الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأن أرضه تبعد عن شنقيط بنحو عشرة أيام، وكانت الساقية الحمراء، خالية لا أنيس بها لشدة الخوف، ولقحولتها دائما، حتى عمرها الشيخ ماء العينين، وبني فيها الدور، وغرس النخل فسهلت المواصلة بين شنقيط وغيرها من المواضع المغربية، أعنى التابعة للمخزن، وهي في الأصل، للركيبات، قبيلة أصلهم من الزوايا، إلا أنهم يحملون السلاح في أكثر أوقاتهم، والعلم فيهم قليل.
الكلام على إينشيري
هو بعد آدرار من جهة غربيه، وهي أرض مستوية بينه وبين سنكال، في وسطه جبال وآبار مشهورة. منها:
(تابرْنكوتْ) هي بئر مشهورة، وعندها جبل عظيم.
(إتْوْبزِّكْتْ) هي منهل، وبها دار للشيخ سعد أبيه، وله بها أخصاص، وقد خلت من
الأنيس، بسبب الحروب التي وقعت بين قبائل العرب وبينهم أيضا، وبين الدولة الفرنسية.
الكلام على تيرس
(تِيرسْ) أرض مشهورة واسعة جدا، واقعة غربي آدرار، وتشتمل على مواضع كثيرة، وحدودها من جهة أرض القبلة غير معلومة عندي، وتتصل بالبحر المحيط من جهة الغرب. وهي من أجود ما سمعنا به أرضا، إلا أن الأمطار فيها قليلة جدا، والمطر فيها ان نزل، يحدث بأهل تلك البلاد ابتهاجا عظيما، ونبتها ليس بالسريع النمو، فبعد نزول المطر، يرعى بعد ثلاثة أشهر، قالوا ويصدق عليها قول العرب: شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعى، فأرضها بعد المطر، تبقى شهرا ثراء من غير نبت. ثم تخرج رؤوس النبت بعد شهر، ثم تبتدئ المواشي في رغيه بعد الشهر الثالث، وإذا نزل المطر، يقدِّر أهل تيرس العارفون لها، أمد
الخصب الذي يحدث، فيقولون: تنعم سنة أو سنتين أو أكثر أو أقل، وإذا شبعت الإبل من بقلها سنة الخصب، يرفعون عنها ما يغطون به ضروعها، وهو شيء يسمونه الشمال، منسوج مما تعمل منه الحبال، يشد على ضروعها، لئلا ترضعها الفصلان، وذلك خوفا على ضروعها من أن يفسدها اللبن، فيرضعها الفصيل متى شاء، ورعاتها تتفقد ضروعها بالحلب، وكثيرا ما يهرقون اللبن على الأرض، لعدم من يحتاج إليه، وإذا وقع الخصب، يحملون على الفصيل من سنة ولادته، لأنه يصير كبيرا قويا، وربما ولدت الأنثى لسنتين أو نحوهما، وهذا لا يوجد في غير تيرس، ولا يوجد في أرضها مرض الذباب، الذي يسمونه تابُريتْ، وإذا أجدبت يصيب إبلها الجرب، وربما أفناها، وليس بها زراعة، وربما بلغ أحد أهلها الستين أو أكثر، ولم يأكل الخبز ولا العصيد، انما يشرب اللبن أو يأكل اللحم أو التمر، وليس بها نخل، وإنما يصل إليها التمر من آدرار.
وأهلها أشد الناس كلفا ببلادهم، ويقولون إنها تنبت الإبل، كما ينبت المطر النبات. ومن كلامهم: أربع أنياكْ وآمخول، وأربع ليالي واتحول، واعْبلَ زَنْدكْ لا تْبوَّلْ، أربع اسنين اتْموَّلْ.
وأكثر أشجار تيرس: الطلح، وفيها اليتُّوع ويقال له آفرنان. ومن نباتها: آسكاف والحاذ وانسيل والثمام، ويقال له: أم ركبه، والفول، وهو نبت تأكله الإبل، وهو غير الفول عند المشارقة.
ويحد تيرس من جهة شرقيها الشمالي:
(ترِينْ) وهي المنهل المشهور، وبه كانت الواقعة المشهورة بين كُنْت، وأولاد بسْباع.
ومن جهة الجنوب:
(إكْدَيَّتَّ لِغنَمْ) تصغير كدية، بالتصغير العامي. وهو جبل معروف.
(العرفيه) منهل كثير الماء الملح.
(عِلْبْ مَسْكورْ) هو كثيب يتصل (بآكْشارْ) وهو أرض. ومنها (لبَّة) وهي ماء مشهور، ومنها (السيقان) وهي جبال زرق، وفي لبَّة، يقول البويخيري المتقدم من أبيات:
وهل أبيت ضجيج الحاذ مفترشاً
…
من رمل لبَّه كالعذرية الجدُدِ
(اشْهالاتْ) هي آبار قصار، ويسمونها (عقل) ينطق بها بالكاف المعقودة.
(إكويْدِسْ) هو جبل عظيم وبه بئر ملح الماء.
(بئرْ إيكنى) بكاف معقودة، وهو منهل مشهور.
(كديت الجل) تبعد عن شنقيط خمسة أيام، وبها السبخة المعروفة، وفيها الأعوج، وهو بئر مشهورة.
(آغويْتنْات) هي آبار مشهورة، واقعة غربي الأعوج.
(ابنعمِيرَه) هو جبل عظيم، وبه ماء مشهور.
(عَيْشه) هو جبل قريب مما قبله، ويقال له: عيش إذْخِيرهَ، أي الجميلة. وقد عناه محمد بن الطلب بقوله:
يسقى الذراع قتيجريت مدوِّماً
…
من خبت عَيْشَ إلى مدافع تنضل
(زُوك) هو جبل عظيم، وبه بئر مشهورة، واقع غربي ما قبله على الشمال.
(إكازْرِنْ) هي أربعة جبال زرق.
(إنال) هو جبل أسود، غربي ما قبله.
(قلب الظليم) جبل أزرق، غربي ما قبله.
(نِشْلَه) هو جبل عظيم أسود، وبه بئر كثيرة الماء.
(ظايت البقرة) هي حفرة في وسط تيرس، ومعنى الظاية: الأضاة.
(ضلوع لِحْوَيذ) هي جبال سود.
(اغَيَلاس) هو جبل عظيم أسود.
(بُلَرْياح) هو جبل أسود، قريب مما قبله.
(الأجواد) هي جبال عظيمة سود.
(إيجْ) هو جبل أسود، قريب من الأجواد.
(أمُّ ادْويّاتْ) هي جبل أزرق.
(أمُّ ارويسيْنْ) هي جبل أزرق أيضا.
(بواعْليبَه) هو جبل أسود.
(كلب آزوازيل)(بالكاف المعقودة) هو جبل أزرق، قريب من إجّل، وآزوازيل عندهم: بمعنى الجمال الخصيان. ويقال لواحدها: آزوزال.
(إتويزِرْفاتْ) وهي جبال صفر، بينها وبين ما قبلها يوم.
(إكلاب الحَوْليَّهْ)(بكاف معقودة ولام مفخمة) هي جبال بيض، بين الرمال
والحجارة.
(ميجِكْ) هو جبل عظيم.
(زيزه) هو جبل طويل محدد الرأس.
(إسماميط) هي جبال سود، وبها حجارة التيمش، أي الحجارة التي توقد بها النار، وتجعل في أزند البنادق، التي تسمى عندهم المدافع.
(مَعْطَ الله)(بلام مفخمة) بئر كثيرة الماء.
(لِكْرَيْناتْ) جمع قرن، بالجمع العامي، وهو جبل عظيم أزرق.
(إنْمُزَّانْ) كثيب عظيم.