الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثامن بعض الملاحظات على المطبوع
قام المحدث الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، قبل قرابة ثلاثين سنة، بإخراج هذا الكتاب من ظلام دور المخطوطات إلى أنوار مكتبات المطبوعات، فجزاه الله خيرًا على هذا العمل.
وقد بذل في إخراجه، وتحقيقه، وتخريج أحاديثه، جهدًا لا بأس به -والكمال لله-، لكن لتطور علوم السنة في هذا العصر، وإقبال الناس على تعلمها، أصبح من الضروري إعادة تحقيق هذا الكتاب، ليتلاءم مع روح هذا العصر العلمية المشرقة، وليجد فيه القارئ ما ينشده من الوقوف على درجة الحديث، ومَنْ رواه، وغير ذلك من المطالب.
وقد ظهر لي من خلال دراستي ومطالعتي السريعة لهذا المسند -المخطوط والمطبوع- بعض الملاحظات الهامة على هذه الطبعة، ومنها:
1 -
يجب البحث عن نسخ أخرى للمسند، ليعاد طبعه عليها، مع إلحاق ما يليق به من الدراسة والتحقيق، لأسباب عدة:
(أ) سقوط بعض مسانيد الصحابة رضي الله عنهم، من المطبوع والنسخ التي طبع عليها، كمسند طلحة بن عبيد الله -كما تقدم بيانه-.
(ب) وجود بعض الكلمات الغامضة، وغير المفهومة في بعض الأحاديث (1).
(1) انظر على سبيل المثال ح (647)، وفيه: أن ابن عمر قال ليحيى بن حبان: أما ترون القتل شيئًا، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لا يتناجى اثنان دون الثالث". وانظر ح (1، 406، 853، 1300).
(ج) وجود بعض التحريف المخل في بعض الأحاديث، مع وجوده صحيحًا في بعض النسخ (1).
2 -
ضعف التخريج جدًا في أغلب الأحاديث، فإن الشيخ كان -فيما يبدو- يعتمد على ما في حافظته فقط، فتجد الحديث -أحيانًا- في الصحيح ويكتفي بعزوه لأحمد. بل إنه أحيانًا يكون في الصحيح من طريق الحميدي، ويعزوه لأحمد أو لواحد من أهل السنن (2).
3 -
لا تكاد ترى، وأنت تقلب صفحاته، أو تقع على كلام في رجل من رجال سنده، أو متن من متونه، فكأنك تقرأ في إحدى المخطوطات، عدا ما ترى بين الفينة والأخرى من التخاريج البسيطة التي لا يدل أغلبها على صحة أو ضعف.
4 -
سقوط بعض الرجال من جملة من أحاديثه، فحينًا يسقط الصحابي (3)، فيصير الحديث مرسلًا.
(1) انظر ح (614)، فقد جاء متنه كما يلي:(رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعدما يرفع رأسه من الركوع فلا يرفع ولا بين السجدتين). وقد بين المحقق أن هذه الرواية تخالف رواية أحمد عن سفيان. قال: ولم يتعرض أحد من المحدثين لرواية الحميدي هذه. فكأنها لاقت عنده استحسانًا، ولا أدري أغفل أم تغافل عما جاء في نسخة الظاهرية:(ق 66 أ)، فقد جاء فيها بدل قوله:(فلا برفع ولا بين): (ولا يرفع من) وهذا هو الصواب الموافق لرواية غير الحميدي عن سفيان.
(2)
انظر: ح (43)، فقد عزاه المحقق لأحمد، وهو عند البخاري (9/ 506)، ح (5362)، من طريق الحميدي.
(3)
انظر: ح (469، 941، 1116)، وفي ح (300) سقط الصحابي من جميع النسخ الأربع، وجاء في المطالب العالية ح (3572) متصلًا، أي ذكر فيه الصحابي وهي أم سلمة رضي الله عنها، فالله أعلم بالصواب. =
وحينًا يسقط شيخ الحميدي، فيكون الحميدي يروي عمن لم يره بصيغة التحديث (1).
وربما سقط الحميدي نفسه، فصار الحديث من رواية بشر بن موسى عن ابن عيينة، وهو لم يدركه (2).
وحينًا تسقط الترجمة، فتصبح أحاديث الصحابي تابعة لما قبله، فيعدم وجود حديثه، سيما وبعض التراجم ليس فيها إلَّا حديث واحد (3). وسقط اسم الصحابيين الجليلين: عمار بن ياسر، وأبي بن كعب، رضي الله عنهم، من فهرس المسانيد (4).
5 -
وقد تحرفت فيه بعض أرقام الأحاديث (5)، كما أن المحقق تجاوز بعض المتون فلم يضع لها رقمًا، إما. سهوًا (6)،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وانظر الصواب في نسخة الظاهرية: (ق 52 ب- 99 أ- 112 أ)، فسقط من الأول ح (469):(سمعت ابن عباس)، ومن الثاني ح (941):(سمعت عمر بن الخطاب يقول)، ومن الثالت ح (1116):(عن أبي هريرة).
(1)
انظر: ح (133، 168، 275، 294، 435، 438، 458، 459، 525، 614، 643، 703، 857، 1009، 1017، 1078، 1091). وانظره على الصواب في نسخة الظاهرية: (ق 117، 121، 30 أ، 32 أ، 48 ب، 49 أ، 51 أ، 57 ب، 66 أ، 67 ب، 73 أ، 89 ب، 104 أ، 104 ب، 109 أ، 110 أ)، وشيخه في كل هذه المواضع هو سفيان بن عيينة.
(2)
انظر: ح (1257).
(3)
انظر: (2/ 385)، فقد سقطت الترجمة وموضعها قبل ح (872)، ونصها:(حديث عبد الله بن الأرقم)، وهي ثابتة في نسخة الظاهرية:(ق 90 ب).
(4)
انظر: (1/ 3، 5).
(5)
انظر: ح (1240)، تحرف إلى (1237).
(6)
انظر: ح (195)، فقد تجاوزه سهوًا بلى ما بعده، فاستدرك ذلك فرقمه هكذا (195/ 1، 195/ 2). =
أو اجتهادًا (1)، وقد اختلف اجتهاده فاستدرك بعضها (2).
وعكس ذلك، فقد وضع أرقامًا لكلام تابع للحديث الذي قبله، إما بيان لخلاف فيه، أو لحن، أو تفسير له (3).
وهذه الملاحظات لا تغض من عمل الشيخ وفقه الله وإنما يجب التنبه لها، وتصحيح ما أمكن تصحيحه منها.
* * *
(1) من ذلك ح (823) اشتمل على ثلاثة متون بسند واحد، فبعد نهاية المتن الأول، قال الصحايي: وسمعت رسول الله
…
فذكر حديثًا، ثم ذكر أخر.
(2)
انظر: ح (919)، فقد اشتمل على خمسة متون، فأعطاه رقمًا واحدًا، ثم استدرك
فرقمه هكذا: (919/ 2، 919/ 3، 919/ 4، 919/ 5).
(3)
انظر: رقم (214، 240، 420، 420، 499، 550، 704، 804، 1238، 1262).