الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترمذي له في بعض المرات، وكذا تصحيح محمد بن إسحاق بن منده له (1).
وقد حَسن له البخاري فيما نقله عنه الترمذي (2).
أما ما نقله الحافظ في ترجمة الخضر من كتاب الإصابة أن ابن الجوزي جَهله فقد أجاب عنه الحافظ نفسه.
فقال: (قال- أي ابن الجوزي-: ورواه محمد ابن أبي عمر عن محمد بن جعفر وابن أبي عمر مجهول.
قلت: وهذا الإطلاق ضعيف فإن ابن أبي عمر أشهر من أن يقال فيه هذا: هو شيخ مسلم، وغيره من الأئمة، وهو ثقة حافظ صاحب مسند مشهور مروي، وهذا الحديث فيه
…
). اهـ. ثم ساق الحافظ إسناده هو إلى الحديث من طريق ابن أبي عمر. الإصابة (2/ 128).
المطلب التاسع عقيدته
عاش العدني في عصر تميز بكثرة الاضطرابات، واحتدمت فيه نيران الفتن، وظهرت الحركات العقائدية المنحرفة، وفي مقدمة عسكرها فتنة خلق القرآن الكريم، والاعتزال، وكانت في عهد المأمون أشد ما تكون واتخذ أعوان سوء من الزنادقة، أمثال أحمد بن أبي دُوَاد، وغيره، فأذكرا نارها، وطارت شظاياها في الآفاق لتهوي على رؤوس آمنة ظلت زمنًا لا تعرف إلَاّ عقيدة السلف الصحيحة.
- وقويت شوكة بشر المريسي المعتزلي الذي فر هاربًا من هارون الرشيد
(1) انظر: كتاب الإيمان له (1/ 182).
(2)
العلل الكبير (1/ 120).
مخافة أن يقتله حين كان يتتبع الزنادقة ويهلكهم، فبدأ يناظر أهل السنة ويقارعهم الحجة بحضرة الخليفة.
- وما أن جاءت سنة (218 هـ) حتى عظم البلاء وامتحن أئمة السنة، وأرغموا على الإجابة فمنهم من أجاب تقية مكرهًا، ومنهم من امتنع. فأرسلوه إلى الخليفة وأجاب هناك متأولًا، ومنهم من ثبت وامتنع وناله من ذلك بلاء عظيم، وشدة.
ومن أبرز هؤلاء الإمام أحمد، ومحمد بن نوح الذي مات في الطريق حين حمل هو والإمام أحمد إلى المأمون فمات المأمون قبل وصولهما فأعيدا إلى بغداد، واستمر البلاء في عهد المعتصم والواثق وثَبت الله الإمام أحمد، ثم ارتفعت الفتنة في عهد المتوكل.
- وفي هذا العصر أيضًا نشطت حركة الترجمة كما تقدم فأدى هذا إلى دخول أفكار فلسفية جدلية من أصحاب الملل والنحل الأخرى: اليهود والنصارى، والفرس، واليونان، وغيرهم، فظهر التخبط في المذاهب الكلامية وتشوشت بعض الأذهان بما لا طائل تحته.
- وكانت بلاد الحرمين الشريفين من أسعد البلاد حظًا بالبعد عن كثير من هذه الفتن، ولم يذكر عن الأئمة المبرزين أمثال سفيان بن عيينة، والحميدي، والفضيل بن عياض، والعدني، أنهم تلبسوا بشيء منها.
فيظهر أن الإمام العدني رحمه الله كان على مذهب السلف يعتقد ما يعتقده أهل السنة والجماعة ومما يؤكد هذا:
1 -
كتابه "الإيمان" فإن الذي يتأمله يزداد قناعة بسلامة معتقده، وقد ركز فيه على تحقيق أن العمل من الإيمان، وصرح بأن هذا هو مذهب أهل السنة (1)، كما تعرض لبيان ما ينقص الإيمان من
(1) انظر مثلًا: (ص 96).