الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابني أحمد بن اعمر كنتم
…
لمن اعْتَرَّ مأمناً وربيعا
إن يكن من صنيعكم أن رفعتمْ
…
عاليَ الناس فوقكم والوضيعا
لا يضرْ كم ذاكم فأنتم الأعْلَوْ
…
نَ اتَّضعْتمْ تأدُّباً وخُشوعا
ضَمنَ البِرُّ والتُّقى لكم أن
…
لا تَزالوا فوقَ الأنامِ جميعا
في مكانٍ لا يطمَعُ الناس فيهِ
…
وكفاهم ما دونهُ ترفيعا
فمساميكم والمسابقُ كابٍ
…
قاصرٌ عَمْا لم يكن مُسْتَطيعا
فدعُوا عنكمُ التأنقَ في المدْ
…
حِ والإِعجاز فيهِ والتنويعا
ليس بعد النور المنزل إعجا
…
زٌ فما الحُسْنُ بعدهُ ممنُوعا
وعَلَيكم مِنَّا السَّلامُ سَلامٌ
…
كشَذَا المِسْكِ بَعدَ هَدْءِ أذِيعا
محمد الحسن بن محمد عبد الجليل
بن الحسن بن الأمين بن الحاج. يجتمع فيه مع حرم الذي تقدمت ترجمته في أول الكتاب، ومع غيره ممن تقدم في الطالب، وبقية النسب واحدة، نحوي متقن، وفقيه متبحر، راوية لأشعار العرب، مكب على المطالعة، جواد الكف، حسن الطباع، تقيٌّ نقيٌّ، رحم الله روحه الطاهرة.
طلب النحو على سيبويه تلك البلاد من غير دفاع، أستاذنا يخطيه بن عبد الودود، أطال الله حياته، ثم على خليلها، محمد عالي بن سيدي بن سعيد، والفقه على أهل محمد سالم المشهورين هناك بهذا الفن. وكان رقيق الشعر، سهل العبارة، أمون من الغلط، كأنما الشعر في جيبه، يأخذ منه في أي وقت شاء، مع قلة ما حفظت له، لزهد الناس في معاصريهم ولعمري إنها لبلية.
ومما في ذهني من شعره بعض أبيات، كتب بها إلى شقيقنا محمد سالم رحمه الله، وكان صديقا له يسأله إعارة التصريح على التوضيح:
منى سلامٌ إلى ذي المحتد السام
…
محمد سالم الأعراض من ذام
فإنني ارتجني التصريح عارية
…
من راحتيهِ مدى عامين أو عام
وله من قصيدة، يمدح بها أحمد بن امحمد ابن عيدَّ أمير ادرار، وقد ضاع منى
أولها:
أميرٌ فارِسٌ بَطلٌ جَوَادُ
…
خَليفَةُ فارِسٍ بَطلٍ جوَادِ
وغيثٌ لا يملّ إذا تمادى
…
وكان الغيثُ يسأمُ بالتمادِ
وبحرٌ ترتوي منهُ الرَّوايا
…
بما يشفى الغليلَ لكلِّ صادِ
شرابٌ أن أتوهُ بلا شرابٍ
…
وزاد أن أتوه بغير زادِ
لنعم الجَلْد أنت إذا تبدَّتْ
…
نواصي الخيلِ مقبلةٍ بَدادِ
وبداد: حال، وقعت معرفة، وقد نص عليها في كتب النحاة، فهي من الألفاظ المسموعة من العرب، لكن لا يقاس عليها ما يشابهها. وله من أبيات يقولها في المشاعرة، التي تقدم ذكرها، في ترجمة الذي تقدمه، وقد ضاع مني أولها:
فإنْ تَكُ الأزْمُنُ النسوانُ نِيطَتْ
…
عليها من مآثركم رِعاثُ
قد أنبثَّتْ مناقِبُكم وشاعَتْ
…
كما في الناس للمثلِ انْبثات
ومن ظريف أخباره، إنه كان مع العلامة المتقن، وليُّ الله أحمد بن محمد، في حي ينتجعون المراعي بإبلهم، فوصل إليهم مكتوب من العلامة الشهير، صاحب القدر الكبير، الشيخ سعد أبيه ابن محمد فاضل، أخي الشيخ ماء العينين، فيه أبيات من الرجز، وكتب قبلها أسطرا من النثر، معناها أن هذه كرامة أكرمني الله بها، ولا يقدر عليها أحد، وكانت تلك الأبيات من الحروف المقطعة، فأخذ هو تلك الأبيات، ونظم اثني عشر بيتا من الحروف المقطعة، فيما بين الظهر والعصر، وكتب بها إلى الشيخ المذكور، وكتب إليه في مقدمة الكتاب إني لست وليا، ولا من أهل الكرامات، وها هي الأبيات، لم يتخلف عن ذهني منها إلا بيت واحد، وهي في مدح الشيخ أحمد بن محمد المذكور:
أَرَأَى زَوْرَهُ دَوَاَء أُوَارِ
…
ذُو دَوًى زَارَ أَدْؤرًى وأوارِى