الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يكتب عنه إلى مصر وغيرها، وأقام عنده إلى ذلك مدة سنين، وله ترداد كثير إلى مكة من قبل ولايته.
ودخل اليمن فنال فيه خيرا. وترافقنا فى سفرة سافرناها إلى الطائف لقصد الزيارة، وسمعت من لفظه بالسلامة من وادى الطائف ـ حديث:«الأعمال بالنيات» من الغيلانيات عن ابن أميلة، وابن أبى عمر، إجازة إلىّ لم يكن سماعا. وسمعت منه حكايات.
وتوفى فى أول يوم الأحد الحادى والعشرين من المحرم سنة ست عشرة وثمانمائة، ودفن بالمعلاة، وقد بلغ السبعين أو قاربها.
شهدت الصلاة عليه ودفنه، شهد ذلك الشريف حسن، صاحب مكة.
80 ـ محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، ويلقب بالجمال، ابن العز، الأصبهانى، المكى:
كان ذا نظم وعناية بالشعر، وجمع فى ذلك مجاميع. وورث مالا جزيلا عن أبيه، وبالغ فى الإسراف فيه حتى احتاج فى آخر عمره وصار يتكسب من عمل يده بالتجارة وغيرها. ثم توجه إلى مصر.
ومات بالبيمارستان المنصورى سنة خمس أو ست وسبعين وسبعمائة. وكان صاهر القاضى شهاب الدين الطبرى على ابنته السيدة خديجة.
81 ـ محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس العباسى:
أمير مكة والطائف، ولى ذلك بعد عزل عبد الصمد بن على فى سنة تسع وأربعين ومائة، وحج بالناس فيها، كما ذكر ابن جرير الطبرى.
ثم عزل عن ذلك فى سنة ثمان وخمسين ومائة بإبراهيم بن يحيى ـ الآتى ذكره.
وذكر الفاكهى: أنه ولى مكة للمنصور، وابنه المهدى.
وذكره ابن الأثير فى: ولاية مكة للرشيد. ولم يبين تاريخ ولايته للرشيد، وبين ذلك ابن كثير؛ لأنه ذكر: أنه حج بالناس فى سنة ثمان وسبعين، وهو أمير مكة.
81 ـ انظر ترجمته فى: (المعارف 376، تاريخ بغداد 1/ 384، الكامل لابن الأثير 6/ 171، العبر 1/ 292، شذرات الذهب 1/ 309، سير أعلام النبلاء 9/ 88).
وذكر الذهبى: أنه ولى دمشق للمهدى، ولابنه الرشيد.
وروى عن: أبى جعفر المنصور، وجعفر بن محمد الصادق. وروى عنه: ابنه موسى، وحفيده إبراهيم بن عبد الصمد. وكان كبير القدر.
توفى سنة خمس وثمانين ومائة. انتهى.
ولمحمد بن إبراهيم ـ هذا ـ يقول العنبرى:
إنى أتيت بأمر يقشعر له
…
أعلا الذؤابة أمرا مفظعا عجبا
لما عمدت كتاب الله أرهنه
…
أيقنت أن زمان الناس قد كلبا
وما عمدت كتاب الله أرهنه
…
إلا ولم يبق هذا الدهر لى نشبا
فافتك طه وياسينا فإنهما
…
للسبع من محكم الفرقان قد نسبا
وقال ـ أيضا ـ العنبرى لمحمد بن إبراهيم:
اقض عنى يا ابن عم المصطفى
…
أنا بالله من الدين وبك
من غريم فاحش يقذرنى
…
أشوه الوجه لعرض منتهك
أنا والظل وهو ثالثنا
…
أين ما زلت من الأرض سلك
ذكر ذلك الزبير بن بكار.
وقد أثنى عليه الفاكهى، وذكر له أخبارا حسنة. فتذكر ذلك لما فيه من الفائدة ونص ما ذكره:
وكان محمد بن إبراهيم من أفاضل بنى هاشم، ممن ولى مكة. كان وليها لأبى جعفر المنصور، ثم للمهدى أمير المؤمنين. فحدثنا محمد بن أبى عمر عن بعض أشياخه، قال: كتب أمير المؤمنين المهدى إلى محمد بن إبراهيم يقول له: بلغنى أن سفيان فيما قبلك، فإذا جاءك كتابى فادفعه إلىّ.
فلما ورد عليه الكتاب أخفاه أياما. وكان سفيان يخرج فى الليل فيطوف، فتحينه محمد بن إبراهيم فى ذلك الوقت من الليل، وكان لمحمد بن إبراهيم وقت من الليل يطوف ويلى خلف المقام، فلصق بسفيان، فقرأ بهذه الآية:(إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)[القصص: 20] فعرف سفيان ما أراد، فخرج من ليلته.
فلما كان بعد ذلك أظهر الكتاب فى الناس، وأمر بطلبه فلم يوجد. وسمعت عبد
الرحمن الحائى يقول: رأيت محمد بن إبراهيم يصلى فى أيام الموسم بلا جند ولا أعوان. انتهى.
وذكر ابن الأثير خبرا على تقوى محمد بن إبراهيم ـ هذا ـ لأنه قال فى أخبار سنة ثمان وخمسين ومائة من الهجرة:
وفيها: حبس محمد بن إبراهيم الإمام، وهو أمير مكة جماعة، أمر المنصور بحبسهم. وهم: رجل من آل على بن أبى طالب ـ كان بمكة ـ وابن جريج، وعباد بن كثير، وسفيان الثورى، ثم أطلقهم من الحبس بغير إذن المنصور. فغضب عليه.
وكان سبب إطلاقهم: أنه نظر، وقال: عمدت إلى ذى رحم فحبسته ـ يعنى: بعض ولد على ـ وإلى نفر من أعلام المسلمين فحبستهم، ويقدم أمير المؤمنين، فلعله يأمر بقتلهم فيشتد سلطانه وأهلك، فأطلقهم وتحلل.
فلما قارب المنصور مكة، أرسل إليه محمد بن إبراهيم بهدايا فردها عليه. انتهى.
قلت: وقع لنا حديثه عاليا فى جزء البانياسى.
أخبرنى به محمد بن إبراهيم الصوفى قراءة وسماعا بمكة ودمشق: أن أبا العباس الحجار أخبره عن الكاشغرى، والأنجب الحمامى، وعامر بن مسعود، وعبد اللطيف بن القبيطى، وعلى بن محمد بن كبة، وابن السباك، وزهرة بنت محمد، إذنا، قالوا: أخبرنا ابن البطى.
زاد الكاشغرى، وابن تاج الفراء، قالا: أخبرنا مالك البانياسى، قال: أخبرنا أحمد بن محمد المجبر، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنا جدى محمد بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن على رضى الله عنه أنه «دعا بماء فتوضأ ثلاثا ثلاثا. وقال: هكذا كان وضوء رسول اللهصلى الله عليه وسلم» (2).
(2) أخرجه أحمد فى المسند حديث رقم (1353) باختلاف فى اللفظ، من طريق: عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن أبى حية الوادعى، قال:«رأيت عليّا رضى الله عنه بال فى الرحبة ثم دعا بماء فتوضأ فغسل كفيه ثلاثا وتمضمض واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وغسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كالذى رأيتمونى فعلت» .