الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ناحية أخرى، فقد تعددت موارده، واستقى من عدد كبير منها في مسنده سواء كان ذلك بروايته عنهم مباشرة، أو بواسطة واحدة أو أكثر على أنْ الحارث رحمه الله لم يُصرح بأسماء المُصنفات التي اقتبس منها بل يكتفي بسياق سنده إلى أصحاب تلك المُصنفات فيروي الحديث من طريقها (1).
المطلب الخامس اهْتمام الأئمّة به
اهتمّ المُحدِّثون بمسند الحارث سواء كان ذلك بسماعه وروايته، أو بالاقتباس منه، أو بِانتِخاب عواليه وزوائده.
أمّا الاهتمام بسماعه وروايته، فيظهر إذا عَلِمنا تتابع المُحدِّثين في تداوله وحرصهم على سماعه ورواته.
فقد رواه عن الحارث: أبو بكر بن خلّاد (2)، والقاسم بن أصْبغ. ورواه عن أبي بكر بن خلاّد:
أبو نعيم الأصبهانى، ورواه عنه: غانم بن أبي نصر (3)، وعنه: الحافظ
(1) نظرًا للدراسة المُتخصِّصة التي قام بها الأخ حسين الباكري في مقدّمته لتحقيق "بغية الباحث" والتي تكلّم فيها بشرح مستفيض عن موارد الحارث في مسنده حتّى أوصل أسماء المؤلفين الذين استفاد منهم الحارث في مسنده إلى ما يزيد عن (40) مؤلفًا نظرًا لذلك لم أر حاجة لإعادة ذِكر موارده مكتفيًا بهذه الإشارة لتلك الدراسة
…
والله الموفق.
(2)
هو أحمد بن يوسف بن أحمد بن خلاّد أبو بكر العطار، أصله من نصيبين، وثقه أبو نعيم، وقال الخطيب: كان لا يَعرِف من العلم شيئًا غير أن سماعه كان صحيحًا.
تُوفّي سنة (359 هـ). انظر: تاريخ بغداد (5/ 220).
(3)
هو غانم بن أبي نصر محمد بن عبد الله بن أيوب الخرقي. تُوفّي سنة (511 هـ).
انظر: التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد (2/ 216).
أبو موسى محمد بن عمر الأصبهاني (1).
ورواه عن أبي نعيم أيضًا: أحمد بن محمود الأصبهاني (2)، وعثمان بن أبي بكر السفاقسي (3)، وأبو عليّ الحدّاد (4)، ورواه عن أبي عليّ كل من: حبيب بن إبراهيم (5)، والخليل بن أبي الرجاء (6).
ورواه عن القاسم بن أصبغ:
أحمد بن قاسم التميمي التاهرتي (7)، ورواه عنه: أبو حفص الزهراوي (8)، وعن أبي حفص رواه: أبو محمد بن. . . . . . . . . . . . . . .
(1) هو الحافظ أبو موسى محمد بن عمر الأصبهاني المديني. أحد الحُفاظ المُتْقِنِين. تُوفّي سنة (581 هـ). انظر: التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد (1/ 78).
(2)
هو أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، أبو بكر الأصبهاني. كان ثقة نبيلًا.
تُوفّي سنة (498 هـ). انظر: التقييد (1/ 198)؛ وشذرات الذهب (3/ 408).
(3)
هو أبو عمرو عثمان بن أبي بكر حمود السفاقسي المعروف بابن الضابط، مُحدِّث حافظ، واسع الرواية. تُوفِّي سنة (444 هـ). انظر: الديباج المذهب لابن فرحون (2/ 85).
(4)
هو الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد أبو علي الحدّاد، الأصبهاني المقرئ، كان شيخًا، عالمًا، ثقة، صدوقًا، تُوفَّي سنة (515هـ). انظر: التقييد (1/ 284).
(5)
هو حبيب بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب الصوفي الأصبهاني، أبو رشيد. انظر: التقييد (1/ 309).
(6)
هو الخليل بن أبي الرجاء بدر بن ثابت بن روح، أبو سعيد الرّاراني، الأصبهاني، إمام، حافظ. تُوفّي سنة (596 هـ). انظر: التقييد (1/ 320)؛ وشذرات الذهب (4/ 323).
(7)
هو أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن محمد التميمي التاهرتي، البزار، أبو الفضل كان ثقة فاضلًا، تُوفِّى سنة (396 هـ). انظر: فهرسة ما رواه عن شيوخه من الدواوين لابن خير الأشبيلي (ص 141).
(8)
هو عمر بن عُبَيْد الله بن يوسف بن عبد الله بن يحيى بن حامد الذهلي يُكنّى بأبي حفص، ويعرف بالزهراوي، كان رجلًا خيرًا، متصاونًا، ثقة، تُوفِّي سنة (454 هـ). انظر:"الصلة" لابن بشكوال (1/ 379)، فهرسة ما رواه عن شيوخه من الدواوين (ص 141).
عتاب (1)، وعن ابن عتاب: الأشبيلي (2).
وأمّا اهتمام الأئمة بسند الحارث من حيث الاقتباس منه، وانتخاب عواليه، فيظهر من الإحصائيات التي أجرِيت (3) والتي من نتائجها كثرة النقول منه من قبل الأئمة كأبي نعيم، وأبي بكر بن خلاد، والحاكم، والبيهقي،
(1) هو عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بن محسن أبو محمد القرطبي. ثقة، إمام، جليل. تُوفي سنة (520 هـ). انظر:"الصلة"(1/ 332).
(2)
هو محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأشبيلي، أبو بكر، كان مُجوّدًا، مُحدثًا، متقنًا، أديبًا، نحويًا، لغويًا، واسع المعرفة، تُوفّي سنة (575 هـ). انظر: فهرسة ما رواه عن شيوخه (ص 141)؛ وتذكرة الحفاظ (4/ 1366).
وانظر مزيدًا من رواة مسند الحارث في: مقدّمة المُحقق لبغية البعث (1/ 149 - 166). وهذا جدول رواة المسند:
الحارث:
- أبو بكر بن خلاد.
--أبو نعيم الأصبهاني.
--- غانم بن أبي نصر - أبو موسى الأصبهاني.
--- عثمان بن أبي بكر.
--- أحمد بن محمد الأصبهاني.
--- أبو علي الحداد:
---- حبيب بن إبراهيم.
----خليل بن أبي الرجاء.
-القاسم بن أصبغ
--أحمد بن قاسم
---أبو حفص الزهراوي:
---- محمد بن عتاب.
---- الأشبيلي.
(3)
انظر: ما كتبه مُحقّق "بغية الباحث"(1/ 167 - 190).
وأبي بكر الشافعي
…
وغيرهم كثير.
وأمّا اهتمام المحدثين باستخراج زوائده فيظهر من صنيع الإئمة: الهيثمي (1)، والبوصيري (2)، وابن حجر (3).
كلّ ذلك الاهتمام من المُحدثين بمسند الحارث، إنّما يدلّ على أهميته، وقيمته العلمية
…
والله المُعين والموفق.
* * *
(1) حيث صنّف: "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" جمع فيه زوائده على الكتب الستة، وقد قام بتحقيقه كما تقدم مرارًا الأخ حسين الباكري. واعتمدت في كتابة هذه الدراسة عن المسند -على الله أولًا ثم- على الدراسة التي قام بها المذكور جزاه الله خيرًا، وهي دراسة مستفيضة، لم يُسْبق إليها.
(2)
وذلك في كتابه: "إتحاف الخِيَرة المَهَرة بزوائد المسانيد العشرة".
(3)
في كتابه هذا -"المطالب"- الذي أقوم بتحقيق قسم منه.