الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث التاسع ثناء العلماء عليه
لقد أثنى على الحافظ شيوخه ومعاصروه من أقرانه وتلامذته والأئمة الكبار من بعده.
قال السخاوي: "ولم يخلف بعده في مجموعه مثله، ورثاه غير واحد بما مقامه أجلّ منه رحمه الله وإيانا-"(1).
وفي الثناء عليه يقول شيخه العراقي: "ولما كان الشيخ العالم الكامل الفاضل المحدث المفيد المُجيد الحافظ المتقن، الضابط الثقة المأمون شهاب الدين أحمد أبو الفضل
…
فجمع الرواة والشيوخ، وميْز بين الناسخ والمنسوخ، وجمع الموافقات والأبدال، وميّز بين الثقات والضعفاء من الرجال، وأفرط بجدّه الحثيث حتى انخرط في سلك أهل الحديث، وحصل في الزمن اليسير على علم غزير" (2).
وأما شيخه ابن جماعة، فيقول ابن حجر في ترجمته: "
…
وكان يودّني كثيرًا ويشهد لي في غيبتي بالتقدم، ويتأدب معي إلى الغاية" (3).
(1) الضوء اللامع (2/ 40).
(2)
الجواهر (ص 210) بتصرف.
(3)
إنباء الغُمر (7/ 242)؛ والجواهر (ص 77).
ويقول أحد معاصريه في بعض مراسلاته وهو الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي (ت 842هـ)، يقول:"إلي مولانا وسيدنا شيخ الإسلام حافظ الأعلام، ناصر السنة، إمام الأئمة، قاضي قضاة الأمة. . ."(1).
ويقول فيه تلميذه التقي بن فهد المكي: ". . . وهو إمام علاّمة حافظ متقن، متين الديانة، حسن الأخلاق، لطيف المحاضرة، حسن التعبير، عديم النظير، لم تَرَ العيون مثله، ولا رأى هو مثل نفسِه"(2).
ويقول العلاّمة المؤرّخ ابن تَغري بَرْدي: "كان إمامًا عالمًا، حافظًا شاعرًا أديبًا مُصنِّفًا، مليح الشكل منوّر الشيبة، حلو المحاضرة إلى الغاية والنهاية، عذب المذاكرة مع وقار وأبَّهة، وعقل وسكون وحلم وسياسة"(3).
ويقول الحافظ جلال الدين السيوطي: "شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه، وحافظ الديار المصرية، بل حافظ الدنيا مطلقًا"(4).
ويقول العلاّمة المحدث الشوكاني (ت 1250 هـ): "الحافظ الكبير الشهير، الإمام المنفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخرة
…
وشهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد، والعدو والصديق، حتى صار إطلاق لفظ (الحافظ) عليه كلمة إجماع. ورحل الطلبة إليه من الأقطار، وطارت مؤلفاته في حياته، وانتشرت في البلاد، وتكابت الملوك من قطر إلى قطر في شأنها، وهي كثيرة جدًا" (5).
* * *
(1) الجواهر (ص 235).
(2)
نفسه (ص 250). وانظر: لحظ الألحاظ (ص 336).
(3)
نفسه (ص 251).
(4)
طبقات الحفاظ (ص 552).
(5)
البدر الطالع (1/ 87).