الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّابِعُ: وُجُوبُهَا فِي التَّشَهُّدِ لِلشَّعْبِيِّ.
الثَّامِنُ: وُجُوبُهَا فِي الْقَعْدَةِ الْأَخِيرَةِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ قَبْلَ السَّلَامِ وَهَذَا لِلشَّافِعِيِّ وَلِمَنْ تَبِعَهُ.
التَّاسِعُ: قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ وَاجِبٌ فِي كُلِّ حِينٍ وُجُوبَ السُّنَنِ الْمُؤَكَّدَةِ لَا يَغْفُلُهَا إلَّا مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ وَنَصُّ الِاسْتِحْبابِيَّة فِي مَوَاضِعَ كَيَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَتِهَا وَزِيدَ السَّبْتُ وَالْأَحَدُ وَالْخَمِيسُ وَعِنْدَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ وَدُخُولِ الْمَسْجِدِ وَخُرُوجِهِ وَعِنْدَ زِيَارَةِ قَبْرِهِ الشَّرِيفِ وَعِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَفِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ الْخُطَبِ وَعَقِيبَ إجَابَةِ الْمُؤَذِّنِ وَفِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ وَفِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ وَعِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْ التَّلْبِيَةِ وَعِنْدَ الِاجْتِمَاعِ وَالِافْتِرَاقِ وَعِنْدَ الْوُضُوءِ وَعِنْدَ طَنِينِ الْأُذُنِ وَعِنْدَ نِسْيَانِ الشَّيْءِ وَبَعْدَ الْعُطَاسِ وَعِنْدَ الْوَعْظَ وَعِنْدَ كِتَابَةِ السُّؤَالِ وَنَشْرِ الْعِلْمِ وَرِوَايَةِ الْحَدِيثِ ابْتِدَاءً وَانْتِهَاءً وَلِكُلِّ مُصَنِّفٍ وَدَارِسٍ وَمُدَرِّسٍ وَخَطِيبٍ وَخَاطِبٍ وَتَزْوِيجٍ وَتَزَوُّجٍ وَفِي الرَّسَائِلِ رُبَّمَا يُكْتَبُ بَعْدَ الْبَسْمَلَةِ وَقَدْ يُخْتَمُ أَيْضًا وَبَيْنَ يَدَيْ سَائِرِ الْأُمُورِ الْمُهِمَّةِ وَعِنْدَ ذِكْرِهِ وَسَمَاعِ اسْمِهِ وَكِتَابَتِهِ ثُمَّ اللَّازِمُ نِيَّةُ الْقُرْبَةِ وَالتَّعْظِيمِ وَالثَّوَابِ وَلِذَاكِرِهِ الصَّلَاةُ فِي سَبْعِ مَوَاضِعَ الْأَوَّلُ: الْجِمَاعُ، الثَّانِي: قَضَاءُ الْحَاجَةِ. الثَّالِثُ: شُهْرَةُ الْمَبِيعِ. الرَّابِعُ: الْعَثْرَةُ. الْخَامِسُ: التَّعَجُّبُ. السَّادِسُ: الذَّبْحُ. السَّابِعُ: الْعُطَاسُ عَلَى خِلَافٍ فِي الثَّلَاثَةِ الْأَخِيرَةِ وَزَادَ بَعْضٌ الْأَكْلَ وَبَعْضٌ مَا يَصْدُرُ مِنْ الْعَوَامّ فِي الْأَغْرَاضِ وَغَيْرِهَا فِي اشْتِهَارِ أَفْعَالِهِمْ لَا سِيَّمَا مَعَ تَرْكِ الْوَقَارِ وَالِاحْتِرَامِ بَلْ مَعَ الضَّحِكِ وَفِي أَمَاكِنِ النَّجَاسَةِ انْتَهَى وَتَمَامُ التَّفْصِيلِ ذُكِرَ فِي خُطْبَةِ هَذَا الْكِتَابِ
[تَرْكُ السُّؤَالِ لِلْعَاجِزِ عَنْ الْكَسْبِ عِنْدَ الْمَخْمَصَةِ]
(وَتَرْكُ السُّؤَالِ لِلْعَاجِزِ) عَنْ الْكَسْبِ (عِنْدَ الْمَخْمَصَةِ)(فَإِنَّهُ) أَيْ السُّؤَالَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ (فَرْضٌ) عَلَيْهِ لِأَنَّهُ آخِرُ الْكَسْبِ (وَلَوْ)(عَجَزَ عَنْ الْخُرُوجِ) بِنَفْسِهِ لِأَجْلِ السُّؤَالِ لِنَحْوِ عَدَمِ الِاسْتِطَاعَةِ (يُفْتَرَضُ عَلَى كُلِّ مَنْ عَلِمَ أَنْ يُعْطِيَهُ بِقَدْرِ مَا يَتَقَوَّى عَلَى الطَّاعَةِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ) الْعَالِمُ بِحَالِهِ (مَا يُعْطِيهِ) قَدْرَ مَا يَتَقَوَّى عَلَيْهَا لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ (يُفْتَرَضُ عَلَيْهِ أَنْ يُخْبِرَ لِمَنْ يَقْدِرُ عَلَى إعْطَائِهِ) وَلَا يَجُوزُ الْإِخْبَارُ الْمَذْكُورُ عِنْدَ وِجْدَانِ مَنْ يُعْطِيهِ (فَإِذَا فَعَلَ الْبَعْضُ سَقَطَ) الْوُجُوبُ (عَنْ الْبَاقِينَ) كَمَا هُوَ شَأْنُ فُرُوضِ الْكِفَايَةِ وَفِي الْبَزَّازِيَّةِ الْمُتَصَدِّقُ عَلَى مَسَاكِينَ يَأْكُلُونَ إسْرَافًا وَيَسْأَلُونَ إلْحَافًا مَأْجُورٌ فِيهِ إلَّا إذَا عَلِمَ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ أَنَّهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ (وَبِالْجُمْلَةِ) حَاصِلُ الْكَلَامِ (السُّكُوتُ عَنْ كُلِّ كَلَامٍ وَجَبَ أَوْ سُنَّ حَرَامٌ) فِي الْوَاجِبِ (أَوْ مَكْرُوهٌ) فِي الْمَسْنُونِ (آفَةُ اللِّسَانِ) خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ (وَصَاحِبُهُ شَيْطَانٌ أَخْرَسُ وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ) وَهِيَ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ وَالْخَامِسُ وَالسَّادِسُ (لَوْ فُصِّلَتْ لَزَادَتْ عَلَى مِائَةٍ فَفِي كُلِّهَا آفَةٌ وَخَطَرٌ يَجِبُ تَعَلَّمُهَا وَتَعْلِيمُهَا وَتَوَقِّيهَا) بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ (لِمَنْ بَاشَرَهَا) قَبْلَهَا (وَلَا مَخْلَصَ عَنْ جَمِيعِهَا فِي هَذَا الزَّمَانِ) أَيْ فِي زَمَانِ الْمُصَنِّفِ وَهُوَ تِسْعُمِائَةٍ وَثَمَانُونَ (إلَّا بِالْعُزْلَةِ وَعَدَمِ اخْتِلَاطِ النَّاسِ إلَّا فِي الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ وَضَرُورَاتِ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ) لَعَلَّ الْمُصَنِّفَ يُشِيرُ بِهَذَا الْكَلَامِ إلَى مَا قَالُوا فِي الْعُزْلَةِ مِنْ أُمُورٍ ثَلَاثَةٍ فَضْلِهَا وَفَوَائِدِهَا وَآفَاتِهَا اعْلَمْ أَنَّهُ قَالَ فِي مِفْتَاحِ السَّعَادَةِ أَمَّا فَضْلُهَا فَاخْتَارَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَالطَّائِيُّ وَالْفُضَيْلُ وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ وَبِشْرٌ الْحَافِيُّ وَمِمَّنْ اخْتَارَ كَرَاهَتَهَا كَثِيرٌ كَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالشَّعْبِيِّ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَشُرَيْحٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
وَأَمَّا فَوَائِدُهَا فَسِتٌّ الْأَوَّلُ الْفَرَاغُ لِلْعِبَادَةِ وَالْفِكْرُ وَالِاسْتِئْنَاسُ بِمُنَاجَاتِهِ تَعَالَى وَالِاسْتِكْشَافُ بِأَسْرَارِ اللَّهِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلِذَلِكَ تَبَتَّلَ عليه الصلاة والسلام فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ فِي جَبَلِ حِرَاءَ
ثُمَّ عِنْدَ نُبُوَّتِهِ جَمَعَ الْمُخَالَطَةَ وَالْإِقْبَالَ إلَيْهِ تَعَالَى بِقُوَّةِ النُّبُوَّةِ وَلَنْ يَتَيَسَّرَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ إلَّا بِالِانْتِهَاءِ إلَى دَرَجَةِ أَكْمَلِ الْعَارِفِينَ كَمَا نُقِلَ عَنْ الْجُنَيْدِ أَنَا أُكَلِّمُ اللَّهَ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَالنَّاسُ يَظُنُّونَ أَنِّي أُكَلِّمُهُمْ فَمَنْ تَيَسَّرَ لَهُ بِدَوَامِ الذِّكْرِ الْأُنْسُ بِاَللَّهِ وَبِدَوَامِ الْفِكْرِ التَّحَقُّقُ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى فَالتَّجَرُّدُ لَهُ أَفْضَلُ الثَّانِي التَّخَلُّصُ بِالْعُزْلَةِ عَنْ الْمَعَاصِي الْحَاصِلَةِ بِالْخُلْطَةِ كَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالرِّيَاءِ الثَّالِثُ الْخَلَاصُ مِنْ الْفِتَنِ وَالْخُصُومَاتِ وَصِيَانَةُ الدِّينِ وَالنَّفْسِ عَنْ الْخَوْضِ فِيهَا الرَّابِعُ الْخَلَاصُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ مِنْ الْغِيبَةِ لَك وَسُوءِ الظَّنِّ بِك وَالتُّهْمَةِ عَلَيْك الْخَامِسُ أَنْ يَنْقَطِعَ طَمَعُ النَّاسِ عَنْك وَيَنْقَطِعَ طَمَعُك عَنْهُمْ السَّادِسُ الْخَلَاصُ مِنْ مُشَاهَدَةِ الثُّقَلَاءِ وَالْحَمْقَى وَمُقَاسَاةِ أَخْلَاقِهِمْ فَإِنَّ رُؤْيَةَ الثَّقِيلِ هِيَ الْعَمَى الْأَصْغَرُ
وَأَمَّا آفَاتُهَا فَسَبْعٌ الْأَوَّلُ التَّعْلِيمُ وَالتَّعَلُّمُ اللَّذَانِ هُمَا مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ لَا يَتَحَصَّلَانِ إلَّا بِالْخُلْطَةِ وَالْعُزْلَةُ قَبْلَ تَعَلُّمِ الْفُرُوضِ عِصْيَانٌ قَالَ النَّخَعِيُّ تَفَقَّهْ ثُمَّ اعْتَزِلْ إلَّا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ الْمُرَادُ الْجَاهَ وَاسْتِكْثَارَ الْأَصْحَابِ وَالْأَتْبَاعِ وَالتَّقَدُّمَ عَلَى الْأَقْرَانِ وَتَقَرُّبَ السُّلْطَانِ وَتَوَلِّيَ الْأَعْمَالِ وَاجْتِلَابَ الْأَمْوَالِ لِأَنَّهَا هَلَاكُ الدِّينِ وَلَقَدْ صَدَقَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ حَيْثُ قَالَ دَعْ الرَّاغِبِينَ فِي صُحْبَتِك وَالتَّعَلُّمِ مِنْك فَلَيْسَ لَك مِنْهُمْ مَالٌ وَلَا جَمَالٌ، وَإِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءُ السِّرِّ إذَا لَقُوك تَمَلَّقُوك وَإِذَا غِبْت عَنْهُمْ سَلَقُوك وَمَنْ أَتَاك مِنْهُمْ كَانَ عَلَيْك رَقِيبًا وَإِذَا خَرَجَ كَانَ عَلَيْك خَطِيبًا، أَهْلُ نِفَاقٍ وَنَمِيمَةٍ وَغِلٍّ وَخَدِيعَةٍ فَلَا تَغْتَرَّ بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَيْهِ فَمَا غَرَضُهُمْ الْعِلْمُ بَلْ الْجَاهُ وَالْمَالُ وَأَنْ يَتَّخِذُوك سُلَّمًا إلَى أَوْطَارِهِمْ وَحِمَارًا فِي حَاجَاتِهِمْ، إنْ قَصَّرْت فِي غَرَضٍ مِنْ أَغْرَاضِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ أَعْدَائِك ثُمَّ يَعُدُّونَ تَرَدُّدَهُمْ دَالًّا عَلَيْك وَيَرَوْنَهُ حَقًّا وَاجِبًا لِدِيكِ وَيَعْرِضُونَ عَلَيْك أَنْ تَبْذُلَ عِرْضَك وَجَاهَك وَدِينَك لَهُمْ فَتُعَادِيَ عَدُوَّهُمْ وَتَنْصُرَ غَرِيبَهُمْ وَخَادِمَهُمْ وَوَلِيَّهُمْ وَتَنْتَهِضَ لَهُمْ سَفِيهًا وَقَدْ كُنْت فَقِيهًا وَتَكُونَ لَهُمْ تَابِعًا بَعْد أَنْ كُنْت مَتْبُوعًا رَئِيسًا وَهَذَا كَلَامٌ حَقٌّ رَحِمَ اللَّهُ قَائِلَهُ فَإِنَّ الْمُدَرِّسِينَ فِي رِقٍّ دَائِمٍ وَتَحْتَ حَقٍّ لَازِمٍ وَمِنَّةٍ ثَقِيلَةٍ مِمَّنْ يَتَرَدَّدُ إلَيْهِمْ فَكَأَنَّهُ يُهْدِي تُحْفَةً إلَيْهِ فَيَرَى حَقَّهُ وَاجِبًا عَلَيْهِ ثُمَّ الْمُدَرِّسُ الْمِسْكِينُ قَدْ يَعْجِزُ عَنْ الْقِيَامِ بِذَلِكَ وَيَبْذُلُ دِينَهُ وَعِرْضَهُ فِي أَبْوَابِ الظَّلَمَةِ لِأَجْلِ أَغْرَاضِهِمْ الذَّمِيمَةِ وَمَعَ ذَلِكَ نَسَبُوهُ إلَى الْحُمْقِ وَقِلَّةِ التَّمْيِيزِ وَالْقُصُورِ عَنْ دَرْكِ مَقَادِيرِ الْفَضْلِ وَسَلَقَهُ السُّفَهَاءُ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ وَثَارُوا عَلَيْهِ ثَوْرَانِ الْأَسَاوِدِ وَالْآسَادِ الثَّانِي النَّفْعُ وَالِانْتِفَاعُ فَإِنَّ الْخُلْطَةَ لِلِاكْتِسَابِ لِأَجْلِ التَّصَدُّقِ أَفْضَلُ مِنْ الْعُزْلَةِ لِأَجْلِ النَّوَافِلِ وَإِنْ كَانَتْ الْعُزْلَةُ لِأَجْلِ التَّحَقُّقِ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَعُلُومِ الشَّرْعِ وَالْإِقْبَالِ بِكُنْهِ الْهِمَّةِ عَلَى اللَّهِ وَالتَّجَرُّدِ بِهِ لِلذِّكْرِ أَفْضَلَ وَأَيْضًا الْقِيَامُ بِحَاجَاتِ الْمُسْلِمِينَ حِسْبَةً لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى حُدُودِ الشَّرْعِ أَفْضَلُ مِنْ الْعُزْلَةِ بِنَوَافِل الصَّلَوَاتِ وَالْأَعْمَالِ الْبَدَنِيَّةِ وَإِنْ كَانَتْ الْقَلْبِيَّةُ مِنْ الْمَعَارِفِ لَا مُعَادِلَ لَهَا أَصْلًا وَقَطْعًا الثَّالِثُ التَّأْدِيبُ وَالتَّأَدُّبُ بِكَسْرِ النَّفْسِ وَقَهْرِ الشَّهَوَاتِ بِتَحَمُّلِ أَذَى النَّاسِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْعُزْلَةِ لِمَنْ يَتَهَذَّبُ وَالتَّأْدِيبُ كَحَالِ شَيْخِ الْمُتَصَوِّفَةِ مَعَهُمْ إذْ لَا يَكُونُ ذَلِكَ إلَّا بِالْمُخَالَطَةِ كَحَالِ الْمُعَلِّمِ مَعَ الْمُتَعَلِّمِ الرَّابِعُ الِاسْتِئْنَاسُ وَالْإِينَاسُ وَذَلِكَ قَدْ يَكُونُ حَرَامًا كَمَجَالِسِ الْغِيبَةِ وَاللَّهْوِ وَمُبَاحًا كَالْأُنْسِ بِالْمَشَايِخِ وَمُسْتَحَبًّا كَتَرْوِيحِ الْقُلُوبِ فَإِنَّ الْقُلُوبَ إذَا كَرِهَتْ عَمِيَتْ وَمَهْمَا كَانَ فِي الْوَحْدَةِ وَحْشَةٌ وَفِي الْمَجَالِسِ تَرْوِيحٌ فَهِيَ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ رُبَّمَا تَكُونُ أَفْضَلَ فِي حَقِّ بَعْضِ النَّاسِ وَفِي بَعْضِ الْحَالَاتِ دُونَ الْأُخْرَى الْخَامِسُ فِي نَيْلِ ثَوَابٍ كَحُضُورِ الْجَنَائِزِ وَعِيَادَةِ الْمَرْضَى السَّادِسُ التَّوَاضُعُ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ الْمَقَامَاتِ وَلَا يُوجَدُ فِي الْوَحْدَةِ السَّابِعُ التَّجَارِبُ إذْ مُجَرَّدُ الْعَقْلِ غَيْرُ كَافٍ فِي مَصَالِحِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا انْتَهَى فِي غَايَةِ الِاخْتِصَارِ قَالَ فِي الْقُشَيْرِيَّةِ وَالْعُزْلَةُ مِنْ أَمَارَاتِ الْوَصْلَةِ وَلَا بُدَّ لِلْمَرِيدِ فِي ابْتِدَاءِ حَالِهِ مِنْ الْعُزْلَةِ عَنْ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ ثُمَّ فِي نِهَايَتِهِ مِنْ الْخَلْوَةِ لِتَحَقُّقِهِ بِأُنْسِهِ وَمِنْ حَقِّ الْعَبْدِ إذَا آثَرَ الْعُزْلَةَ أَنْ يَقْصِدَ بِاعْتِزَالِهِ عَنْ الْخَلْقِ سَلَامَةَ النَّاسِ مِنْ شَرِّهِ وَلَا يَقْصِدَ سَلَامَتَهُ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ وَعَنْ بَعْضِ الرُّهْبَانِ قِيلَ لَهُ أَنْتَ رَاهِبٌ فَقَالَ لَا أَنَا حَارِسُ كَلْبٍ إنَّ نَفْسِي كَلْبٌ يَعْقِرُ الْخَلْقَ أَخْرَجْتُهَا مِنْ بَيْنِهِمْ
لِيَسْلَمُوا مِنْهَا وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ رَأَيْت رَبِّي فِي الْمَنَامِ فَقُلْت لَهُ كَيْفَ أَجِدُك فَقَالَ فَارِقْ نَفْسَك وَتَعَالَ
وَعَنْ بَعْضٍ مِنْ عَلَامَاتِ الْإِفْلَاسِ الِاسْتِئْنَاسُ بِالنَّاسِ وَعَنْ بَعْضٍ آخَرَ مَنْ خَالَطَ النَّاسَ دَارَاهُمْ وَمَنْ دَارَاهُمْ رَآهُمْ وَعَنْ الْجُنَيْدِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْلَمَ لَهُ دِينُهُ وَيَسْتَرِيحَ بَدَنُهُ وَقَلْبُهُ فَلْيَعْتَزِلْ النَّاسَ وَعَنْ الشِّبْلِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - الْزَمْ الْوَحْدَةَ وَامْسَحْ اسْمَك مِنْ الْقَوْمِ وَاسْتَقْبِلْ الْجِدَارَ حَتَّى تَمُوتَ وَقِيلَ إذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَنْقُلَ الْعَبْدَ مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِيَةِ إلَى عِزِّ الطَّاعَةِ آنَسَهُ بِالْوَحْدَةِ وَأَغْنَاهُ بِالْقَنَاعَةِ وَبَصَّرَهُ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ فَمَنْ أُعْطِيَ ذَلِكَ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ انْتَهَى
(فَإِذَا ضُمَّ هَذِهِ الْعَشَرَةُ) مِنْ الْمَبْحَثِ الثَّانِي إلَى هُنَا (إلَى مَا سَبَقَ) وَهُوَ السِّتُّونَ مِنْ آفَاتِ النُّطْقِ (تَصِيرُ سَبْعِينَ وَلْنَذْكُرْهَا جُمْلَةً لِيَسْهُلَ حِفْظُهَا كَمَا فَعَلْنَا فِي آفَاتِ الْقَلْبِ كُفْرُ خَوْفٍ كُفْرُ خَطَإٍ كَذِبٌ غِيبَةٌ نَمِيمَةٌ سُخْرِيَةٌ سَبٌّ فُحْشٌ لَعْنٌ طَعْنٌ نِيَاحَةٌ مِرَاءٌ جِدَالٌ خُصُومَةٌ تَعْرِيضٌ غِنَاءٌ إفْشَاءُ سِرٍّ خَوْضٌ فِي الْبَاطِلِ سُؤَالُ مَالٍ) مَعَ غُنْيَةً عَنْهُ (وَ) سُؤَالُ (مَنْفَعَةٍ دُنْيَوِيَّةٍ) وَسُؤَالُ مَمْلُوكٍ الْبَيْعَ وَسُؤَالُ الْمَرْأَةِ الطَّلَاقَ (سُؤَالُ عَوَامَّ عَمَّا لَا يَبْلُغُهُ فَهْمُهُمْ) إلَى الْمَقْصُودِ مِمَّا سُئِلُوا (سُؤَالٌ عَنْ الْأُغْلُوطَاتِ) تَخْجِيلًا لِلْمَسْئُولِ (خَطَأٌ فِي التَّعْبِيرِ نِفَاقٌ قَوْلِيٌّ كَلَامُ ذِي لِسَانَيْنِ شَفَاعَةٌ سَيِّئَةٌ أَمْرٌ بِمُنْكَرٍ وَنَهْيٌ عَنْ الْمَعْرُوفِ غِلْظَةُ كَلَامٍ سُؤَالٌ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ افْتِتَاحُ أَدْنَى عِنْدَ أَعْلَى كَلَامًا تَكَلُّمٌ عِنْدَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ كَلَامٌ فِي صَلَاةٍ كَلَامٌ فِي حَالِ خُطْبَةٍ كَلَامُ دُنْيَا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ كَلَامٌ فِي خَلَاءٍ كَلَامٌ عِنْدَ جِمَاعٍ دُعَاءٌ عَلَى مُسْلِمٍ دُعَاءٌ لِلظَّالِمِ بِغَيْرِ صَلَاحٍ كَلَامٌ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كَلَامُ دُنْيَا فِي الْمَسَاجِدِ نَبْزٌ بِالْأَلْقَابِ يَمِينٌ غَمُوسٌ يَمِينٌ بِغَيْرِ اللَّهِ كَثْرَةُ يَمِينٍ سُؤَالُ أَمَّارَةٍ وَقَضَاءٍ سُؤَالُ تَوْلِيَةٍ سُؤَالُ وِصَايَةٍ دُعَاءُ إنْسَانٍ عَلَى نَفْسِهِ وَتَمَّنِي مَوْتٍ رَدُّ عُذْرِ أَخِيهِ تَفْسِيرُ قُرْآنٍ بِرَأْيِهِ إخَافَةُ مُؤْمِنٍ قَطْعُ كَلَامِ غَيْرِهِ وَنَفْسِهِ وَنَحْوِهِ رَدُّ تَابِعٍ كَلَامَ مَتْبُوعِهِ سُؤَالٌ عَنْ حِلِّ شَيْءٍ وَطَهَارَتِهِ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ مِزَاحٌ مَدْحٌ شَعْرُ سَجْعٍ وَفَصَاحَةٌ مَا لَا يُغْنِي فُضُولُ كَلَامٍ تَنَاجِي تَكَلُّمٍ مَعَ شَابَّةٍ أَجْنَبِيَّةٍ سَلَامٌ عَلَى الذِّمِّيِّ وَالْفَاسِقِ الْمُعْلِنِ سَلَامٌ عَلَى الْمُتَغَوَّطِ وَالْبَائِلِ دَلَالَةٌ عَلَى طَرِيقِ الْمَعْصِيَةِ إذْنٌ فِيمَا هُوَ الْمَعْصِيَةُ آفَاتُ الْمُعَامَلَاتِ آفَاتُ الْعِبَادَاتِ الْمُتَعَدِّيَةِ آفَاتُ الْعِبَادَاتِ الْقَاصِرَةِ آفَاتُ السُّكُوتِ فَظَهَرَ) مِمَّا ذُكِرَ (أَنَّ أَمْرَ اللِّسَانِ) نُطْقًا وَسُكُوتًا (مِنْ أَعْظَمِ الْأُمُورِ وَأَهَمِّهَا) لِمَا فِيهِ الْوَرَطَاتُ وَكَثْرَةُ الْآفَاتِ وَوَفْرَةُ الِابْتِلَاءِ فِي الْمُحَاوَرَاتِ (كَالْقَلْبِ) التَّشْبِيهُ فِي أَصْلِ الْكَثْرَةِ أَوْ فِي الْقُوَّةِ وَإِلَّا فَمَا بِاللِّسَانِ أَكْثَرُ مِمَّا بِالْقَلْبِ (فَلِذَا) لِكَوْنِهِمَا مِنْ الْأُمُورِ الْمُعَظَّمَةِ (قِيلَ إنَّمَا) كَمَالُ (الْمَرْءِ بِأَصْغَرَيْهِ) جِرْمًا وَصُورَةً؛ الْقَلْبُ
بِتَخْلِيَتِهِ عَنْ جَمِيعِ الرَّذَائِلِ وَتَحْلِيَتِهِ بِحُسْنِ الشَّمَائِلِ، وَاللِّسَانُ بِحِفْظِهِ عَنْ الْهَفَوَاتِ وَالْآفَاتِ الْمَرْوِيَّةِ وَتَعَوُّدِهِ بِمَا يُوجِبُ مَرْضَاةَ رَبِّ الْبَرِّيَّةِ قِيلَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ هَذَا مُعَيْدِيٌّ مَنْسُوبٌ إلَى مُعَيْدٍ تَصْغِيرُ مَعْدٍ عَلَى طَرِيقِ التَّرْخِيمِ وَأَصْلُهُ أَنَّ الْمُنْذِرَ سَمِعَ بِالْمُعَيْدِيِّ وَأَعْجَبَهُ مَا يَبْلُغُهُ عَنْهُ فَلَمَّا رَآهُ اسْتَحْقَرَهُ وَقَالَ " تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ " فَقَالَ إنَّ الرِّجَالَ لَيْسُوا بِجُزُرٍ إنَّمَا الْمَرْءُ بِأَصْغَرَيْهِ لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ إنْ قَالَ قَالَ بِلِسَانِهِ وَإِنْ قَاتَلَ قَاتَلَ بِجَنَانِهِ فَأَعْجَبَ الْمُنْذِرَ كَلَامُهُ قِيلَ هَكَذَا ذَكَرَهُ سَيِّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَقَدْ جَاءَ أَنَّ لُقْمَانَ سَأَلَهُ أُسْتَاذُهُ عَنْ أَطْيَبِ مَا فِي الْحَيَوَانِ فَجَاءَ بِلِسَانِ شَاةٍ وَقَلْبِهَا ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ أَخْبَثِهِ فَجَاءَ بِهِمَا فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ هُمَا أَطْيَبُ مَا فِيهِ إذَا طَابَ وَأَخْبَثُ مَا فِيهِ إذَا خَبُثَ (وَهُمَا) أَيْ الْقَلْبُ وَاللِّسَانُ (أَكْثَرُ مَجَارِي التَّقْوَى فَلِذَا كَثُرَ اهْتِمَامُ السَّلَفِ) مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ (بِهِمَا مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَعْضَاءِ وَقَدْ فَصَّلْنَاهُمَا بَعْضَ التَّفْصِيلِ) يَعْنِي لَا تَظُنَّ أَنَّ مَا ذَكَرْنَا فِي هَذَا الْكِتَابِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهِمَا تَفْصِيلٌ مُمِلٌّ بَلْ مَا ذَكَرْنَا بِالنِّسْبَةِ إلَى اقْتِضَاءِ الْحَالِ أَقَلُّ قَلِيلٍ كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ قَوْلُهُ (وَإِنْ كَانَ بِالنِّسْبَةِ إلَى مُقْتَضَى الْحَاجَةِ غَايَةَ الْإِيجَازِ) وَنِهَايَةَ الِاخْتِصَارِ، يَرِدُ أَنَّ مَا يَكُونُ غَايَةَ الْإِيجَازِ يَكُونُ مُخِلًّا لِلْمَقْصُودِ فَيَلْزَمُ عَدَمُ الِانْتِفَاعِ مِنْهُ وَأَيْضًا يُنَافِي قَوْلَهُ بَعْضَ التَّفْصِيلِ إذْ مَا يَكُونُ غَايَةَ إيجَازٍ لَا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ التَّفْصِيلِ لَعَلَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ غَايَةُ إيجَازٍ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْحَاجَةِ الْكَامِلَةِ كَإِحْيَاءِ الْعُلُومِ وَبَعْضُ تَفْصِيلٍ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْحَاجَةِ فِي الْجُمْلَةِ وَأَنَّ الْمَقَامَ خَطَابِيٌّ بَلْ شِعْرِيٌّ لَا بُرْهَانِيٌّ فَلَا يُعْبَأُ بِمِثْلِ مَا ذَكَرْنَا (فَعَلَيْك أَيُّهَا السَّالِكُ بِصِيَانَةِ اللِّسَانِ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْآفَاتِ) حَتَّى لَا يَصْدُرَ عَنْك شَيْءٌ مِنْهَا (إذْ لَا تَقْوَى بِدُونِهَا) أَيْ بِدُونِ صِيَانَةِ اللِّسَانِ وَإِنْ كَانَ وُجُودُهَا يَتَوَقَّفُ عَلَى غَيْرِهَا (وَخُصُوصًا) كَلِمَةَ (الْكُفْرِ وَقَرِينَيْهِ) وَهُمَا خَوْفُ الْكُفْرِ وَالْخَطَأِ (وَالْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ أَمَّا الثَّلَاثَةُ الْأُوَلُ فَحَالُهَا ظَاهِرٌ) أَيْ الْكُفْرِ وَقَرِينَيْهِ أَيْ خَوْفِهِ وَالْخَطَأِ (وَأَمَّا الْكَذِبُ وَالْغِيبَةُ فَهُمَا فِي آفَاتِ اللِّسَانِ كَالرِّيَاءِ وَالْكِبْرِ فِي آفَاتِ الْقَلْبِ) فِي أَنَّهَا أُمَّهَاتُ الْخَبَائِثِ وَمَنْبَعُ الرَّذَائِلِ (فَكَمَا أَنَّ مَنْ نَجَا مِنْهُمَا) أَيْ مِنْ الْكِبْرِ وَالرِّيَاءِ (بَعْدَ النَّجَاةِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْبِدْعَةِ يُرْجَى أَنْ يَنْجُوَ مِنْ سَائِرِ آفَاتِ الْقَلْبِ كَمَا ذَكَرْنَا سَابِقًا فَكَذَلِكَ يُرْجَى هَاهُنَا) أَيْضًا أَنَّ مَنْ نَجَا مِنْ الْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ بِالْكُلِّيَّةِ بَعْدَ النَّجَاةِ مِنْ تَلَفُّظِ الْكُفْرِ وَقَرِينَيْهِ (أَنْ يَنْجُوَ مِنْ سَائِرِ آفَاتِ اللِّسَانِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقِهِ) وَإِنَّمَا قَالَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ إشَارَةً إلَى أَنَّ النَّجَاةَ مِنْ سَائِرِ الْآفَاتِ أَصْعَبُ وَأَنَّ النَّجَاةَ مِنْهُمَا تَحْتَاجُ إلَى تَيْسِيرٍ وَتَوْفِيقٍ إلَهِيٍّ (فَلِذَا) أَيْ فَلِكَوْنِ النَّجَاةِ مِنْهُمَا مَظِنَّةَ النَّجَاةِ مِنْ غَيْرِهِمَا (وَرَدَ فِيهِمَا) فِي الْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ (مِنْ الْأَخْبَارِ) النَّبَوِيَّةِ (وَالْآثَارِ) السَّلَفِيَّةِ كَمَا سَيَأْتِي إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الصِّنْفِ الثَّالِثِ لَعَلَّك قَدْ سَمِعْت أَنَّ مَذْهَبَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ قَدْ يُحْتَجُّ بِهِمَا لَا سِيَّمَا فِي الْفَضَائِلِ وَفِي تَأْيِيدِ النَّصِّ وَأَنَّ الشُّبُهَاتِ كَافِيَةٌ فِي ثُبُوتِ الْحَظَارَاتِ (وَالِاهْتِمَامِ مِنْ السَّلَفِ مَا لَمْ يَرِدْ فِي غَيْرِهِمَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ) وَهُوَ وَإِنْ كَانَ مِنْ الْأُمَرَاءِ لَكِنَّهُ مِنْ