الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صاحبها ما يريد لتغفيله الناس، وأما اثنتان: فلا ينال صاحبهما شيئا للحذر منه.
(الكلب ما يرُومْ ال خَنّاكُهْ) ما يرُوم: أي لا يألف. وخناكه: من بخنقه. يضربونه فيمن يصحب من يهينه.
(أكذبْ منْ اللكْوكْ) اللكْوكْ: شخص يبالغون في كذبه، ولا أعلم شيئا عنه.
(اكْفر منْ كابتينْ) كابتين: نصراني يبالغون في كفره، ولا أعلم شيئا من خبره.
(كِلْوَه أُفِرْسِنْ ما يجتمعُ في اشْدِكْ) الكلوه: بمعنى الكلية. والفرسن: الظلف. وما يجتمع. أصله ما يجتمعوا. واستغنى بالضمة عن الواو، وهو خطأ من وجهين. الأول: أن واو الجمع لا تكون إلا للعاقل، إلا إنه قد سمع في شعر النابغة الجعدي، أو النمر بن تولب، لا أدرى لأيهما هو.
إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا
والثاني: أن الكلية والفرسن مثنى، فالأولى أن يقولوا: يجتمعان. لكن الأمثال تحكى كما وردت. واشدكْ: بمعنى شدق. ونظم هذا محمذ بن السالم البوحسني، الذي
تقدمت ترجمته في قوله:
ما حضرة الشيخ ملهى عاشق كلف
…
ولا الكلى والعجى يجمعن في شدق
وقد جمع الكلى والعجى، وهما مفردان في أصل المثل والأمثال لا تغير. يضربونه في الجمع بين شيئين متناقضين.
حرف اللام
(السْانْ اخرِيفْ والفِعْلْ امْصِيفْ) السان: بمعنى اللسان، ومعناه: القول في هذا الموضع. واخريف: أي مخصب، وامصيف: بمعنى جدب، والخريف عندهم، بمعنى اخضرار الأرض، وكثرة اللبن، ولذلك يقولون. البلد الفلاني امخرف، أي مخضر، والبلد الفلاني صيف: أي جدب. يضربونه فيمن بعد بالجميل، ولا ينجز، وفيمن يظهر الصداقة، ويبطن خلاف ذلك.
(لفْظ مِنْ حرْ اعْليهْ دَيْنْ) لفظ بمعنى لفظة، أي كلمة. والحر: ضد العبد. والدين معروف، وهذا يوافق: العدة دين.
(لِمْحالِ مَنْ ينكرُ حسبهْ) لمحالِ: بمعنى اللئيم. وينكر، بفتح المثناة: بمعنى مضمونها. وحسبه: بمعنى نسبه. يضربونه فيمن يخفى نسبه.
(لْمِخاطْمَهْ أكثرْ منْ لِمْلاطْمَهْ) لمخاطمة: بمعنى التي تفوت. يقولون: خطمه، أي فاته، ولم يصادفه، ويعنون بالمخاطمه: القافلة التي تفوت قطاع الطريق. والملاطمه: أي التي تصادف القطاع. وهذا يوافق قولهم: طرق السلامة أكثر.
(لْهِرُوب كَمْلْ الحوكْ) لهروب: مصدر هرب، ولم نره إلا محركا، وصحح في التاج، أن فعله من باب نصر، وغلط من قال: إنه من باب فرح، ومن قال: من باب فتح أو ضرب. والحوك: بمعنى اللحاق. يضربونه في أن الحذر، إنما يكون قبل الوقوع، ويوافقه قول الشاعر:
أفر من الشر في رخوة
…
فكيف الفرار إذا ما اقترب
(لا اتْوصّ اليتيمْ اعْلَ كُبْرْ اللُّكمْهْ) لا اتوصّ: أي لا توصِ. واليتيم: من الآدميين: من مات أبوه. والكجي: الذي ماتت أمه. واللطيم: الذي مات أبواه. وكبر اللكمه: أي عظم اللقمة. ويقرب من هذا قولهم: أن العوان لا تعلم الخمرة. يضربونه في عدم تعليم الخبير بالشيء المتصدى له.
(لا تْعانْد الّ اصْكيْطته لطّيْبْ افشايكْ) لا تعاند: أي لا تناو. والّ: بمعنى الذي. واصكيطته: أصلها جثة الشاة التي ذبحت. وافشاي: بمعنى أطرافها، كرأسها ورقبتها ونحوها. معناه لا تعاند من أرذل ماله، يأتي على جميع ما عندك.
(لا خيْرَ في الحدَّادِ ولو كان عالماً) معناه: أن لئيم الأصل، لا ينفعه أن ينال ما يكسب الشرف، لأن أصله لابد أن يبقى فيه أثره، وتقدم قوزل ابن هدار:
ولم أرَ فيها خير ذلك مرّةً
…
فلا خيرَ في الحدَّاد ولو كان عالماً
يضربونه في اللئيم الأصل، أن ظهر منه ما يقتضيه أصله.
(لا عَجْلة عن اصلاحْ) إصلاح: بمعنى الاصلاح، يضربونه في أن البطء لا يضجر، ما دام الحال لا يقتضيه.
(لا ايْمُوتْ لِعْجِلْ إلا تيبسْ التأدِيتْ) لا ايموت: أصله لا يمت، لأن لا ناهية، والفعل مجزوم. والعجل: معروف. وتيبس: بكسر التاء. معناه: تيبس بفتحها. والتأديت: آنية من الخشب يحلبون فيها البقر. يضربونه في التوسط في الأمور، وإعطاء كل ذي حق حقه.
(لا يلْكي حَشْمان أُظارِ) لا يلكي، أي لا التقي. فلا دعائية. والحشمان: الذي أخجليته غلبته وقهره. وظاري. بمعنى ضاري: ومعناه أن الذي أخجلته غلبته من الناس، والذي ضرى بالفتك به إذا التقيا، يبذل كل منهما جهده، الأول في دفع العار عنه. والثاني: فيما ضرى به، فلا يبقى أحدهما على الآخر.
(لحمْ الركبَ مَوْكولْ أُمَذْمومْ) الركب: بمعنى الرقيه. وموكول: بمعنى مأكول.
أمذموم: أي ومذموم، يوافقه قولهم: أكلا وذما.
(اللحمهْ إلى خُنزتْ ما يحملها الّ صاحبها) اللحمة معروفة. وإلى: بمعنى إذا. وخنزت: تغيرت رائحتها، أصله (خنزت) بفتح الخاء وكسر النون. وإل: بمعنى إلا. معناه أن الإنسان إذا أصابه مرض أو مصيبة، لا يشفق عليه إلا قريبة. يضربونه في الحث على الإحسان والعطف على القريب، ولو أن هذا القريب واجد عليه.
(لِحْوَارْ إلى امْشَ امعْ لحمارْا يْعَلْمُ اشْهيكْ ولّ انهيك:) لحوار بمعنى الحوار. وإلى امش: أي إذا مشى. واشهيكْ: بمعنى الشهيق. وانهيكْ: بمعنى النهاق. وقد عقد النابغة الغلاوي هذا المثل، في قوله من نظم له:
إذا الحمارُ بالحمار سيقا
…
عَلّمَهُ الشَّهيقَ والنّهيقا
يضربونه في التحذير من معاشرة من لا يرضى طبعه ولا دينه، خوفا من سريانهما.