الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحميدي، لأنهم تلقوه منه سماعًا، فهم يروونه كما سمعوه، ولذا تجد أن كثيرًا مما يرويه البخاري في صحيحه -مثلًا- من طريق الحميدي، هو في مسنده بحروفه، وهكذا غيره. أما من سمع الكتاب كله ودونه على أنه مصنف للحميدي فلم يصلنا من ذلك إلَاّ رواية بشر بن موسى الأسدي البغدادي (1).
وذكر الحافظ ابن حجر ما يدل على أنه وقف على مسند الحميدي من رواية غيره، فقد قال (2): راجعت مسند الحميدي من طريق قاسم بن أصبغ، عن أبي إسماعيل السلمي عنه. اهـ.
فلعل هذه الرواية، وغيرها، في نسخ لم تكتشف حتى الآن، أو تلفت مع ما تلف.
المطلب الرابع نسخ المسند وطبعاته
قام الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي، بالبحث عن نسخ خطية لهذا المسند كي يقوم بتحقيقه، فعثر على ثلاث نسخ (3)، هي:
1 -
نسخة مكتبة دار العلوم، بمدينة ديوبند بالهند، وقد كتبت هذه النسخة في سنة أريع وعشرين وثلاثمائة وألف.
2 -
نسخة المكتبة السعيدية، بحيدرآباد بالهند، وقد كتبت هذه النسخة في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف.
(1) انظر: ترجمته في تاريخ بغداد (7/ 86)، قال الخطيب: كان ثقة أمينًا عاقلًا ركينًا. اهـ.
(2)
فتح الباري (9/ 169).
(3)
انظر: كلام المحقق على النسخ في المقدمة التي كتبها للمسند (1/ 50، 51)؛ وتاريخ التراث العربي لسزكين (1/ 1/ 189).
3 -
نسخة مكتبة الجامعة العثمانية بحيدرآباد بالهند، وقد كتبت هذه النسخة في سنة تسع وخمسين ومائة وألف، أو قبلها. وعدد أوراقها خمس وثلاثون ومائة ورقة. فبدأ بتحقيق الكتاب (1)، جاعلًا الأولى -أعني: نسخة ديوبند- أصلًا، وهي آخر النسخ الثلاث كتابة (2).
وعندما انتهى من تحقيق بعض الكتاب وتقديمه للطبع أرسل إليه نسخة رابعة، وهي:
4 -
نسخة المكتبة الظاهرية (3)، بدمشق، وهي من كتب الشيخ أبي الحسن علي بن الحسن بن عروة الحنبلي (4)، التي وقفها (5)، وقد انتهى كاتبها المدعو: أحمد بن البصير المقرئ، من كتابتها في العاشر من شعبان سنة تسع وثمانين وست مائة (6). وعدد أوراقها ثمان وعشرون ومائة ورقة وفي كل
(1) وكان ذلك في سنة ثمانين وثلاثمائة وألف، أو قبلها بسنة أو سنتين. انظر: مقدمته للمسند (1/ 50، 71)، و (2/ 548)(الحاشية).
(2)
وهذا مما يؤاخذ عليه المحقق حفظه الله، خاصة وأنه ذكر في مقدمته (1/ 51) أن نسخة الجامعة العثمانية -مع قدمها- أصح من النسختين الأخريين. وعذره في ذلك أنه لم يعثر عليها حتى انتهى من نسخ الكتاب.
(3)
وقد استفاد منها فيما بقي من الكتاب، وما طبع منه ألحق ما استفاده منها في آخر الجزء الأول، وأدخل ما استطاع إدخاله في أواخر بعض التعليقات. انظر:(1/ 52) من المقدمة؛ و (1/ 2، 101، 270) من الأصل.
(4)
انظر ترجمته في: إنباء الغمر لابن حجر (8/ 319)؛ وشذرات الذهب (7/ 222) وهو من أهل الزهد والصلاح والخير، مع اهتمامه بالعلم، مات في ثاني عشر جمادى الآخرة من سنة سبع وثلاثين وثمانمائة.
(5)
كما هو مكتوب على ظهر الورقة الأولى من النسخة.
(6)
انظر: (ق 128 أ) من هذه النسخة وهي محفوظة في دار الكتب الظاهرية بدمشق تحت رقم (541 حديث) وفي مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود المركزية صورة منها تحت رقم (2923 ف) وعندي نسخة منها.
ورقة صفحتان. وفي كل صفحة خمسة عشر سطرًا. وفي كل سطر ما بين تسع إلى ثلاث عشرة كلمة، وهي متقاربة الأسطر. وخطها متوسط ليس بالدقيق ولا العريض. ويهمل كاتبها بعض النقاط، وبعض النبرات لا يظهر كثيرًا. وكتب العناوين بخط عريض. وعليها بعض التصحيحات، والتعليقات وليست بكثيرة.
وألحق بهوامشها بعض ما سقط، وختمه بعلامة التصحيح (صح). وكتب على غلاف النسخة: وقفه وسائر كتبه شيخنا الإمام العلامة الأوحد أبو الحسن علي بن الحسين بن عروة الحنبلي، تقبل الله منه، فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم. اهـ. وتحته ختم دار الكتب الظاهرية الأهلية بدمشق.
وفي صفحتها الثانية، والأولى التي تليها سرد لمسانيد الصحابة رضي الله عنهم، المذكورين في المسند.
وفي الصفحة الثانية من الورقة التي تلي الغلاف ترجمة مختصرة للمؤلف، كتب فوقها: منقول من جامع الأصول لابن الأثير.
وكتب على الورقة الأولى من النسخة اسم المسند ومؤلفه، ثم سند الرواية لهذا المسند، الذي ينتهي إلى كاتب النسخة التي كتبت منها نسختنا. حيث قال: سماع لكاتبه ومالكه أبي البركات بن أبي محمد بن أبي أحمد المقرئ. ثم صورة لسماع ابن عماد، وابن تيمية، ومن معهما.
ثم سماع جماعة على ابن العماد. كتبه أحمد بن عساكر.
وكتب بالجانب الأيسر من الصفحة، باتجاه الأعلى: ابتعته من المحدث شمس الدين بن محمد
…
وكتب أحمد بن عساكر.
وفي الصفحة الثانية من الورقة الأولى ابتدأ بالبسملة، ثم ذكر سند نسخة الأصل، وابتدأ بذكر أحاديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولم يضع لها
عنوانًا. ثم أعقبها بأحاديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفي آخر المسند: أصول السنة. وهي من كلام الحميدي، يشرح معتقده السلفي. وبآخر النسخة سماعات مصورة من نسخة الأصل. وسماعات لنفس هذه النسخة، بخط أحمد بن يحيى بن علي بن عساكر. وهي بعد السبعمائة، وأحدها في جامع عمرو بن العاص بمصر.
وفي الصفحتين الأخيرتين سماعات بعضها مصور، وبعضها بخط أحمد بن عساكر.
5 -
وفي أثناء كتابة هذه الدراسة كنت أبحث في ما وصلت إليه يدي من الفهارس، وأحاول الاتصال بالمراكز المهتمة بالمخطوطات، وقد من الله على بالعثور على نسختين غير ما تقدم.
والأولى منهما من مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق، ومنها صورة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (4665 ف). وهي أقدم من كل النسخ السالفة الذكر، إذ كتبت في سنة ثلاث وستمائة. كتبها أحمد بن عبد الخالق الدمشقي. وعدد أوراقها اثنتا عشرة ومائتا ورقة وعليها سماعات.
6 -
والثانية: نسخة مكتبة دار العلوم بندوة العلماء بلكنو، ومنها صورة بالجامعة الإسلامية، برقم (3603 ف). كتبها أحمد أبو الخير بن عثمان ابن علي المكي. وعدد أوراقها تسعون ورقة، في كل ورقة واحد وعشرون سطرًا ومقاسها:(22× 16.5 سم) وخطها دقيق وجميل، لكن تصويرها لم يكن جيدًا. وتم نسخها في يوم الأربعاء من شهر ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف.
وكلاهما -أعني النسختين- رواية بشر بن موسى الأسدي، عن الحميدي. وليس فيهما ذكر لمسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.