الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36 -
[س- ت] الوليد بن مسلم الدمشقي "ثقة كثير التدليس والتسوية"، مات في أول سنة خمس وتسعين ومائة، وله ست وسبعون سنة (1).
37 -
[س] يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التميمي النهشلي الكوفي "صدوق يخطئ، ورمي بالتشيع"، مات سنة إحدى ومائتين (2).
38 -
[س- ت] يعلى بن عبيد الطنافسي، "ثقة"، مات سنة تسع ومائتين، ومولده سنة سبع عشرة ومائة (3).
المطلب الرابع مذهبه ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه
كان الحميدي رحمه الله، كغيره من أئمة الحديث، في التمسك بالسنة، ونبذ البدع، واتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم، فكان شديد الحمل على كل من خالف ذلك.
قال الإمام أحمد بن حنبل (4): تكلم بشر بن السري بمكة بشيء، فوثب عليه ابن الحارث -يعني حمزة بن الحارث- والحميدي، فلقد ذل بمكة، حتى جاء فجلس إلينا مما أصابه من الذل. اهـ.
وقال عن نفسه (5): ما دمت بالحجاز، وأحمد بن حنبل بالعراق،
وإسحاق بخراسان، لا يغلبنا أحد. اهـ.
فكان شيخ الحرم، ومفتي أهل مكة في زمانه، لجمعه بين حفظ
(1) انظر: المسند ح (2، 19، 615).
(2)
الكاشف (3/ 232)؛ والتقريب (ص 595). وانظر: المسند ح (58).
(3)
انظر: المسند ح (6).
(4)
علل أحمد (1/ 255)، (1458). وانظر: تهذيب الكمال (4/ 124).
(5)
رواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد (ص 146).
الحديث، والفقه فيه. وكان لا يرى الأخذ عن كل صاحب بدعة وإن لم يكن داعية (1).
وقد وصفه بالإمامة غير واحد من الأئمة، قال أحمد (2): الشافعي عندنا إمام، والحميدي عندنا إمام، وإسحاق بن راهويه عندنا إمام. اهـ.
وقال إسحاق بن راهويه (3): الأئمة في زماننا: الشافعي، والحميدي، وأبو عبيد. اهـ. وقال أبو حاتم (4): ثقة إمام. اهـ، وكان حافظًا من حفاظ الحديث، ولم يكن بالمكثر (5) -إذا قُرِن ببعض أقرانه كأحمد بن حنبل وغيره- لاكتفائه بحديث ابن عيينة، غالبًا، فلم يكن بالمتوسع في الشيوخ، ولاشتغاله بالفقه وملازمة الشافعي (6) رحمه الله، لذا جاء مسنده مختصرًا، بخلاف مسانيد غيره من الأئمة (7).
وقد استفاض ثناء العلماء عليه وتبجيلهم له.
قال الشافعي (8): ما رأيت صاحب بلغم أحفظ من الحميدي، كان يحفظ لسفيان بن عيينة عشرة آلاف حديث. اهـ. وقال ابن سعد (9): كان ثقة كثير الحديث. اهـ.
(1) انظر: الكفاية (ص 123)؛ وشرح العلل (1/ 356).
(2)
التقييد لابن نقطة (2/ 41).
(3)
السير (10/ 618)؛ وطبقات الشافعية الكبرى (2/ 140).
(4)
الجرح (5/ 57).
(5)
انظر: السير (10/ 616).
(6)
انظر: آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (ص 43، 44).
(7)
وسيأتي إن شاء الله ذكر ذلك مفصلًا في دراسة مسنده.
(8)
السير (10/ 618).
(9)
الطبقات (5/ 502).
وقال أبو العباس السراج (1): سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحميدي إمام في الحديث. اهـ. وقال يعقوب بن سفيان الفسوي (2): حدثنا الحميدي- وما لقيت أنصح للإسلام وأهل الإسلام منه. اهـ. وقال ابن حبان (3): كان صاحب سنة وفضل ودين. اهـ. وقال الحاكم (4): ثقة مأمون. اهـ. وقال (5): كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره. اهـ. وقال ابن عبد البر (6): كان من الفقهاء المحدثين النبلاء الثقات، والحفاظ المأمونين، أخذ عن ابن عيينة، وهو صاحبه والمتحقق به. اهـ. وقال الذهبي (7): الإمام الحافظ الفقيه، شيخ الحرم،
…
، وليس هو بالمكثر، ولكن له جلالة في الإسلام. اهـ. وقال الذهبي (8) أيضًا: هو أجل أصحاب ابن عيينة.
اهـ. وروى الذهبي- بسنده إلى البخاري: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، أخبرني محمد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر يقول- على المنبر-: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات
…
" الحديث، ثم قال (9): هذا أول شيء افتتح به البخاري صحيحه، فصيره كالخطبة له، وعدل عن روايته افتتاحًا بحديث مالك الإمام إلى هذا الإسناد لجلالة الحميدي وتقدمه، ولأن إسناده هذا عزيز المثل
(1) السير (10/ 619).
(2)
المعرفة والتاريخ (3/ 184).
(3)
الثقات (8/ 341).
(4)
سؤالات السجزي (81).
(5)
التقريب (ص 303).
(6)
الانتقاء (ص 104).
(7)
السير (10/ 616).
(8)
طبقات الشافعية الكبرى (2/ 140).
(9)
السير (10/ 620).