المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

النَّاقَةُ الضَّعِيفَةُ وَإِنَّمَا قَيَّدَ بِالْعَجْفَاءِ؛ لِأَنَّ سَنَامَهَا حِينَئِذٍ يَكُونُ مَائِلًا - بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية - جـ ٤

[محمد الخادمي]

فهرس الكتاب

- ‌[الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ رَدُّ التَّابِعِ كَلَامَ مَتْبُوعِهِ وَمُقَابَلَتُهُ وَمُخَالَفَتُهُ]

- ‌[الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ السُّؤَالُ عَنْ حِلِّ شَيْءٍ وَحُرْمَتِهِ وَطَهَارَتِهِ وَنَجَاسَتِهِ لِصَاحِبِهِ وَمَالِكِهِ تَوَرُّعًا]

- ‌[الْخَامِسُ وَالْخَمْسُونَ تَنَاجِي الْمُكَالَمَةِ بِالسِّرِّ اثْنَيْنِ عِنْدَ ثَالِثٍ]

- ‌[السَّادِسُ وَالْخَمْسُونَ التَّكَلُّمُ مَعَ الشَّابَّةِ الْأَجْنَبِيَّةِ]

- ‌[السَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ السَّلَامُ عَلَى الذِّمِّيِّ]

- ‌[الثَّامِنُ وَالْخَمْسُونَ السَّلَامُ عَلَى مَنْ يَتَغَوَّطُ أَوْ يَبُولُ]

- ‌[التَّاسِعُ وَالْخَمْسُونَ الدَّلَالَةُ بِاللِّسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ لِمَنْ يُرِيدُ الْمَعْصِيَةَ]

- ‌[السِّتُّونَ آخِرُ آفَاتِ اللِّسَانِ الْإِذْنُ وَالْإِجَازَةُ فِيمَا هُوَ مَعْصِيَةٌ]

- ‌[الْمَبْحَثُ الثَّانِي فِيمَا الْأَصْلُ فِيهِ الْإِذْنُ وَالْإِبَاحَةُ مِنْ جَانِبِ الشَّرْعِ] [

- ‌الْأَوَّلُ الْمِزَاحُ]

- ‌[الثَّانِي مِنْ السِّتَّةِ الْمَدْحُ]

- ‌[الثَّالِثُ الشِّعْرُ]

- ‌[الرَّابِعُ السَّجْعُ]

- ‌[الْخَامِسُ الْكَلَامُ فِيمَا لَا يَعْنِي]

- ‌[السَّادِسُ آخِرُ الْمَبَاحِثِ فُضُولُ الْكَلَامِ]

- ‌[الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ فِيمَا الْأَصْلُ فِيهِ الْإِذْنُ مِنْ الْعَادَاتِ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا النِّظَامُ لِلْعَالِمِ]

- ‌[الْمَبْحَثُ الرَّابِعُ فِيمَا الْأَصْلُ فِيهِ الْإِذْنُ مِنْ الْعِبَادَاتِ الْمُتَعَدِّيَةِ الْغَيْرِ الْمُنْقَطِعَةِ]

- ‌[الْمَبْحَثُ الْخَامِسُ فِيمَا الْأَصْلُ فِيهِ الْإِذْنُ الْإِبَاحَةُ مِنْ الْعِبَادَاتِ]

- ‌[الْمَبْحَثُ السَّادِسُ فِي آفَاتِ اللِّسَانِ مِنْ حَيْثُ السُّكُوتُ كَتَرْكِ تَعَلُّمِ الْقُرْآنِ]

- ‌[تَرْكُ التَّشَهُّدِ مِنْ آفَاتِ]

- ‌[تَرْكِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ]

- ‌[تَرْكِ النُّصْحِ]

- ‌[تَرْكِ التَّعْلِيمِ]

- ‌[تَرْكِ الْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ مِنْ الْقَاضِي بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[تَرْكِ السَّلَامِ وَرَدِّهِ]

- ‌[تَتِمَّةٌ مُبَادَرَةُ الْعَاطِسِ بِالْحَمْدِ]

- ‌[تَرْكُ الِاسْتِئْذَانِ فِي دُخُولِ دَارِ الْغَيْرِ]

- ‌[تَرْكُ الْكَلَامِ مَعَ الْوَالِدَيْنِ]

- ‌[تَرْكُ إنْقَاذِ تَخْلِيصِ الْمَظْلُومِ]

- ‌[تَرْكُ تَعْظِيمِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى بِمِثْلِ سُبْحَانَ أَوْ تَبَارَكَ اللَّهُ]

- ‌[تَرْكُ السُّؤَالِ لِلْعَاجِزِ عَنْ الْكَسْبِ عِنْدَ الْمَخْمَصَةِ]

- ‌[الصِّنْفُ الثَّالِثُ فِي آفَاتِ الْأُذُنِ اسْتِمَاعُ كُلِّ مَا لَا يَجُوزُ التَّكَلُّمُ بِهِ بِلَا ضَرُورَةٍ]

- ‌[إجَابَةِ دَعْوَةٍ فِيهَا مُنْكَرٌ كَالْغِنَاءِ وَاللَّعِبِ]

- ‌[اسْتِمَاعُ الْمَلَاهِي آلَاتِ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ بِلَا اضْطِرَارٍ]

- ‌[اسْتِمَاعُ الْغِنَاءِ بِالِاخْتِيَارِ]

- ‌[رَفْعَ الصَّوْتِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالْجِنَازَةِ وَالزَّحْفِ وَالتَّذْكِيرِ]

- ‌[اسْتِمَاعُ الْقُرْآنِ مِمَّنْ يَقْرَأُ بِلَحْنٍ وَخَطَإٍ بِلَا تَجْوِيدٍ]

- ‌[اسْتِمَاعُ حَدِيثِ قَوْمٍ يَكْرَهُونَهُ]

- ‌[مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ]

- ‌[الصِّنْفُ الرَّابِعُ فِي آفَاتِ الْعَيْنِ]

- ‌[الصِّنْفُ الْخَامِسُ فِي آفَاتِ الْيَدِ]

- ‌[إحْرَاقُ كُلِّ حَيٍّ بِالنَّارِ أَوْ بِالْمَاءِ الْحَارِّ]

- ‌[مِنْ آفَاتِ الْيَدِ تَصْوِيرُ صُوَرِ الْحَيَوَانَاتِ]

- ‌[مِنْ آفَاتِ الْيَدِ إهْلَاكُ الْمَالِ أَوْ نَقْصُهُ]

- ‌[الصِّنْفُ السَّادِسُ فِي آفَاتِ الْبَطْنِ]

- ‌[الْقَهْوَةُ حُكْمُ شُرْبِهَا]

- ‌[بَعْضَ مَا وَرَدَ فِي ذَمِّ الشِّبَعِ وَكَثْرَةِ الْأَكْلِ وَالتَّنَعُّمِ]

- ‌[الْأَكْلُ عَلَى السُّفْرَةِ]

- ‌[آدَابُ الْأَكْلِ]

- ‌[الصِّنْفُ السَّابِعُ فِي آفَاتِ الْفَرْجِ]

- ‌[الصِّنْفُ الثَّامِنُ مِنْ التِّسْعَةِ فِي آفَاتِ الرِّجْلِ]

- ‌[الصِّنْفُ التَّاسِعُ مِنْ التِّسْعَةِ فِي آفَاتِ الْبَدَنِ غَيْرُ مُخْتَصَّةٍ بِعُضْوٍ]

- ‌[الْآفَاتِ الْغَيْرِ الْمُخْتَصَّةِ بِعُضْوٍ مُعَيَّنٍ]

- ‌[قَطْعُ الرَّحِمِ]

- ‌[تَشَبُّهُ الرَّجُلِ بِالْمَرْأَةِ وَبِالْعَكْسِ]

- ‌[مُجَالَسَةُ جَلِيسِ السُّوءِ]

- ‌[فَتْحُ الْفَمِ عِنْدَ التَّثَاؤُبِ وَعَدَمُ دَفْعِهِ]

- ‌[الْقُعُودُ وَسْطَ الْحَلْقَةِ]

- ‌[الِانْحِنَاءُ فِي السَّلَامِ]

- ‌[حُكْم الْوَشْمُ]

- ‌[تَرْكُ الْوَلِيمَةِ]

- ‌[سَفَرُ الْحُرَّةِ بِلَا زَوْجٍ وَلَا مَحْرَمٍ]

- ‌[تَرْكُ الصَّلَاةِ عَمْدًا]

- ‌[تَرْكُ الزَّكَاةِ]

- ‌[تَرْكُ الْحَجِّ الْفَرْضِ]

- ‌[الْعِينَةُ]

- ‌[نِسْيَانُ الْقُرْآنِ بَعْدَ تَعَلُّمِهِ]

- ‌[الرِّبَا]

- ‌[الرُّجُوعُ فِي الْهِبَةِ]

- ‌[إيقَادُ الشُّمُوعِ فِي الْقُبُورِ]

- ‌[إمْسَاكُ الْمَعَازِفِ]

- ‌[رُكُوبُ الْبَحْرِ لِمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِ الْغَرَقِ بِلَا ضَرُورَةٍ]

- ‌[قِيَامُ الْقَارِئِ لِغَيْرِ أَبِيهِ وَعَالِمٍ]

- ‌[الْبَابُ الثَّالِثُ خَاتِمَةُ أَبْوَابِ الْكِتَابِ فِي أُمُورٍ يُظَنُّ أَنَّهَا مِنْ التَّقْوَى وَالْوَرَعِ]

- ‌[الْفَصْلُ الْأَوَّلُ الدِّقَّة فِي أَمَرَ الطَّهَارَة وَالنَّجَاسَة]

- ‌[النَّوْع الْأَوَّل مِنْ الدِّقَّةُ فِي الطَّهَارَة وَالنَّجَاسَة أَنَّهَا بِدْعَة لَمْ تصدر عَنْ النَّبِيّ وَالصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَهُوَ صِنْفَانِ]

- ‌[الصِّنْفُ الْأَوَّلُ فِيمَا وَرَدَ عَنْ النَّبِيِّ فِي أَمْرِ الطَّهَارَةِ مِنْ الْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ]

- ‌[الصِّنْفُ الثَّانِي مَا ورد عَنْ أَئِمَّتنَا الْحَنَفِيَّة فِي عَدَمِ الدِّقَّةِ فِي أَمْرِ الطَّهَارَةِ]

- ‌[النَّوْعُ الثَّانِي فِي ذَمِّ الْوَسْوَسَةِ وَآفَاتِهَا]

- ‌[النَّوْعُ الثَّالِثُ فِي عِلَاجِ الْوَسْوَسَةِ]

- ‌[مَرَاتِب الْوَسْوَسَة]

- ‌[النَّوْعُ الرَّابِعُ فِي اخْتِلَافِ الْفُقَهَاءِ فِي أَمْرِ الطَّهَارَةِ وَالنَّجَاسَةِ]

- ‌[الْفَصْلُ الثَّانِي فِي التَّوَرُّع التَّكَلُّفِ فِي تَحْصِيلِ الْوَرَعِ]

- ‌[الْفَصْلُ الثَّالِثُ فِي أُمُورٍ مُبْتَدَعَةٍ بَاطِلَةٍ]

- ‌[خَاتِمَة الْكتاب]

الفصل: النَّاقَةُ الضَّعِيفَةُ وَإِنَّمَا قَيَّدَ بِالْعَجْفَاءِ؛ لِأَنَّ سَنَامَهَا حِينَئِذٍ يَكُونُ مَائِلًا

النَّاقَةُ الضَّعِيفَةُ وَإِنَّمَا قَيَّدَ بِالْعَجْفَاءِ؛ لِأَنَّ سَنَامَهَا حِينَئِذٍ يَكُونُ مَائِلًا إلَى أَحَدِ الطَّرَفَيْنِ فَيَكُونُ مَا يُلْبَسُ فِي رُءُوسِهِنَّ مِثْلَهُ فِي الصِّفَةِ كَمَا يُشَاهَدُ فِي أَكْثَرِ نِسَاءِ الزَّمَانِ.

وَقِيلَ يَعْنِي يُعَظِّمْنَ رُءُوسَهُنَّ بِالْخُمُرِ وَالْقَلَنْسُوَةِ حَتَّى تُشْبِهَ أَسْنِمَةَ الْبُخْتِ أَوْ مَعْنَاهُ يَنْظُرْنَ إلَى الرِّجَالِ بِرَفْعِ رُءُوسِهِنَّ وَتَمَايُلِهَا شَهْوَةً لَهُمْ «الْعَنُوهُنَّ» اُدْعُوا بِاللَّعْنَةِ عَلَى فَاعِلَتِهِنَّ «فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ» لِاتِّصَافِهِنَّ بِمَا يُوجِبُ اللَّعْنَ وَالطَّرْدَ عَنْ أَلْطَافِهِ تَعَالَى، وَفِيهِ إشَارَةٌ إلَى أَنَّ رُكُوبَ السَّرْجِ لِلنِّسَاءِ وَلُبْسَ الثِّيَابِ الَّتِي تَصِفُهَا لِكَوْنِهَا رَقِيقَةً أَوْ ضَيِّقَةً وَأَنْ يَكُونَ عَلَى رُءُوسِهِنَّ شَيْءٌ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ كَمَا فِي زَمَانِنَا فِي بَعْضِ الدِّيَارِ كُلَّهُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ كَمَا فِي حَاشِيَةِ الْمُحَشِّي، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا تَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا تَجِدْنَ رِيحَهَا» مَرَّ تَأْوِيلُ مِثْلِهِ مِرَارًا «وَأَنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» أَيْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا كَمَا نُقِلَ عَنْ الْمَشَارِقِ (قَالُوا هَذَا إذَا كَانَتْ شَابَّةً وَقَدْ رَكِبَتْ لِلتَّبَرُّجِ) لِإِظْهَارِ الْحُسْنِ (وَالتَّفَرُّجِ) فَفِيهِ جِنَاسٌ مُضَارِعٌ.

(وَأَمَّا إذَا كَانَتْ عَجُوزًا أَوْ كَانَتْ شَابَّةً وَقَدْ رَكِبَتْ مَعَ زَوْجِهَا لِعُذْرٍ) مُسْتَقِلَّةً أَوْ رَدِيفَةً (بِأَنْ رَكِبَتْ لِلْجِهَادِ وَقَدْ وَقَعَتْ الْحَاجَةُ إلَيْهِنَّ لِلْجِهَادِ أَوْ) رَكِبَتْ (لِلْحَجِّ أَوْ لِلْعُمْرَةِ) فَلَا بَأْسَ بِهِ إذَا كَانَتْ مُسْتَتِرَةً كَذَا فِي التتارخانية. .

[تَرْكُ الْوَلِيمَةِ]

(وَمِنْهَا تَرْكُ الْوَلِيمَةِ) طَعَامِ الْعُرْسِ (خَرَّجَ) الْأَئِمَّةُ (السِّتَّةُ) الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ كَمَا فِي الْجَامِعِ (عَنْ أَنَسٍ) - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - (مَرْفُوعًا «أَوْلِمْ» مِنْ الْوَلِيمَةِ «وَلَوْ بِشَاةٍ» قَالَهُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - لَمَّا تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ ذَهَبَ بَعْضٌ إلَى وُجُوبِهَا بِظَاهِرِ الْأَمْرِ وَالْأَصَحُّ أَنَّهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَنُدِبَ عِنْدَ بَعْضٍ. قِيلَ تَكُونُ بَعْدَ الدُّخُولِ وَقِيلَ عِنْدَ الْعَقْدِ وَقِيلَ عِنْدَهُمَا وَاسْتَحَبَّ أَصْحَابُ مَالِكٍ أَنْ تَكُونَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَلَا يَلْزَمُ الْأَطْعِمَةُ النَّفِيسَةُ بَلْ يَأْتِي بِمَا قَدَرَ، وَفِي الْمُبَارِقِ قِيلَ الضِّيَافَةُ ثَمَانٌ الْوَلِيمَةُ لِلْعُرْسِ وَالْخُرْسُ لِلْوِلَادَةِ وَالْإِعْذَارُ لِلْخِتَانِ وَالْوَكِيرَةُ لِلْبِنَاءِ وَالنَّقِيعَةُ لِلْقُدُومِ وَالْعَقِيقَةُ لِسَابِعِ الْوَلَدِ وَالْوَضِيمَةُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَالْمَأْدُبَةُ الضِّيَافَةُ بِلَا سَبَبٍ.

(وَمِنْهَا الْبَيْتُوتَةُ، وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمْرٍ رِيحُ اللَّحْمِ) يَعْنِي دَسَمَ اللَّحْمِ (ت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - (مَرْفُوعًا «أَنَّ الشَّيْطَانَ حَسَّاسٌ» كَثِيرُ الْحِسِّ «لَحَّاسٌ» كَثِيرُ اللَّحْسِ يَعْنِي يَلْحَسُ بِلِسَانِهِ مَا يَتْرُكُهُ ابْنُ آدَمَ الْآكِلُ عَلَى يَدِهِ مِنْ الطَّعَامِ «فَاحْذَرُوهُ» أَيْ الشَّيْطَانَ «عَلَى أَنْفُسِكُمْ» أَيْ فَاغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ بَعْدَ فَرَاغِ الْأَكْلِ مِنْ أَثَرِ الطَّعَامِ «مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ» مِنْ اللَّمَمِ أَوْ الْبَرَصِ أَوْ الصَّرْعِ أَوْ الْجُنُونِ «فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ» ، فَإِنَّا قَدْ أَوْضَحْنَا لَهُ الْبَيَانَ

ص: 176

حَتَّى صَارَ الْأَمْرُ كَالْعَيَانِ قَالَ ابْنُ عَرَبِيٍّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - أَخْبَرَ الْمُصْطَفَى - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ الشَّيْطَانَ يَتَّصِلُ بِالْإِنْسَانِ بِسَبَبِ الْغَمَرِ فَيَتَحَسَّسُ بِهِ وَيَلْحَسُهُ وَيَتَّصِلُ بِهِ فَيُصِيبُهُ دَاءٌ أَوْ جُنُونٌ فَلْيَجْتَهِدْ فِي إزَالَةِ الْغَمَرِ.

(تَنْبِيهٌ)

قَالَ فِي الْبَحْرِ أَخْبَرَ أَنَّهُ يَلْحَسُ الرَّائِحَةَ وَالْغَمَرُ دُونَ الْعَيْنِ، وَعَلَيْهِ مُشَارَكَتُهُ لِلنَّاسِ فِي الْأَكْلِ إنَّمَا هِيَ مُشَارَكَةٌ فِي رَائِحَةِ طَعَامِهِمْ دُونَ عَيْنِهِ وَقَدْ تَكُونُ مُشَارَكَتُهُ لَهُمْ بِذَهَابِ الْبَرَكَةِ مِنْهُ لِعَدَمِ التَّسْمِيَةِ عَلَيْهِ وَشَنَّعَ عَلَيْهِ ابْنُ عَرَبِيٍّ بِأَنَّهُ حِبَالَةُ إلْحَادٍ بَلْ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَنْكِحُ وَيُولَدُ لَهُ قَالَ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْجِنَّ وَالشَّيْطَانَ بَسَائِطُ، فَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُمْ لَا يَفْنَوْنَ وَهُمْ يَفْنَوْنَ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ إنَّهُ حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ لَيْسَ فِيهِ مَا يَقْتَضِي عَدَمَ الْأَكْلِ بَلْ يَشُمُّ وَيَأْكُلُ وَلَهُ لَذَّةٌ فِي الشَّمِّ كَلَذَّتِنَا فِي كُلِّ طُعْمَةٍ (وَفِي رِوَايَةِ " طب " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «فَأَصَابَهُ وَضَحٌ» بِالْمُعْجَمَةِ فَالْمُهْمَلَةِ أَيْ بَهَقٌ وَبَرَصٌ.

(وَمِنْهَا الِانْبِطَاحُ) وَهُوَ الِاضْطِجَاعُ عَلَى الْبَطْنِ (بِلَا عُذْرٍ) كَعُذْرِ هَضْمِ الطَّعَامِ أَوْ غَمْزِ الْأَعْضَاءِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ (مج عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ «مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي» اسْتِرَاحَةً بِلَا اقْتِضَاءٍ «فَرَكَضَنِي» ضَرَبَنِي وَحَرَّكَنِي «بِرِجْلِهِ وَقَالَ يَا جُنَيْدِبُ» تَصْغِيرُ جُنْدَبٍ اسْمُ أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ كُنْيَتُهُ «إنَّمَا هَذِهِ ضَجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ» فُسِّرَ هَكَذَا يُلْقَوْنَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ فَلَا تُشَابِهْهُمْ (وَفِي رِوَايَةِ " د " عَنْ طِخْفَةَ) بِكَسْرٍ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ ثُمَّ فَاءٍ (- رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «إنَّ هَذِهِ ضَجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللَّهُ» ، وَفِي رِوَايَةِ " ت " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - مَرْفُوعًا «إنَّ هَذِهِ ضَجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ» اعْلَمْ أَنَّ النَّوْمَ عَلَى الْقَفَا نَوْمُ الْأَنْبِيَاءِ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالنَّوْمَ عَلَى الْيَمِينِ لِلْعُلَمَاءِ وَالْعُبَّادِ وَالنَّوْمَ عَلَى الشِّمَالِ نَوْمُ الْمُلُوكِ لِهَضْمِ الطَّعَامِ وَالنَّوْمَ عَلَى الْوَجْهِ نَوْمُ الشَّيَاطِينِ وَالْكَفَرَةِ.

(وَمِنْهَا النَّوْمُ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ بِمَحْجُوزٍ عَلَيْهِ) يَعْنِي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَمْنَعُ السُّقُوطَ بَغْتَةً (ت عَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَنَامَ الرَّجُلُ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ بِمَحْجُوزٍ عَلَيْهِ» لِئَلَّا يَهْوِيَ عِنْدَ قِيَامِهِ مِنْ النَّوْمِ فَيَهْلَكَ (وَفِي رِوَايَةِ " د " عَنْ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ) الْحَنَفِيِّ الْيَمَانِيِّ «مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَازٌ» بِالزَّايِ مَا يَحْجِزُ عَنْهُ وَيَمْنَعُ «أَوْ حِجَابٌ» بِمَعْنَاهُ «فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ» زَالَتْ عِصْمَةُ نَفْسِهِ وَصَارَ كَالْمُهْدَرِ الَّذِي لَا ذِمَّةَ لَهُ فَلَعَلَّهُ يَنْقَلِبُ فِي نَوْمِهِ فَيَسْقُطُ وَيَمُوتُ هَدَرًا (وَفِي رِوَايَةِ " طب " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ) بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «مَنْ نَامَ عَلَى سَطْحٍ لَا جِدَارَ لَهُ فَمَاتَ فَدَمُهُ هَدَرٌ» يَعْنِي

ص: 177