الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له سوى قصيدة، يحض فيها على معرفة علم اللسان، ومزجها بألفاظ من اللغة الشلحية، ومطلعها:
يا طُلَّبَ الفقهِ والأموالِ عن تعب
…
لا تستقِلُّوا بعلم الفقه والنشب
فالمُستقِلُّ بعلم الفقهِ مُفتَضحٌ
…
بين المحافلِ عِند الغوْص في الكتُبِ
والمستقلُّ بكسب المالِ مختلبٌ
…
مِن حيثُ لم يَدْرِ أنّ السُّمّ في الضَّرَبِ
رُدُّوا إليكم جماح الفهم إذ جمحتْ
…
بالنحو كيْ تَرْأبوا مثأي لُغى العرب
فالنحو تثقيف نطق اللسن إذ نطقت
…
والشعرُ خِرِّيتُ معنى شاردٍ غَرِب
فلا يجوذ كُمُ فقهٌ تَرُون له
…
حسنَ الكفايةِ من حاجٍ ومنقلب
لا تنسوا الضُّحك من جوذا إذا أنطقتْ
…
بِرفع منخفضٍ أو خفض منتصب
هذا ما تذكرت منها، وقد سألت من يعرف تلك اللغة التي تقدمت الإشارة إليها، عن معنى قوله: لا يجوذ كم: فأجابني: بأن معناه: لا يصيركم جوذاً، أي جماعة من الأعاجم. والله أعلم.
شعراء تندغ
محمذ فال بن متالي
(بالذال المعجمة المنونة المكسورة) مصحف محمد فال. علامة جليل وصالح نبيل، أذعنت العلماء لعلمه، وتضلع كثير من الزوايا من معينه، وصار حرما آمنا يفر إليه الخائف فيأمنه، وما خفر ذمته أحد من حسان، غير اعمر بن احميده التروزي وقومه، فانتقم الله منهم. وذلك أن ابن احميده المذكور، وتره أحد أبناء السيد، بأن قتل بعض أقاربه، ففر إلى الشيخ، فأجلسه بين كتبه، وكلم ذلك الرجل، في ترك الملتجأ إليه ما دام عنده. ويقال أن والدة الشيخ قالت له. إن غدرت بهذا الملتجئ إلينا، يخرج فيك الرصاص من مؤخر البندقية، فلما خلا بأصحابه، قال لهم: أنا أريد أن أضرب
هذا الشخص ومن معه، فان خرج السلاح علىَّ فانتهوا، وإن خرج من فم البندقية فاضربوهم، وإني جربت سلاحي، فإن الرصاص لا يخرج إلا من مقدمه. فضربوا الناس وقتلوهم. وفي ذلك يقول بعض تلامذة الشيخ، قصيدة مطلعها:
هتكتمْ حريم الشيخ لا زلتموا نهبا
…
لمن أمكم شرقا ومن أمكم غربا
واستجيب دعاؤه، فإنا أدركنا هم لا يخرجون من فتنة، إلا دخلوا في أخرى. وهذا مشكل، لان الحرم المكي لا يعيذ عاصيا. ولا فارا بخربة. ونشأ صاحب الترجمة يتيما، وكان مقلا، فبعثته أمه وهو صغير، إلى أحد العلماء ليتعلم عليه، فبدأ بقراءة الآجرومية. ثم إن الشيخ ما اكترث به، وصار يجيء إليه ليفسر له درسه، فيشتغل عنه بالتفسير لغيره، فضاق صدره وبكى كثيرا. ثم فتح الله عليه دفعة واحدة، ورجع إلى أهله، وشاع خبره، وانثالت إليه الناس، وأقيلت عليه الدنيا، وكان كريما صالحا يتبرك به. ومن شعره:
أنا الفقيرُ وفقر المرء ذا ضرع
…
بالله صدق إلى مولاه محض غنى
ومن رأى أنه بالمال حاز غنى
…
قد كان في زعمه ما حاز غير عنى
وكان مولعا بالعربية خصوصا، ويحرض الناس عليها، وله في ذلك:
تعلمَ اللغة شرعا فِضّلٍ
…
على التخلي لعبَادة الجليل
يؤخذ ذا من قوله وعَلّما
…
آدمَ الأسماَء الزم التعلُّما
يعنى النوافل، وله أيضا في التحريض على طلب العلم، وحضور مجالسه:
عليكَ بالتعليم والتعلم
…
ذا رغبة في أجره المعظم
ولا يَزْعك عن حضور العلم
…
وأهله أن لم تكن ذا فهم
فإن في الجلوس عند العالم
…
سبعَ كراماتٍ لغير الفاهمِ
تحصيل فضل المتعلميناَ
…
وحبسهُ عن الذنوب حينا
معَ نزول رحمة الله علَيْه
…
عند خروجه بنية الَيْهْ
وأنه له نصيب يحصل
…
مما من الرحمة ثمَّ ينزل