الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَرْجَعَهُ من غزوة الأبواءِ
…
صلى عليه رافع السماء
وجيشهُ سِتُّونَ أو يزيد
…
عشرونَ كلُّ فاضلٌ مجيدُ
وكان معاصرا لحرم، الذي تقدمت ترجمته في أول الكتاب، ولا أدرى أيهما مات قبل الآخر.
عبد الودود بن عبد الَّ بن انجبنان الألفغي
نسبة إلى قبيلة أبناء ألفغ حبيب أل، نحوي شهير، انفرد به من غير نكير، وأوضح للناس أسراره وأعلى مناره. تلقى عن بُلاّ الشقراوي، وسبب ذلك أنه خرج في عير، فنزلوا عند بلا، فرأى عبد الودود تلامذته يكررون دروسهم، فسمع تحريرا لم يعهده في بلاده. فلما وصل إلى أهله، رجع إلى بلا المذكور ولازمه، حتى أتقن النحو وبرز فيه، وبلغ مبلغا لم يبلغه غيره في عصره، وهو شيخ محمد علي بن سيدي بن ساعيد بن عمه، ويعرف بمعى. وقد رأيت هذا الشيخ، وكان لا يبارى
في النحو، وتخرَّج عليه الحسن بن زين القناني، وهو احد فطاحل تلك البلاد، وعلى الحسن تخرّج أستاذنا سيبويه زمانه، بحظيه بن عبد الودود - حفظه الله - وهو وإن كان أصغرهم سنا، فقد اتفقت الناس على أنه فاق الكل في النحو، وانفرد عنهم بإتقان الفقه، وغيره من العلوم.
ما ترك عبد الودود المذكور عويصة من النحو، إلا نظمها أسلس نظم، وأتقنه. وله (روض الحرون من طرة ابن بون) صغير الحجم، إلا أنه كبير الفائدة، ولا يستغنى عنه نحوي هناك.
ومن شعره، يخاطب تلامذة له، كانوا كفروا نعمة تعليمه، قصيدة مطلعها:
أبى ليَ سلوانَ الربابِ أبي لِيا
…
خيالٌ متى هومتُ وهنا سمالِيا
ومنها:
لقد مزقتْ قلبي سهامُ جفونها
…
كما مزقتْ مَيْجات عمداً كتابيا
وعيرني ميجاتُ بالجهل ضلة
…
فقلت لهم لم تقذفوني بدائيا
ومنها:
ولست بشيخكم ولستم تلامذي
…
لكم دينكم ذاكم ودينيَ ذاليا
وقال مقطعة، يعارض بها اخرى لشاعر أهل المبارك، وأظن اسمه محمد مولود ابن أحمد فال أو العكس، وهاهما القطعتان من غير تحقيق للتمييز بينهما. قال أحد الشاعرين:
ما لسليمى من شبيه في الأممْ
…
كأنها شمسُ الضحى أو بدر تمْ
أو درة قد أخرجت من قعريمْ
…
غاصَ لها غوَّاصها تم ارتسمْ
حتى إذا ما رَاءها بعد ابتسم
…
أو أمَّ خِشفٍ خذلت على عَلمْ
ترعى الخُزامي والبشامَ والسلمْ
…
بجانبِ الملحَسِ أو فرد الأجَمْ
توجستْ ركز ابن داة من أممْ
…
فَرَاعَها صوت القنيص ذي القرمْ
أبى ثلاثٍ كمهازيل الغنمْ
…
قد كان من عاداته إذا احتزمْ
أنْ يضعَ اللحمَ لها على وضمْ
فقال الثاني منهما:
هلْ وجدُ أسماَء القديمُ تاركي
…
من قبلِ أن أهلِكَ في الهوالكِ
ليسَ لها في الحسنِ من مشارك
…
كظبيةٍ تَرْعى برملٍ عانكِ
توجَّسَتْ رِكزَ ابن عبد المالكِ
…
فراعها صوت القنيص الفاتكِ
يصيبها لابُدَّ في المهالكِ
…
إذا رَماها في النسا والحاركِ
وله قصيدة في المصادر الغريبة، وهي غزلية، ومطلعها:
أخشى على القلب من عرفانه خبلا
…
ربعاً بمَرْيَمِهِ قد كان مزدانا
خَشْياً وخَشْيَا وخَشّاةً ومخشِيةً
…
وخَشْيةً وخَشاةً ثم خشْيانا
أما أنظامه، فإنها أجود من شعره. ومنها:
ومدُّ مقْصُورٍ خلافه اشتهرْ
…
وفصل الفراء تفصيلا بهرْ
فجوَّزَ المَدَّ لِمَا لم يَذهَبِ
…
بالمَدّ عنْ نهْج لسانِ العربِ
فَمِرْمى آلةً يقيسُ مَدَّهُ
…
وفي اللّحا اللحاءُ جاز عندَهُ
إذ شابها المفتاحَ والرِّماحا
…
بمدَّةٍ فالاحتجاجُ لاحا
ولم يجز مداً لما كالمرمى
…
مفتوحةً ولا اللُّحى إنْ ضْمَّا
لفقدِ ذا الوزن ولم يحفل بما
…
قال سِوَاهُ من فحولِ العلما
وكان يكتب لتلميذه، وابن عمه محمد على المتقدم، الألغاز ليمرنه، وكان محمد على لا يحسن النظم، فكان يجيبه نثرا. ومن ذلك:
قل للذي كان بالتصريف مشتغلا
…
لم يخلُ من درسه يوما وتكرار
ما وزن نَكْتَلْ وآرام وأثفية
…
وأينق وعريبٍ ثم ديَّار@