الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحنف المجلسي
هذا شاعر مشهور بجود الشعر، كان هجاء مثل الذي قبله، وكان يخرج في أثواب خلقة، وعنده حمار يحمل عليه الملح، يبدله بالدخن، ومن هذه حرفته، لا يعبأ به في تلك البلاد. ثم إنه استضاف إذا شغر، إحدى قبائل إدابلحسن، فلم يكترثوا به، فقال قصيدته التي صارت لهم كالدامغة، التي لجرير في بني نمير، ومطلعها:
أهْلُ الينيبيع لا تعبأ بما فعلوا
…
من دأبهم خلتان اللؤمُ والبُخلُ
المجدد البوحمدي
ثم المجلسي، شاعر مجيد، وله صيت مديد، ومما ينسب إليه:
أفي الحقّ أني لا تزال فلائصي
…
تروحُ بطائاً مولفات المسارح
وتمضي منيرات الليالي ولم أبت
…
على كور فتلاءِ الذراعين لاقح
كأنيَ لم أركبْ بركب مفازَةً
…
جناد بها معروريات الصفائح
ولم أرد الأسدام وهناً وقد خفت
…
وكاد الدجى يثنى حداد المناصح
ويقال إنه اجتمع بامحمد بن الطلب اليعقوبي المتقدم، فقال امحمد:
وغزال أحمَّ في بيت نعمى
…
ظلَّ يُبْدي تبسما عنْ لَئالِ
كاد يسبى العقول عما قليل
…
وقليل أيامه والليالي
فقال هو:
ما لمن راعه الزمان يبين
…
من حبيب سوى الرضى بالقضاءِ
ولئن راعَكَ الزمان ببين
…
لبوصل ظفرت قبل التناءِ
من خويديجَ بالإضاء زمانا
…
رضيَ الله عن زمان الإضاءِ
أحمد البدوي المجلسي
ثم البوحمدي. هو العالم الكبير، والنسابة الشهير، وليس هو من المتقدمين، وما أدرى في أي تاريخ كان، وهو الذي
أحيي أنساب العرب بنظمه (عمود النسب). وقد أجاد فيه، ومن تأمل نظمه، علم سعة اطلاعه، واقتداره في ذلك الفن، ولا يقدح فيه أنه غلط في مواضع منه، فأي إمام ما وقع في الغلط قط، وخصوصا من أقدم على مثل ذلك الفن، لما فيه من الاشتباك والغموض. ولم أقف له على شعر. لكن سلاسة نظمه، تدل على جودة شعره. ومن ذلك قوله في أول نظم الأنساب:
حمداً لمن رفع صيت العرب
…
وخصهم بين الأنام بالنبي
وعمهم إنعامه بنسبته
…
فدخلوا بيمنها في زمرته
ودوَّخوا بسيفه غُلْبَ العجم
…
إذ هم بنو أب وأم بالحرم
إذ الخيول البلق في فتوحهم
…
والرعب والظفر في مسوحهم
هم صفوة الأنام من أحبهم
…
بحبه أحبهمْ وودهمْ
كذاك من أبغضهم ببغضه
…
أبغضهمْ تباً له من معضه
أئمة الدين عماد السنه
…
لسانهم لسان أهل الجنه
ونظم أيضا، غزوات النبي صلى الله عليه وسلم نظما جيدا، يدل على تبحره في السيرة، وأوله:
حمدً لمن أرسلَ خير مرْسلِ
…
لخيرِ أمةٍ بخيرِ المِلل
وأفضلُ الصلاةِ والسلامِ
…
على لبابِ صفوةِ الأنام
وآلهِ أفنان دوحة الشرفْ
…
وصحبهِ وتابعي نعم السَّلفْ
ما أرهفتْ وأرعفتْ براعهْ
…
في مُهرَقٍ ينابِعُ البرَاعهْ
وجَلجلَ الرعدُ وسَحَّ مُزْنُهُ
…
وهَبَّ شمألٌ وماسَ غُصْنُهْ
وبعدُ فالعلمُ أهمُ ما الهِممْ
…
تنافَسَتْ فيهِ وَخَيرُ مُغتنَمْ
وخيرُهُ والعلمُ تسمو رُتبتُهْ
…
مِن فضلِ ما دلَّ عليهِ سِيرَتُهْ
فهاكَ منها نُبذَةً ليستْ تُمِلْ
…
ولم تكنْ بمعظمِ القصْدِ تُخِلْ
أُرجوزةً على عيونِ الأثرِ
…
جُلُّ اعتمادي نظمها في السيرِ