المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٧

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع والأربعون (سنة 641- 650) ]

- ‌[الطبقة الخامسة والستون]

- ‌ومن حوادث سنة إحدى وأربعين وستّمائة

- ‌[مكاتبة الصالح نجم الدين الخوارزمية]

- ‌[دخول ابن الجوزي الإسكندرية]

- ‌[محاصرة عجلون]

- ‌[زيادة نهر دمشق]

- ‌[استيلاء التتار عَلَى بلاد الروم]

- ‌[إقامة شحنة للتتار]

- ‌[هلاك القاضي الرفيع]

- ‌[حجّ العراقيين ووالدة المستعصم]

- ‌[تسليمُ السلطان إِسْمَاعِيل أماكن للفرنج]

- ‌سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌[انكسار الفرنج ومن معهم من الأيوبيين أمام الخوارزمية]

- ‌[تحرُّك التتار]

- ‌[خروج الأعيان للقاء أم الخليفة]

- ‌[ولاية العلقميّ الوزارة]

- ‌[ولاية ابن الجوزي الأستاذ دارية]

- ‌[دخول التتار شهرزور]

- ‌[محاصرة المصريين والخوارزمية دمشق]

- ‌سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌[منازلة دمشق ومضايقتها]

- ‌[محاصرة الخوارزمية دمشق]

- ‌[وفاة معين الدين ابن شيخ الشيوخ]

- ‌[وفاة سيف الدين ابن قليج]

- ‌[رواية أَبِي شامة عَن حصار دمشق]

- ‌[رواية سبط ابن الجوزي]

- ‌[رواية ابن حمّويه]

- ‌[رواية أَبِي شامة]

- ‌[وصول الست خاتون إلى خلاط]

- ‌[خوف الملك المعظّم من أَبِيهِ]

- ‌[الإفراج عَن ابن شيخ الشيوخ]

- ‌[توجيه الخليفة الخِلَع إلى مصر]

- ‌[كسرة التتار عند بعقوبا]

- ‌[رواية أَبِي شامة عَن الأسعار بدمشق]

- ‌سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌[انكسار الخوارزمية]

- ‌[تسلّم حسام الدين بعلبكّ]

- ‌[تسلُّم بُصرى]

- ‌[التجاء الصالح إِسْمَاعِيل إلى حلب]

- ‌[دخول الصالح نجم الدين دمشق]

- ‌[الأمر بعمارة سور القدس]

- ‌[تحريض البابا عَلَى قتل الإمبراطور]

- ‌[تسلّم نجم الدين قلعة الصبيبة وحصن الصلت]

- ‌[التوقيع لابن حَمُّوَيْهِ بمشيخة خوانق دمشق]

- ‌[التوقيع لابن أَبِي عصرون بتدريس الشافعية]

- ‌[استخدام الرجال بغزّة]

- ‌[كسرة الملك والمظفّر صاحب ميّافارقين]

- ‌[بناء السانح وتسميته بالصالحية]

- ‌[القبض عَلَى ابن موسك]

- ‌[ختن ولدي المستعصم باللَّه وأخيه]

- ‌[اجتماع رُسُل التتار بالعلقميّ]

- ‌[وفاة المنصور صاحب حمص]

- ‌[عودة الحياة إلى الشام بهلاك الخوارزمية]

- ‌[أخذ الفرنج شاطبة]

- ‌سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌[فتح طبريّة وعسقلان]

- ‌[العزل والولاية بخطابة دمشق]

- ‌[ارتفاع شأن ابن الشَّيْخ بفتح طبرية وعسقلان]

- ‌[أخْذ قلعة الصُّبَيْبة من السعيد]

- ‌[نفي السلطان مملوكه البُنْدقدار]

- ‌[زيارة السلطان نجم الدين للقدس]

- ‌[فتح طبرية]

- ‌[فتح عسقلان]

- ‌[أخذ السلطان قلعة شميمس]

- ‌[أخذ حمص من قِبَل عسكر حلب]

- ‌[إقامة جماعة من العلماء بمصر]

- ‌[وفاة عزّ الدين أيبك المعظّمي]

- ‌[الغلاء ببغداد]

- ‌[هرب مماليك للسلطان وإمساكهم]

- ‌سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌[عمل أشلاق للسلطان وإبطاله]

- ‌[ملك الفرنج إشبيلية]

- ‌[تسليم حمص لنوّاب الملك الناصر يوسف]

- ‌[ولادة أربعة توائم]

- ‌[الغرق ببغداد]

- ‌[محاصرة السلطان نجم الدين حمص]

- ‌[سنة سبع وأربعين وستمائة]

- ‌[نيابة ابن يغمور بدمشق]

- ‌[ذكر خبر التوائم الأربعة ثانية]

- ‌[توجّه الناصر دَاوُد إلى حلب]

- ‌[تخريب دار سامة وبستان القصر بدمشق]

- ‌[تسليم الأمجد الكرَك للسلطان]

- ‌[أخذ الفرنج دمياط]

- ‌[وفاة نجم الدين أيوب وإخفاء الخبر]

- ‌[انكسار الفرنج عند المنصورة]

- ‌[دخول المعظّم مصر]

- ‌[رواية ابن الساعي عَن سقوط دمياط]

- ‌[مقتل شيحة أمير المدينة]

- ‌[سعي الإربلي من دقوقا إلى بغداد]

- ‌[السيل العظيم بالسلامية]

- ‌[الزيادة بجزيرة ابن عُمَر]

- ‌[الفُتيا بالإيمان يزيد وينقص]

- ‌[وصول قزْم إلى بغداد]

- ‌[مقتل خلق من النّزال بخانقين]

- ‌[استيلاء الحلبيين عَلَى نصيبين ودارا وقرقيسيا]

- ‌سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌[موقعة المنصورة]

- ‌[كتاب المعظّم بالفتح]

- ‌[سلطنة شجر الدرّ]

- ‌[خروج عسكر مصر لقتال الحلبيين]

- ‌[دخول الناصر دمشق]

- ‌[تسلّم ابن المعظّم الصبيبة]

- ‌[تسلّم الناصر بَعْلَبَكّ وصرخد]

- ‌[القبض عَلَى السلطان الناصر]

- ‌[فشل محاولة الفتْك بعزّ الدين أيبك]

- ‌[زواج البحرية والمماليك]

- ‌[إمساك جماعة من الأمراء]

- ‌[سلطنة عزّ الدين أيْبك واستقالته]

- ‌[إخراج جماعة أمراء من الحبس]

- ‌[استيلاء الملك المغيث عَلَى الكرك]

- ‌[مسير السلطان الناصر إلى مصر]

- ‌[كسرة عسكر السلطان الناصر]

- ‌[فكاك أسرى الفرنج]

- ‌[إعدام الملك الصالح]

- ‌[شنق جماعة من أمراء الناصر بالقلعة]

- ‌[إخلاء قلعة الجزيرة]

- ‌[القبض عَلَى جماعة من الأمراء وغيرهم]

- ‌[كثرة الحرامية ببغداد]

- ‌[قطْعُ الخطبة ببغداد]

- ‌[امتناع الحج من الشام ومصر]

- ‌[تخريب دمياط]

- ‌سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌[دخول الملك الناصر دمشق]

- ‌[لقاء العسكرين المصري والشامي]

- ‌[تملّك المغيث الكرَك والشوبك]

- ‌[قصد أقطاي غزّة]

- ‌[زواج المعزّ بشجر الدِر]

- ‌[إغراق المسعود بْن المعظّم صاحب الجزيرة]

- ‌[مصادرة المصريّين]

- ‌سنة خمسين وستمائة

- ‌[وصول التتار إلى أطراف ديار بَكْر وغيرها]

- ‌[حجّ الركب العراقي]

- ‌[المصالحة بين الناصر والمعزّ]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌المتوفون سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكُنى

- ‌سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌ الكنى

- ‌سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزّاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌ الكنى

- ‌سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌ الكنى

- ‌سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة خمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ذكر شيوخ كانوا فِي حدود الأربعين وبعدها

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف العين

-‌

‌ حرف العين

-

99-

عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد [1] بْن عَلِيّ بْن الخضِر.

أَبُو بَكْر الحلبيّ الشّافعيّ، الشُّرُوطيّ.

روى عَن حنبل بالعُلى.

وعنه: مجد الدّين ابن العديم.

تُوُفّي فِي جمادى الأولى.

100-

عَبْد اللَّه بْن صُبْح بْن حَسُّون.

العسقلانيّ الأصل، التِّنِّيسيّ، ثمّ الدّمياطيّ، المقرئ، الفَرَضيّ، الخطيب.

روى بالإجازة عَن نصر اللَّه بْن سلامة الهيتيّ، وَأَبِي الفرج ابن الْجَوْزيّ.

حدَّث عَنْهُ الدّمياطيّ وقال: هُوَ أستاذي فِي القراءة والفرائض.

مات فِي ذي القعدة، وله سبعون سنة.

101-

عَبْد الرَّحمن بْن عَبْد المنعم [2] ابن الخطيب أَبِي البركات الخضِر بْن شبل بْن الحُسَيْن بْن علي بْن عَبْد الواحد.

عزّ الدّين أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد الحارثيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.

ولد سنة اثنتين وستّين وخمسمائة.

وحدَّث عَن: القاضي أَبِي سعد بْن أَبِي عصرون، وعبد الرّزّاق النّجّار، وإسماعيل الجفريّ، وجماعة.

روى عنه: المجد ابن الحُلْوانيّة، والفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وَمُحَمَّد ابن خطيب بيت الآبار.

وَتُوُفّي فِي سابع المحرَّم وله ثمانون سنة. وهو أخو الكمال.

[1] يحتمل أن تكون ترجمته في الجزء الضائع من (بغية الطلب) لابن العديم.

[2]

انظر عن (عبد الرحمن بن عبد المنعم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 635 رقم 3147، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 251، 252 رقم 241، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 11، 12.

ص: 122

102-

عبد السلام عبد الله [1] ابن شيخ الشّيوخ عُمَر بْن عَلِيّ بْن الزّاهد العارف أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن حَمُّوَيْه.

الْجُوينيّ، شيخ الشّيوخ، تاج الدّين، أَبُو مُحَمَّد.

وُلِد سنة ستّ وستّين وخمسمائة بدمشق.

وسَمِعَ من: الحافظ أبي القاسم بن عساكر، ويحيى الثّقفيّ، وَأَبِي الفتح والده.

وسمع ببغداد من شُهْدَة.

ودخل الدّيار المصريّة، ثُمَّ دخل المغرب في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وأقام بها إلى سنة ستّمائة، وأخذ بها عن: مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه، وجماعة.

وسكن مُرّاكش. وكان فاضلا مؤرّخا. لَهُ أدب وشِعر وتواليف، وله تواريخ.

وكان عفيفا متواضعا لا يلتفت إلى بني أخيه لأجل رئاستهم، وقد كانوا كالملوك فِي دولة الملك الصّالح نجم الدّين.

روى عَنْهُ: الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ، والمفتي زين الدّين الفارِقيّ، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن غانم الموقّع، والبدر أَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، والرّكن أحمد

[1] انظر عن (عبد السلام- عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 637، 638 رقم 3156، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 748، 749، وذيل الروضتين 174، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 81- 83 و 83- 85 رقم 56، و 241، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 13، ونهاية الأرب 29/ 307 وفيه:«عبد الله بن عمر» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 344، وسير أعلام النبلاء 23/ 113 دون ترجمة، وفيه «تاج الدين عبد الله بن عمر» ، والإعلام بوفيات الأعلام 267، والعبر 5/ 172، وتذكرة الحفاظ 4/ 1427، ومرآة الجنان 4/ 105، والبداية والنهاية 13/ 165 وفيه:«أبو عبد الله بن عمر بن حمويه» وهو غلط، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 60، 61، وذيل التقييد للفاسي 2/ 49 رقم 1135، والعسجد المسبوك 2/ 534، والمقفّى الكبير للمقريزي 4/ 632 رقم 1553، وعقد الجمان 18/ ورقة 265، 266، والنجوم الزاهرة 6/ 350، وشذرات الذهب 5/ 214.

ويقال في اسمه: عبد السلام، وعبد الله.

ص: 123

الطّاووسيّ، والفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وجماعة. وَأَبُو المعالي بْن البالِسيّ بالحضور.

وكان من كبار الصُّوفية وله بينهم حُرْمة وافرة.

تُوُفّي فِي خامس صَفَر.

ودخل مَرّاكش وحظي عند ملكها أَبِي يوسف، فَقَالَ: قَالَ لي يوما: كيف ترى هذه البلاد يا أَبَا مُحَمَّد وكيف هِيَ من بلادك الشّاميّة؟ قلت: يا سيّدنا بلاد حسنة أنيقة مكملة وفيها عيب واحد.

قَالَ: ما هُوَ؟ قلت: تُنْسي الأوطان. فتبسَّم وأمر لي بزيادة رُتْبة وإحسان [1] .

103-

عَبْد العزيز بْن عَبْد الصّمد بْن مُحَمَّد بْن الْجَزَريّ.

الطّبيب المصريّ.

حدّث عَن: البُوصِيريّ، وغيره.

وكان يطبّب الفقراء ويؤثرهم بالأشربة وغيرها.

[1] وقال سبط ابن الجوزي: «كان فاضلا نزها عفيفا، شريف النفس، عالي الهمّة، قليل الطمع، لا يلتفت إلى مال أحد من خلق الله تعالى لأجل دنيا لا إلى أهله ولا إلى غيرهم، وصنّف التاريخ وغيره، وكان صديقي، وكان رحمه الله تعالى يزورني ويحضر مجالسي، وقد أنشدني لنفسه فقال:

لم ألق مستكبرا إلّا تحوّل لي

عند اللقاء له الكبر الّذي فيه

ولا حلالي لي من الدنيا ولذّتها

إلّا مقابلتي للتيه بالتي

وولي مشيخة الخوانك بعد أخيه صدر الدين، وكانت وفاته في سادس عشر صفر، وصلّي عليه بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية عند المنيبع

ونقلت من خط ولده سعد الدين قال: ولد والدي تاج الدين يوم الأحد رابع عشر شوال سنة 572 وكان مفنّنا في العلوم، عارفا بالأصلين والفروع والترسّل والتواريخ والهندسة والطب، وسمع الحديث الكثير، وله مقاطيع شعر جيدة، وصنّف الكتب، منها «المؤنس» في أصول الأشياء، ثماني مجلّدات، وكتاب «السياسة الملوكية للكامل صاحب مصر» ، و «المسالك والممالك» ، و «عطف الذيل في التاريخ» ، وله «أمالي» وتواريخ كثيرة. (ذيل مرآة الزمان) ووقع في المطبوع من الكتاب أن الجويني سافر إلى المغرب في سنة 573 (!) والصحيح سنة 593 هـ.

ص: 124

104-

عَبْد العزيز بْن عَبْد الواحد [1] بْن إِسْمَاعِيل.

قاضي القُضاة بدمشق، رفيعُ الدّين، أَبُو حامد الْجِيليّ، الشّافعيّ، الَّذِي فعل بالنّاس الأفاعيل.

كَانَ فقيها فاضلا، متكلّما، مُناظِرًا، متفلسفا، رديء العقيدة معترّا.

قدِم الشّام، ووُليّ قضاءَ بَعْلَبَكّ فِي أيّام صاحبها الملك الصّالح إِسْمَاعِيل، ووزيره أمين الدّولة السّامريّ فنفق عليهما، فلمّا انتقلت نوبة السَّلطنة بدمشق إلى إِسْمَاعِيل ولّاه القضاء، فاتّفق وأمين الدّولة فِي الباطن عَلَى المسلمين، فكان عنده شهود زُور قد استعملهم ومدَّعون زُور. فيحضر الرجل إلى مجلسه من المتموّلين فيدّعي عَلَيْهِ المدَّعي بأنّ لَهُ فِي ذمّته ألف دينار أو ألفي دينار، فيبهت الرّجل ويتحيرَّ ويُنْكر، فيقول المدَّعي: لي شهود، ويحضر أولئك الشّهود فيلزمه الحُكْم، ثُمَّ يَقْولُ: صالح غريمَك، فيصالح عَلَى النِّصْف أو أكثر أو أقلّ، فاستبيحت للنّاس أموالٌ لا تُحصَى بمثل هذه الصّورة.

وفي «جريدة» صدر الدّين عَبْد الملك بْن عساكر بخطّه أنّ القاضي الرّفيع

[1] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الواحد) في: مفرّج الكروب 5/ 237، 341، 342، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 749- 751، وذيل الروضتين 173، 174، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 171، 172، ونهاية الأرب 29/ 303، 304، وسير أعلام النبلاء 23/ 109- 111 رقم 84، والعبر 5/ 172، 173، ودول الإسلام 2/ 111، والمختار من تاريخ ابن الجزري 194- 196، وتذكرة الحفاظ 4/ 1427، 1428، وفوات الوفيات 2/ 352- 354 رقم 288، وتاريخ ابن الوردي 2/ 173، 174 وفيه:«الرقيع» ووفاته في سنة 641 هـ، والبداية والنهاية 13/ 162، 163 في وفيات 641 هـ، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 171 أ- 172 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 592- 594 رقم 547، والوافي بالوفيات 18/ 524- 526 رقم 526، وعيون التواريخ 20/ 171، 172، والعسجد المسبوك 2/ 534 وفيه «عبد العزيز بن إسماعيل بن عبد الهادي» وهو خطأ، والفلاكة والمفلوكون للدلجي 75، وفيه وفاته 643 هـ، والمنهل الصافي 7/ 282- 285 رقم 1436، والدليل الشافي 1/ 415 رقم 1430، والنجوم الزاهرة 6/ 350، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 188، وقضاة دمشق للنعيمي 69، وشذرات الذهب 5/ 214، 215، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 2/ 213، 214 رقم 549، ومعجم المؤلّفين 5/ 251، 252.

ص: 125

دخل من توجُّهه إلى بغداد رسولا، وخرج لِتَلَقّيه الوزير أمين الدّولة والمنصور ابن السّلطان إِسْمَاعِيل. ودخل فِي زحمٍ عظيمٍ وعليه خِلْعة سوداء وعلى جميع أصحابه. فقيل إنّه لم يدخل بغداد ولا أُخذت منه رسالة ورُدّ، واشترى الخِلَع من عنده لأصحابه.

وشرع الملك الصّالح فِي مصادرة النّاس عَلَى يد [1] الرّفيع الْجِيليّ. وكتب إلى نوّابه فِي القضاء يطلب منهم إحضار ما تحت أيديهم من أموال اليتامى. فهذا القاضي ما ولي قاضي مثله. كَانَ يسلك طريق الوُلاة ويحكم بالرِّشْوة، ويأخذ من الخصمين، ولا يعدّل أحدا إلّا بمال، ويأخذ ذَلِكَ جَهْرًا. وفسْقه ظاهر.

وقد استعار أربعين طبقا ليهْدي فيها هديّة إلى صاحب حمص فلم يردّها. فسبَى النّاس بأفعاله جور الوُلاة وأصحاب الشّروط. وغارت المياه فِي أيامه وبَطَلَت طواحينٌ كثيرة، وصار نهر ثورة [2] يوم الفُتُوح لا يبلغ طاحونة مَقْرَى [3] .

ومات فِي ولايته عجميٌّ خلّف مائة ألف وابنة، فما أعطى البيت فِلْسًا.

وأذِن الرّفيعُ للنّساء فِي دخول جامع دمشق، وقال: ما هُوَ بأعظم من الحَرَمين، فدخلْنَ وامتلأ بالنّساء والرّجال ليلة النّصف، وتأذّى النّاس بذلك حتّى شكوا إلى السّلطان، فمنع الناس منه.

قَالَ أَبُو المظفَّر بْن الجوزيّ [4] : حدَّثني جماعة أعيان أَنَّهُ كَانَ فاسد العقيدة، دَهْرِيًّا، مستهترا بأمور الشّريعة، يجيء إلى صلاة الْجُمعة سَكْرانًا. وأنّ داره كانت مثل الحانة، شهد بهذه الأشياء عندي جماعةٌ عُدُول.

وحكى لي جماعة أنّ الوزير السّامريّ بعث بِهِ فِي اللّيل من دمشق إلى قلعة

[1] في الأصل: «رد» .

[2]

هو نهر ثورا: بالفتح والألف الممدودة، وهو نهر عظيم بدمشق. وجاء في شعر بعضهم:

«ثورة» بالهاء، وهو ضرورة. وقد أثبتها المؤلّف- رحمه الله كما ترى، وهو من أهل دمشق، فتأمّل.

[3]

مقرى: قرية بالقرب من دمشق. بفتح الميم وسكون القاف، وفتح الراء، وألف مقصورة.

[4]

في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 750.

ص: 126

بَعْلَبَكّ عَلَى بغْل بإكاف، فاعتقله واستأصله، ثُمَّ بعث بِهِ إلى مغارة أُفْقَة [1] فِي جبل لُبْنان فأهلكه بِهَا. وبعث إِلَيْهِ عَدْلَين شهدوا عَلَيْهِ ببيع أملاكه. فحدَّثني أحدُهما قَالَ: رَأَيْته وعليه قنْدُورة صغيرة، وعلى رأسه تخفيفة، فبكى وقال:

معكم شيء آكُل فلي ثلاثة أيّام ما أكلت شيئا.

فأطعمناه من دارنا، وشهِدنا عَلَيْهِ ببيع أملاكه للسّامريّ، ونزلنا من عنده، فَبَلَغَنَا أنّهم جاءوا إِلَيْهِ، فأيقن بالهلاك وقال: دعوني أُصليّ ركعتين. فقام يصليّ وطوّل، فَرَفَسَه دَاوُد من رأس شَقِيف مُطِلٍّ عَلَى نهر إِبْرَاهِيم [2] ، فما وصل إلى القرار إلّا وقد تقطّع.

وحكى لي آخر أنّ ذيله تعلّق بسنّ الجبل فضربوه بالحجارة حتّى مات.

وذكر ناصر الدّين مُحَمَّد بْن المُنَيْطِريّ [3]، عَن عَبْد الخالق رئيس النَّيْرَب قَالَ: لمّا سُلِّم القاضي الرّفيع إلى المقدَّم دَاوُد سيف النقمة وإليَّ أيضا وصلْنا بِهِ إلى الشَّقِيف [4] وفيه عين ماء فَقَالَ: عليَّ غُسْل وأشتهي تُمكّنوني أغتسِل وأصلّي.

فنزل واغتسل وصلّى ودعا، ثُمَّ قَالَ: افعلوا ما شئتم. فدفعه دَاوُد، فما وصل إلّا وقد تلف.

قَالَ أَبُو المظفَّر [5] : وحكى لي أعيان الدّماشقة أنّ الموفَّق الواسطيّ هُوَ كَانَ أساس البلاء، فتح أبواب الظُّلم، وجسَّر الرّفيع عَلَى جهنّم، وأخذ لنفسه من أموال النّاس ستّمائة ألف درهم. وآخر أمر الموفّق أنّه عذّب عذابا ما عذّبه

[1] مغارة أفقة: شرقي مدينة جبيل. وهي بضم الهمزة وسكون الفاء وفتح القاف. وقد تحرّفت في المرآة إلى: «أفنة» .

[2]

نهر إبراهيم: هو النهر الّذي يسقي مدينة جبيل، وينبع في جبل لبنان شرقيّ المدينة، ويسمّى قديما نهر أدونيس.

[3]

المنيطري: بضمّ الميم وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وكسر الطاء والراء. نسبة إلى المنيطرة، وهو حصن وجبل يرتفع في جبال لبنان بين جبيل وبعلبكّ. وقد تصحّفت هذه النسبة في: المختار من تاريخ ابن الجزري 195 إلى «المنطيري» .

[4]

تصحّفت في المختار إلى: «السقيف» بالسين المهملة.

[5]

في المرآة ج 8 ق 2/ 750.

ص: 127

أحد، وكُسرت ساقاه، ومات تحت الضَّرْب، وأُلقيَ فِي مقابر النّصارى، فأكلته الكلاب وصَار عِبرة.

قلت: وبلغني أنّ سبب هلاك الرّفيع وهذا أنّ النّاس استغاثوا إلى الصّالح إِسْمَاعِيل من الرّفيع ورافعوه، وكثُرت الشّنائع، فخاف الوزير السّامريّ، وعجّل بهلاكهما ليمحو التُّهمة عَن نفسه ويُرضي النّاس، ولئلّا يُقِرّا عَلَيْهِ.

وقيل إنّ السّلطان كَانَ عارفا بالأمور، فاللَّه أعلم. ولم يُعِدّ النّاس قضيّة الرّفيع وقَتْلَه محنة بل نعمة، نسأل اللَّه السّتْر والعافية.

وكان القبض عَلَيْهِ فِي آخر سنة إحدى وأربعين.

وذكر واقعته فِي سنة اثنتين ابن الْجَوْزيّ [1] ، وغيره، فإنّ فيها اشتهر إعدامه.

وقال الإِمَام أَبُو شامة [2] : وفي ذي الحجّة سنة إحدى قُبضَ عَلَى أعوان الرّفيع الْجِيليّ الظَّلَمة الأرجاس وكبيرهم الموفَّق حسين الواسطيّ ابن الرّوّاس، وسُجنوا ثُمَّ عُذِّبوا بالضَّرْب والعصر والمصادرة. ولم يزل ابن الرّوّاس فِي العذاب [3] والحبس إلى أن فُقِد فِي جمادى الأولى سنة اثنتين.

قَالَ: وفي ثاني عشر ذي الحجّة أُخرج الرّفيع من داره وحُبِس بالمُقَدَّميّة.

قَالَ: ثُمَّ أُخرج ليلا وذُهِب بِهِ فسُجن بمغارة أُفْقَة من نواحي البِقاع، ثُمَّ انقطع خبره. وذكروا أَنَّهُ تُوُفّي، منهم من قَالَ: أُلقيَ مِن شاهِق. وقيل خُنِق.

وولي القضاء محيي الدّين ابن الزّكيّ.

قَالَ ابن واصل [4] : حكى لي ابنُ صُبْح بالقاهرة أَنَّهُ ذهب بالرّفيع إلى رأس شقيف، فعرف أنّي أريد رَمْيَه، فَقَالَ: باللَّه عليك أمهِلْ حتّى أصلّي ركعتين.

فأمهلته حتّى صلّاهما ثمّ رميته فهلك.

[1] هكذا، والصواب:«سبط ابن الجوزي» .

[2]

في ذيل الروضتين 173، 174.

[3]

في الأصل: «العزاب» بالزاي، وهو غلط.

[4]

في مفرّج الكروب 5/ 341.

ص: 128

وقال غيره: كان الرّفيع فقيها بالعذراويّة [1] وبالشّاميّة [2] والفلكيّة [3] ، وكان يشغل النّاس. وكان ذكيّا كثير التّحصيل. وصارت بينه وبين أمين الدّولة عَلِيّ بْن غزال الوزير صُحْبة أكيدة، فولّاه قضاء بَعْلَبَكّ، فلمّا تُوُفّي القاضي شمس الدّين الخوئيّ طلبه أمين الدّولة ووُليّ قضاء دمشق. فصار لَهُ جماعة يكتبون محاضر زُور عَلَى الأغنياء ويُحضِرونهم فيُنكرون، فيُخرجون المحاضر فيعتقلهم بالجاروخيّة [4] ، فيصالحون عَلَى البعض، ويُسيرِّ فِي السرّ إلى أمين الدّولة ببعض ذَلِكَ. فكثُرت الشّكاوى. وبلغ السّلطانَ، فأمر بكشف ما حُمِل إلى خزانة الدّولة فِي مدّته. وكان الوزير لا يحمل إلى الخزانة إلّا اليسير. فَقَالَ الرّفيع:

الأمور عندي مضبوطة مكتوبة. فخافه الوزير وشغب عَلَيْهِ قلب السّلطان وحذّره غائلته، فَقَالَ: أنت جئت بِهِ وأنت تتولّى أمره أيضا. فأهلكه.

ومن تعاليق عَبْد الملك بْن عساكر قَالَ: وليلة استهلّت سنة اثنتين نزل الوالي ابن بكّا إلى دار الرّفيع واحتاطوا عَلَى ما فيها، وشرعوا بعد يومٍ فِي البيع، فمن ذَلِكَ أربعة عشرة بغْلة ومماليك، وتسعمائة مجلّد وجَوَارٍ وأثاث. وساروا بالقاضي فألبسوه طرطورا وتوجّهوا بِهِ نحو بَعْلَبَكّ. ووُليّ القضاء ابن الزّكيّ.

وذكر صاحبنا شمس الدّين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم فِي «تاريخه» [5] قَالَ: وفيها، يعني سنة اثنتين، عُزِل الرّفيع الْجِيليّ عَن مدارسه. فكان فِي آخر السّنة الماضية قد عُزِل عَن القضاء، وسبب عزْله وإهلاكه الوزير السّامريّ، فإنّ الرفيع كتب فِيهِ ورقة إلى الملك الصّالح يَقْولُ: قد حملت إلى خزائنك ألف ألف دينار من أموال النّاس.

فَقَالَ الصّالح: ولا ألف ألف درهم. وأوقف السّامريّ عَلَى الورقة

[1] انظر عن المدرسة العذراوية في: الدارس 1/ 143 و 283.

[2]

انظر عن المدرسة الشامية (الجوّانية) في الدارس 1/ 227 و 256.

[3]

انظر عن المدرسة الفلكية في: الدارس 1/ 143 و 166 و 327 و 2/ 152.

[4]

انظر عن المدرسة الجاروخية في: الدارس 1/ 169.

[5]

انظر المختار من تاريخه للذهبي 194- 196.

ص: 129

فأنكر. فبلغ الرّفيع فَقَالَ: أَنَا أحاققه. فَقَالَ السّامريّ: هذا قد أكل البلاد وأقام علينا الشَّناعات، والرّأي عزْله ليتحقّق النّاس أنّك لم تأمره. فعزله وأعطى العادليّة [1] لكمال الدّين التَّفْلِيسيّ صِهر الخوئيّ، والشّاميّة الكُبرى [2] لتقيّ الدّين مُحَمَّد بن رزين الحمويّ، والعذراويّة لمحيي الدّين ابن الزّكيّ.

وأسقط محيي الدّين عدالة أصحاب الرّفيع وهم: العزّ بن القطّان، والزّين الحَمَويّ، والجمال بْن سيدة، والموفّق الواسطيّ، وسالم المقدسيّ، وابنه مُحَمَّد. وكان الطّامّة الكبرى الموفّق فإنّه أهلك الحرْث والنَّسْل.

وقال الموفَّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيبعة [3] : كَانَ بالعَذْراويّة يشتغل فِي أنواع العلوم والطِّبّ. وقرأت عَلَيْهِ شيئا من العلوم الحكميّة والطّبّ. وكان فصيح اللّسان، قويّ الذّكاء، كثير الاشتغال والمطالعة. وولي قضاء بَعْلَبَكّ. وكان صديقا للصّاحب أمين الدّولة وبينهما عِشرة. وله من الكتب «كتاب شرح الإشارات» ، و «التّنبيهات» ، واختصر كتاب «الكُلّيّات» من «القانون» وغير ذَلِكَ.

105-

عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد [4] بْن فُتُوح.

أَبُو الْحُسَيْن النَّفْزِيّ الشّافعيّ الفقيه.

روى عَن: أَبِيهِ، وَأَبِي الخطّاب بْن واجب.

وتفقّه بإشبيليّة عَلَى: أَبِي الْحُسَيْن بْن زرقون. ثُمَّ أقبل عَلَى العبادة والزُّهد.

وكان حافظا للفقه والحديث.

ورَّخه الأبّار.

[1] انظر عن المدرسة العادلية في: الدارس 1/ 224.

[2]

هي الشامية الجوّانية.

[3]

في عيون الأنباء 2/ 171، 172.

[4]

انظر عن (عبيد الله بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.

ص: 130

106-

عليّ بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عَبْد الغنيّ.

أَبُو الْحَسَن المصريّ، النّحاس الزّناجِليّ. والزّناجِل آنية من النّحاس.

حدّث عَن: عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ النّحْويّ، وإسماعيل بْن قاسم الزّيّات.

روى عَنْهُ: الحافظ أَبُو مُحَمَّد الدّمياطيّ، وغيره.

ولم ألقَ أحدا روى لي عَنْهُ.

وبالإجازة: العماد بْن البالِسيّ، وغيره.

وَتُوُفّي فِي تاسع عشر المحرّم.

107-

عَلِيّ بْن الأنجب [2] بْن ما شاء اللَّه بْن حسن.

الفقيه، المقرئ، أبو الحسن ابن الجصّاص البغداديّ، الحنبليّ.

قرأ القرآن بواسط عَلَى أَبِي بَكْر بْن الباقِلّانيّ.

وسمع من: يحيى بْن بَوْش، وابن شاتيل، وابن كُلَيْب.

وعاش بِضْعًا وسبعين سنة. وكان ينسخ بالأُجرة، وله أدب وفضائل.

وأُحضِر ليلقّن مجاهدَ الدّين أيْبَك الدُّوَيْدار الصّغير فِي صِغَره، فحصّل جملة من المال والعقار. واتّجر في الكتب [3] .

[1] انظر عن (علي بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 636 رقم 3151، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 12.

[2]

انظر عن (عليّ بن الأنجب) في: الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 230 رقم 336، ومختصره 70، والمشتبه في الرجال 2/ 624، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 208- 210 رقم 688، والمنهج الأحمد 378، والمقصد الأرشد، رقم 701، والدرّ المنضّد 1/ 381 رقم 1052، وشذرات الذهب 5/ 216.

[3]

وقال ابن النجار: حفظ القرآن الكريم وجوّد قراءته، وتفقّه عَلَى أَبِي الفتح بْن المَنّيّ، وتكلَّم في مسائل الخلاف، وقرأ الأدب، وكتب خطا حسنا، وسمع الحديث من أبي الفتح بن شاتيل فمن بعده، وذكر لنا أنه سمع من الكاتبة شهدة، ومن عبد الحق بن يوسف، وسافر إلى واسط وقرأ بها القرآن على أبي بكر ابن الباقلاني، وسمع الحديث من أبي الفرج بن نغوبا وغيره، علّقنا عنه شيئا يسيرا من الحديث والأناشيد، وهو فاضل، كبير المحفوظ، دمث الأخلاق، مليح المحاورة، لطيف الطبع، ظريف.

ص: 131

تُوُفّي فِي جمادى الأولى ببغداد [1] . وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من شُهْدَة.

108-

عَلِيّ بْن عَبْد الباقي بْن عَلِيّ.

الحاجّ أَبُو الْحَسَن الدّمشقيّ الصّالحيّ.

تُوُفّي فِي ربيع الآخر، ودُفن بقاسيون.

قَالَ الضّياء: روى شيئا من الحديث أظنّه عَن ابن طَبَرْزَد.

109-

عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن.

أَبُو الْحَسَن بْن الفُقّاعيّ، السّعديّ، المصريّ.

روى عَن: أَبِي الفتح محمود بْن الصّابونيّ، والمشرف بْن المؤيّد.

وَتُوُفّي فِي جمادى الأولى.

110-

عَلِيّ بْن عَبْد الصّمد بْن عَلِيّ [2] .

أَبُو الْحَسَن بْن الْجَنّان الأندلُسيّ، الفقيه.

ذكر وفاته فيها عزُّ الدّين الحسينيّ، وقال: وُلِد فِي سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.

وسمع من: الحافظ بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الجدّ، وَأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن زرقون، وجماعة [3] .

111-

عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب بْن أَبِي القاسم.

الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، عزّ الدّين، أَبُو القاسم. وهو بكنيته أشهر.

ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.

[1] وقال ابن النجار: سألت ابن الجصّاص عن مولده، فقال: في أول سنة ست وستين وخمسمائة.

[2]

انظر عن (علي بن عبد الصمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1909، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي 5/ ق 1/ 253، 254 رقم 518.

[3]

وقال المراكشي: وكان محدّثا ضابطا متقنا، نبيلا، متيقّظا، ذاكرا للتواريخ الحديثية، عارفا بطرق الرواية، ثقة فيما يأثره، عدلا فيما يرويه، عاقدا للشروط، بصيرا بعللها، مبرّزا في العدالة.

ص: 132

وسمع من: الخشوعيّ.

روى عنه: المجد ابن الحُلْوَانيّة، والشّيخ زين الدّين الفارِقيّ.

وكان عدْلًا بباب الجامع.

تُوُفّي فِي ذي القعدة.

112-

عَلِيّ بْن أَبِي القاسم [1] بْن صالح.

أَبُو الحسن الدّربنديّ، الصّوفيّ، المعروف بابن الشّريف.

من أهل خانكاه الطّواويس [2] بدمشق.

سَمِعَ من: الخُشُوعيّ، وَمُحَمَّد بْن الخصيب.

روى عَنْهُ: ابن الحُلْوانيّة فِي «مُعْجَمه» .

ومات فِي صَفَر.

113-

عُمَر الملك المغيث [3] جلال الدّين ابن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن السّلطان الملك الكامل مُحَمَّد بْن العادل.

تُوُفّي شابّا بقلعة دمشق فِي حبْس عمّ والده الملك الصّالح إِسْمَاعِيل. وكان والده لمّا خرج من دمشق إلى فلسطين استناب ولده هذا بقلعة دمشق. فلمّا أخذ إِسْمَاعِيل دمشقَ اعتقله. فلم يزل إلى أن تُوُفّي فِي ربيع الأوّل. فتألمَّ أبوه لموته، واتَّهَم عمّه بأنّه سقاه، وحاربه وتجهّز له.

[1] انظر عن (علي بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 638، 639 رقم 3158، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 13.

[2]

انظر عن (خانقاه الطواويس) في: الدارس 1/ 104 و 282 و 2/ 129.

[3]

انظر عن (الملك المغيث) في: الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية لداود الأيوبي 360، ومفرّج الكروب 5/ 346، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 751، 752، والحوادث الجامعة 293، والمختصر في أخبار البشر 3/ 173، ودول الإسلام 2/ 148، والمختار من تاريخ ابن الجزري 196، والدرّ المطلوب 357، وتاريخ ابن الوردي 2/ 175، والبداية والنهاية 13/ 165، والوافي بالوفيات 22/ 439 رقم 310، والعسجد المسبوك 2/ 539، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 2/ 318، والنجوم الزاهرة 6/ 351، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 332، وشفاء القلوب 426، وشذرات الذهب 5/ 215، والدارس 2/ 282، وترويح القلوب 84.

وله ذكر في: سير أعلام النبلاء 23/ 113 دون ترجمة.

ص: 133

114-

عمر بن عبد الرحيم [1] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن.

الفقيه الإِمَام كمال الدّين، أَبُو هاشم بْن العجميّ الكلبيّ.

ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.

وتفقّه عَلَى الفقيه طاهر بْن جميل.

وسمع من: يحيى الثّقفيّ.

وحدَّث ودرّس. وقيل إنّه ذكر كتاب «المهذَّب» خمسا وعشرين مرّة.

وكان شديد الوسواس فِي الطّهارة، فدخل الحمّام وقصد الخزانة ليتطهّر منها، فضاق بِهَا نَفَسُه وخارت قواه فمات، رحمه الله.

سَمِعَ منه: أَبُو عَبْد اللَّه البِرْزاليّ، وعبّاس بْن بزوان، وجماعة.

وَتُوُفّي فِي حادي عشر رجب. وهو من بيت حِشْمة وعِلْم.

115-

عُمَر الملك السّعيد [2] بْن السّلطان شهاب الدّين غازي بن الملك العادل.

وُلِدَ صاحب مَيَّافارِقين.

كَانَ شابّا مليحا، شجاعا، جوادا، فلمّا استولت التّتار عَلَى ديار بَكْر وأخذوا خِلاط، خرج شهابُ الدّين من بلاده خائفا، واستنجد بالخليفة وبالملوك. وكان معه ابنه هذا وابن أخيه حسن بْن تاج الملوك. فجاء حسن إلى عُمَر فضربه بسِكّينٍ فقضى عَلَيْهِ وهرب، فأُخذ فِي الحال وقتله عمّه.

فذكر سعد الدّين ابن حَمُّوَيْهِ، وكان مَعَ شهاب الدّين قَالَ: نزلنا بالهرماس من نواحي حصن كيفا، فَقَالَ السّلطان لولده الملك السّعيد: تعود إلى ميّافارقين

[1] انظر عن (عمر بن عبد الرحيم) في: صلة التكملة للحسيني، ورقة ملحقة بالورقة 17، وسير أعلام النبلاء 23/ 115، 116 رقم 88، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 173 أ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 450 رقم 418.

[2]

انظر عن (الملك السعيد) في: المختصر في أخبار البشر 3/ 173، ونهاية الأرب 29/ 307، 308.

ص: 134