الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسحار (1). ثم أخذ فى الانصباب إلى أرض ذات أشجار وأنهار، ورياض مونقة وأزهار، فخبّرنا أنها من أرياف النيل وشطوطه، ومجاريه وخطوطه، فحمدنا الله على نعمائه، وتقلّبنا بين أرضه وسمائه».
ولا يلبث الشيخ أبو حبيب أن يعظ الناس ويرفدوه بالصّلات الحفيّة، والهبات الخفيّة وهو دائما يضمنّ مقاماته مواعظ خلقية وينهى المقامة بشعر، وقد يكثر منه فى تضاعيفها.
ويعود السرقسطى فى المقامة السابعة والأربعين إلى الحديث عن رحلة فى جزائر الهند لبطل مقاماته وراويته، غير أن الراوى لا يفضى فيها إلى وصف تلك الجزائر ولا إلى شئ من العجائب البحرية هناك إذ شغل عن ذلك بقضاء ليلة ماجنة مع البطل فى مجلس غناء. وكأنما كان السرقسطى مطلعا على شئ من الغيب، إذ جعل البطل فى المقامة الحادية والأربعين يتعيّش من دبّ يراقصه ويزمر عليه ويلاعبه، ومعروف أن رمز مدريد فى عصرنا إنما هو الدبّ. وفى الحق أن المقامات اللزومية للسرقسطى أروع المقامات الأندلسية التى حاكت مقامات الحريرى بعده، وكانت حرية بأن يتجرد لها شارح مثل الشريشى مواطنه، وكأنما ينطبق عليه المثل: لا يطرب الزامر أهل بلده.
وحرى بنا أن نعرف أنه كان للمقامات تأثير واضح فى الأدب الإسبانى إذ نشأ على غرارها فى منتصف القرن السادس عشر الميلادى لون من الفن القصصى ازدهر خلال القرن التالى يصف حياة المشرّدين والمتسوّلين ويقوم على الشحاذة أو الكدية، سمّيت أقاصيصه باسم «الأقاصيص البيكارسية» وسمّى بطلها باسم «البيكارو» ودائما نشأته متواضعة ويعانى من آلام المسغبة والبطالة، فيتخذ التسوّل حرفة له يكسب بها قوته مستخدما فى ذلك حيلا وألاعيب شتى تماما كالشيخ أبى زيد السروجى فى مقامات الحريرى وكالشيخ أبى حبيب فى مقامات السرقسطى، مع صبغ كلامه مثلهما بصبغة وعظية خلقية (2).
(ب) الرحلات
لعل مسيرة قوافل الأندلسيين إلى مكة سنويا لأداء فريضة الحج وزيارة القبر النبوى الشريف هى التى جعلتهم يولعون بالرحلة والأسفار فى العالم الإسلامى وما وراءه من
(1) الإسحار: السير فى السحر.
(2)
انظر فى ذلك د. مكى فى كتاب أثر العرب والإسلام فى النهضة الأوربية ص 88 وما بعدها.
بلدان وشعوب فى آسيا وأوربا وخاصة فى أنحائها الشرقية لاكتشاف المجهول من تلك الشعوب وما بديارهم من ظواهر كونية. وأيضا فإن تعدد مراكز الثقافة فى العالم العربى وفى الأندلس نفسها منذ عصر أمراء الطوائف حبّب الرحلة إلى المشغوفين بالعلم والعلماء، على نحو ما نجد فى عصرنا عند شبابنا العلميين من شغفهم بالرحلة إلى الغرب للتزود منه فى جميع ضروب العلم والمعرفة. ولا ننسى السفارات الخارجية التى كان يرسل بها حكام الأندلس وخاصة فى عصر أمراء الطوائف إلى إخوانهم من الأمراء فى الأندلس أو إلى نصارى الشمال أو إلى حكام إفريقيا ومصر والشام، وحتى فى أيام الأندلس الأخيرة إلى الدولة العثمانية. وكثرت الرحلات والسفارات الداخلية زمن أمراء الطوائف للتشاور فى أمر خطير من أمور السياسة والحكم كما كثرت رحلات حكام غرناطة والمغرب لتفقد شئون البلاد والرعية. ومن السفارات الداخلية سفارة الكاتب محمد (1) بن مسلم الدانى عن إقبال الدولة على بن مجاهد إلى بعض أمراء الطوائف من مثل المعتصم بن صمادح أمير المريّة والمعتضد أمير إشبيلية حين نازعه المقتدر بن هود (438 - 475 هـ) أمير سرقسطة فى أحد الحصون، فكتب إلى أغلب قائد ابن مجاهد وواليه على ميورقة يصف له أحداث سفارته فى رسالة طويلة سماها «طىّ المراحل» قال ابن بسام إنه اقتضب من فصولها لطولها ما يدل على براعة كاتبها، وبلغ ما اقتضبه منها نحو عشرين صحيفة. وفى فواتحها يتحدث محمد بن مسلم عن صداقته لأغلب وشوقه للقائه، ويذكر دعوة إقبال الدولة إخوانه من أمراء الطوائف لإنجاده، ونداءه عليهم لإمداده فاستغشوا بأكمامهم وجعلوا أصابعهم فى آذانهم. ويقتطف ابن بسام من رسالته قطعا بديعة فى وصف الطبيعة، وأخرى فى وصف ما كان ينغمس فيه أمراء الطوائف من ترف بالغ، إذ بنوا-من عرق الرعية-القصور المشيدة، وألحقوا بها حدائق بهيجة، ويصور كيف كان يطاف عليهم بصحاف من فضة وذهب، وحين يتوضئون تجيئهم طساس (2) من التبر وأباريق رصّعت بالدر. وللشراب حجر خاصة وكأن الأطباق فيها مقل الجفون ملئت من قرّة العيون وكأن الكئوس مراشف الحور تمزج بحباب الثغور.
ومن تصويره لقرطبة حين مرّ بها ورأى ما نزل بها من الدمار والذل والهوان قوله:
«كثيرا ما كنت أقترح إتيانها وإن كانت على هرم، وأتمنىّ وقفة فيها ولو على قدم،
(1) انظر فى الدانى الذخيرة 3/ 427 والمغرب 2/ 405.
(2)
طساس: جمع طست.
وأرعب [فى] زيارتها ولو لماما، وأودّ رؤيتها ولو مناما، لألمح دار الخلافة، وأرى بيت الرياسة، وجعلت أسلك فى منازل المدينة، وأنظر فى تلك المشابه المبينة، فإذا رسومها قائمة الأعلام، ونصبها ماثلة الشكل والقيام. . ووقفت بالقصر المروانى وانتبذت إلى المنتزه العبد الرّحمانى (1)، فإذا الثلاث الأثافى (2) والديار البلاقع (3)، وقيل هنا كانت قصورهم وهناك هى قبورهم، قد صارت معاقلهم ترابا، ومساكنهم يبابا (4)».
ويطيل فى تصوير مجد قرطبة أيام بنى أمية ويبكيها بكاء مؤثرا ويصور جامعها وقبابه ومقصورته الفخمة وزخارفها البديعة، والمحراب والمصحف العثمانى بجانبه، وكأنما بيده ريشة يرسم بها لوحات بديعة. ويختم الدانى رسالته بزيارته للمعتضد فى إشبيلية وبيان مدى ترحيبه به وما أغدق عليه من التحف والطرف.
ويتكاثر الرحالة الأندلسيون منذ القرن السادس الهجرى ومن أهمهم أبو حامد (5) الغرناطى (474 - 564 هـ) شغف بالرحلة وتجوّل فى إفريقيا وزار صقلّية سنة 511 ومنها رحل إلى مصر وزار الشام والعراق، وتحول إلى نواحى البحر الأسود (بحر الخزر) وتوغّل فى بلاد الصّقالبة والبلغار وعلى ضفاف نهر القولجا، وصعد إلى أقصى الشمال فى روسيا، وسجل مشاهداته فى كتابه «تحفة الألباب ونخبة الأعجاب» وله كتاب سماه «تحفة الكبار فى أسفار البحار» ونشر سيزاردوبلر بمدريد ما شاهده فى شرقىّ أوربا، وهو يكثر فيه من ذكر الخوارق والعجائب الخرافية، غير أن به من حين إلى حين بعض حقائق ومشاهد بديعة كمشهد الزّحلوقة يتزحلق بها الناس على الثلج فى روسيا يقول:
«الطريق هناك فى أرض لا يفارقها الثلج أبدا، ويتخذ الناس لأرجلهم ألواحا (زحلوقة) ينحتونها، طول كل لوح باع وعرضه شبر، ومقدّم ذلك اللوح ومؤخرّه مرتفعان عن الأرض، وفى وسط اللوح موضع يضع الماشى فيه رجله، وفيه ثقب، وشدّوا فيه سيورا
(1) نسبة إلى عبد الرحمن بن الناصر أهم حكام البيت الأموى بقرطبة.
(2)
الأثافى: جمع أثفية، والثلاث الأثافى: ثلاثة أحجار توضع عليها القدر، وكانت القبائل تتركها وراءها حين ترحل عن الديار.
(3)
البلاقع: المقفرة.
(4)
يبابا: خرابا.
(5)
انظر فى أبى حامد ورحلته مقدمة جبرييل قيران لتحقيق كتابه تحفة الألباب ومقدمة سيزار دوبلر لتحقيقه قطعة من كتابه «المعرب عن بعض عجائب المغرب» وتاريخ الأدب الجغرافى لكراتشكوفسكى تعريب الأستاذ صلاح الدين عثمان هاشم (طبع لجنة التأليف) ص 295 وتاريخ الجغرافية والجغرافيين لمؤنس ص 303 وكتابنا: الرحلات (طبع دار المعارف) ص 51 وما بعدها وبالنثيا ص 312.
من جلود قوية يشدّونها على أرجلهم. ويقرن [الرجل] بين اللوحين اللذين يكونان فى رجليه بشندال (حبل) طويل مثل عنان الفرس، يمسكه فى يده الشمال، وفى يده اليمى عصا بطوله، وفى أسفل العصا مثل كرة من الثياب محشوّة بصوف كثير مثل رأس الإنسان خفيفة. ويعتمد على تلك العصا فوق الثّلج. ويدفع العصا خلف ظهره كما يصنع الملاّح فى السفينة. فيذهب على ذلك الثلج بسرعة، ولولا تلك الحيلة لم يمكن أحدا أن يمشى هناك البتة، لأن الثلج على الأرض مثل الرمل لا يتلبّد البتة، وأى حيوان يمشى عليه يغوص فى ذلك الثلج فيموت إلا الكلاب والحيوان الخفيف كالثعلب والأرنب، فإنها تمشى عليه بخفة وسرعة». وهى صورة من التزحلق قديمة شبيهة أدق الشبه بصورة التزحلق الحديث الذى تعقد له المسابقات سنويا فى البلاد الأوربية.
ونلتقى بعد أبى حامد الغرناطى من رحالة الأندلس بابن جبير، وسنفرد له مع رحلته كلمة، ويلقانا من رحالة العصر الغرناطى القاضى أبو البقاء (1) البلوى خالد بن عيسى وسمى رحلته «تاج المفرق فى تحلية علماء إفريقيا والمشرق» وقد لقى فيها كثيرين من العلماء وروى عنهم، بدأها فى 18 من صفر سنة 730 وظل يلقى العلماء سنوات ويأخذ عنهم، ونزل تونس وعيّنه أميرها كاتبا فى ديوانه زمنا يسيرا، ثم عاد إلى بلده فعيّن بها قاضيا. ويقول لسان الدين بن الخطيب فى الإحاطة إنه حجّ وقيدّ عن العلماء، ورحلته فى سفر وصف فيه البلاد ومن لقى بفصول، جلب أكثرها من كتابات العماد الأصبهانى وصفوان بن إدريس. ولابن جابر الوادى آشى الذى مرت ترجمته فى الفصل الماضى رحلة دوّن فيها ما اكتسبه من الفوائد الأدبية أثناء أسفاره الطويلة.
ويلقانا ابن (2) الحاج النميرى المولود سنة 713 لأسرة كريمة وقد عنى أبوه بتربيته حتى إذا كانت سنة 734 عيّن كاتبا فى ديوان أبى الحجاج يوسف الأول أمير غرناطة، وفى سنة 737 رحل لأداء فريضة الحج، ونزل فى عودته بقسنطينة سنة 739 وخدم أمراءها.
الحفصيين، ثم تركهم وخدم أبا الحسن المرينى حتى سنة 747 إذ رأى العودة إلى أداء
(1) انظر فى أبى اليقاء ورحلته الإحاطة 1/ 500 ونيل الابتهاج (طبع فاس) ص 99 والكتيبة الكامنة ص 134.
(2)
راجع فى ابن الحاج النميرى الإحاطة 1/ 342 والكتيبة الكامنة ص 260 ونيل الابتهاج ص 14 والمنهل الصافى لابن تغرى بردى 1/ 66 وجذوة الاقتباس لابن القاضى ص 87 ونثير فرائد الجمان لابن الأحمر ص 113 ونفح الطيب 7/ 109 ورحلة: «فيض العباب» حققها الدكتور محمد بن شقرون ونشرها فى الرباط.
فريضة الحج وعاد فخدم الحفصيين سنة 750 وبعد سنتين اعتزل للعبادة بتلمسان وأجبر فى سنة 757 على خدمة السلطان أبى عنان وجعله رئيس ديوان الكتبة. وأفلت عند موته وعاد إلى غرناطة فعيّن قاضيا إلى وفاته بعد سنة 774 وكان شاعرا مجيدا فى الشعر الغنائى والتعليمى. ويقول ابن الخطيب فى الإحاطة له رحلة «فيض العباب وإحالة قداح الآداب فى الحركة إلى قسنطينة والزاب» وقد حققها ونشرها بالرباط-كما ذكرنا فى الهامش-الدكتور محمد بن شقرون، ووضع بين يديها مقدمة قيمة. وهى فى وصف رحلة السلطان أبى عنان المرينى من فاس إلى سلا والعودة منها ثم إلى قسنطينة والزاب والعودة منها عن طريق الصحراء. والرحلة وثيقة تاريخية مهمة عن فتح بنى مرين لقسنطينة وعنّابة وتونس وبيعة البلدان المغربية لأبى عنان، وقد كتبها ابن الحاج بأسلوب أدبى التزم فيه السجع وبعض المحسنات البديعية مع العناية باستخدام التورية والتصنع للمصطلحات العلمية وبعض الألفاظ الغريبة مما أشاع غير قليل من التكلف فى صياغة الرحلة.
ولصديقه ابن الخطيب معاصره الذى مرت ترجمته بين كتاب الرسائل الديوانية رحلات بديعة فى بلدان الأندلس والمغرب، وأول ما نقف عنده رحلته (1) مع أميره أبى الحجاج يوسف الأول فى تفقده لبعض الثغور الشرقية لإمارته سماها:«خطرة الطيف فى رحلة الشتاء والصيف» وقد سار موكب أبى الحجاج فيها تلقاء الشمال الشرقى من العاصمة غرناطة إلى وادى آش فإلبيرة. ويعود الموكب من طريق آخر مارا بثغر المريّة على البحر المتوسط. وكانت زيارات الأمير أبى الحجاج لها ولغيرها من المدن أشبه باستعراضات عسكرية، يشترك فيها جند الأمير مع أهل البلدة إذ كانت بلاد الإمارة الغرناطية أشبه برباطات حربية، فكل من فيها حاملو سلاح. ويقول ابن الخطيب إن النساء فى هذه الاستعراضات كن كثيرات، وكن يحيين الرجال ويحييهن الرجال، ونظن ظنا أن كثيرات منهن كن سافرات إذ عرفت الأندلس-كما مر فى غير هذا الموضع- السفور مبكرا.
ولابن الخطيب رحلة ثانية سماها «معيار الاختيار فى ذكر الأحوال والديار» ويسميها مقامة وليست مقامة بل رحلة كسابقتها وصف فيها أربعا وثلاثين مدينة من مدن إمارة
(1) انظر فى هذه الرحلة وتاليتها كتاب مشاهدات لسان الدين بن الخطيب تحقيق د. مختار العبادى.
غرناطة وبعض مدن المغرب الأقصى مثل مكناسة. والمقامة مسجوعة مثل سابقتها، وتصور فى تلك المدن عمرانها ونشاطها الثقافى وكل ما بها من صور الحياة، مع ذكر محاسن كل مدينة وما قد يكون فيها من مساوئ. وله رحلة طويلة لم يكتبها سجعا مثل الرحلتين السالفتين بل كتبها مرسلة غير مسجوعة، وصف فيها المغرب الأقصى ومدنه سماها «نفاضة الجراب فى علالة الاغتراب» وكانت فى أربعة أجزاء، سقط منها ثلاثة من يد الزمن وبقى الجزء (1) الثانى وهو يفتتح هذا الجزء بالصعود إلى جبل هنتاتة بمنطقة أطلس ويزور هناك قبر السلطان أبى الحسن المرينى ويفيض فى الحديث عن أحوال قبيلة هنتاتة.
ويزور أغمات وقبر المعتمد بن عباد بها ويحيّيه بقصيدة ويلمّ بمراكش وغيرها من المدن فى طريقه إلى مدينة سلا على المحيط، ويذكر كل ما فى تلك المدن من مساجد ومكتبات ومدارس. ورحلات ابن الخطيب عامة تكتظ ببيان أحوال المدن الأندلسية والمغربية الاجتماعية والثقافية.
ونلتقى بأخرة من زمن دولة بنى الأحمر فى غرناطة بالقلصادى على بن محمد القرشى البسطى (815 - 891 هـ.) الذى مرّ ذكره فى الفصل الثانى بين علماء الرياضة، وله رحلة إلى الحجاز لأداء فريضة الحج والزيارة النبوية، سماها:«تمهيد الطالب ومنتهى الراغب إلى أعلى المنازل والمناقب» حققها وقدّم لها ونشرها بتونس الأستاذ محمد أبو الأجفان، وهو لا يتوسع-باستثناء مكة ومناسك الحج-فى وصف البلدان التى نزلها ذهابا وإيابا فى رحلته إلى الحجاز، بل يلمّ بها فى إيجاز شديد، ليحدثنا عن الشيوخ الذين تتلمذ لهم فيها، وخاصة فى تلمسان وتونس والقاهرة، ويبلغون عنده ثلاثة وثلاثين شيخا. والكتاب أشبه بكتب الفهرسة والبرامج منه بكتب الرحلات، وهى كتب اشتهرت بها الأندلس من قديم، وفيها يذكر مؤلفوها شيوخهم وما سمعوه منهم وأخذوه عنهم من مؤلفات. وحرى بنا الآن أن نتحدث عن رحلة ابن جبير.
(1) نشر هذا الجزء د. مختار العبادى بالقاهرة.