الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توجه إليها طلبا للرزق ووفاء للدين، صحبة أمير مكة الشريف رميثة بن أبى نمى الحسنى، فى سنة ست وعشرين وسبعمائة، قال:
محا محياك كل بوس
…
من سفر فيه قد شقينا
ولم نكن بعد إذ رأينا
…
وجهك نتلو لقد لقينا
ومنها: لما سأل بعض الأكابر عن ملوحة ماء زمزم:
هو الحظ أما العير ترتع فى الفلا رطيبا
…
وأنف العود بالعود يخزم
لك الحمد أمواه البلاد كثيرة
…
عذاب وخصت بالملوحة زمزم
البيتان مشهوران للمعرى أبى العلاء (2).
ومنها قوله لما اجتمع مع جماعة، منهم ابن عمه القاضى نجم الدين، لقراءة ختمة، وقد سقط طائر فى حجره فأصغى إليه بأذنه، وقال: هذا الطائر يقول: وأنشد على لسانه فقال:
إنى سررت بقربكم وقدومكم
…
وقراءة القرآن فى ناديكم
ونزلت فى وكرى إليكم آمنا
…
ومؤمنا لما دعى داعيكم
ومنها: قوله مخاطبا لأرغون الدوادار نائب السلطنة بمصر، لما حج فى بعض السنين، وحضر خطبته بمكة، فتوقف فقال:
من ذا يراك ولا يها
…
ب إذا قرا وإذا خطب
إن التثبت للخطي
…
ب إذا رآك من العجب
206 ـ محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة النسائى:
أبو الوليد الأزرقى المكى، مؤلف «أخبار مكة» . حدث فيه عن جماعة، منهم: جده أحمد بن محمد الأزرقى، وإبراهيم بن محمد الشافعى، ومحمد بن يحيى بن أبى عمر بن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبى شمر العدنى.
(2) فى ديوان المعرى: لزوم ما لا يلزم (2/ 220):
هو الحظ غير البيد ساف بأنفه
…
خزامى وأنف العود بالذل يجزم
تباركت أنهار البلاد سوائح
…
بعذب وخصت بالملوحة زمزم
206 ـ انظر ترجمته فى: (تاريخ ابن الأثير 1/ 37، تهذيب التهذيب 1/ 79، دائرة المعارف الإسلامية 2/ 40، الخزانة التيمورية 3/ 14، فهرست ابن النديم 112 مفتاح السعادة 2/ 54، الأعلام 6/ 222).
روى عنه: إسحاق بن أحمد الخزاعى، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى، ووقع لنا حديثه من طريقه عاليا.
وما علمت متى مات، إلا أنه كان حيا فى خلافة المنتصر محمد ابن جعفر المتوكل العباسى، وقد تقدم ذكرها فى ترجمته؛ لأنه ذكر فى الخطط: أن القصر المسمى سقر والستار، فى الجاهلية، صار للمنتصر، وترجمه بأمير المؤمنين، ولم أر من ترجمه، وإنى لأعجب من ذلك.
ووهم النووى رحمه الله فى قوله فى شرح المهذب بعد أن ذكر حدود الحرم، نقلا عن أبى الوليد الأزرقى هذا، أنه أخذ عن الشافعى وصحبه، وروى عنه، وإنما كان ذلك وهما لأمرين:
أحدهما: أن الذين صنفوا فى طبقات الفقهاء الشافعية لم يذكروا فى أصحاب الشافعى إلا أحمد بن محمد بن الوليد جد أبى الوليد هذا.
الأمر الثانى: لو أن أبا الوليد هذا روى عن الإمام الشافعى لأخرج عنه فى تاريخه لما له من الجلالة والعظمة، كما أخرج عن جده وابن أبى عمر العدنى، وإبراهيم بن محمد الشافعى، ابن عم الإمام الشافعى.
والسبب الذى أوقع النووى فى هذا الوهم، أن أحمد الأزرقى جد أبى الوليد هذا، يكنى بأبى الوليد، فظنه النووى هو، والله أعلم، وإنما نبهت على ذلك لئلا يغتر بكلام النووى، فإنه ممن يعتمد عليه، وهذا مما لا ريب فيه.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقى، بقراءتى عليه: أن أبا العباس أحمد بن أبى طالب الحجار أخبره وغيره عن أبى إسحاق إبراهيم بن عثمان الكاشغرى، وأبى محمد الأنجب بن أبى السعادات الحمامى، وثامر بن مسعود بن مطلق، وعبد اللطيف بن محمد بن القبيطى، وعلى بن محمد بن كبة، وأبى الفضل محمد ابن محمد بن السباك، وزهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر، قالوا: أخبرنا أبو الفتح بن البطى ـ زاد الكاشغرى ـ: أبو الحسن بن تاج القراء، قالا: أخبرنا مالك بن أحمد البانياسى، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت المجير، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الصمد الهاشمى، قال: حدثنا أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقى، قال: حدثنا جدى، قال: حدثنا سفيان عن أبى الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بنى عبد مناف، إن وليتم من هذا الأمر شيئا، فلا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى، أية ساعة شاء من ليل أو نهار (1)» .
(1) أخرجه الترمذى فى سننه، باب ما جاء فى الصلاة بعد العصر وبعد الصبح لمن يطوف ـ