المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أحد من العلماء هناك مبلغه في الحديث، بعد العلامة القاضي - الوسيط في تراجم أدباء شنقيط

[أحمد بن الأمين الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌قَبيلَةُ إِدَوْعَلِ

- ‌ابن رازكه

- ‌حرم بن عبد الجليل العلوي

- ‌محمد بن سيدي عبد الله

- ‌باب بن أحمد بيب

- ‌سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم

- ‌أُبَّدَّ

- ‌محمد بن سيدي محمد

- ‌التجاني بن باب بن أحمد بيب

- ‌الهادي بن محمد

- ‌حرم بن عبد الله

- ‌محمد الحسن بن محمد عبد الجليل

- ‌إجْدُودْ

- ‌محمد محمود بن اكتوشنِ

- ‌سيدي محمد بن سيدي عبد الله

- ‌العمُّ بنْ أحْمَدُّ فَالْ

- ‌فتىً بنُ الحاج

- ‌سيدي أحمد بن محمد الصُّغير

- ‌محمد لحبيبْ بن لمرابط

- ‌عبدُ الله بنُ أحمد بن الحاج أحماه الله الغلاوي البكري

- ‌النابغة الغلاوي البكري

- ‌قبيلة إديقُب

- ‌ويقال لهم اليعقوبيون

- ‌أمحمد ابن الطلب

- ‌مولود بن أحمد الجواد

- ‌لِمْجَيْدري بن حبيب الله

- ‌المأمون

- ‌البخاري بن المأمون

- ‌شيخنا

- ‌محمد مولود بن محمد بن تكرور

- ‌العتيق بن محمد ابن الطلب

- ‌صُلَاّحي بن المامي

- ‌شعراء بني ديمان

- ‌محمد بن سعيد الديماني

- ‌مَحَنْضْ بَابَ بْنُ أعْبَيْدْ الديماني

- ‌ابن عَبْدَمْ الديماني

- ‌صُلَاّحي الديماني

- ‌المختار بن ألُمَّا

- ‌شعراء أولاد ابْيَيْرِ

- ‌الشيخ سيدي بن المختار بن الهيب الأبييري

- ‌سيدي محمد بن الشيخ سيديّ

- ‌شعراء تجكانت

- ‌المختار بن بون الجكني

- ‌ابْن عَيْدُّ الجكني

- ‌ابن مقامي الجكني

- ‌الإِمام بن محمذ الفغ الجكني

- ‌شعراءُ إِدَا بْلِحْسَنْ

- ‌سيدي عبد الله بن أحمد دام

- ‌محمذ بن السالم

- ‌الأحول

- ‌محمدُّ بن حنبل بن الفال البوحسني

- ‌هبةُ الله بن محمذٍ حبيب الله البوحسني

- ‌أحمد باب بن عينين البوحسني

- ‌ابن الأمين بن الحاج البوحسني

- ‌بُلَاّ بْنُ مكبد البوحسني

- ‌محمد سالم بن يا محمد بن لبيد

- ‌أبو بكر بن فتى بن فال الحسن البوحسني

- ‌اشويعر

- ‌ابن المحمود البوحسني

- ‌عبد الله بن أيّ

- ‌محمد بن لِحْظَانَ البوحسني

- ‌الطائع البوحسني

- ‌شعراء تندغ

- ‌محمذ فال بن متالي

- ‌معاوية بن الشّدُّ التندغي

- ‌المصطفي بن جمال

- ‌أحمد بن أمين بن الفراء التندغي

- ‌شعراء مِدْلِشْ

- ‌بو فمين

- ‌الأحنف المجلسي

- ‌المجدد البوحمدي

- ‌أحمد البدوي المجلسي

- ‌حماد المجلسي

- ‌مولود بن أغشممت المجلسي

- ‌محمد عثمان ابن أغشممت المجلسي

- ‌سيدي أحمد بن الصبار المجلسي

- ‌لِحْرَاكاتْ

- ‌باباه الأحراكي

- ‌امحمد بن هَدَّارْ

- ‌باب الأفراد

- ‌هذا باب جعلناه للأفراد

- ‌وهم من لم ترو لأكثر من واحد من قبيلته

- ‌الشيخ سيدي المختار

- ‌عبد الله بن سيدي محمود

- ‌الشيخ ماء العينين

- ‌مبايعته للسلطان مولاي الحفيظ

- ‌إدْيَيْجَ بن عبد الله الكمليلي

- ‌غالي بن المختار فال البُصاري

- ‌عبد الودود بن عبد الَّ بن انجبنان الألفغي

- ‌محمد مولود بن أحمد فال

- ‌الحسن بن زين بن سيد اسليمان القناني

- ‌اعمر مولود بن شيبة الأنتابي

- ‌محمد محود بن التلاميد التركزي

- ‌ما وقع بينه وبين الشيخ الدراج المغربي

- ‌ما وقع بينه وبين السيد علي ظاهر الوتري

- ‌ما وقع بينه وبين السيد أحمد البرزنجي

- ‌أغلاطه في رحلته

- ‌ما وقع بين محمد محمود المذكور

- ‌وشيخ المالكية الأستاذ سليم البشرى

- ‌سفره إلى اسبنيول

- ‌خروجه من المدينة

- ‌الفصول التي وعدنا بتذييل هذا الكتاب

- ‌الكلام على شنقيط وتخطيطها

- ‌فصل في شنقيط وحدودها وما يتعلق بذلك

- ‌ المغرب)

- ‌الكلام على شنقيط هل هي من السودان أو من

- ‌الكلام على تاريخ عمارة شنقيط

- ‌الكلام على جغرافية بلاد شنقيط

- ‌الكلام على آدرار تفصيلا

- ‌الكلام على طرق حيط آدرار

- ‌الكلام على أظْهَرْ

- ‌الكلام على أوْجفتْ

- ‌الكلام على جانب آدرار الشرقي

- ‌الكلام على واداق

- ‌الكلام على الباطن

- ‌الكلام على هوى آدرار

- ‌الكلام على الزرع في آدرار

- ‌الكلام على أشجار آدرار

- ‌الكلام على لعِصْايبْ

- ‌الكلام على مقطيرْ

- ‌الكلام على الساقية الحمراء

- ‌الكلام على إينشيري

- ‌الكلام على تيرس

- ‌الكلام على الخط

- ‌الكلام على أركيطه

- ‌الكلام على تكانت

- ‌(بكاف معقودة)

- ‌الكلام على مبدأ عمارة تيججكة والسبب فيها

- ‌الكلام على صفة تيججكة

- ‌الكلام على تامورِتْ انعاج

- ‌الكلام على أشجار تكانت

- ‌الكلام على الباغصه

- ‌الكلام على اركيبه

- ‌الكلام على اركيبه الكحله

- ‌الكلام على اركيز

- ‌الكلام على أفلَّه

- ‌الكلام على آوكار

- ‌الكلام على الحوض

- ‌الكلام على أظهر

- ‌الكلام على أزواد

- ‌الكلام على أروان

- ‌الكلام على لمرية

- ‌الكلام على تيشيت

- ‌الكلام على آكان

- ‌الكلام على فاي

- ‌الكلام على آوكار

- ‌الكلام على آمشتيل

- ‌الكلام على لعكل

- ‌الكلام على إكيدي

- ‌الكلام على أظهر وانوللان

- ‌الكلام على شمامه

- ‌الكلام على سكان شنقيط وجنسهم

- ‌الكلام على الزوايا

- ‌ما يحمد من أمر الزوايا وما يذم

- ‌الكلام على حسان وسيرتهم

- ‌الكلام على الترارزة

- ‌الكلام على أبناء دامان

- ‌الكلام على حروب الترارزة

- ‌الكلام على غدرة محمد لحبيب

- ‌الكلام على غدرة سيدي بن محمد لحبيب

- ‌الكلام على غدرة اعل بن محمد لحبيب

- ‌الكلام على حروب حسان

- ‌حروب تفرجنت وأبناء بنيوك

- ‌حروب إدوعيش

- ‌الكلام على أولاد امبارك

- ‌الكلام على انمادِي

- ‌الكلام على حسان شنقيط من حيث الشجاعة في

- ‌الحرب

- ‌حرب بكار واشترتيت

- ‌حروب الترارزة

- ‌الكلام على أحيى من عثمان

- ‌حروب الزوايا وحسان

- ‌حرب شرْبَبّهْ

- ‌ناصر الدين

- ‌حروب كنته وإدوعيش

- ‌حروب الزوايا مع بعضهم

- ‌حرب إدوعل البيض والكحل

- ‌حرب أهل شنقيط وأهل وادان

- ‌حرب إدوعل وإدابلحسن

- ‌يوم لِغبيبيري

- ‌يوم ايرْزيكْ

- ‌يوم بوطريفيه

- ‌يوم إبلحنوشه

- ‌يوم تندوجه

- ‌حرب كنته وإدولحاج

- ‌حرب كنته وتجكانت

- ‌حروب تجكانت والأغلال

- ‌حروب انبيز

- ‌حرب كنته وأولاد بسباع

- ‌أي (أبي السباع)

- ‌الكلام على لغات أهل شنقيط وأصلها

- ‌الكلام على كلام أزْناكهْ

- ‌الكلام على اللغة الحسانية

- ‌الكلام على الضاد

- ‌الكلام على العلم في شنقيط

- ‌كيفية التعليم عندهم

- ‌تعب العالم في شنقيط وما يكابده من المشاق

- ‌كيفية إلقاء الدرس عندهم

- ‌تأديب المدرس للطلبة

- ‌الكلام على طلب العلم

- ‌التجارة في شنقيط

- ‌تجارة أهل شنقيط فيما بينهم

- ‌الصناعة في شنقيط

- ‌الزراعةُ في شنقيط

- ‌عاداتهم في الزواج والولائم

- ‌الكلام على التاريخ في شنقيط

- ‌الكلام على المكاتبة في أرض شنقيط

- ‌القضاء في شنقيط

- ‌البيع والشراء في شنقيط

- ‌ما بقي من الشريعة في شنقيط وما ذهب أثره

- ‌الحيوان في شنقيط

- ‌صفة الخيل العتاق في شنقيط

- ‌السباع في شنقيط

- ‌الحيات في شنقيط

- ‌الكلام على المرض والصحة في شنقيط

- ‌الكلام على السحر في شنقيط

- ‌الكلام على أمثال أهل شنقيط

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين المهملة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌الكلام على الطب في شنقيط

- ‌خاتمة الكتاب

الفصل: أحد من العلماء هناك مبلغه في الحديث، بعد العلامة القاضي

أحد من العلماء هناك مبلغه في الحديث، بعد العلامة القاضي بن الطالب العلوي.

وقال العلامة باب بن أحمد بيب، في منظومة يرثيه بها:

قد كاد أن يوصف بالترجيح

لفهمه ونقله الصحيح

وكان في الحديث لا يبارى

كأنما نشأ في بخاري

ولما أبرزه الله جوهرة لأهل زمانه، حسده أبناء عمه الأدنون، وهم أهل اطويلب فهموا بقتله ونقبوا داره، فلم يجدوه فيها، وكان أخبر، فخرج مختفيا يصحبه تلميذه الطالب بن حنكوش، ولم يزل ذكره يعلو، حتى صار أمير تكانت امحمد بن محمد شين، لا يقطع أمرا دونه مما يتعلق بالشريعة، ولم تشتهر له قصائد حتى نوردها، وإنما له أنظام تدل على قوة سيلقته، وهذا أول نظمه مراقي السعود:

يقول عبد الله وهو ارْتَسَمي

سُمى له والعلويّ المنتمى

الحمد لله على ما فاضا

من الجدي الذي دهوراً قاضا

وجعل الفروع والأصولا

لمن يروم نيلها محصولا

وشاد ذا الدين بمن ساد الورى

فهو المجلّي والورى إلى ورا

محمد منوّر القلوب

وكاشف الكرْب لدى الكُرُوب

صلى عليه ربنا وسلما

وآله ومن لشرْعه انتمى

‌أُبَّدَّ

هو محمد بن محمود، وأُبد لقب غلب عليه، ابن محمد بن أحمد بن خيار بن القاضي المتقدم، شاعر مجيد، شديد متون القوافي، كأنما ينحت من صخر، مع قلة غلط وأمن من السقط، كان متضلعا من العربية قليل الطيش، نشأ في حرب العلويين وإدل بلحسن، ولولا أن الحرب شغلته، لفاق معاصريه في العلم، لشدة فهمه، ولم نر من انتقد عليه شيئا، إلا ما بلغنا أن بعضهم طعن في قوله:

فما راعهم غير قيل الكماة

أتى الغرماء وهبْ واخبطا

وما ندرى ما ينتقد في هذا البيت، فإن هب اسم صوت، وهو واسم الفعل من

ص: 40

واد واحد، فإن ادعى المعترض أنهما لا يسندان ولا يسند إليهما، فالحجة قول زهير:

ولنعم حشو الدرع أنت إذا

دعيت نزال ولج في الذعر

فإن قال: أن بيت زهير، أول بأن المراد دعيت لفظة نزال، فكذلك هذا البيت يمكن أن يؤول، بأن المراد فما راعهم غير قيل الكماة أتى الغرماء، وقيلهم هب، على أن مثل هذا ورد في شعر طرفة وهو قوله:

رِزُّه قدم وهبْ وهلا

ذي زهاءِ جمَّة بُهْمُهْ

وكذلك قوله اخبطا، أصله اخبطن، وأبدلت نون التوكيد ألفا في الوقف، وأخذ عليه قوله:

جاَءت بحائنهم رجلاه وانقلب ال

باقي ليؤثر بالملحاة والعار

لأن أصل المثل: جاءتك بحائن رجلاه والأمثال لا تغير. والجواب أن هذا ليس بتغيير، لأن تركيبه فصيح ولم يلاحظ فيه المثل. وهو قليل الشعر، وله قصيدتان

نقض بهما قصيدتي الأحول اللتان ستردان في موضعهما، أو يرد بعضهما، وأكثر الناس يفضل الأحول عليه، وبعضهم يعكس، ولكل وجه، لأن الأحول كان أرق ألفاظا، وهذا أقوى تركيبا منه، كما وقع للناس في جرير والفرزدق، الا أن الأحول أقذع في قصيدتيه، وأما هو فإنه سكت عن الجواب لما كانت الغلبة عليه، فلما انتصر أجاب ولم تحمله سورة النصر على القذع ولا كافأ السيئ بمثله كما سيظهر، وقال من يعترض عليه إنه عجز عن جواب قصيدة الأحول الطنانة التي مطلعها:

تداعت حداة الركب من كل جانب

فودّعْ سُلَيْمى قبل سير الركائب

وسنأتي في موضعها. قال من ينتصر لابن محمود: أن سبب عدم جوابه لها، قتل الأحول قبل أن تصل إليه، لأن الأحول قالها في طريقه التي قتل فيها في وقعة تندوج، أو لما قال الكميت بن معروف:

فلا تكثروا فيها الضجاج فإنه

محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا

ص: 41

وقال من قصيدة يرد بها على قصيدة الأحول التي مطلعها:

أَلا بلّغا بابَ عنا جاني الحروب

وجان الحروب رهين الخطا

وقصيدته هو هذه:

ألا بلّغَنْ باب عنَّا سلاما

يناسب منصبه الأوسطا

بأنَّا بتبجِجْك في ذروة

من المجد والعزّ لم تُمْتَطَا

وأهل الجبال يحوطوننا

جميعا وكنا لهم أحوطا

يجلون ذا الحلم منسا الجليل

ويخشون ذا الجهل أن يفرطا

وكنا قديماً سراة الأديم

نجود ويعطوا لنا من عطا

ونؤمن من سالمَ المسلمين

ونجفوا ونسطوا على من سطا

ونحن الكماة ونحن القضاة

والعالمون بما اسْتُنْبِطا

متى تتشعب دعاوي الخصوم

يكن حكمنا الفاصل المسمَطا

وأنا أغرنا على معشر

لدى تغررَيت وإيشنكطا

وأخرى أغرنا على آخرين

بتندَ يْجمار وآغَوْرَطا

حملنا الخيام وأنضادها

وسرنا جميعاً ثقالا بِطا

نَجُرُّ العجاف رويداً لئلا

تخُبَّ فتبهر أو تثْلطا

فجاَءت عُمَيْر وما جَمّعت

وجاَء حُمَيْدٌ وما جَمَّطا

وفرَّط في الحزم إذ جاَءنا

ولو يعلم الغيب ما فرّطا

وقد أقسموا جهد أيمانهم لا

يردون حلفة من أسخطا

ص: 42

وقد يقلب الله قلب العزوم

وقد يحنث الحالف المُحْلِطا

وبالبئر صبَّحهم بُكرة

كما نبه الورد سِرب القطا

عذاب رجال يحسونهم

رأوا ذلك الأمثلَ الأقسطا

بأجرِى فرانص فيها صواع

ق تصمى الفتى قبل أن يسقطا

أنخنا بحيث نرى نارهم

طرائف ما أن عليهنّ طا

إذا رجعتنا اسْتأسْنا بها

كل أغلبَ ذي ضاغط أعيطا

معوّدة أن تسير النهار

وأن تدلج الليل ما اخروّطا

وينجاب عنها الدجا رُسَّماً

ونحبسها ريث أن نعبِطا

ويحتز كل امرئٍ فِلْذَة

بجلدتها قبل أن تكشطا

فما راعهم غير قيل الكماة

أتى الغرماء وهبْ واخبطا

كأنا غدَاةَ إذٍ إذْ نُقَتَّ

لأشْرافَهُمْ ثائِرٌ سُلّطا

ومنها:

قتلنا سراة بني أحمد

وفتيان أولادِ لِمْرَيْبِطا

ولم نُرْدِ شيخاً ولا يافعاً

ولم ينقذِ الأمردُ الأشمطا

رجالا وعشرين من ضئضئ لا

نعد حليفاً ولا أشرطا

سقونا ذنوباً سقيناهموه

بضعف وكنا لهم أضغطا

وردوا لحافرة في السجال

كذى لعب رد من صَلبطا

فأنت تراه مع ظفره، وما سبق من هجو الأول لوالده خصوصا، ولقومه عموما، لم يذكره بسوء مع نصفه إياهم، فانظر إلى قوله:

سقونا ذنوباً سقيناهموه

. . . الخ

مع قول الأحول:

ص: 43

لما رأوا عابد الرحمن منقبضاً

تحت العجاجة مثل الضيغم الضار

ولوْا تباديد مثنى وفراد ولم

يثنوا من الرعب وجهاً بعد إدبار

تعلم إنه كان أعلم منه يسيرة العرب، إذ من تتبع أيامهم، يجد منهم من الثناء على أعدائهم، ما يدل على كمال أخلاقهم، كما قال العباس بن مرداس في حربه لبني زبيد:

فلم أر قوماً صابروا مثل صبرهم

ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا

أكرّ وأحمى للحقيقة منهم

وأضرب منا بالسيوف القلانسا

وقال أبَّدَّ أيضا في وقعة تندوج:

ما بال عينك تذرى دمعها الجارِ

كأنّ جفنك مكحول بعُوّارِ

من ذكِرِ سَلْمى وقد شط المزار بها

إلا ملمات أحلامٍ وتذكارِ

لم ألقها بعد أيَّام المُلَيْحِ وقدْ

قامت لتصميني من بين أنصار

إلى أن يقول:

وذكرْ بلَاء علىّ في بنى عُمَر

بين الأجارع من تِنْدَوْجَ والغار

جاَءت بحائنهم رجلاهُ وانقلب الب

اقي ليؤثر بالملحاة والعار

ينجو نجاَء نجاة الوحش صِيح بها

من كلّ فرّارةٍ تبرى لفرّار

ومنها:

واستنشدوا الأحولَ الهجاَء كلمته

جادتْ بطيفٍ سرى لي أمُّ عَمَّارِ

والعلويون ركبان تنوشهم

بالأندرية تردى كلَّ ختَّارِ

حتى إذا اثخنوهم محنقين وهمْ

ما بين ملتزمٍ أو واجب خار

ولوْ انباديد مقنى وفراد ولم

يثنوا من الرُّعب وجهاً بعد إدبارِ

غرَّتهم غدَرَات غير معذرةٍ

كانت رجال علىّ غير حُضَّارِ

ووقعة في براءٍ في مساجدهم

لم يحملوا من سلاح غير أسفارِ

ص: 44

إن يغدروا بعد إيمانٍ ومقسمةٍ

ويحتووا نَهَب العلاّمة القارِ

فإنَّ ذلك أمرٌ من شمائلهم

نكث اليمين وأخذ الجارِ بالجارِ

فاليوم قد أصبحوا لحماً على وضمٍ

مستضعفين بحمدِ الخالق البارِ

لا يدفعون يداً منّا تنالهمُ

كذلك الله يجزى كل غدّارِ

وقال أيضا بعد انعقاد الصلح الأخير:

عفونا عن القوم إذ أصبحوا

كطالع نِيق ترقى بعيدا

فأعيا فأصبح لا يستطيع ال

هبوط ولَا يستطيع الصعودا

غدوا مستكنّين لا يبعثون ال

وفود ولا يدفعون الجنودا

ولا يستطيعون للسلم حولا

ولا للمصيبات إلا الجحودا

أبدْنا سراتهم الأكبرين

وأهل المدافع فيمن أبيدا

ولو أمسكوا قدح الحرب شي

ئاً وليس شهاب يُديم الوَقودا

لما زلتُ أغزوهُم لا أنِى

إلى أن أبيدهُم أو أبيدا

أبحنا حريم عُمَيْر ومن ك

لّ خير أنلناه إلا الخلودا

حمدناك ربي على ذلل

ك نرجو رضاك ونرجو المزيدا

وله أيضا من قصيدة، يمدح بها ولىّ الله، الشيخ محمد الحافظ بن المختار بن لحبيب العلوي، وقد ضاع منى أولها:

كانتثار الدُّرّ من أسلاكه

أو كجري الماءِ في الحوض اللّقيفْ

هجر النوم فما تطعمه

حَجْمتاه غيرَ تهجاع خَفيفْ

من غزالٍ صادَ قلبي بعدما

أن تصوَّفتُ فغزلي اليوم صوفْ

يوسفيُّ الوجهِ والبيع لهُ

خلفُ عرقوب وقلب الفيلسوفْ

وتراَءت بين أترابٍ لها

تتهادى مثل ما ناَء النزيفُ

خدلة الساق عروب لدنة

تَطَّبى القلب بمصقول مشوفْ

ص: 45

أسْمُ يا قاتلتي في غير ما

تِرَةٍ ماذا جزائي لا تحيفْ

بأبي أنت وأمّي ما كذا

يُشْكم العاشق والوجدُ اللَّهيفْ

عمرك الله صليني ثم لا

تصرميني لا تزيريني الحستوفْ

واعلمي أنك أن لا تفعلي

أترك البيض وربات الشُّنُوفْ

وأصلا حبلى بأقوى سبب

بالشريف ابن الشريف بن الشريف

حافظ العصر مربى عصره

من له الفضل علينا والشفُوفْ

وهو الغيث إذا ما أخلَفَتْ

وهو العُدّةُ في كل مَخُوفْ

بارك الله على أستاذنا

ليس بالواني ولا الواهي الضعِيفْ

قام بالسنةِ لما جعلت

قَدَحَ الراكب والدين الحنيفْ

ما رأى الراؤون خلْقاً مثله

خُلُقاً أكمله البر الرؤوفْ

لم يزل منذ عرفناه على

خلق لم تتخونه الصُّرُوفْ

ذاهبات وافرات وافيات

بالمواعيد ولا وعْدَ مُوفْ

قدمته العلويون ومن

يَسِمُ الطَّامن صميمٍ أو حليفْ

سادهْم بالعلم والحلم معا

وطعام الضيف أيام المَصيفْ

صادفته غير مجزاع ولا

وكلٍ نعم مناخ المستضِيفْ

مُعْتِدٌ لِلضَّيفِ ما يُحْسِبُه

من حليب وحقين وسَدِيفْ

وقدورٍ راسياتٍ لا تنى

وجفان كالجوابي الجوف جُوف

شيخنا آثرك الله على

من يناويك على رغم الأنوفْ

وتفرّعت مقامات عُلاً

أنْتَ في الذروة منها والسُّقوفْ

دونك الأقطاب فيها رُتَباً

وعلى قنتها العلياءِ مُوفْ

من تحدّثه بها النفس فقد

حدَّثتهُ بأحاديث النزوفْ

ص: 46