الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآية، وقوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} الآية، وقوله:{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيرٍ فَلِلْوَالِدَينِ} الآية، وقوله:{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} الآية، وقوله:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} إلى غير ذلك من الآيات، أما في آية "طه" هذه فقال فيها:{فَقُلْ يَنْسِفُهَا} بالفاء. وقد أجاب القرطبي رحمه الله عن هذا في تفسير هذه الآية بما نصه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ} أي: عن حال الجبال يوم القيامة {فَقُل} جاء هذا بفاء، وكل سؤال في القرآن "قل" بغير فاء إلا هذا؛ لأن المعنى: إن سألوك عن الجبال فقل، فتضمن الكلام معنى الشرط. وقد علم الله أنهم يسألونه عنها فأجابهم قبل السؤال، وتلك أسئلة تقدمت، سألوا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الجواب عقب السؤال؛ فلذلك كان بغير فاء، وهذا سؤال لم يسألوه عنه بعد فتفهمه. انتهى منه. وما ذكره يحتاج إلى دليل، والعلم عند الله تعالى.
•
قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
.
الضمير في قوله: {فَيَذَرُهَا} فيه وجهان معروفان عند العلماء:
أحدهما: أنه راجع إلى الأرض وإن لم يجر لها ذكر. ونظير هذا القول في هذه الآية قوله تعالى: {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} ، وقوله:{مَا تَرَكَ عَلَيهَا مِنْ دَابَّةٍ} فالضمير فيهما راجع إلى الأرض ولم يجر لها ذكر. وقد بينا شواهد ذلك من العربية والقرآن
بإيضاح في سورة "النحل" فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
والثاني: أنه راجع إلى منابت الجبال التي هي مراكزها ومقارّها لأنها مفهومة من ذكر الجبال. والمعنى: فيذر مواضعها التي كانت مستقرة فيها من الأرض قاعًا صفصفًا. والقاع: المستوي من الأرض. وقيل: مستنقع الماء. والصفصف: المستوي الأملس الذي لا نبات فيه ولا بناء، فإنه على صف واحد في استوائه. وأنشد لذلك سيبويه قول الأعشى:
وكم دون بيتك من صفصف
…
ودكداك رمل وأعقادها
ومنه قول الآخر:
وملومة شهباء لو قذفوا بها
…
شماريخ من رضوى إذًا أعاد صفصفا
وقوله: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)} أي: لا اعوجاج فيها ولا أمت. والأمت: النتوء اليسير؛ أي ليس فيها اعوجاج ولا ارتفاع بعضها على بعض، بل هي مستوية، ومن إطلاق الأمت بالمعنى المذكور قول لبيد:
فاعرنزمَتْ ثم سارت وهي لاهيةٌ
…
في كافر ما به أمتٌ ولا شرفُ
وقول الآخر:
فأبصرَتْ لمحةً من رأس عِكْرِشةٍ
…
في كافر ما به أَمتٌ ولا عِوَجُ
والكافر في البيتين: قيل: الليل. وقيل: المطر؛ لأنه يمنع العين من رؤية الارتفاع والانحدار في الأرض.
وقال الزمخشري في تفسير هذه الآية الكريمة: فإن قلت: قد