الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع حَجْمه ومَضمُونه
مُسنَد ابن مَنِيع، من المسانيد التي حَوَت المرفوع، والموقوف والقليل جدًا من المقطوع، وقد استَوعَبتُ كتاب "المطالب العالية" وجَمَعت النصوص التي رواها ابن مَنِيع في مسنده فوجدْتُها تربو على مائتين وسبعين نَصًّا منها (172 حديثًا مرفوعًا) و (91 أثرًا موقوفًا)، و (8 آثار مقطوعة) مِمّا يدلك على أن ابن منيع حرص على الإكتار من الأحاديث المرفوعة في مسنده.
وكون زوائد مسنده تَصِل إلى (271 نصًّا) لا يدل على صِغَر المسند، بل يَبدو أنه كبير لِشُهرته، وكَون زوائده قليلة بالنسبة إلى غيره، يمكن أن يُحمل على أن أكثر أحاديثه ليست من الزوائد، وهذا يدل على علو مَنْزِلة هذا المسند، إذ أكثره ليس من الزوائد، يُؤيد هذا أنْ أصحاب الكتب الستة قد رووا عنه في كتبهم، ولا يَبْعد أن تكون الروايات والأحاديث التي أخرجوها في مُصَنفَاتِهم عنه أصلها في مُسنَده- والله أعلم-.
المطلب الخامس اخْتِبَاره للشيوخ في مسنده
ذَكَرت سابقًا (1) مَسْردًا لشيوخ أحمد بن مَنِيع، والذين أخَذَ عنهم مِمن وَقَفتُ عليه .. وبِتَتَبُّعي لشيوخه وَجَدت أن أغلبهم من الثقات الذين يقبَل حديثهم سواء كان صحيحًا أو حسنًا، بل هم من أصحاب الأسانيد العالية، وهذا مِما يَرْفع من قِيمة الكِتاب، فمن الشيوخ الثقَات الذين أكثر في الرواية عنهم في الزوائد حسب الإحصاء الذي قُمتُ به: يزيد بن هارون، روى عنه
(1) وذلك في المطلب الخامس من المبحث الأول من هذا الفصل.
(53 نصًا)، وأبو أحمد الزُّبَيْري: روى عنه (13 نصًا)، وأبو معاوية محمد بن خازم الضَّرِير روى عنه (11 نصًا)، وإسْماعيل بن عُلَيَّة: روى عنه (11 نصًا).
أما الضِّعاف الذين أخَذَ عنهم فَمَروِيَّاتُهم قليلة، وفيما يلي جدول لشيوخه الضعاف الذين أخذ عنهم، وعدد مَروِيَّاتِهِم حسب الإحصاء الذي قُمْتُ به بعد استقصائي لِمَا في "المطالب العالية":
ــ
الشيخ // مرتبته // عدد مروياته
ــ
داود بن الزِبرقان // متروك كذاب // 1
سلمة بن صالح الأحمر الواسطي // ضعيف // 1
محمد بن الحسن الهمداني // واه جدًا // 1
محمد بن ميسر الصاغاني // ضعيف // 1
مسعدة بن اليسع // كذّاب // 1
يعقوب بن الوليد الأزدي // كذّبه أحمد وغيره // 1
يوسف بن عَطِيّة الصَّفَّار // متروك // 11
ــ
وهناك شيوخ له ضِعَاف، بل بعضهم مُتهم، كأسد بن عمرو، وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي، ومحمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري، ومنصور بن عمار الواعظ، إلَاّ أنني لم أجد لهم مرويّات -حسب تتبعي للمطالب- فلعلّه روى عن بعضهم خارج المسند.
إذا أمْعَنْت النظر في الجدول تبين لك قِلة مروياته عن الضعفاء والكذّابين الأمر الذي يُمَكننا من القول: إن ابن مَنِيع كان يَحرص على اخْتِيار الروايات وعدم التوسع في الرواية عن الضعفاء والمُتهَمين داخل المسند.