الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ضُحّى زُرْت الحبيبَةً لا فقالَتْ
…
مَتى تسعى وهَلْ لكَ من رُجُوعِ
فلمْ يَسْطعْ إجابتَها لساني
…
فبادَرْتُ الإجابَةَ بالدُّموعِ
قوله - لا - معناه قدر - لا - فلا، هنا ظرف، وهذا المعنى أخذه من قول ذي الرمة:
تريك بياض لبتها ووجهاً
…
كقرن الشمس أفتق حين زالا
أصاب خصاصة فبدا كليلاً
…
كلَا وانْغَلَّ جانُبُه انْغِلالا
أي، فظهر بقدر ما يقول القائل لا. ومن نظمه قوله:
سَتُدْنينيَ اليْومَ منْ نُزْهَتي
…
أمَيْمَةَ ذَاتِ الهوى الخالدِ
ثَلاثٌ تُقَرِّبُ ما قدْ نأى
…
زمامي ورَحْاي وذو الشَّاهِد
وسافر من بلده، إلى الأمير أحمد بن الحاج عمر الفوتي في سَيْكُ (بكاف معقودة مضمومة من أرض السودان) فحظي عنده، وله في مدحه قصيدة ميمية سمعتها وهي في غاية الحسن، ولم أحفظ منها شيئا. وتوفي هناك في صدر القرن الرابع عشر بجدري أصابه رحمه الله. وله من أبيات:
سلا خِلّي سالبتي سَلاها
…
لِمهْ سَلَت الفؤادَ وما سَلاها
سلا عن كلّ فاترة رَداح
…
من البيض النّواعم ما خلاها
فتىً بنُ الحاج
بن سيدي أحمد لخليف بن الفغ سيدي أحمد، يجتمع فيه مع محمد المتقدم، وبقية النسب هاك: فقيه متقن ثاقب الذهن، مدرك لدقائق الفقه، مع فصاحة لسان وحسن أخلاق، وهو ممن أدرك أوائل القرن الرابع عشر. وكان العلاّمة عبد الرحمن بن محمد فال (بذال معجمة) حكم في قضية بين بني باب أحمد، وبني سيدي الفال: بطنين من بني ديمان، فنقض فتى المذكور حكمه، وبين خطأه في المسألة، فبعث إليه بقصيدة ميمية، فرد عليه بأخرى مثلها. وقد رأيتهما
وهما في غاية الحسن، إلا أني ما حفظت منهما شيئا لضيق الوقت، ثم بلغه بيتان ضاديان، من قصيدة لعبد الرحمن المذكور وهما:
تعلم شروط النقض يا مولعا به
…
ولا تُبْقِ منها أن هممْتَ به بَعضا
ولا تحسبنّ النقض لفظَ نقضتهُ
…
فما كلُّ حُكم شيد يستوجب النقضا
فقال فتىً المذكور:
تَعلّمْ شرُوطَ الحكم يا مُوَلَعاً بهِ
…
ولا تُبْقِ مِنها أن هَمَمْتَ بهِ بَعْضا
وَلا تَقْضِ إلا ذَاكِراً أن للِقضا
…
عَلى الخَلْقِ والخَلاّقِ في مَلإِ عَرْضا
فما كُلُّ تَسْجِيلٍ لَقوْلٍ مُسَجَّعٍ
…
تَضمَّن لَفظ الحُكم يَستَوْجِبُ الأمْضا
وما كان لفْظي قَدْ نَقَضْتُ وإنهُ
…
أرَى نقْضَهُ حَتماً عَلى أهْلهِ فَرْضا
نَعَمْ كلُّ حُكمٍ مِنْ غيرِ حاكمٍ
…
ولا ثابتِ التّحكِيم يَستَوْجبُ الرَّفْضا
ولا يَستقيمُ الحكمُ من غيْرِ ذَيْنِكم
…
ولا سِيما أن بَعْضُهُ أكْذَبَ البَعضا
ومَنْ أرْسَلَ الأشْعَارَ نحْوي نَدَامَةً
…
على ما أتاهُ عَضَّ إصْبَعهُ عَضا
أجَازِ بهِ أن لم يَلْقَ مِني تَحلُّماً
…
قَوافيَ تُفْنى اللَّحْمَ والعَظْمَ والعِرْضا
قَوافَي تُبقيهِ نُمَيْرَ بنَ عَامِر
…
وتَتْرُكُ ما قدْ كان مِن رَفْعِهِ خَفْضا
قَوافيَ لا المُحْتالُ يَسطيعُ صَرْفَها
…
بحَوْلٍ ولم يَسْطْع قَوِيٌّ بها نَهْضا
قَوافيَ لا تَنْفَكُّ عُرْضةَ مِذْوَدِي
…
وتأبى الذي يأبى وترْضى الذي يَرْضا
وكُنْتُ معَمًّى مُخْوَلاً في ارْتجالِها
…
وقِدْماً عَليْها بالوِلايةِ لِي يقُضْى
وقَبَلكَ يا ذا اللّسَانَيْنِ هابَنا
…
وأغْضى حَياءً منْ مَهابَتِنَا غَضَّا