الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السّلْجُوقيّ، صاحب الرّوم.
تسلطن بعد أَبِيهِ وهو شابٌّ فلعب. وقصد فرقة من التّتار أَرْزَن الرّوم فحاصروها، وأخذوا منها أموالا جَمَّة، ثُمَّ نازَلُوا بعضَ بلاده، فجمع وحشد وسار إليهم، فهزموه وأُسِرت أمّه. وبعد انهزامه ولي السّلطنة ابنٌ لَهُ عمره سبْعُ سنين.
مات كَيْخِسْرُو فِي هذه السّنة [1] عَلَى ما ورَّخه ابن السّاعي.
-
حرف اللام
-
236-
لؤلؤ.
الحارميّ الأصل، وحارِم من أعمال حلب، المصريّ.
سَمِعَ مَعَ مولاه نصر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفتون النَّحْويّ من: أَبِي القاسم البُوصيريّ، والأَرْتاحيّ.
تُوُفّي بالقاهرة يوم الفِطْر.
-
حرف الميم
-
237-
مُحَمَّد بْن تاج الأُمَنَاء [2] أَبِي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عساكر.
الرّئيس العالم النّسّابة عزّ الدّين أَبُو عَبْد اللَّه الدّمشقيّ.
ولد سنة خمس وستّين وخمسمائة.
وسمع من: الحافظ أَبِي القاسم عمّ والده، ومن: أبي المعالي بن صابر،
[1] ورّخ ابن العبري وفاته بسنة 642 هـ.
[2]
انظر عن (محمد بن تاج الأمناء) في: صلة التكملة للحسيني، ورقة 28، وذيل الروضتين 176، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 177، 178، والإشارة إلى وفيات الأعيان 345، والإعلام بوفيات الأعلام 267، وسير أعلام النبلاء 23/ 216، 217 رقم 134، والعبر 5/ 179، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، والعسجد المسبوك 2/ 541، والنجوم الزاهرة 6/ 355، وشذرات الذهب 5/ 226.
وَعَبْد الصَّمَد بْن سعد النّسويّ، وَأَبِي الفهم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي العجائز، وَأَبِي طَالِب الخضر بْن طاوس، وجماعة.
روى عَنْهُ خلْق منهم: العلّامة تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأخوه، ورشيد الدّين إِسْمَاعِيل بْن المعلّم، والبدر بْن الخلّال، والفخر بن عساكر، وكماد الدّين بْن العطّار، والنَّجْم عَبْد العالي الشُّرُوطيّ، والبهاء بْن عساكر، والزَّيْن إِبْرَاهِيم بْن الشّيرازيّ.
وكان رئيسا عالِمًا متجمّلا، يركب البغْلة ويلبس البِزّة الحَسَنة. وله «تاريخ» عَلَى الحوادث فِيهِ الدُّرّة والبَعْرة وأشياء باردة، ولم يُظْهره الرّجل، وإنّما هُوَ تعاليق فِي جريدة، ويسمّى «موائمة النّسابة» .
تُوُفّي فِي ثالث جمادى الأولى، وله نظْمٌ حَسَن.
238-
مُحَمَّد بْن أَبِي جَعْفَر [1] أَحْمَد بْن عَلِيّ.
الإِمَام المحدّث تاج الدّين أَبُو الْحَسَن الفَرَضيّ، إمام الكلّاسة وابن إمامها.
وُلِدَ في أوّل سنة خمس وسبعين وخمسمائة بدمشق. وحجّ بِهِ أَبُوهُ سنة تسعٍ فسمع فِي أواخر الخامسة من: عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه الفُرَاويّ «سُباعيّاته» الأربعين.
ومن: عَبْد الوهّاب ابن سُكَيْنَة، وَأَبِي يَعْلى مُحَمَّد بْن المطهَّر الفاطميّ، وَأَبِي غالب زهير شعرانة بمكّة.
وسمع بدمشق بعد ذَلِكَ من: أَبِي سعد بْن أَبِي عَصْرون، وَأَحْمَد بْن حمزة بْن المَوَازينيّ، والفضل بْن البانياسيّ، ويحيى الثَقفيّ، والتّاج مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن المسعوديّ، وابن صَدَقَة الحرّانيّ، وطائفة سواهم.
[1] انظر عن (محمد بن أبي جعفر) في: ذيل الروضتين 176، والإعلام بوفيات الأعلام 268، والإشارة إلى وفيات الأعيان 345، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، والمعين في طبقات المحدّثين 202 رقم 2140، والعبر 5/ 179، وسير أعلام النبلاء 23/ 146 دون ترجمة، والوافي بالوفيات 1/ 118 رقم 460، وشذرات الذهب 5/ 226.
ثُمَّ أقبل فِي آخر عُمره عَلَى الحديث إقبالا كُلّيًّا، ونسخ الكثير، وقرأ عَلَى الشّيوخ، ومشى مَعَ الطَّلَبة.
وكان ثقة، خيِّرًا، فاضلا، صالحا، مُحَبَّبًا إلى النّاس.
وروى الكثير.
حدَّث عَنْهُ: الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه الإشبيليّ مَعَ تقدُّمه، وشَرَفُ الدّين النّابلسيّ، وَالشَّيْخ تاج الدّين، وأخوه، وَأَبُو المحاسن بْن الحَرَميّ، وَأَبُو عَبْد اللَّه الدِّمياطيّ، والمفتي زَين الدّين الفارقيّ، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وَالشَّيْخ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الكنْجيّ، وخلق سواهم.
وبالحضور: العماد بْن البالِسيّ، وغيره.
وقد سافر فِي شبيبته إلى اليمن والهند، وتغرَّب مدّة.
تُوُفّي إلى رحمة اللَّه في خامس جمادى الأولى بدمشق. وكانت لَهُ جنازة حفِلة، وحُمِل نعشه على الرّؤوس، ودُفِن بسفح قاسيون عند أَبِيهِ.
239-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سالم بْن أَبِي عَبْد اللَّه.
أَبُو عَبْد اللَّه المقدسيّ، المعروف بالبدر، النّاسخ. من أهل جبل الصّالحية.
وكان أَبُوهُ من الصّالحين.
ولد هذا سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: يوسف بْن معالي، والخُشُوعيّ، وابن طَبَرْزَد.
رَوَى عَنْهُ جماعة.
وكان مليح الخطّ، كريم النّفس.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من رجب.
240-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن زُهَير [1] .
الدَّارانيّ.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن زهير) في: سير أعلام النبلاء 23/ 146 دون ترجمة.
سمع بداريّا من الحافظ ابن عساكر «تاريخ دارَيّا» .
روى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وَأَبُو المحاسن بْن أَبِي الحَرَم بن الحرميّ، وجماعة.
وبالإجازة: أبو المعالي ابن البالِسيّ، وغيره.
241-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن دَاوُد [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه التُّونسيّ.
قدِم مصر، وسمع من البُوصِيريّ.
وبدمشق من: ابن طَبَرْزَد، والكِنْديّ.
وَتُوُفّي بمصر فِي ذي الحجّة وله سبعون سنة.
242-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن عَبْد الملك.
أَبُو عَبْد اللَّه الأَزْديّ القارحيّ، الأندلسيّ، من أهل قيجاطة.
قَالَ ابن الزُّبَيْر: يُعرف بابن القُرَشيّة.
قلت: أخذ القراءات ببلده عَن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن يربوع، وقيَّد عَلَيْهِ كتب العربيّة وسمع منه. ثُمَّ حجَّ.
وسمع بالقاهرة من: أبي عبد الله محمد بن عمر القُرْطُبيّ، وذكر أَنَّهُ لقي عَلِيّ بْن مُحَمَّد التُّجِيبيّ فأخذ عَنْهُ القراءات تلاوة، وكتاب «التّيسير» . وحدَّثه بذلك عَن المعمّر سُلَيْمَان بْن طاهر، عَن أَبِي عَمْرو الدّانيّ. وحدَّثه أيضا عَن أَبِي إِسْحَاق المجتقونيّ، عَن أَبِي عَمْرو.
قَالَ الأبّار: وفي هذا كلّه نَظَر.
وأخذ بدمشق عَن الخُشُوعيّ، والقاسم بْن عساكر.
ورجع فأخذ القراءات عن أبي جعفر الحصّار.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن داود) في: المقفّى الكبير للمقريزي 6/ 170 رقم 1718.
[2]
انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 656، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/ 97، 98، ومعرفة القراء الكبار 2/ 645، 646 رقم 614، وغاية النهاية 2/ 45، والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 107 رقم 1651.
وأقرأ بمُرْسِية وحدَّث بيسير. وَتُوُفّي فِي المحرَّم.
243-
مُحَمَّد بْن تميم [1] بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بن كرم.
أبو القاسم ابن البَنْدَنِيجيُّ البغداديّ، المعدّل.
سَمِعَ من: يونس، وَعَبْد المنعم بْن كُلَيْب، وَمُحَمَّد بْن حَيْدرَة العَلَويّ، وأبا الفتح المَنْدَائيّ.
سَمِعَ بإفادة أَبِيهِ، فإنّ مولده فِي حدود الخمس والثّمانين، وكان من أعيان البغادِدَة وكُفَلائهم.
روى عَنْهُ: أَبُو المعالي الأَبْرقُوهيّ، وغيره.
وكتب عَنْهُ: ابن الحاجب، والطّلبة.
توفي في ذي القعدة.
244-
محمد بن الحسن بْن إِسْمَاعِيل بْن مظفَّر بْن الفُرات.
الإسكندرانيّ، أَبُو عَبْد اللَّه.
روى عَن: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُوقا.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الدّمياطيّ، وغيره.
وكان من عدول الإسكندريّة.
تُوُفّي فِي صفر، رحمه اللَّه تعالى.
245-
مُحَمَّد بْن سَعِيد [2] بْن أَبِي البقاء الموفّق بْن عَلِيّ.
أَبُو بَكْر بْن الخازن النَّيْسابوريّ، ثُمَّ البغداديّ، الصّوفيّ.
مسند بغداد.
[1] انظر عن (محمد بن تميم) في: سير أعلام النبلاء 23/ 146 دون ترجمة.
[2]
انظر عن (محمد بن سعيد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 1/ 283، 284 رقم 292، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 38، 39، والمعين في طبقات المحدّثين 203 رقم 2141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، وسير أعلام النبلاء 23/ 124، 125 رقم 95، والإشارة إلى وفيات الأعيان 346، والإعلام بوفيات الأعلام 268، والعبر 5/ 179 وفيه:
«محمد بن سعد» ، والنجوم الزاهرة 6/ 355، وشذرات الذهب 5/ 226.
وُلِدَ فِي صفر سنة ستٍّ وخمسين.
وسمع: أَبَا زُرْعَة المقدسيّ، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن المقرّب، وشهدة، وأبا العلاء بن عقيل، وجماعة.
روى عَنْهُ: مجد الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن العديم، وفتاه بَيْبَرس، وعزّ الدّين أَحْمَد الفاروثيّ، وعلاء الدّين عَلِيّ بْن بَلَبَان، ورشيد الدّين مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم، وتقيّ الدّين إِبْرَاهِيم بْن الواسطيّ، وشمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن الزَّيْن، ومحيي الدّين مُحَمَّد بْن النّحّاس الحنفيّ، وابن عمّه بهاء الدّين أيّوب، ورُكن الدّين أحمد الطّاووسيّ، وجمال الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشَّرَيْشيّ، وتاج الدّين عَلِيّ الغرّافيّ، وخلْق سواهم.
وكان صيِّنًا متديِّنًا، حَسَن السِّمْت. من أعيان الصُّوفيّة.
كتب عَنْهُ الكبار مثل الدُّبيثيّ، وابن النّجّار. وقد أجاز للبهاء ابن عساكر، وابن الشّيرازيّ، وسعد الدّين، والمُطْعم، والبجديّ، وهديّة بِنْت مؤمن، وبنت الواسطيّ، وبنت المحبّ، وخلْق.
وتُوُفيّ فِي السابع والعشرين من ذي الحجَّة ببَغْدَاد.
246-
مُحَمَّد بْن شيبان بْن ثعلب الصّالحيّ.
أخو المُسْنِد المعمَّر أَحْمَد.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى. وما كأنّه حدَّث.
247-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحافظ عَبْد الغنيّ.
أخو الإِمَام الشَّرَف حسن.
تُوُفّي شابّا فِي جُمَادَى الأولى.
248-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفتح بْن مطيع الدّولة.
الدّمشقيّ الحنفيّ.
تُوُفّي فِي شعبان وله ثمانون سنة.
249-
مُحَمَّد بْن القاضي شَرَف الدّين [1] عَبْد اللَّه بْن زين القُضاة عَبْد الرَّحْمَن بْن سلطان.
شَرَفُ الدّين القُرَشيّ.
تُوُفّي فِي رمضان بدمشق.
250-
مُحَمَّد بْن البهاء [2] عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم.
الفقيه تقيّ الدّين، أَبُو الرِّضا المقدسيّ.
ولد سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: إِسْمَاعِيل الْجَنْزويّ، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ الخِرَقيّ، والخُشُوعيّ، وجماعة.
وسفّره أَبُوهُ مَعَ الشَّيْخ الضّياء وأقاربه إلى مصر فسمع من: البُوصِيريّ، والأرتاحيّ، وجماعة.
وسمع ببغداد من: أَبِي الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وأصحاب ابن الحُصَيْن.
وكان فقيها فاضلا، سليم الباطن، كثير السُّكُوت.
روى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وَأَبُو بَكْر الدّشْتيّ، وجماعة.
وَتُوُفّي فِي سلْخ شعبان.
251-
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجبّاب.
العَدْل ظهير الدّين، أَبُو إِبْرَاهِيم التّميميّ، السَّعديّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ.
من بيت رواية وشهرة.
وُلِدَ سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة.
[1] انظر عن (محمد ابن القاضي شرف الدين) في: ذيل الروضتين 177، 178.
[2]
انظر عن (محمد بن البهاء) في: صلة التكملة للحسيني، ورقة 34 وفيه اسمه:«محمود» .
[3]
انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: صلة التكملة للحسيني، ورقة 23، وسير أعلام النبلاء 23/ 222 رقم 141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432.
وسمع من: السِّلَفيّ، وَأَبِي مُحَمَّد العثمانيّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الدِّمياطيّ، والتَّقيُّ عُبَيد الإِسْعَرْديّ، والضّياء عيسى السَّبْتيّ، ونصر اللَّه بْن عيّاش الصّالحيّ، وغيرهم.
وسمع من السِّلَفيّ كتاب «الطّبقات» لمسلم، والأوّل من انتخاب السِّلَفيّ عَلَى السرّاج، ومُقَطَّعات من شِعر المتنبّي، وجزء الجمال، وغير ذَلِكَ.
ومات فِي خامس المحرَّم.
252-
مُحَمَّد بْن عَبْد العظيم [1] بْن عَبْد القويّ.
الحافظ المتقن، رشيد الدّين، أَبُو بَكْر بْن الحافظ الكبير زكيّ الدّين المنذريّ.
وُلِدَ سنة ثلاث عشرة وستّمائة فِي رمضان.
وسمّعه أَبُوهُ الكثير من عَبْد القويّ بْن الجبّاب، وَأَبِي طَالِب بْن حديد، والفخر الفارسيّ، وأصحاب السِّلَفيّ.
ثُمَّ أكبَّ عَلَى الطَّلب بنفسه بعد الثّلاثين، ورحل وسمع بدمشق وحلب.
وكان ذكيّا فطِنًا حافظا.
روى عَنْهُ: رفيقه الحافظ أَبُو مُحَمَّد الدّمياطيّ.
وَتُوُفّي إلى رحمة اللَّه شابّا فِي ذي القعدة. وصَبَرَ أَبُوهُ واحتسبه.
253-
مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ [2] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إسماعيل.
[1] انظر عن (محمد بن عبد العظيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ رقم 1488 ضمن الترجمة، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 38، وسير أعلام النبلاء 23/ 218، 219 رقم 136، والمغرب في حلى المغرب 1/ 257- 267، والوافي بالوفيات 3/ 264، 265 رقم 1303، والعسجد المسبوك 2/ 541، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 91 رقم 2523.
[2]
انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: ذيل الروضتين 177، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 33، والمعين في طبقات المحدّثين 203 رقم 2142، والإشارة إلى وفيات الأعيان 345، والإعلام بوفيات الأعلام 268، ودول الإسلام 2/ 146، والعبر 5/ 179، 180، وسير أعلام النبلاء 23/ 126- 130 رقم 97، وتذكرة الحفاظ 4/ 1405، 1406 رقم 1129،
الحافظ الحُجّة الإِمَام ضياء الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه السّعديّ، المقدسيّ، ثُمَّ الدمشقيّ الصّالحيّ، صاحب التَّصانيف النّافعة.
وُلِدَ بالدّير المبارك فِي سنة تسع وستّين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي المعالي بْن صابر، وَمُحَمَّد بْن أَبِي الصَّقْر، وَأَبِي المجد الفضل بْن الْحُسَيْن البانياسيّ، وَأَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الموازينيّ، والخضِر بْن طاوس، ويحيى الثّقَفيّ، وَأَبِي الفتح عُمَر بْن عَلِيّ الْجُوينيّ، وابن صَدَقَة الحرّانيّ، وإسماعيل الجنزويّ، وخلْق.
ولزِم الحافظ عَبْد الغنيّ وتخرَّج بِهِ، وحفظ القرآن، وتفقَّه.
ورحل أوّلا إلى مصر سنة خمسٍ وسبعين، فسمع: أَبَا القاسم البُوصِيرِيّ، وإسماعيل بْن ياسين، والأرتاحيّ، وبنت سعد الخير، وعليّ بْن حمزة، وجماعة.
ورحل إلى بغداد بعد موت ابن كُلَيْب، فلهذا روى عَن أصحابه، وفاته الأخْذ عنه.
وقد أجاز له ابن كليب ومن هو أكبر من ابن كليب كشهدة، والسّلفيّ.
فسمع من: المبارك بن المعطوش، وهو أكبر شيخ له ببغداد، وأبي الفرج بن الجوزيّ، وعبد الله بن أبي المجد، والبقاء بن حيّد، وعبد الله بن أبي الفضل بن مزروع، وعبد الرحمن بن محمد ابن ملّاح الشّط، وطائفة من أصحاب
[ () ] والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 236- 240 رقم 345، ومختصره 71، والوافي بالوفيات 4/ 65، 66 رقم 1515، وفوات الوفيات 3/ 426، 427 رقم 477، والبداية والنهاية 13/ 169، 170، والمنهج الأحمد 379، ذيل التقييد للفاسي 1/ 170 رقم 300، والمقصد الأرشد، رقم 996، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 150 رقم 2613، والنجوم الزاهرة 6/ 354، والدرّ المنضّد 1/ 384، 385 رقم 1061، وشذرات الذهب 5/ 224، وكشف الظنون 22، 1274، 1277، 1298، 1468، 1624، 1889، 2013، إيضاح المكنون 2/ 33، 69، القلائد الجوهرية لابن طولون 1/ 76- 79، والدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 91- 96، وفهرس مخطوطات الظاهرية ليوسف العش 6/ 175، 267، 268، 285، وديوان الإسلام 3/ 217، 218 رقم 1343، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 690، والأعلام 6/ 255، ومعجم المؤلّفين 10/ 263.
قاضي المرستان، وابن الحصين.
وعرض القرآن على عبد الواحد بن سلطان.
ثمّ دخل أصبهان بعد موت أبي المكارم بن اللّبّان، وسمع من: أَبِي جَعْفَر الصَّيْدلانيّ، وَأَبِي [1] القاسم عَبْد الواحد الصَّيْدلانيّ، وخَلَف بْن أَحْمَد الفرّاء، والمفتي أسعد بْن محمود العِجْليّ، وَأَبِي الفَخْر سعد بْن سَعِيد بْن رَوْح، وأسعد بْن أَحْمَد الثّقفيّ الضّرير، وإدريس ابن مُحَمَّد السّاوالوَيْه، وزاهر بْن أَحْمَد الثّقفيّ، وهو أخو أسعد، والمؤيَّد ابن الإخوة، وعفيفة الفارقانيّة، وَأَبِي زُرْعة عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد اللّفْتُوانيّ، وخلْق سواهم.
وبهَمَذان من: عَبْد الباقي بْن عثمان بْن صالح، وجماعة.
ورجع إلى دمشق بعد السّتّمائة، ثُمَّ رحل إلى أصبهان ثانيا فأكثر بِهَا وتزيَّد، وحصّل شيئا كثيرا من المسانيد والأجزاء. ورحل منها إلى نَيْسابور فدخلها ليلة وفاة منصور الفُرَاويّ، فسمع من المؤيَّد الطُّوسيّ، وزينب الشِّعْريّة، والقاسم الصّفّار.
ورحل إلى هراة فأكثر بها عن أَبِي رَوْح عَبْد المعزّ، وجماعة.
ورحل إلى مَرْو فأقام بِهَا نحوا من سنتين. وأكثر بِهَا عَن: أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ، وجماعة.
وسمع بحلب، وحرّان، والموصل. وقدِم دمشقَ بعد خمسة أعوام بعلمٍ كثير وكُتُب أُصُولٍ نفيسة فتح اللَّه عَلَيْهِ بِهَا هبة ونسخا وشِراءً.
وسمع بمكة من أبي الفتوح بن الحصري، وغيره.
ورجع ولزِم الاشتغال والنَسْخ والتّصنيف. وسمع فِي خلال ذَلِكَ عَلَى الشَّيْخ الموفَّق وبَابَتِه.
وأجاز لَهُ: السِّلَفيّ، وشُهْدَة، وَأَحْمَد بْن عَلِيّ بن النّاعم، وأحمد بن
[1] في الأصل: «أبو» وهو سهو.
يلدرك، وتَجَنِّي الوهْبَانيَّة، وابن شاتيل، وَعَبْد الحقّ اليُوسُفيّ، وأخوه عَبْد الرحيم اليُوسفيّ، وعيسى الدُّوشابيّ، وَمُحَمَّد بْن نسيم العَيْشُونيّ، ومسلم بْن كاتب النّحّاس، وَأَبُو شاكر السّقلاطونيّ، وَعَبْد اللَّه بْن بَرّيّ النَّحْويّ، وَأَبُو الفتح عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخِرَقيّ، وخلْق كثير.
ذكره ابن الحاجب تلميذه [1] فَقَالَ: شيخنا أَبُو عَبْد اللَّه شيخ وقته، ونسيج وحده عِلمًا وحِفْظًا وثقة ودُنيا، مِن العُلماء الربّانيّين، وهو أكبر من أن يدلّ عَلَيْهِ مثلي. كَانَ شديد التّحرّي فِي الرّواية، ثقة فيما يرويه، مجتهدا فِي العبادة، كثير الذِّكْر، منقطعا عَن النّاس، متواضعا فِي ذات اللَّه، صحيح الأُصُول، سهل العارية. ولقد سَأَلت عَنْهُ فِي رحلتي جماعة من العارفين بأحوال الرجال، فأطنبوا فِي حقّه ومدحوه بالحِفْظ والزُّهْد، حتّى إنّه لو تكلَّم فِي الْجَرْح والتّعديل لقُبِل منه.
سألتُ أَبَا عَبْد اللَّه البِرْزَاليّ عَنْهُ فَقَالَ: حافظ ثقة، جبل دِين.
وذكره ابن النّجّار فِي «تاريخه» فَقَالَ: كتب وحصَّل الأُصُول، وسمعنا بقراءته الكثير. وأقام بهَرَاة ومَرْو مدّة، وكتب الكُتُبَ الكِبار بهمَّةٍ عالية، وجدٍّ واجتهاد، وتحقيقٍ وإتقان. كتبتُ عَنْهُ ببغداد، ودمشق، وبَنْيسابور. وهو حافظٌ متقِن، ثَبْت حُجّة، عالِم بالحديث والرّجال. ورع تقيّ، زاهد، عابد، محتاط فِي أكل الحلال، مجاهد فِي سبيل اللَّه. ولَعَمْري ما رَأَت عيناي مثله فِي نزاهته وعفَّته وحُسْن طريقته فِي طلب العِلم. سَأَلْتُهُ عَن مولده فَقَالَ: فِي جمادى الأولى سنة تسعٍ وستّين. ورأيت بخطّه مولده فِي سادس جمادى الآخرة، فاللَّه أعلم.
قلت: الثاني هُوَ الصّحيح فإنّه كذلك أخبر لعمر بْن الحاجب.
قلت: سَمِعْتُ الحافظ أَبَا الحَجّاج المِزّيّ، وما رَأَيْت مثله، يَقْولُ: الشَّيْخ الضّياء أعلم بالحديث والرّجال من الحافظ عَبْد الغنيّ، ولم يكن فِي وقته مثله.
وحكى النّجم بْن الخبّاز عَن العزّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن الحافظ قال: ما جاء عبد الدّار الدّارقطنيّ مثل شيخنا الضّياء.
[1] في الأصل: «ذكره ابن الحاجب في تلميذه» .
وقال الشَّرَف أَبُو المظفَّر بْن النّابلسيّ: ما رَأَيْت مثل شيخنا الضّياء.
ذِكر تصانيف الضّياء.
كتاب «الأحكام» [يعوز قليلا فِي نحو عشرين جزءا][1] .... فِي ثلاث مجلّدات، «فضائل الأعمال» فِي مجلّد [2] ، «الأحاديث المختارة» خرَّج منها تسعين جزءا، وهي الأحاديث الّتي تصلُح أن يُحتَجَّ بِهَا سوى ما فِي «الصّحيحين» ، خرّجها من مسموعاته [3] . كتاب «فضائل الشّام» ثلاثة أجزاء، كتاب «فضائل القرآن» جزء، كتاب «الحُجّة» ، كتاب «النّار» [4] ، كتاب «مناقب أصحاب الحديث» [5] ، كتاب «النَّهْيُ عَن سَبّ الأصحاب» ، كتاب «سِيَر المقادسة» [6] كالحافظ عَبْد الغنيّ، والشّيخ الموفَّق، والشّيخ أَبِي عُمَر، وغيرهم فِي عدّة أجزاء.
وله تصانيف كثيرة فِي أجزاء عديدة لا يحضُرني ذِكرُها [7] .
وله مجاميع ومُنتخبات كثيرة. وله كتاب «الموافقات» [8] فِي نيِّفٍ وخمسين جزءا.
وبنى مدرسة عَلَى باب الجامع المظفَّريّ، وأعانه عليها بعضُ أهل الخير، وجعلها دار حديث، وأن يسمع فيها جماعة من الصّبيان، ووقف بِهَا كُتُبَه وأجزاءه. وفيها وَقَفَ الشَّيْخ الموفّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والحافظ عَبْد الغنيّ، وابن الحاجب، وابن سلام، وابن هامل، وَالشَّيْخ عَلِيّ المَوْصِليّ. وقد نُهِبت فِي نكْبة الصّالحيّة، نوبةَ غازان، وراح منها شيء كثير. ثمّ تماثلت وتراجع حالُها.
وفيها، بحمد اللَّه، الآن جملة نافعة للطّلبة.
[1] في الأصل بياض، والمستدرك بين الحاصرتين أضفته من: الدرّ المنضّد 1/ 384.
[2]
في الدرّ المنضّد 1/ 385 «أربعة أجزاء» .
[3]
وقال بعض الأئمّة: هي خير من «صحيح» الحاكم.
[4]
في الدرّ المنضّد: «صفة النار» جزءان.
[5]
في الدرّ المنضّد: أربعة أجزاء.
[6]
في الدرّ المنضّد: كتاب «سبب هجرة المقادسة إلى دمشق وكرامات مشايخهم» ، نحو عشرة أجزاء. وأفرد لأكابرهم من العلماء لكلّ واحد سيرة في أجزاء كثيرة.
[7]
انظر بقيّة مصنّفاته في: الدرّ المنضّد.
[8]
في الدرّ المنضّد: «الموبقات» أجزاء كثيرة. و «الموفقات» جزء!
وكان رحمه الله ملازما لجبل الصّالحيّة، قَلّ أن يدخل البلد أو يحدّث. ولا أعلم أحدا سَمِعَ منه بالمدينة، وإنْ كَانَ فَنَزْرٌ يسير.
أخذ عَنْهُ جماعة من شيوخه، وروى عَنْهُ: الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه البِرْزاليّ، والحافظ أَبُو عَبْد اللَّه بْن النّجّار، وجماعة.
ومن شيوخنا: أبو العبّاس بن الظّاهريّ، وأبو الفداء إِسْمَاعِيل بْن الفرّاء، والتّقيّ أَحْمَد بْن مؤمن، وَالشَّيْخ مُحَمَّد بْن حازم، وَالشَّيْخ عَلِيّ بْن بقا، والنّجم موسى الشّقْراويّ، والنّجم إِسْمَاعِيل بْن الخبّاز، وداود بْن حمزة، وَمُحَمَّد بْن عَلِيّ ابن الموازينيّ، وعثمان الحمصيّ، والشّهاب أَحْمَد الدّشتيّ، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وعيسى بْن المُطْعِم، وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الدّائم، وَمُحَمَّد ابن خطيب بيت الآبار، وزينب بنت عبد الله ابن الرّضيّ، والقاضي المجد سالم بْن أَبِي الهيجا، وَمُحَمَّد بْن يوسف الذّهبيّ، ومُسْنِد الشّام القاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان فأكثر عَنْهُ، فإنّي سَمِعْتُهُ يَقْولُ: سَمِعْتُ من شيخنا الضّياء ألف جزء.
وقرأت بخطّ المحدّث مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سلام قَالَ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد شيخنا، ما رَأَيْت مثله فِي ما اجتمع لَهُ. كَانَ مقدَّمًا فِي علم الحديث، فكأنّ هذا العِلم قد انتهى إِلَيْهِ وسلَّم لَهُ. ونظر فِي الفِقْه وناظَرَ فِيهِ. وجمع بين فِقه الحديث ومعانيه. وشدّ طرفا من الأدب وكثيرا من اللّغة والتّفسير.
وكان يحفظ القرآن واشتغل مدّة بِهِ، وقرأ بالرّوايات عَلَى مشايخ عديدة، وكان يتلوه تلاوة عذْبة. وجمع كلَّ هذا مَعَ الورع التّامّ والتّقشُّف الزَّائد، والتّعفُّف والقناعة والمروءة والعبادة الكثيرة، وطلْق النَّفْس وتجنّبها أحوال الدّنيا ورُعُوناتها، والرّفق بالغُرباء والطُّلاب، والانقطاع عَن النّاس، وطول الرّوح على الفقير والغريب. وكان محبّا لمن يأخذ عنه، مكرما لمن يسمع عليه. وكان يحرّض على الاشتغال، ويعاون بإعارة الكتب. وكنت أسأله عَن المشكلات فيجيبني أجوبة شافية عجز عَنْهَا المتقدّمون، ولم يدرك شَأْوها المتأخّرون. قرأتُ عَلَيْهِ الكثير، وما أفادني أحدٌ كإفادته. وكان ينبّهني عَلَى المهمّات من العوالي، ويأمرني بسماعها، ويُكْرمني كثيرا.
وقرأت عَلَيْهِ «صحيح مُسْلِم» .
كانت لَهُ أُرَيْضَة بباب الجامع ورِثها من أَبِيهِ، وكان يبني فيها قليلا قليلا عَلَى قدر طاقته، فيُسّر بنا كثيرا عَنْهَا بهمّته وحُسْن قصده وإجابة دعوته، ونزل فيها المشتغلون بالفِقه والحديث، وكان ما يصل إِلَيْهِ من وقف يوصله إليهم ويصرفه عليهم.
ورام بعضُ الكبار مساعدتَه ببناء مصنّع للماء فأبى ذَلِكَ وقال: لا حاجة لنا فِي ماله.
وكان من صِغره إلى كِبره موصوفا بالنُّسك، مشتغلا بالعِلم.
قلت: تُوُفّي يوم الإثنين الثّامن والعشرين من جمادى الآخرة، وله أربعٌ وسبعون سنة وأيّام، رحمه الله ورضي عَنْهُ.
254-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] بْن منصور.
اليمنيّ، شهابُ الدّين، المقرئ المحدّث المعروف بابن الحجازيّ.
أحد تلامذة الشَّيْخ عَلَم الدّين السَّخاويّ.
سَمِعَ الكثير وكتب الأجزاء. وخطّه مليح. وكان من فُضلاء الشّباب، رحمه الله.
وهو وأبوه من أصحاب السّخاويّ.
تُوُفّي فِي جمادى الآخرة. ورّخه أَبُو شامة.
255-
مُحَمَّد بْن عُمَر [2] بْن عَبْد الكريم.
الإِمَام فخر الدّين الحِمْيرَيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ المعروف بالفخر ابن المالكيّ.
ولد ظنّا في سنة ثمانين وخمسمائة.
[1] انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل الروضتين 176.
[2]
انظر عن (محمد بن عمر) في: ذيل الروضتين 177، وسير أعلام النبلاء 23/ 147 دون ترجمة، والوافي بالوفيات 4/ 261 رقم 1793.
وسمع من: الخُشُوعيّ، والقاسم بْن عساكر، وحنبل بْن عَبْد اللَّه، وابن طَبَرْزَد.
وأكثر عَن المتأخّرين كأبي مُحَمَّد بْن البن، وزَيْن الأُمَناء.
وعُني بالرّواية، وكتب الأجزاء والطِّباق. وخطّه فِي غاية الحُسْن، دقيق معلّق.
صاحَبَ أهل الخير والعِلم، وكان ذا جلالةٍ ووقار وزُهْد وخير. وكان لَهُ بيت بالمنارة الشّرقيّة من جامع دمشق، وخزانة كُتُب تجاه محراب الصّحابة، وهي الّتي بيد الشَّيْخ عَلَم الدّين الآن. وكان كثير الملازمة لحلقة السّخاويّ، وروى معه الكثير.
حدَّث عَنْهُ: الشَّيْخ تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأخوه، ومجد الدّين ابن الحُلْوانيّة، والمحدّث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الكنْجيّ، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وآخرون.
وبالحضور: أَبُو المعالي بْن البالِسيّ، وبالإجازة غير واحد.
وَتُوُفّي نصف شعبان. وقيل فِي رجب.
وكان قد ولي إمامة الكلّاسة بعد الشَّيْخ تاج الدّين فِي السّنة.
256-
مُحَمَّد بْن عُمر [1] بْن عَبْد اللَّه بْن سَعْد [2] بْن مفلح بْن عَبْد اللَّه.
المقدسيّ، الحنبليّ، فخر الدّين.
حدّث عن: يحيى الثّقفيّ، وابن صَدَقَة الحَرَّانيّ، والْجَنْزَويّ، والخُشُوعيّ، وجماعة.
وكان صالحا زاهدا عابدا، صاحب ليل وأوراد، رحمه الله.
روى عنه: الشّيخ تاج الدّين، وأخوه الشّرف الخطيب، والبدر حسن بن الخلّال، وجماعة.
[1] في الأصل: «عمرو» ، والتصحيح من: صلة التكملة للحسيني، ورقة 24، 25، ومن ترجمة أخيه «أحمد» التي تقدّمت برقم (144) ، وسير أعلام النبلاء 23/ 147 دون ترجمة.
[2]
في الأصل: «أسعد» ، وما أثبتناه هو الصحيح كما في الصلة، وترجمة «أحمد» .
وبالحضور: أبو المعالي بن البالسيّ.
ووصفه الضّياء فقال: رجل خير ثقة، كثير الذّكر.
قلت: ولد سنة أربع وسبعين ظنّا، ومات في الرّابع والعشرين من ربيع الآخر. وكان وكيلا بطاحونة مقرى.
257-
محمد بن المجد عيسى بن الشّيخ الموفّق.
أخو الحافظ سيف الدّين أحمد.
توفّي شابّا في جمادى الأولى.
وكان قد تفقّه وسمع من جدَّه. وما أظنّه حدَّث.
258-
مُحَمَّد بْن قاسم بْن منداس [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه المغربيّ البِجّائيّ الجزائريّ. والجزائر من عمل بِجّاية. ويُعرف أيضا بالأشيريّ، النَّحْويّ.
وُلِدَ سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وأخذ العربيّة بالجزائر عَن: أَبِي موسى عيسى الجزوليّ النّحويّ، لقيه في سنة ثمانين وخمسمائة.
وأخذ عَن: أَبِي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، وَأَبِي الْحَسَن نجبة، وعليّ بْن عتيق.
ولقي بقابس أَبَا القاسم بْن مجكان، آخر الرُّواة عَن أَبِي عَبْد اللَّه المازريّ، فسمع منه.
وأقرأ ببلده العربيّة وروى اليسير. وروى أيضا بالإجازة العامّة عَن السِّلَفيّ.
قَالَ الأَبّار: أجازها وَتُوُفّي فِي أوّل المحرَّم.
259-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن عمر.
أَبُو عَبْد اللَّه المَعَرّيّ الكاتب، ابن نقّاش السّكّة، أخو أحمد.
سمع: البوصيريّ، والأرتاحيّ.
[1] في الأصل: محمد بن قاسم بن مندا، والتصحيح من: بغية الوعاة 1/ 214 رقم 380.
روى عَنْهُ: شيخنا الدّمياطيّ.
وَتُوُفّي فِي حادي عشر ذي القعدة، قاله الشّريف. ثُمّ قَالَ: وقيل تُوُفّي فِي ذي القعدة من سنة أربعٍ وأربعين.
260-
مُحَمَّد بْن محمود [1] بْن الحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محاسن.
الحافظ الكبير مُحِبّ الدّين [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه بْن النّجّار البغداديّ، صاحب «التّاريخ» الكبير.
[1] انظر عن (محمد بن محمود) في: معجم الأدباء 19/ 49- 51 رقم 13، وعقود الجمان في شعراء هذا الزمان، لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي 2327) ج 6/ ورقة 217 ب، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 35، والحوادث الجامعة المنسوب لابن الفوطي 102، 103، (205 رقم 707) ، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 78، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 360، 361 رقم 255، ووفيات الأعيان 2/ 264، والمعين في طبقات المحدّثين 203 رقم 2143، وتذكرة الحفاظ 4/ 1428، والإشارة إلى وفيات الأعيان 145، 146، والإعلام بوفيات الأعلام 268، وسير أعلام النبلاء 23/ 131- 134 رقم 98، ودول الإسلام 2/ 149، والعبر 5/ 180، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 1/ 137 رقم 268، ومرآة الجنان 4/ 111، والوافي بالوفيات 5/ 9- 11 رقم 1963، وفوات الوفيات 4/ 36، 37 رقم 494، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 41 (8/ 98، 99 رقم 1093) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 502، 503 رقم 1199، والبداية والنهاية 13/ 169، والعسجد المسبوك 2/ 539، 540، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 454- 456 رقم 424، وذيل التقييد للفاسي 1/ 263 رقم 515، والنجوم الزاهرة 6/ 355، والمقفّى الكبير للمقريزي 7/ 136 رقم 3790، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 58، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 499 رقم 1108، وتاريخ الخلفاء، له 476، وشذرات الذهب 5/ 226، ومفتاح السعادة 1/ 211، وكشف الظنون 30، 73، 179، 180، 288، 607، 648، 739، 925، 960، 999، 1152، 1184، 1201، 1356، 1509، 1513، 1585، 1608، 1774، 1775، 1840، 1950، وإيضاح المكنون 2/ 108، وهدية العارفين 2/ 122، وديوان الإسلام لابن الغرّي 4/ 336، 337 رقم 2124، وذيل تاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 613، وفهرس مخطوطات الظاهرية ليوسف العش 6/ 157، وفهرس المخطوطات المصوّرة للطفي عبد البديع 2/ 72، وفهرس المخطوطات المصوّرة لسيد 2/ 67، وعلم التأريخ عند المسلمين لروزنتال 69، 118، 224، 287، 477، 570، 590- 592، 606، 622، 626، 642، 649، 687، 697، 718، ومعجم المؤلفين 11/ 317، والتاريخ العربيّ والمؤرّخون لشاكر مصطفى 2/ 117، 118، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 167 رقم 1106.
[2]
في النجوم الزاهرة 6/ 355 «مجد الدين» وهو تصحيف.
وُلِدَ فِي ذي القعدة سنة ثمانٍ وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: عَبْد المنعم بْن كُلَيْب، ويحيى بْن بَوْش، وذاكر بْن كامل، والمبارك بْن المعطوش، وَأَبِي الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وأصحاب ابن الحُصَين، والقاضي أَبِي بَكْر فأكثر.
وأوَّل سماعه وله عشر سنين. وأوَّل عنايته بالطِّبّ وله خمس عشرة سنة.
وقرأ بنفسه عَلَى مثل ابن الْجَوْزيّ. وتلا بعده كُتُبًا «كالمبهج» وغيره مرّاتٍ عَلَى أَبِي أَحْمَد بْن سُكَيْنَة. وما علِمْتُه أقرأ.
وله الرّحلة الواسعة إلى الشّام، ومصر، والحجاز، وأصبهان، وخُراسان، ومَرْو، وهَرَاة، ونَيْسابور [1] .
ولقيَ أَبَا رَوْح الهَرَويّ، وعينَ الشّمس الثّقفيّة، وزينب الشِّعْريّة، والمؤيَّد الطُّوسيّ، وداود بْن معمّر، والحافظ أَبَا الْحُسَيْن عَلِيّ بْن المفضّل، وأبا اليُمْن زيد بْن الْحَسَن الكِنْديّ، وأبا القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، فَمَنْ بعدهم.
وأكثر فِي كتبٍ عَن أصحاب ابن شاتيل وأصحاب أَبِي جَعْفَر الصَّيدلانيّ.
وسمع الكثير ونسخ، وحصّل الأُصُول والمسانيد، وخرَّج لنفسه ولغير واحد.
وجمع «التّاريخ» الَّذِي ذيَّل بِهِ عَلَى «تاريخ بغداد» للخطيب، واستدرك فِيهِ عَلَى الخطيب فجاء فِي ثلاثين مجلّدا، دلّ عَلَى تبحّره فِي هذا الشّأن وسعة حِفْظه.
وكان إماما ثقة، حُجّة، مقرِئًا، مجوِّدًا، حُلْو المُحَاجَّة، كيِّسًا، متواضعا، ظريفا، صالحا، خيِّرًا، متنسِّكًا.
أثنى عَلَيْهِ ابن نُقْطَة والدُّبَيْثيّ، والضّياء المقدسيّ، وهم من صغار شيوخه من حيث السّند.
[1] وقال ابن المستوفي: سمع الكثير وكتبه، وطلبه في صغره، وأدرك إسنادا حسنا، له حفظ ومعرفة وإتقان وفهم. ورد إربل وما أقام بها في سنة عشرين وستمائة. (تاريخ إربل 1/ 360) .
وروى عَنْهُ: الجمال مُحَمَّد بْن الصّابونيّ، والعِزّ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الفاروثيّ، والجمال أَبُو بَكْر الوائليّ الشَّرِيشيّ، والتّاج عليّ بْن أَحْمَد العراقيّ، والعلاء بْن بَلَبَان، والشّمس مُحَمَّد بْن أَحْمَد القزّاز، وجماعة.
وبالإجازة: القاضيان ابن الخوبيّ وتقيّ الدّين سُلَيْمَان، والحافظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن الظّاهريّ، وَأَبُو المعالي بْن البالِسيّ.
وقال ابن السّاعي فِي تذييله عَلَى ابن الأثير إنّه مات فِي منتصف شعبان، وإنّه كَانَ شيخ وقته.
وكانت رحلته سبعا [1] وعشرين سنة. واشتملت مشيخته عَلَى ثلاثة آلاف شيخ سوى النّساء [2] .
وله كتاب «القمر المنير فِي المُسْنَد الكبير» ذكر كلّ صَحابيّ وما لَهُ من الحديث. وصنَّف كتاب «كنز الأنام فِي السُّنَن والأحكام» ، وله كتاب «المختلف والمؤتلف» ذيَّلَ بِهِ عَلَى ابن ماكولا، وكتاب «المتّفق والمفترق» [3] عَلَى منهاج كتاب الخطيب، وكتاب «نسب المحدّثين إلى الآباء والبلدان» ، وكتاب «عواليه» ، وكتاب «مُعجمه» [4] ، وكتاب «جنّة النّاظرين فِي معرفة التّابعين» ، وكتاب «الكمال فِي معرفة الرّجال» ، وكتاب «العِقْد الفائق فِي عيون أخبار الدّنيا ومحاسن تواريخ الخلائق» ، وكتاب «ذيل تاريخ بغداد» وهو بيّضه فِي ستّة عشر مجلّدا، وقرأته عليه كلّه، وكتاب «المستدرك على تاريخ الخطيب» ، وكتاب «الدُّرَّة اليتيمة [5] فِي أخبار المدينة» ، وكتاب «روضة الأولياء فِي مسجد إيلياء» ، وكتاب «نزهة الوَرَى فِي أخبار أمّ القُرَى» [6] ، وكتاب «الأزهار في أنواع الأشعار» ،
[1] في الحوادث الجامعة 102 «ثمان» . والمثبت يتفق مع: معجم الأدباء 19/ 50.
[2]
في الحوادث الجامعة 103 بلغ النساء أربعمائة امرأة.
[3]
في نسبة رجال الحديث إلى الآباء والبلدان. (معجم الأدباء) .
[4]
أي معجم الشيوخ.
[5]
في معجم الأدباء: «الدرّة الثمينة..» .
[6]
في معجم الأدباء: «نزهة الورى في أخبار القرى» بإسقاط «أمّ» ، وهو خطأ.
وكتاب «سلوة الوحيد» ، وكتاب «غرر الفوائد» في ستّ مجلّدات، وكتاب «مناقب الشّافعيّ رحمه الله» [1] .
وقد أوصى إليّ ووقف كتبه بالنّظاميّة، فنفّذ إليّ الشرابيّ مائة دينار لتجهيز جنازته.
وكان من محاسن الدّنيا. ورثاه جماعة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ: نا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ.
(ح) ، وَأَنَا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ، أنا يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ الزَّاهِدُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، أنا حَمَّادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا عَلَّمَهُ اللَّهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» [2] . أنشدنا أَبُو المعالي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن محمد بن محمود ابن النجار أن أَبَا بَكْر عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ الحنفي الفرغاني أنشده لنفسه.
تَحرَّ- فَدَيْتُكَ- صِدْقَ الحديث
…
ولا تحسب الكذِب أمرا يسيرا
فَمَن أثمر الصّدق فِي قَوْلُهُ
…
سَيَلْقى سرورا ويرقى سريرا
ومن كان بالكذب مستهترا
…
سيدعو ثُبُورًا ويَصْلَى سعيرا [3]
تُوُفّي ابن النّجّار، رحمه الله، في خامس شعبان ببغداد.
[1] في معجم الأدباء: «غرر الفؤاد» .
[2]
حديث صحيح، أخرجه الإمام أحمد في مسندة 2/ 263 و 305 و 344 و 353 و 495، وأبو داود في سننه (3658) ، والترمذي في جامعه (2696) ، والطبراني في المعجم الصغير 1/ 61 و 114 و 162، والخطيب في تاريخ بغداد 2/ 268.
[3]
ولابن النجار شعر في: معجم الأدباء، وعقود الجمان.
261-
مُحَمَّد بْن المسلَّم بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد اللَّه المازنيّ النّصيبيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ.
ولد سنة ثمانين وخمسمائة. وسمع الحديث وكتب الإجازات.
وَتُوُفّي فِي جمادى الأولى.
262-
مُحَمَّد بْن علّان.
أَبُو الفضل الكاتب.
تُوُفّي ببغداد فِي شعبان. وكان سريع الكتابة والإنشاء.
ذُكِر أَنَّهُ كتب فِي يومٍ واحد ستّة عشر كرّاسا. وكان يُنشئ الرّسالة معكوسة، يبدأ بالحمْدَلَة ويختم بالبَسْمَلَة.
مات فِي عَشْر السّبعين.
263-
مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن سرايا.
أَبُو عبد الله الحرّانيّ المعروف بالمعين المنكِر.
سَمِعَ ببغداد من: أَبِي الفَرَج ابن الْجَوزيّ، وغيره.
وحدَّث. وله وقائع عجيبة فِي إنكار المُنْكَر بحرّان.
وعاش أربعا وسبعين سنة.
ومات فِي ربيع الآخر.
264-
مُحَمَّد بْن الميسيّ عزّ الدّين.
شابٌّ فاضل من أصحاب السَّخاويّ.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى.
265-
محاسن بْن الحارث.
الحربيّ.
روى عَن: عَبْد الخالق بْن البُنْدار.
تُوُفّي فِي أوّل جمادى الآخرة ببغداد.
266-
محاسن بن عبد الملك [1] بن علي بن نجا.
الفقيه العلّامة، ضياء الدّين التّنوخيّ، الحمويّ، الحنبليّ، نزيل دمشق.
تفقّه عَلَى الشَّيْخ الموفّق وغيره.
وسمع الكثير. وحدَّث عَن: أَبِي طاهر الخُشُوعيّ.
وأجاز لأبي المعالي بْن البالسيّ، وطبقته.
وكان إماما صالحا، قانعا، متعفِّفًا، زاهدا، كبير القدر.
ذكره الحافظ الضّياء فَقَالَ: كَانَ الضّياء محاسن عالما، نافعا للخلق.
وقال غيره: كَانَ خبيرا بمذهب أَحْمَد وبغيره من أقوال العلماء، قليل الشَّر، متواضعا، خاملا. ما نافس أحدا فِي منصب قَطّ، ولا أكل من وقْف.
بل كَانَ يتقوَّت من شكارة تُزرع لَهُ بحَوْران. وما أذى مسلما قَطُّ، ولا تنعَّم فِي مأكل ولا ملبس، ولا زاد عَلَى ثوبٍ وعِمامة صغيرة. وكان صاحب عبادة وصلاح.
تفقَّه عَلَيْهِ جماعة، ومات فِي ثالث جمادى الآخرة، رحمه الله.
267-
محمود بْن حُمَيْد [2] بْن حُضَيْر.
أَبُو حُمَيْد الدّارانيّ.
شيخ صالح خيّر.
سمع من الحافظ ابن عساكر.
أخذ عَنْهُ الشرف أَحْمَد بْن الجوهري، والجمال بْن شعيب.
وروى عَنْهُ: أَبُو المحاسن بْن الخِرَقيّ، وَأَبُو [عَلِيّ][3] الخلّال، وَأَبُو المعالي بن البالسيّ، وغيرهم.
[1] انظر عن (محاسن بن عبد الملك) في: ذيل الروضتين 177، وسير أعلام النبلاء 23/ 147 دون ترجمة، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 234 رقم 341، ومختصره 71، والمنهج الأحمد 379، والمقصد الأرشد، رقم 1142، والدرّ المنضّد 1/ 383، رقم 1057.
[2]
انظر عن (محمود بن حميد) في: سير أعلام النبلاء 23/ 147 دون ترجمة.
[3]
في الأصل بياض.
وقال النّجيب الصّفّار: تُوُفّي فِي شهور سنة اثنتين [1] وأربعين.
268-
محمود بْن مُحَمَّد [2] بْن يحيى بْن بُنْدار.
الفقيه العالم معين الدّين أَبُو الثّناء الأُرْمَوِيّ، الشّافعيّ، التّاجر، جدّ قاضي القُضاة شهاب الدّين مُحَمَّد بْن الخويّيّ لأُمّه.
وُلِدَ سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، ورحل فِي التّجارة.
وسمع بخُوارزم من: مُحَمَّد بْن فضل اللَّه السّقالاريّ، وبدمشق من:
العماد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الأصبهانيّ الكاتب.
وكان صاحب مال فافتقر وجلس مَعَ الشُّهود، وحضر المدارس.
روى عنه: البدر بن الخلّال، والمجد ابن الحُلْوانيّة، وغيرهما.
مات فِي ثامن ربيع الأوّل.
269-
مدرك بْن أَحْمَد بْن مدرك بْن حسن.
أَبُو المشكور البَهْرانيّ، الحَمَويّ، المعروف بابن يعيش.
ولد بحماة في سنة ستّين وخمسمائة.
وروى عَن: أَبِيهِ. وبالإجازة عَن: السِّلَفيّ.
روى عَنْهُ: فارس بْن برير، وَأَبُو حامد بْن الصّابونيّ، وغيرهما.
وروى لي بالإجازة الخطيب موفَّق الدّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الحَمَويّ.
تُوُفّي فِي سلْخ ذي القعدة. وكان فاضلا ديّنا.
روى عَنْهُ أيضا مجد الدّين العديميّ.
وورَّخه ابن الظّاهريّ سنة اثنتين.
270-
[مفضَّل][3] بْن عَلِيّ [4] بْن عَبْد الواحد.
[1] في الأصل: «اثنان» وهو غلط.
[2]
انظر عن (محمود بن محمد) في: ذيل الروضتين 175، وسير أعلام النبلاء 23/ 147 دون ترجمة.
[3]
في الأصل بياض، والمستدرك من مصادر ترجمته.
[4]
انظر عن (مفضّل بن عليّ) في: تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 390- 393 رقم 294، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 36، والمعين في طبقات المحدّثين 203 رقم 2144، وتذكرة الحفاظ
المحدِّث الرحّال، أَبُو العزّ القُرَشيّ، الشّافعيّ. ويُعرف بابن خطيب القرافة.
فقيه صالح متصوّن، كثير التّحرّي، وهو من أهل السُّنَّة والدّين والعدالة.
كتب بخطِّه الكثير.
وسمع بدمشق من: الكِنْديّ، وَأَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وجماعة.
وبأصبهان: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْجُنَيْد، وبنَيْسابور من: المؤيَّد، وزينب الشّعريّة، وبهَرَاة من: أَبِي رَوْح.
وأجاز لَهُ السِّلَفيّ ولأخيه.
روى عَنْهُ: الشَّيْخ تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأخوه، والفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، والشَّرَف مُحَمَّد ابن خطيب بيت الأبار، وجماعة.
وحضورا: أَبُو المعالي بْن البالسيّ.
تُوُفّي فِي ثالث شوّال، رحمه اللَّه تعالى [1] .
271-
المُنْتَجَب بن أبي العزّ [2] بن رشيد.
[4] / 1432، وسير أعلام النبلاء 23/ 348 رقم 246.
[1]
وقال ابن المستوفي: المصري مولدا ومنشأ، الدمشقيّ أصلا، الشافعيّ مذهبا وفقها، استظهر الكتاب العزيز، وسمع الحديث النبوي، وسافر في البلاد، وتكلّم في مسائل الخلاف، وناظر. صنّف كتابا سمّاه «ما يسكن من البلاد ويصحب من العباد» ، ذكر فيه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي الحنبلي آخر كتابه، وقال فيه: وأنشدنيه في رمضان سنة خمس وعشرين وستمائة، وفيه:
أخّرته لقوله
…
في آية ختامه
مسك وفي زماننا
…
غنيمة أيّامه
فإنّه مع العدي
…
نافذة سهامه
فالزمه لا تخلّه
…
فراجح كلامه
(تاريخ إربل 1/ 391) .
[2]
انظر عن (المنتجب بن أبي العزّ) في: ذيل الروضتين 175، وفيه:«المنتخب» ، وصلة تكملة وفيات النقلة 1/ ورقة 24، والإعلام بوفيات الأعلام 267، وسير أعلام النبلاء 219،
الإِمَام مُنْتَجَبُ الدّين أَبُو يوسف الهَمَدانيّ، المقرئ، نزيل دمشق، وشيخ الإقراء بالزَّنْجِيليّة [1] ، ومصنِّف «شُرُوح الشّاطبيّة» ، وغير ذَلِكَ.
كَانَ صوّاما مُقْرِئًا فاضلا، [رأسا][2] بالعربيّة. شرح «الشّاطبيّة» شرحا مطوَّلًا مفيدا، وشرح «النّفس» للزَّمَخْشَرِيّ فأجاد.
وروى عَن: أَبِي حفص بْن طَبَرْزَد، والكِنْديّ. وأخذ القراءات عَن أبي الجود غياث بْن [فارس][3] .
سَمِعَ منه الحديث: شَرَفُ الدّين أَحْمَد بْن الجوهريّ، وَأَحْمَد بْن محمود الشَّيْبانيّ، وبدر الأتابكيّ الخادم.
وقرأ عَلَيْهِ الصّائن الواسطيّ الضّرير نزيل قُونية، وشيخُنا النّظام مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم التِّبريزيّ، وغيرهما.
وكان سُوقه كاسدا مَعَ وجود السَّخَاويّ. تُوُفّي فِي ثالث عشر ربيع الأوّل.
وقال الإِمَام أَبُو شامة [4] : فِي سادس ربيع الأوّل توفّي المُنْتَجَب الهَمَدَانيّ، وكان مقرئا مجوّدا. قرأ عَلَى أبي الجود والكنديّ، وانتفع بشيخنا أبي الحسن
[220] رقم 137، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، ومعرفة القراء الكبار 2/ 637، 638 رقم 599، والعبر 5/ 180، وفيه:«المنتخب» ، ومرآة الجنان 4/ 108 و 111، وغاية النهاية 2/ 310 رقم 3646، ونهاية الغاية، ورقة 280، وبغية الوعاة 2/ 300 رقم 2022، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 233، 234، وشذرات الذهب 5/ 227، وتاريخ الخلفاء 476 وفيه:«منتخب الدين» وهو تصحيف، ومفتاح السعادة 1/ 392، وكشف الظنون 1258، 1259، 1776، وهدية العارفين 2/ 472، ومعجم المؤلفين 13/ 7.
[1]
في الأصل: «الزنجانية» ، والتصحيح من: معرفة القراء الكبار، وسير أعلام النبلاء، ولم يذكرها النعيمي في: الدارس في تاريخ المدارس. وهي «التربة الزنجيلية» . ووقع في ذيل الروضتين 175 «المدرسة الزنجبيلية» .
[2]
في الأصل بياض، والمستدرك من: معرفة القراء الكبار 2/ 637، وغاية النهاية 2/ 310.
[3]
في الأصل بياض، والمستدرك من: معرفة القراء الكبار 2/ 637.
[4]
في ذيل الروضتين 175.
السّخاويّ فِي معرفة قصيد الشّاطبيّ، ثُمَّ تعاطى شرح القصيد فخاض، ثُمَّ عجز عَن سباحته، وجحد حقّ تعليم شيخنا لَهُ وإفادته لَهُ، والله يعفو عنّا وعنه.
سمعتُ الإِمَام التّبريزيّ يَقْولُ: قرأت القرآن بأربع روايات عَلَى المُنْتَجَب، فكنت أقرأ عَلَيْهِ خفْيةً من شيخنا عَلَم الدّين، لأنّ من كَانَ يقرأ عَلَى السّخاويّ لا يجسر أن يقرأ عَلَى المُنْتَجَب، فتكلَّم فيَّ بعض الطّلبة عند السّخاويّ، فَقَالَ الشَّيْخ: هذا ما هُوَ مثل غيره. هذا يقرأ ويروح وما يكثر أصولا [1] . وسامحني الشَّيْخ عَلَمُ الدّين دون غيري.
272-
منصور بْن أَبِي الفتح [2] أَحْمَد بْن أَبِي غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن السَّكَن.
أَبُو غالب البغداديّ، المَرَاتبيّ، الخلّال، المعروف بابن المُعَوَّج.
ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِيهِ، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق الضّياء، وَأَبِي مُحَمَّد بْن الخشّاب النَّحْويّ، وَأَبِي طَالِب المبارك بْن خُضَيْر، وَعُبَيْد اللَّه بْن شاتيل.
وكان شيخا جليلا ديّنا، أمينا، عالي الرّواية، سَمِعَ النّاس منه.
وروى عَنْهُ: مجد الدّين العديميّ.
وأجاز لجماعة منهم: الفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وَأَبُو معان مُحَمَّد بْن البالِسيّ، وَمُحَمَّد بْن يوسف الذّهبيّ، وفاطمة بِنْت سُلَيْمَان، والقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وعيسى المُطْعم، وسعد بْن مُحَمَّد، وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الدّائم، وفاطمة بِنْت جوهر، وَأَحْمَد بْن الشِّحْنة، وَأَبُو نصر بْن الشّيرازيّ، والنّجديّ، وبنت الواسطيّ.
وَتُوُفّي فِي ثاني عشر جمادى الآخرة ببغداد، ويومئذٍ مات السّخاويّ أيضا.
[1] في معرفة القراء الكبار 2/ 638 «وما يكثر فضولا» ومثله في: غاية النهاية 2/ 310.
[2]
انظر عن (منصور بن أبي الفتح) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 345، والإعلام بوفيات الأعلام 268، والعبر 5/ 181، وسير أعلام النبلاء 23/ 147 دون ترجمة.
273-
منصور بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن جحدر.
المصريّ.
تُوُفّي بمصر فِي ذي القعدة.
روى عَن أَبِي يعقوب بْن الطُّفَيْل.
274-
موسى بْن مُحَمَّد [1] بْن خَلَف بْن راجح.
الشَّيْخ صلاح الدّين أَبُو الفتح ابن الإِمَام شهاب الدّين المقدسيّ الحنبليّ.
وُلِدَ فِي صفر سنة ثلاثٍ وثمانين وخمسمائة. وكان صالحا، زاهدا، فقيرا، ديّنا، عاقلا، أديبا، شاعرا، بديع الخطّ، كثير الفضائل.
روى عَن: يوسف بْن معالي، وبركات الخُشُوعيّ، ومحمود بْن عَبْد المنعم، وجماعة.
وسمع بواسط من: أَبِي الفتح المَنْدائيّ. وببغداد من أصحاب قاضي المَرِسْتان.
وكان كثير الأسفار، كريم النَّفْس، حُلْو المحاضرة. لَهُ أصحابٌ وأتباع يحبّونه ويقتدون بِهِ.
روى عَنْهُ: الحافظ زكيّ الدّين البِرْزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانيّة، وَالشَّيْخ تاج الدّين، وأخوه، وَالشَّيْخ مُحَمَّد بْن جوهر التّلْعَفْرِيّ، والفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وَالشَّيْخ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الكنْجيّ.
وقد كَانَ صحِبَ الشَّيْخ عَلِيّ القريثيّ، وَالشَّيْخ عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز، وأظنّه صحِب الشَّيْخ عَبْد اللَّه اليُونينيّ.
وحكى العزّ عُمَر بْن أَحْمَد الشُّرُوطيّ عَن أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى فِي المنام الصّلاح موسى وقائلا يَقْولُ: يا جانّ أرْضَ عَن موسى حتّى نرضى عنك فهو أقرب إلينا من حبل الوريد. فكان بعد يخضع له.
[1] انظر عن (موسى بن محمد) في: سير أعلام النبلاء 23/ 147 دون ترجمة، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 235 رقم 343، ومختصره 71، والمقصد الأرشد، رقم 1128، والدرّ المنضّد 1/ 384 رقم 1059.
ومن شِعره:
لمن هذه الأنام فِي الرّوض تَرْتَعُ
…
يشوقك مرأى منهنّ ومَسْمَعُ
وألحان أطيارٍ عَلَى الأَيْك أفصَحَتْ
…
فاشمت فؤادا بالصّبابة مُولِعُ
أَيَا مَنْ حَوَى كلَّ الملاحة وجهُهُ
…
ومن جُمِعت فِيهِ المحاسن أجمعُ
أما آن تحنو عَلَى ذي صَبَابةٍ
…
حليفٍ ضنى أحشاؤه تتقطّعُ
وقرأت بخطّ البهاء عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم فِي «مشيخته» : أنشدني الزّاهد العارف أَبُو عيسى بْن موسى بْن المقدسيّ لنفسه:
يا غافلا عَن رُشْده مُتَعَامي
…
متورّطا فِي ورطة الأيّامِ
أَحَسِبْتَ أنّ الفقَر لبْسُ عَباءةٍ
…
أو كشْفُ رأسٍ وحَفَا أقدامِ
الفقر فِي كلّ حظّ نفسِك والهوى
…
....... [1] الإِسْلَامِ
تُوُفّي فِي السّابع والعشرين من جُمَادَى الآخرة. وكان ذا هِمّةٍ وعزْم. مضى واشترى أسرى من الفِرَنْج. وقد حبسه الملك الصّالح نجم الدّين مدّة بمصر.
275-
موسى بْن يونس بْن قسيم.
العزيزيّ الواعظ.
كتب عَنْهُ النّجيب بْن شبيب
…
وقال: مات فِي رمضان وقد جاوز التّسعين.
وعُمِّر.
276-
مؤمنة بِنْت عَبْد الدّائم بْن نعمة.
المقدسيّة أخت شِهاب الدّين أحمد.
لها إجازة.
روت شيئا، وماتت في جمادى الأولى.
[1] بياض في الأصل مقدار كلمتين أو ثلاث.