الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه
الغنم، أعني التي في المشرق، ويقولون: إنها من نسل غنم نبي الله شعيب عليه السلام.
وأما الحيوان البري: فيختلف باختلاف البلدان. أما أرض آدرار: فتكثر فيها الآرام، ويسمونها الأمهار، وواحدها مهر، وفيها الغزال بنوعيه، فكبيره الأسمر، يسمونه: الدامي، والصغير الذي فيه صفرة يسمونه: لِغْزالْ. وهذه الأنواع توجد في تكانت بكثرة، وفي آوكار من أرض القبلة، حتى يتصل بأرض العقل، فتنقطع الآرام، وفيه نوع يسمى: شاتْ انمل، أي النمل. وهذا النوع لا يخرج نهاراً. وإنما يبقى في مكامنه، ثم يخرج ليلا ويضع ذنبه في قرية النمل، حتى يلصق فيه فيأكله، وقد شاهدت آثاره على القرية كثيرا يتبطح عليها ويجر ذنبه. أما المهى: فأرضه أدافر ويسمونه: لِمْهَ. وواحدته امْهايَهْ، أي مهاة.
وأما الجنس المعروف بأجَمُلْ وآركيم وحمار الوحش، الموجود في بوادي نجد: فإن هذه الأجناس في اركيبه بكثرة.
أما النعام: فإنه يوجد في أرض الحوض وأدافر بكثرة، ولعله يوجد في نواحي آدرار في بعض الأحيان، وقد تطرده حسان في أيام الصيف يضمرون له الخيل، ويتجرون بريشه، ويسمون ذكره: ظليم، وأنثاه: النعامة.
الحيات في شنقيط
الحيات كثيرة في ذلك القطر كله، وأكثره تكانت، وقد ذكر العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، أن سري الراجل في تكانت حرام، لما فيه من التعرض للمهالك، ثم أن الحيات متفاوتة في المضرة فمنها: إلفاعْ. أي الأفعى. وقد يقولون له: الفاع الأركط، أي الأرقط، وهو خبيث منكر. ومنها: كيشكاشه وهي ضرب من الأفاعي، تحك بعض جلدها ببعض، إذا آنست الإنسان، فيسمع لها صوتا مزعجا، فإذا سمعه وثب فارا. وهي التي شبه
الأعرابي صوت شخب ناقته
بصوتها، حيث يقول:
كأن صوتَ شَخْبِهَا المُرْفَضِّ
…
كشيشُ أفعى أجمعت للعض
فهي تحك بعضها ببعض
وهذا التشبيه، في غاية الحسن، خصوصا إذا كانت الناقة كثيرة اللبن، واسعة مجرى اللبن من الخلف، ومنها (كُرُجْمَهْ) وهي حية عظيمة، لا تكون إلا في محل فيه البحور غالبا، وقد تكون في محل فيه شجر (إفَرْشِ) هو الآراك الذي تستجاد مساويكه، وهذه الحية، رأيت حية تشببها في حديقة مصر المخصوصة بالحيوانات، إلا أن التي بمصر أصغر، والأغلب أنها من جنسها، وهي لا تعض، وإنما تلتوي على الإنسان فتقطعه نصفين، أن التوت على نصفه، وإن التوت على ساقه، قطعتها وحدها، هكذا يقولون. ومن العجائب أن السودان يأكلونها، ورأيت عندهم سيورا من جلدها، يجعلونها تكة للسراويل.
أما العقارب، فإنها كثيرة جدا، ولكنها لا تقتل من لسعته، والناس يزعمون أن من لسعته، وركب حمارا، وجعل وجهه إلى ذنبه يبرأ، وقد جربت هذا فوجدته كذبا، وأصدق ما قيل فيها، أن من لسعته لا يشتفى إلا بعد أن يمكث أربعاً وعشرين ساعة يصيح، ولا يداويه غير ذلك، وهذا عندي صواب، كما جربته في نفسي، وقد يعملون للصبيان ترياقا ينفعهم في لسعها، وهو أن يذبحوها وهي حية، فيقطعوا الأنبوبة التي تلي ذنبها، والتي فيها الشوكة فيرموهما، ثم يأخذوا الثلاث الباقية، فيحرقونها بالنار، حتى تستوي، فيجعلونها في شيء يزدرده الصبي، فيمكث مدة لا يؤثر فيه لسعها، وهذا صحيح مجرب. ومنها نوع يقال له (بُنَيْه) وهو حنش فيه نقط سود، وأكثر لونه يميل إلى الصفرة، يئن إذا أراد أن يعض الإنسان. ويقال إنه ينقلب على ظهره قبل اللسع (كَيْرْوَه): هي أشر حيات تلك البلاد، وهي حنش ضخم أصفر، وعلى جلده قشور، وله ظفر في ذنبه، وما رأيته
في تكانت، ولكن لا تخلو منه أرض، إذا كانت تنبت