المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث السادس أهم شيوخه - المطالب العالية محققا - جـ ١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقَدّمة

- ‌تنبيه على طبعة المطالب التي صدرت عن دار الوطن

- ‌القسم الأول دراسة عن المؤلف والكتاب

- ‌الفصل الأول دراسة عن المؤلف

- ‌توطئة

- ‌المبحث الأول اسمه، ونسبه، ونسبته، ولقبه، وكنيته

- ‌المبحث الثاني مولده

- ‌المبحث الثالث نشأته، وطلبه للعِلم

- ‌أهم العوامل التي ساعدت الحافظ في نبوغه:

- ‌المبحث الرابع رحلاته

- ‌المبحث الخامس أعماله في القضاء

- ‌المبحث السادس أهم شيوخه

- ‌المبحث السابع أبرز تلاميذه

- ‌المبحث الثامن وفاته

- ‌المبحث التاسع ثناء العلماء عليه

- ‌المبحث العاشر ذكر كثرة مؤلفاته

- ‌الفصل الثاني دراسة عن الكتاب

- ‌المبحث الأول تسمية الكتاب، وبيان مدى المطابقة بينها وبين مضمونه إجمالًا

- ‌المطلب الأول: تسمية الكتاب

- ‌المطلب الثاني مطابقة التسمية للمضمون إجمالًا

- ‌المبحث الثاني توثيق نسبة الكتاب للمُؤلِّف

- ‌المبحث الثالث موضوع الكتاب

- ‌ تمهيد

- ‌المطلب الأول التعريف بالمسانيد اصطلاحًا

- ‌المطلب الثاني ذكر المسانيد التي خرّج زوائدها الحافظ ابن حجر في كتابه (المطالب العالية)

- ‌المطلب الثالث سبب تأليف الكتاب

- ‌المبحث الرابع مقارنة عامة بين الهيثمي وابن حجر والبوصيري

- ‌المبحث الخامس منهج المؤلف في الكتاب

- ‌المطلب الأول ترتيب الأحاديث في الكتاب

- ‌المطلب الثاني شرطه في الزوائد

- ‌المطلب الثالث الرجال الذين تكلم فيهم الحافظ بجرح أو تعديل

- ‌المطلب الرابع مصادر المؤلف في الكتاب

- ‌المطلب الخامس الصناعة الحديثية في الكتاب

- ‌القسم الثاني تعريف بأصحاب المسانيد وبمسانيدهم

- ‌الفصل الأول التعريف بالإمام مسدد ومسنده

- ‌المطلب الأول اسمه ونسبه ولقبه وكنيته

- ‌المطلب الثاني مولده ونشأته

- ‌المطلب الثالث طلبه للعلم ورحلته لأجله

- ‌المطلب الرابع شيوخه

- ‌المطلب الخامس تلاميذه

- ‌المطلب السادس وفاته

- ‌المبحث الثاني مكانته العلمية

- ‌المطلب الأول عقيدته

- ‌المطلب الثاني ثناء العلماء عليه

- ‌المبحث الثالث مسنده

- ‌المطلب الأول وصفه ونسبته إليه

- ‌المطلب الثاني مكانته بين المسانيد العشرة

- ‌المطلب الثالث عدد أحاديثه في كتاب المطالب

- ‌المطلب الرابع نسبة الثلاثيات فيه بحسب ما ورد من أحاديثه في الجزء الثاني

- ‌المطلب الخامس نسبة الآثار فيه بحسب ما جاء في المطالب

- ‌المطلب السادسنسبة الصحيح فيه بحسب ما جاء في المطالب

- ‌الفصل الثاني التعريف بالطيالسي ومسنده

- ‌المطلب الأول اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته

- ‌المطلب الثاني مولده، ونشأته وطلبه العلم

- ‌المطلب الثالث أهم شيوخه

- ‌المطلب الرابع تلاميذه

- ‌المطلب الخامس وفاته

- ‌المبحث الثاني مكانته العلمية

- ‌المطلب الأول عقيدته

- ‌المطلب الثاني منزلته بين العلماء

- ‌المبحث الثالث مسنده

- ‌الفصل الثالث التعريف بالإمام أبي يعلى الموصلي وبمسنده

- ‌المبحث الأول لمحة موجزة عن مؤلف المسند

- ‌المطلب الأول اسمه ونسبه ونسبته وكنيته

- ‌المطلب الثاني مولده ونشأته ومنزلته

- ‌المبحث الثاني مسنده

- ‌المطلب الأول روايات المسند

- ‌المطلب الثاني أهم ما يلحظ في مسند أبي يعلى

- ‌المطلب الثالث أهم ما خدم به

- ‌المبحث الثالث زوائد مسند أبي يعلى في كتاب المطالب

- ‌المطلب الأول عددها، ونوعها، ونسبة المقبول والمردود

- ‌المطلب الثاني طريقة الحافظ في سياق زوائد أبي يعلى

- ‌المطلب الثالث شرطه في هذه الزوائد ومدى التزامه به

- ‌الفصل الرابع التعريف بالإمام محمد بن أبي عمر العدني وبمسنده

- ‌المبحث الأول ترجمة المؤلف

- ‌المطلب الأول لمحة عن الحالة السياسية والاجتماعية والعلمية في عصره ما بين (150 هـ - 243 ه

- ‌1 - الحالة السياسية والاجتماعية:

- ‌2 - الحالة العلمية:

- ‌المطلب الثاني مولد ابن أبي عمر العدني

- ‌المطلب الثالث اسمه ونسبه ونسبته وكنيته

- ‌المطلب الرابع نشأته وطلبه للعلم

- ‌المطلب الخامس رحلته

- ‌المطلب السادس شيوخه

- ‌المطلب السابع تلاميذه

- ‌المطلب الثامن رأي الأئمة فيه

- ‌المطلب التاسع عقيدته

- ‌المطلب العاشر وفاته

- ‌المطلب الحادي عشر آثاره

- ‌المبحث الثاني مسنده

- ‌المطلب الأول نسبته إليه

- ‌المطلب الثاني اهتمام المحدثين به

- ‌المطلب الثالث موضوعه

- ‌المطلب الرابع ترتيبه

- ‌المطلب الخامس حجمه ومضمونه

- ‌المطلب السادس طريقته في أداء الأحاديث

- ‌المطلب السابع اختياره للشيوخ وشرطه في الكتاب

- ‌الفصل الخامس تعريف بالإمام "أحمد بن منِيع" وبمسنده

- ‌المبحث الأول ترجمة الإمام "أحمد بن مَنِيع

- ‌المطلب الأول اسمه ونَسَبه وكنيته ولَقَبه

- ‌المطلب الثاني مَولده

- ‌المطلب الثالث نَشْأته وطلبَه لِلعِلم

- ‌المطلب الرابع رحلاته

- ‌المطلب الخامس شيوخه

- ‌المطلب السادس ثناء الأئمة عليه

- ‌المطلب السابع زُهْده وعبادته

- ‌المطلب الثامن وفاته

- ‌المطلب التاسع آثاره

- ‌المبحث الثاني مُسْنَد أحمد بن مَنيع تمهيد:

- ‌المطلب الأول اهتمام المُحدِّثين به

- ‌المطلب الثاني موضوعه

- ‌المطلب الثالث تَرتيبه

- ‌المطلب الرابع حَجْمه ومَضمُونه

- ‌المطلب الخامس اخْتِبَاره للشيوخ في مسنده

- ‌المطلب السادس درَجة أحَادِيثه

- ‌المطلب السابع شرطه في الكتاب

- ‌الفصل السادس التعريف بالإمام الحارث بن أبي أسامة وبمسنده

- ‌المبحث الأول ترجمة المصَنِّف

- ‌المطلب الأول اسمه ونَسَبه

- ‌المطلب الثاني مَولده

- ‌المطلب الثالث نَشأته وطلبه للعِلْم

- ‌المطلب الرابع أقْوال العلماء فيه

- ‌المطلب الخامس رحلاته

- ‌المطلب السادس عقيدته

- ‌المطلب السابع شُيُوخه

- ‌المطلب الثامن تلاميذه والآخذون عنه

- ‌المطلب التاسع مُؤَلَفَاته

- ‌المطلب العاشر وفاته

- ‌المبحث الثاني مسْنَد الحارث بن أبي أسامة

- ‌المطلب الأول ترتيبه

- ‌المطلب الثاني شَرْطه في الكتاب

- ‌المطلب الثالث علوّ أسانيده ونزولها

- ‌المطلب الرابع موارده

- ‌المطلب الخامس اهْتمام الأئمّة به

- ‌الفصل السابع تعريف بالإمام الحميدي وبمسنده

- ‌المبحث الأول التعريف بالحميدي

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول اسمه ونسبه وكنيته

- ‌المطلب الثاني نشأته

- ‌المطلب الثالث أهم شيوخه

- ‌المطلب الرابع مذهبه ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌المطلب الخامس روايته عن ابن عيينة، ومنزلته عند العلماء فيه

- ‌المطلب السادس فقهه، وتأثره بالشافعي

- ‌المطلب السابع شبهات حول شخصية الإمام، ودحضها

- ‌المطلب الثامن مؤلفاته

- ‌المطلب التاسع تلاميذه

- ‌المطلب العاشر وفاته

- ‌المبحث الثاني التعريف بمسنده وأهم ما خدم به

- ‌المطلب الأول أهميته

- ‌المطلب الثاني الانتهاء من تصنيفه وإملائه على الناس

- ‌المطلب الثالث رواة المسند

- ‌المطلب الرابع نسخ المسند وطبعاته

- ‌المطلب الخامس توثيق نسبة المسند للحميدي

- ‌المطلب السادس وصف المسند

- ‌المطلب السابع زوائد مسند الحميدي على الكتب الستة، ومسند أحمد

- ‌المطلب الثامن بعض الملاحظات على المطبوع

- ‌الفصل الثامن التعريف بالإمام إسحاق بن راهويه وبمسنده

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول التعريف بإسحاق بن راهويه

- ‌المطلب الأول اسمه ونسبه وكنيته ولقبه

- ‌المطلب الثاني مولده ونشأته

- ‌المطلب الثالث طلبه للعلم ورحلته في سبيل ذلك

- ‌المطلب الرابع ذكر أهم شيوخه

- ‌المطلب الخامس عقيدته

- ‌المطلب السادس حفظه للحديث، وإمامته فيه

- ‌المطلب السابع معرفته بعلل الحديث ورجاله وبعض آرائه في مصطلح الحديث

- ‌المطلب الثامن عنايته بتفسير كتاب الله تبارك وتعالى

- ‌المطلب التاسع فقهه واجتهاداته، وتأثره ببعض مشاهير معاصريه، ومخالفته لبعضهم

- ‌المطلب العاشر دوره في نشر السنّة

- ‌المطلب الحادي عشر بعض ثناء المشاهير عليه

- ‌المطلب الثاني عشر مؤلفاته

- ‌المطلب الثالث عشر أهم تلاميذه

- ‌المطلب الرابع عشر وفاته، وما ذكر من تغير حفظه

- ‌المبحث الثاني التعريف بمسنده وأهم ما خدم به

- ‌المطلب الأول ثبوت نسبة المسند لإسحاق

- ‌المطلب الثاني حجمه

- ‌المطلب الثالث أهميته

- ‌المطلب الرابع الموجود عن هذا المسند الآن

- ‌المطلب الخامس وصف مخطوط هذا المجلد

- ‌المطلب السادس توثيق نسبة هذا القسم الموجود إلى مسند إسحاق بن راهويه

- ‌المطلب السابع محتوى هذا القسم الموجود -وهو المجلد الرابع- وأهم ما خدم به

- ‌المطلب الثامن زوائد ما وقع لابن حجر من مسند إسحاق بن راهويه

- ‌المطلب التاسع شيوخ إسحاق بن راهويه الذين وقفت عليهم في المطالب العالية

- ‌الفصل التاسع. التعريف بابن أبي شيبة

- ‌المبحث الأول حياته العامة

- ‌المطلب الأول اسمه ونسبه وأسرته

- ‌المطلب الثاني ولادته ووفاته

- ‌المبحث الثاني حياته العلمية

- ‌المطلب الأول أشهر مشايخه

- ‌المطلب الثاني أشهر تلاميذه

- ‌المطلب الثالث ثناء العلماء عليه

- ‌المطلب الرابع آثاره

- ‌المطلب الخامس مسنده

- ‌الفصل العاشر التعريف بعبد بن حميد

- ‌المبحث الأول حياته العامة

- ‌المطلب الأول اسمه وولادته

- ‌المطلب الثاني وفاته

- ‌المبحث الثاني حياته العلمية

- ‌المطلب الأول شيوخه

- ‌المطلب الثاني تلاميذه

- ‌المطلب الثالث ثناء العلماء عليه

- ‌المطلب الرابع آثاره

- ‌القسم الثالث دراسة النسخ الخطية وإيراد نماذج منها

- ‌الفصل الأول دراسة النسخ الخطية

- ‌المبحث الأول النسخة المحمودية- ورمز ها (مح)

- ‌المبحث الثاني النسخة السعيدية - ورمزها (حس)

- ‌المبحث الثالث النسخة العمرية - ورمزها (عم)

- ‌المبحث الرابع النسخة السعودية- ورمزها (سد)

- ‌المبحث الخامس النسخة التركية - ورمزها (ك)

- ‌المبحث السادس نسخة جامعة برنستون (مجموعة يهوذا) [ورمزها (بر)]

- ‌المبحث السابع النسخة المجردة من الأسانيد

- ‌المبحث الثامن النسخة الراشدية

- ‌الفصل الثاني أيراد نماذج من صور مخطوطات الكتاب

الفصل: ‌المبحث السادس أهم شيوخه

‌المبحث السادس أهم شيوخه

ذكرنا فيما سبق أن من أهم أسباب نبوغ هذا الإمام وسعة اطلاعه هو ما اجتمع له من الشيوخ الذين يشار إليهم ما لم يجتمع لغيره، وكان كل واحد منهم رأسًا في الفن الذي اشتهر به.

وهؤلاء الشيوخ منهم من كان في بلده، ومنهم من كان في بلد آخر كان اجتماعه بهم نتيجة الرحلات العلمية التي قام بها. وقد ذكر عددهم الحافظ في كتابه (المجمع المؤسس)، فزاد عددهم على (640 نفسًا)(1)، مُرتبين على حروف المعجم وقسمهم فيه على قسمين:

القسم الأول: من حمل عنهم على طريق الرّواية.

والثاني: من أخذ عنهم على طريق الدراية، وأضاف إلى الثاني من أخذ عنه شيئًا بالمذاكرة من الأقران ونحوهم (2).

وقسّمهم السخاوي إلى ثلاثة أقسام:

الأول: من سمع منه الحديث ولو حديثًا واحدًا.

الثاني: من أجازوا له.

(1) ابن حجر ودراسة مصنفاته (1/ 144).

(2)

المجمع المؤسس (1/ 76).

ص: 51

الثالث: من أخذ عنه مذاكرة أو إنشادًا أو سمع خطبته أو تصنيفه (1).

فذكر في القسم الأول ما يزيد على (230) نفسًا.

وفي القسم الثاني ذكر ما يزيد على (220) نفسًا.

وفي القسم الثالث ذكر ما يزيد على (180) نفسًا، ثم قال: فجملة الأقسام الثلاثة ستمائة وأربعة وأربعون نفسًا (2).

وقد حظي رحمه الله بالتتلمذ على كبار أئمة عصره؛ قال الشوكاني رحمه الله: "أدرك من الشيوخ جماعة كل واحد رأس في فنه الذي اشتهر به، فالتنوخي في معرفة القراءات، والعراقي في الحديث، والبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع، وابن الملقن في كثرة التصانيف، والمجد صاحب القاموس في حفظ اللغة، والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة. اهـ.

وقال الحافظ في ترجمة شيخه ابن الملقن: "وهؤلاء الثلاثة (العراقي والبلقيني وابن الملقن) كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن، الأول في معرفة الحديث وفنونه، والثاني في التوسع في معرفة مذهب الشافعي، والثالث: في كثرة التصانيف. اهـ.

وسأقتصر في هذه العُجالة على بعض شيوخه الذين كان لهم الأثر الواضح في تكوين شخصية ابن حجر العلمية:

(1) الجواهر والدُّرَر (ق 43: ب)، والمطبوع (1/ 134)، وابن حجر ودراسة مصنفاته (1/ 144).

(2)

انظر: الجواهر والدُّرَر (ق 43 - 53).

ص: 52

أولًا - الحافظ العراقي (725 - 806هـ)(1):

هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، العراقي الأصل، أبو الفضل الكردي، صاحب التصانيف المفيدة المشهورة. ويُعد من أبرز شيوخ ابن حجر وأهمهم في علوم الحديث، وهو أبرز شخصية تأثر بها. والعراقي رحمه الله من أئمة هذا الشأن ونقّاده الذي شهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه (2).

لازمه ابن حجر مدّة طويلة (من 796 هـ إلى 806هـ)، وقرأ وسمع عليه الكثير من الكتب والأجزاء والعوالي والأمالي ونحوها مما لا يتسع ذكره ها هنا (3).

ثانيًا- البُلْقِيني (724 - 805 هـ)(4):

هو عمر بن رَسلان بن نُصيْر بن صالح البُلقيني، أبو حفص المصري الشافعي، الشيخ الفقيه المحدث، وهو من أبرز شيوخ ابن حجر في الفقه، وكان أعجوبة في عصره في التوسع في معرفة مذهب الشافعي خاصة، والمذاهب

(1) ينظر في ترجمته: إنباء الغُمر (5/ 170)؛ ولحظ الألحاظ (ص 220)؛ وطبقات الحفاظ للسيوطي (ص 543)، وينظر كذلك: الدراسة التي كتبها الدكتور عبد الكريم الخضير في مقدّمة تحقيقه لشرح "ألفية العراقي" للسخاوي (فتح المغيث) في رسالته التي أعدّها لنيل درجة الدكتوراه في الستة وعلومها. وقد استغرق ذلك مجلدة كاملة.

ولشيخنا الدكتور/ أحمد سعيد دراسة وافية عن العراقي في رسالته العلميّة لنيل درجة الدكتوراه.

(2)

لحظ الألحاظ/ ص 220).

(3)

ينظر: الجواهر والدُّرَر (ص 191 - 203)، وأعتذر في هذه العجالة عن الاختصار المقصود، وإلَّا، فالعراقي قد أفرد ببحث مستقل أشرنا إليه قبل قليل.

(4)

ينظر في ترجمته: إنباء الغُمر (5/ 107 - 109)؛ وطبقات الحفاظ. للسيوطي (ص 542)؛ والبدر الطالع (1/ 506).

ص: 53

الأربعة عامة، واستفاد منه فقهاء المذاهب الأربعة. أجاز له من دمشق الحافظان الذهبي والمزّي، كما أجاز له ابن الخبّاز وابن نباتة، وآخرون.

قال ابن حجر: "لازمت الشيخ مدّة، وقرأت عليه عدّة أجزاء حديثية، وسمعت عليه أشياء، وحضرت دروسه الفقهية، وقرأت عليه من الكتب (الروضة)، ومن كلامه في حواشيها، و (دلائل النبوّة) للبيهقي، وقرأت عليه (المسلسل بالأوّلية) ". كما قرأ عليه جزءًا من (الحلية)، وسمع عليه الكثير من صحيح البخاري وصحيح مسلم، والكثير من سنن أبي داود ومختصر المُزني (1).

ثالثًا- ابن المُلَقّن (723 - 804هـ)(2):

هو أبو علي عُمر بن علي بن أحمد بن محمد الأنصاري المعروف بابن المُلقَّن، وبابن النحوي؛ لأن أباه كان عالمًا بالنحو. الأندلسي الأصل ثمّ المصريّ، الشافعى، صاحب التصانيف المفيدة.

وقد اجتمع ابن المُلقَّن بجماعة من الأئمة في عصره كالتاج السبكي والحافظ العلائي، فأثنوا عليه ونوّهوا به، كما وصفه تلميذه الحافظ الناقد ابن ناصر الدين الدمشقي بالحفظ والإتقان.

واستفاد الحافظ ابن حجر منه في كثرة تصانيفه وتنوعها وطريقته فيها، وما يحرره من فوائد خاصة في تخريجه المعروف (البدر المنير)، وهو موسوعة عظيمة تدل على سعة اطلاع هذا الإمام وتبحره، وقد لخّص ابن حجر هذا الكتاب في (التلخيص الحبير).

(1) الجواهر والدُّرَر (ص 69 - 70). وتغليق التعليق (1/ 115).

(2)

يُنظر ترجمته في: إنباء الغُمر (5/ 41 - 46)؛ وطبقات الحفاظ (ص 542)؛ ولحظ الألحاظ (ص 197).

ص: 54

رابعًا- ابن جَمَاعة (749 - 819هـ)(1):

هو محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن جَمَاعة، أبو عبد الله الكنانيّ، الحموي الأصل، المصري، الشافعي، المحقق المُتقن الأصولي المتكلم

شيخ الديار المصرية في العلوم العقلية.

أخذ عن البلقيني في الحاوي وغيره، وأجاز له خلق من الشاميين والمصريين بعناية الحافظ العراقي، واشتغل بالعلوم من صغره، ومال لفنون المعقول فأتقنها.

قال السخاوي: "لم يرزق ملكة في الاختصار، ولا سعادة في حسن التصنيف إلى أن قال: بلى كان أعجوبة في حسن التقرير"(2).

ولازمه الحافظ ابن حجر مدّة طويلة (من 790 إلى 819هـ)، حيث لازمه في غالب العلوم التي كان يقرئها. وقد أخذ عنه في الأصول (شرح منهاج البيضاوي) و (جمع الجوامع) وشرحه لابن جماعة نفسه،

وغيرها.

قال عنه ابن حجر: "لازمته من سنة تسعين إلى أن مات، وكان يودّني كثيرًا، ويشهد لي في غيبتي بالتقدم، ويتأدب معي إلى الغاية مع مبالغتي في تعظيمه، حتى كنت لا أسمّيه في غيبته إلَاّ إمام الأئمة"(3).

(1) يُنظر ترجمته في: إنباء الغُمر (7/ 240)؛ وشذرات الذهب (7/ 139)؛ والبدر الطالع (2/ 147).

(2)

الضوء اللامع، للسخاوي (7/ 172)، وانظر: إنباء الغمر (7/ 241).

(3)

إنباء الغُمر (7/ 242).

ص: 55

خامسًا- الفيروزابادي (729 - 817 هـ)(1):

هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر الشيرازي الفيروزابادي، اللغوي الشافعي، إمام عصره في اللغة.

كان كثير الكتب، حتى إنه قال:"اشتريت كتبًا بخمسين ألف مثقال ذهب". ومن مروياته الكتب الستة (وسنن البيهقي)، و (مسند أحمد)، و (صحيح ابن حبان)، و (مصنف ابن أبي شيبة) وغيرها.

وأما معرفته باللغة واطّلاعه على نوادرها، فأمر مستفيض. لقيه الحافظ بزَبِيد في رحلته لليمن كما تقدم، وقرأ عليه ثمانين حديثًا من العوالي، وتناول منه النصف الثاني من القاموس وأذن له في روايته عنه، وقرظ له تغليق التعليق.

وله تصانيف كثيرة جليلة في شتى الفنون، ومن أهمها وأشهرها (القاموس المحيط) الذي لم يُؤلف في بابه مثله، وهو بحق جدير بالعناية والنظر.

سادسًا- الهيثمي (735 - 807 هـ)(2):

هو الحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر الهيثمي، المصري، الشافعي نور الدين، الإمام الزاهد، صاحب التصانيف الكثيرة.

صحب العراقي وهو صغير، فسمع معه من ابتداء طلبه على جماعة من شيوخه، ثم رحل مع العراقي جميع رحلاته، ورافقه في جميع مسموعاته بمصر والقاهرة والحرمين وبيت المقدس وبعلبك وحمص وحماة وحلب وطرابلس وغيرها. وتزوج بنت العراقي، وتخرّج به في الحديث، وقرأ عليه أكثر مصنّفاته، وكتب عنه جميع مجالس إملائه.

(1) يُنظر في ترجمته: إنباء الغُمر (7/ 159)؛ والبدر الطالع (2/ 280)؛ وشذرات الذهب

(7/ 126)؛ والجواهر والدُّرَر (ص 80 - 87).

(2)

يُنظر في ترجمته: إنباء الغُمر (5/ 256)؛ ولحظ الألحاظ (ص 239)؛ وطبقات الحفاظ (ص 545)؛ وشذرات الذهب (7/ 70)؛ والبدر الطالع (1/ 441).

ص: 56

وكان كثير المحفوظات لمتون الأحاديث واستحضارها، حتى كأنها بين يديه، ويُعد الهيثمي الرائد في فن الزوائد، وله في ذلك مصنفات جليلة، أعظمها: كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) و (غاية المقصد في زوائد مسند الإمام أحمد)، وكان تأليفه بإشارة من شيخه العراقي، و (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث)، و (موارد الظمآن في زوائد ابن حبان) على الصحيحين، وغيرها.

وقرأ الحافظ عليه قرينًا للعراقي ومنفردًا، وقرأ عليه انفرادًا نحو النصف من (مجمع الزوائد)، ونحو الربع من (زوائد مسند أحمد)، و (مسند جابر) من (مسند أحمد)، وغير ذلك.

وقد تتبع ابن حجر أوهامه في (مجمع الزوائد)، فلما بلغه أن ذلك شقّ عليه، تركه رعاية له.

ص: 57