشى الهاشمى المكى:
يكنى أبا زرعة، ويلقب بدر الدين، ابن صاحبنا المحدث البارع المفيد، تقى الدين أبى الفضل بن نجم الدين أبى النصر بن أبى الخير.
ولد فى يوم الأحد، مستهل المحرم، مفتتح سنة ثمان وثمانمائة بمكة.
اعتنى به والده، فاستجاز له عدة من مشايخ بلده، والواردين إليها، ومن مشايخ مصر والشام والإسكندرية وغيرهم.
وأحضره على جماعة، منهم: الإمام أبو اليمن الطبرى. وأسمعه عدّة من الكتب والأجزاء، من ذلك: الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وصحيح ابن حبان، على جمع من الشيوخ، منهم: علامة الحجاز، ومسند الدنيا، زين الدين أبو بكر بن الحسين المراغى، وشمس الدين الحنبلى، ويعرف بالشامى، وعبد الرحمن بن طولوبغا الشكرى، والحافظ أبو حامد بن ظهيرة، والإمام أبو الخير بن الجزرى.
وحفظ القرآن العظيم، وعدة كتب، منها: كتاب فى الحديث، ألفه له والده ووسمه، بغنية المريد وبغية المستفيد، والحاوى الصغير فى الفقه، والألفية لابن مالك. عرضهم علىّ فأجاد.
وأخبرنى والده: أنه قرأ عليه كلا منهم، وهو قائم على رجليه فى مجلس واحد عن ظهر قلبه، لم يغلط غلطة سوى أنه توقف فى موضع من الحاوى، فحزره فوقع مغشيا عليه، فانتهره، فقام وعاد فى قراءته كالسيل الجارى. انتهى.
اشتغل وحصل وقرأ وطبق وحضر دروسا عدة، منها فى الفقه، على الوجيه عبد الرحمن المصرى، وفى النحو، على الجلال عبد الواحد المرشدى، وتخرج بوالده. وكان له فهم وذكاء.
كتب بخطه جملة فوائد حديثية وغيرها.
ذكر لى والده أنه استفاد منه جملة. جمع رباعيات صحيح مسلم، وقد رتبها والده على حروف المعجم، ومناقب الإمام الشافعى مختصرة، ومعجم شيوخه، جميع ذلك مسودات.
عاجلته المنية عن تبييضها، فى عشاء ليلة الأحد سابع عشرين جمادى الأولى، سنة ست وعشرين وثمانمائة بمكة المشرفة، وصلى عليه عقيب صلاة الصبح، بالساباط المتصل بقبة مقام إبراهيم الخليل بالمسجد الحرام، ودفن بالمعلاة على جدّ أبيه، رحمهما الله تعالى، وحزن عليه والداه.