الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن يبيع أحدهم
ربع فرس أو ثمنها مع رسسها، أي بشرط أن تبقى عند المشترى، حتى يكون لها من النسل، ما يحمل القسمة، وهذا إنما يكون في حسان، لأن الخيل في الزوايا قليلة، وتقدم وصف عقود حسان
وسبب مغالاتهم في الخيل العتاق، سرعتها وصبرها، فقد بلغنا أن سيد احمد بن إبراهيم اخليل التروزي، كان عند أحمد بن عيد، رئيس أحيى من عثمان، زارك، أي منفيا من رئيسه محمد لحبيب، فبلغه أن إبلا له أغار عليها بنو دليم من بعيد، فركبت فرسانه على خيله العتاق، فتبعهم ابن إبراهيم اخليل المذكور، ولحق بأبناء دليم، فقاتلوه دون الإبل، فقتل منهم ستة، كل مرة يرمى عليهم فرسه، فيقتل اثنين، ويركضها حتى يجعل في مدفعه، أي بندقيته الرصاص والبارود، ثم يعود كذلك، حتى تركوا له الإبل، فجعل يسوقه حتى وافته الخيل، فتركهم يسوقونها، ورجع قبل ظهر اليوم الذي خرج صبيحته، وكان لحق بالمغيرين على بعد سبعة أيام، ومن هذا القبيل، ما وقع ليوسف بن لكليب أحَدُ إيكاون أحمد سالم بن محمد لحبيب، وكان أحمد سالم المذكور، نازلاً في أكان، مع من معه من الترارزة، بعد أن هزمه أخوه أعل بن محمد لحبيب، فبعث يوسف المذكور على فرسه أغزاله شوفا، أي طليعة. فذهب صباحاً، وطاف بعدوه في بلاد يقال لها: أدخل. وهي مسيرة أيام من الموضع الذي توجه منه، ثم رجع قبل الظهر، وجعل يدور على أصحابه في منازلهم، وجعلت الفرس تأكل علفها، فتعجب الناس أيهما أقوى. وأما البغال، فلا توجد في تلك البلاد.
السباع في شنقيط
إن آدرار أقلها سباعاً، ولا يوجد فيه إلا الذئب والضبع، ولا يأكلان غير الغنم، بخلاف الذئب في أرض الحجاز ونجد. فإنه يأكل بني آدم، وكذلك الضبع في أرض سوس.
أما تكانت: ففيها الأسود والدببة والضباع والذئاب، لكثرة مياهها، وموضع السباع منها، إنما هو تامورت انعاج، وجانبها الشرقي، وفيها الفهود، ودببتها آفة على الإبل.
وأما الرقيبة: فأكثر البلاد فيلة وأسودا ودببة، وكل السباع فيها.
وأما آوكار من أرض القبلة: فلا يوجد فيه غير الذئاب والضباع، وقد توجد كلاب الخلاء، وهي في القفار متوحشة، تأكل بني آدم، وتخاف من رغاء الإبل، كما يخاف الضبع منه، في أرض الفرس والأفغان.
وأما آتكور، وما يليه من أرض العقل، فتوجد فيه الدببة والذئاب والضباع. أما الذئاب والضبع، فلا يتعرضان لغير الغنم. وأما الدب فيأكل البقر والغنم والحمير، ولا يتعرض للإبل.
وأما إكيدي، فإن الدب فيه يأكل الإبل، كما تقدم.
وأما شمامه، وادخل: ففيها السباع والنمور والفهود، والنوع المسمى بِكلنكي، وهو أشرها كما يقال، وبعده النمر، ثم السبع، وهو أقلها مضرة لبني آدم.
أما الإبل: فأرضها التي لا تساويها أرض، فهي تيرس. وداؤها الذي يستأصلها فيها، إنما هو الجرب. ولا يوجد في الأرض مرض الذباب المعروف: يتابريت. والخبيرون بهذا الداء، يعرفونه باستنشاق بولها، فيبيلها أحدهم على زنده، ثم يشمه إذا يبس، وهي كثيرة في تلك البلاد، ولا يفنيها إلا داء الذباب أو الجرب.
أما البقر: فيكثر في أرض القبلة وتكانت والحوض واركيبه، وأقل البلاد بقراً آدرار، لكثرة جدوبه، وهو عندهم على خلقة بقر الحجاز، ولا يوجد في تلك البلاد، الجاموس. وقد يقولون للبقرة، إذا كانت لا سنام لها جاموسة، وهو غلط، لأن الجاموس نوع قائم بنفسه لا يشتبه بغيره.
وأما الغنم عندهم: فلا إليات لها، كما يوجد في غنم المشرق، وقد يصفون