الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عنها: المجد ابن الحُلْوانيّة، والشَّرَف الدّمياطيّ، والجمال بْن الظّاهريّ، والتّقيّ إدريس بْن مُزَيْز، وَأَبُو بَكْر أَحْمَد الدَّشْتيّ، والأمين مُحَمَّد بْن النّحّاس، وجماعة.
وبالحضور: حفيدها عَبْد اللَّه بْن عَبْد الوهّاب، وَأَحْمَد بْن مُزَيْز.
قَالَ الدّمياطيّ: حضرتُ جنازتها بحماة فِي خامس رجب. وقد سَمِعَ منها القدماء: أَبُو الطّاهر إِسْمَاعِيل بْن الأنْماطيّ، وَأَبُو الفتح بْن الحاجب، وجماعة.
-
حرف العين
-
416-
عَبْد اللَّه بْن أحمد [1] .
الحكيم العلّامة، ضياء الدّين ابن البيطار الأندلسيّ، المالقيّ، النّباتيّ، مصنِّف كتاب «الأدوية المفردة» ولم يُصنَّف مثله.
كَانَ ثقة فيما ينقله، حجّة. وإليه انتهت معرفة النّبات وتحقيقه وصفته وأسمائه وأماكنه. كَانَ لا يُجارى فِي ذَلِكَ. سافر إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الرّوم.
وأخذ فنّ النّبات عَن جماعة، وكان ذكيّا فطنا.
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد البيطار) في: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة (طبعة ميلر) 2/ 133 (601، 602) ، و (طبقة دار الفكر، بيروت 1957) 3/ 220- 222، والعبر 5/ 189، وسير أعلام النبلاء 23/ 256، 257 رقم 168، وتاريخ ابن الوردي 1/ 180، 181، ومرآة الجنان 4/ 115، وعيون التواريخ لابن شاكر الكتبي 20/ 28، وفوات الوفيات، له 2/ 159، 160 رقم 215، والوافي بالوفيات للصفدي 17/ 51، 52 رقم 47، والعسجد المسبوك للغسّاني 2/ 567، 568، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 542 رقم 16، وتاريخ الخلفاء، له 476، ونفح الطيب للمقّري 2/ 691، 692 رقم 304، وشذرات الذهب 5/ 234، وهدية العارفين 1/ 461، وديوان الإسلام لابن الغزّي 1/ 356، 357 رقم 559، ومفتاح السعادة 1/ 331، وكشف الظنون 51، 383، 574، 1149، 1772، 1870، 1871، وإيضاح المكنون 1/ 109، ومعجم المؤلفين 6/ 22.
قَالَ الموفّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبعَة [1] : شاهدت معه كثيرا من النّبات فِي أماكنه بظاهر دمشق. وقرأت عَلَيْهِ «تفسيره لأسماء أدوية كتاب ديسقوريدوس» فكنت أجد من غزارة عِلمه ودرايته وفهمه شيئا كثيرا جدّا.
ثُمَّ ذكر الموفّق فصلا في براعته في النّبات والحشائش، ثمّ قَالَ: وأعجب من ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ ما يذكر دواء إلّا ويعين فِي أيّ مقالةٍ هو في «كتاب ديسقوريدوس» و «جالينوس» وفي أيّ عددٍ هُوَ من جملة الأدوية المذكورة فِي تِلْكَ المقالة.
وكان فِي خدمة الملك الكامل، وكان يعتمد عَلَيْهِ فِي الأدوية المفردة والحشائش، وجعله بمصر رئيسا عَلَى سائر العشّابين وأصحاب البسطات.
ثُمَّ خدم بعد ذَلِكَ ابنه الملك الصّالح. وكان متقدّما فِي أيّامه، حظيّا عنده.
تُوُفّي ابن البيطار بدمشق فِي شعبان.
417-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْن موسى بْن حفص.
أَبُو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ الدّانيّ، نزيل شاطبة.
سَمِعَ من: أُسامة بْن سُلَيْمَان صاحب ابن الدّبّاغ، وَأَبِي القاسم بْن إدريس، وَأَبِي القاسم أَحْمَد بْن بَقِيّ.
وقرأ العربيّة والآداب. ورحل فسمع بالإسكندريّة من مُحَمَّد بْن عبّاد، وبدمشق من الحَسَن بْن صبّاح، وجماعة.
ومال إلى عِلْم الطِّبّ، وعُنِي بِهِ، وشارك في فنون.
أثنى عليه الأبّار، وقال: كَانَ من أهل التّواضع والطّهارة. صاحَبْتُهُ بتونس وسمعت منه كثيرا، ورحل ثانية إلى المشرق، فَتُوُفّي بالقاهرة فِي سلْخ شعبان وهو في آخر الكهولة، رحمه الله تعالى.
[1] في عيون الأنباء (طبعة دار الفكر) 3/ 220.
[2]
انظر عن (عبد الله بن أحمد الأنصاري) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
418-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عطيّة [1] .
القَيْسيّ، المالكيّ.
حجّ، وسمع من: مرتضى بْن أَبِي الجود، وجعفر الهَمَذَانيّ.
وكان زاهدا صالحا. ورّخه الأَبّار.
419-
عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن [2] بْن أَبِي الفتح منصور بْن أَبِي عَبْد اللَّه.
القاضي الفقيه، أَبُو المكارم السّعديّ، الدّمياطيّ، المقدِسيّ الأصل.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّين وخمسمائة.
وقرأ القرآن عَلَى أَبِي الجيوش عساكر بْن عَلِيّ، وتَفَقَّه عَلَى العلّامة الشِّهاب الطُّوسيّ.
ورحل إلى العراق، فسمع من: أَبِي منصور عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام، والحافظ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن موسى الخازميّ.
وأجاز لَهُ الحافظان ابن عساكر، والسِّلَفيّ.
ودرّس بالمدرسة النّاصريّة بدِمياط، ووُليّ القضاء والخطابة بِهَا.
روى عَنْهُ الحافظ شَرَفُ الدّين المتوثي وقال: هُوَ شيخي ومُفَقِّهي جلال الدّين، صحِبْتُه سِنين بدِمياط، وتفقّهت عَلَيْهِ وعلى أخيه القاضي أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن.
وروى عَنْهُ أيضا: الحافظ عَبْد العظيم، وَأَبُو المعالي الأَبَرْقُوهيّ، وَأَبُو الحمد أتوش الافتخاريّ، وجماعة.
توفّي بالقرافة في سابع عشر شعبان.
[1] انظر عن (عَبْد اللَّه بن أَحْمَد بن مُحَمَّد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2]
انظر عن (عبد الله بن الحسن) في: ذيل التقييد للفاسي 2/ 32، 33 رقم 1110، والمقفّى الكبير للمقريزي 4/ 391 رقم 1487، وتحفة الأحباب للسخاوي 75.
420-
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن [1] بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن رَوَاحة بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن رَوَاحة بْن عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن رَوَاحة بْن ثعلبة بْن امرئ القيس بْن عَمْرو.
المُسْنِد عزّ الدّين أَبُو القاسم الأَنْصَارِيّ الخَزْرَجيّ، الحَمَويّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ بجزيرة من جزائر المغرب، وهي جزيرة صقلّيّة، وأبوه بِهَا مأسور في سنة ستّين وخمسمائة. وكان قد أُسِرَ أبواه وهو حَمْل، ثُمَّ يَسَّرَ اللَّه خلاصهما.
وهو من بيت عِلم وعدالة. رحل بِهِ أَبُوهُ إلى الإسكندريّة بعد السَبعين، وسمّعه الكثير من السِّلَفيّ، فمن ذَلِكَ «السّيرة» تهذيب ابن هشام. وقد سمعها من ابن رَوَاحة ببَعْلَبَكّ شيخُنا القاضي تاجُ الدّين عَبْدُ الخالق.
وتفرَّد عَن السِّلَفيّ بأجزاء كثيرة.
وسمع من: عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ النَّحْويّ، وَأَبِي المفاخر المأمونيّ، والطّالب أَحْمَد بْن رجا اللَّخْميّ، وعَلِيّ بْن هبة اللَّه الكامِليّ، وَأَبِي الطّاهر إِسْمَاعِيل بْن عوف، وَأَبِي الجيوش عساكر بْن عَلِيّ، وَأَبِي سعد بْن أَبِي عصرون الشّافعيّ، وجماعة.
وسمع من والده قطعة من شِعره. وكذلك من تقيّة بِنْت غيث الأَرْمنازيّ الشّاعرة.
[1] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في: عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة) أسعد أفندي 2324، ج 3/ ورقة 159 أ، وصلة التكملة لوفيات النقلة، للحسيني، ورقة 52، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 49 و 207 رقم 170، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 412- 417 رقم 310، والمعين في طبقات المحدّثين 204 رقم 2151، والإشارة إلى وفيات الأعيان 347، والإعلام بوفيات الأعلام 269، وسير أعلام النبلاء 23/ 261- 263 رقم 172، والعبر 5/ 189، وعيون التواريخ لابن شاكر 20/ 24، والوافي بالوفيات للصفدي 17/ 144، 145 رقم 128، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 140، وذيل التقييد للفاسي 2/ 34 رقم 1112، والعسجد المسبوك للغسّاني 2/ 568، والمقفّى الكبير للمقريزي 4/ 392 رقم 1488، والنجوم الزاهرة 6/ 361، وشذرات الذهب 5/ 234، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 5/ 168 في ترجمة (تقيّة بنت غيث) وفيه:«عبد الله بن رواحة الحموي» .
وقرأ الأدب عَلَى أَبِيهِ وعلى ابن بَرّيّ. وتفقّه.
وكان يرتزق من الشّهادة، وكان يأخذ على التّحديث، الله يسامحه.
حدّني إسحاق الصّفّار وكان بعث شيخنا الحافظ ابن خليل إلى ابن رَوَاحة يعتب عَلَيْهِ فِي أخذه عَلَى الرّواية، فاعتذر بأنّه فقير.
وقرأت بخطّ أَبِي الفتح بْن الحاجب: قَالَ لي الحافظ ابن عَبْد الواحد: ذكر لي أخي الشّمس أَحْمَد أنّه لمّا كَانَ بحمص ورد عَلَيْهِ ابن رواحة فأراد أن يسمع منه، فذكر لَهُ جماعةٌ من أهل حمص أنّ ابن رَوَاحة يشهد بالزُّور فتركْتُهُ.
وقال أَبُو الفتح: قَالَ لي تقيّ الدّين أَحْمَد بْن العزّ: كلّ ما [1] سَمِعْتُهُ عَلَى ابن رَوَاحة فقد تركْتُهُ.
وقال الزّكيّ البِرْزاليّ: كَانَ عنده تسامُحُ قَلْب، وكان لَهُ شِعْر وسَط يمتدح بِهِ ويأخذ الصِّلات، وحدَّث بأماكن عديدة.
وقال الحافظ زكيّ الدّين عَبْد العظيم: سَأَلْتُهُ عَن مولده فَقَالَ: فِي جزيرة مسّينة بالمغرب سنة ستّين. كَانَ أَبِي سافر إلى المغرب فأُسِر، فوُلِدْتُ لَهُ هناك.
روى عَنْهُ: زكيّ الدّين، وَأَبُو حامد بْن الصّابونيّ، وَأَبُو مُحَمَّد الدّمياطيّ، وَأَبُو الْعَبَّاس بْن الظّاهريّ، وَأَبُو الفضل بْن عساكر، وَأَبُو الْحُسَيْن اليُونينيّ، وإدريس بْن مُزَيْز، وبنته ستّ الدّار، وفاطمة بِنْت النّفيس بْن رَوَاحة بِنْت أخيه، والبهاء بْن النّحّاس، وأخوه، والكمال إِسْحَاق، وَأَبُو بَكْر الدَّشْتيّ، والشَّرَف عَبْد الأحد بْن تَيْميّة، والمفتي أَبُو مُحَمَّد الفارقيّ، وفاطمة بِنْت جوهر، وفاطمة بِنْت سُلَيْمَان، والشّمس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العجميّ، وخلْق سواهم.
وَتُوُفّي بين حماة وحلب. وحُمِل إلى حماة فدُفِن بِهَا في ثامن جمادى الآخرة [2] .
[1] في الأصل: «كلما» .
[2]
وقال ابن المستوفي: ورد إربل في العشر الأول من ذي الحجة من سنة خمس وعشرين وستمائة، ونزل بدرب المنارة في زاوية الشيخ محمد بن محمد بن الحسين الكريدي، وأكرمه
421-
عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
أَبُو مُحَمَّد الأستاريّ، الأنصاريّ، نزيل إشبيلية.
أخذ القراءات عَن أَبِي الْحَسَن بْن عظيمة.
والنّحْو عَن أَبِي عَلِيّ الشَّلُوبِين.
وحجّ فتفقّه بتلك الدّيار، وسمع قطعة من «جامع» التِّرْمِذِيّ عَلَى زاهر بْن رستم، وعاد إلى إشبيلية. ودرس الأُصول ومذهب مالك، ثُمَّ انتقل إلى سِبْتَة واشتغل بِهَا.
تُوُفّي فِي آخر السّنة.
422-
عَبْد الباري بْن عَبْد الخالق بْن أَبِي البقاء صالح بْن عَلِيّ بْن زيدان.
أَبُو الفتح الأُمَويّ، المكّيّ الأصل، المصريّ، العطّار، المؤذّن.
سَمِعَ مَعَ ابنه من أَبِي عَبْد اللَّه الأرتاحيّ، وجماعة.
[ () ] الفقيه أبو سعيد كوكبوري بن علي، ومرض عند وروده إربل وأبلّ من مرضه. دخل ثغر الإسكندرية وهو صبيّ مع والده، وسمع أبا طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني السلفي. وله إجازة من أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقيّ صاحب تاريخها.
وذكر ابن المستوفي شعرا لجدّه، وشعرا لأبيه أنشده إياه عبد الله بن الحسين. ثم قال إنه أنشده لنفسه في ذي الحجة من سنة 625:
صبرا لعلّك في الهوى أن تنصفا
…
أو أن ترقّ لمدنف أو تعطفا
ما كلّ من أضحى الجمال بأسره
…
ولغيره منح القطيعة والجفا
كلّا، ولا من حاز أفئدة الورى
…
بجماله أبدى المسير تعسّفا
يا مانعا جفني الكرى بصدوده
…
قسما بمهدك بعد بعدك ما غفا
إن كان قصدك أن تريق دمي فلا
…
تتقلّدن سيفا فطرفك قد كفى
لو أنّ جسمي في بحار مدامعي
…
يطفى بنار فيه من سقم طفا
ومنها:
أحييت يوسف في المحاسن مثلما
…
أحيا أبو بكر أخاه يوسفا
وأنشدني لنفسه في تاريخه في صديق له سافر ولم يودّعه:
رحلت ولم أودّع منك خلّا
…
صفا كدر الزمان به وراقا
ولكن خاف من أنفاس وجدي
…
إذا أبدى العناق يرى احتراقا
فكأس الشوق منذ نأيت عني
…
أكابده اصطباحا واغتباقا
وكان أَبُوهُ من أعيان الفُضَلاء.
تُوُفّي عَبْد الباري فِي نصف شعبان.
423-
عَبْد الرَّحْمَن بْن الخضر بْن الْحَسَن بْن عَبْدان.
نجم الدّين أَبُو الْحُسَيْن الأَزْديّ، الدّمشقيّ، والد شيخنا الشّمس أبي القاسم.
ولد سنة تسعين وخمسمائة.
وسمع من: الخُشُوعيّ، والقاسم بْن عساكر، وحنبل، وطائفة فأكثر.
روى عَنْهُ: الشَّيْخ تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأخوه، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وأبو الفداء بْن عساكر، وَمُحَمَّد بْن مُحَمَّد البجّيّ، وجماعة.
وبالحضور: أَبُو المعالي بْن البالِسيّ، وغيره.
تُوُفّي فِي جمَادَى الأولى.
424-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز.
أبو القاسم المخزوميّ، المصريّ، الشّارعيّ شرف الدّين ابن الصَّيْرفيّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة عَن خمسٍ وستّين سنة.
وحدَّث عَن: البُوصِيريّ، وقاسم بْن إِبْرَاهِيم المقدسيّ، وجماعة.
وهو من شيوخ الدّمياطيّ.
425-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن عُثْمَان بْن يوسف بْن إِبْرَاهِيم.
القاضي المكرَّم، أَبُو المعالي بْن أَبِي الْحَسَن الْقُرَشِيّ، المخزوميّ، المُقَيرَّيّ المصريّ، الشّافعيّ.
ولد سنة تسع وستّين وخمسمائة.
وسمع من: عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ النَّحْويّ، وَمُحَمَّد بْن عَلِيّ الرِّضَى، والبُوصِيريّ، وإِسْمَاعِيل بْن ياسين، والقاسم بْن عساكر.
وأجاز لَهُ السِّلَفيّ، وعبد الحقّ اليوسفيّ، والحافظ ابن عساكر، وشُهْدَة، وخطيب المَوْصِل، وطائفة.
وروى الكثير، وهو من بيت كتابة وجلالة.
حدَّث عَنْهُ: الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ مَعَ تقدُّمه.
وثنا عَنْهُ الحافظ أَبُو مُحَمَّد بْن خَلَف، وبَيْبَرْس القَيْمُريّ.
وَتُوُفّي فِي سابع رمضان.
426-
عَبْد الرّزّاق ابن الإِمَام المفتي فخر الدّين أَبِي مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن هبة اللَّه ابن عساكر.
أَبُو الفُتُوح الدّمشقيّ، المعدَّل.
وُلِدَ سنة أربع وسبعين.
وسمع من: البوصيريّ.
روى عنه: الدّمياطيّ.
وَتُوُفّي فِي رمضان.
427-
عَبْد القويّ بْن عَبْد اللَّه [1] بْن إِبْرَاهِيم.
الأستاذ أَبُو مُحَمَّد بْن المغربل السَّعْديّ، المصريّ، الأَنْماطيّ، المقرئ.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الْجُود وسمع منه.
ومن: العماد الكاتب، وابن نجا الواعظ.
وتصدَّر لإقراء القرآن بجامع السرّاجين بالقاهرة، مدّة، وانتفع بِهِ جماعة.
تُوُفّي فِي العشرين من شوّال.
428-
عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
العدل، أَبُو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، المصريّ، الخِيَميّ، الشّافعيّ. والد الأديب مُحَمَّد ابن الخيميّ.
سَمِعَ من: العماد الكاتب.
وفي الحجّ من: جعفر بن آموسان.
[1] انظر عن (عبد القويّ بن عبد الله) في: صلة التكملة لوفيات النقلة، للحسيني، 1/ ورقة 55، ومعرفة القراء الكبار 2/ 642 رقم 607، وحسن المحاضرة 1/ 500.
وَتُوُفّي فِي رجب بالقاهرة.
429-
عثمان بْن عُمَر [1] بْن أَبِي بَكْر بْن يونس.
العلّامة جمال الدّين أَبُو عَمْرو بْن الحاجب الكرديّ، الدُّوِينيّ الأصل، الأنطاكيّ المولِد، المقرئ المالكيّ، النَّحْويّ، الأُصُوليّ، الفقيه، صاحب التّصانيف المنقّحة.
وُلِدَ سنة سبعين أو إحدى وسبعين، هُوَ شَكّ، بأسْنا من عمل الصّعيد.
وكان أَبُوهُ جنديّا كرديّا حاجبا للأمير عزّ الدّين موسك الصّلاحيّ.
فاشتغل أَبُو عَمْرو فِي صِغَره بالقاهرة وحفظ القرآن. وأخذ بعض القراءات عَن الشّاطبيّ، رحمه الله، وسمع منه «التّيسير» .
[1] انظر عن (عثمان بن عمر) في: ذيل الروضتين 160 و 182، وعقود الجمان لابن الشعار 4/ ورقة 142، ووفيات الأعيان 3/ 248- 250 رقم 413، وصلة التكملة لوفيات النقلة، للحسيني 1/ ورقة 55، ومفرّج الكروب 5/ 302، ونهاية الأرب 29/ 330، 331، والطالع السعيد للأدفوي 352- 357 رقم 277، والمختصر في أخبار البشر 3/ 178، والمعين في طبقات المحدّثين 204 رقم 2152، والإشارة إلى وفيات الأعيان 347، والإعلام بوفيات الأعلام 270، وسير أعلام النبلاء 23/ 264- 266 رقم 175، ومعرفة القراء الكبار 2/ 648، 649 رقم 617، والعبر 5/ 189، 190، وتاريخ ابن الوردي 2/ 179، 180، ومرآة الجنان 4/ 114، 115، والبداية والنهاية 13/ 176، والديباج المذهب 189، وغاية النهاية 1/ 508، 509 رقم 2104، والوفيات لابن قنفذ 319، 320 رقم 647، والبلغة في تاريخ أئمّة اللغة للفيروزآبادي 140 رقم 220، وعيون التواريخ 20/ 24، 25، والنجوم الزاهرة 6/ 360، والمنهل الصافي 7/ 421- 424 رقم 1527، والدليل الشافي 1/ 440 رقم 1521، وذيل التقييد للفاسي 2/ 171 رقم 1373، والوافي بالوفيات 19/ 489- 496 رقم 504، وحسن المحاضرة 1/ 210، وتاريخ الخلفاء 476، وبغية الوعاة 2/ 134، 135 رقم 1632، ومفتاح السعادة 1/ 117، وشذرات الذهب 5/ 334، وروضات الجنات 448، وكشف الظنون 1370، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 277، وهدية العارفين 1/ 654، وآثار الأدهار 1/ 183، وتاريخ ابن سباط 1/ 342، والخطط التوفيقية 8/ 62، وشجرة النور الزكية 1/ 167، 168 رقم 525، والفتح المبين في طبقات الأصوليين 2/ 65، 66، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 53، واكتفاء القنوع بما هو مطبوع لفنديك 305، ومعجم المطبوعات العربية والمعرّبة لسركيس 71، والأعلام 4/ 374، ومعجم المؤلفين 6/ 265، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 126، والدارس 2/ 3- 5، وإشارة التعيين 204، 205 رقم 121، وإيضاح المكنون 1/ 351.
وقرأ طُرُق «المبهج» عَلَى أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن يوسف الغَزْنَويّ، وقرأ بالسّبع عَلَى أَبِي الْجُود.
وسمع من: أَبِي القاسم البُوصِيريّ، وإسماعيل بْن ياسين، والقاسم بْن عساكر، وحمّاد الحرّانيّ، وبنت سعد الخير، وجماعة.
وتفقَّه عَلَى أَبِي منصور الأبياريّ، وغيره.
وتأدَّب عَلَى الشّاطبيّ، وَأَبِي الثّناء. ولزِم الاشتغالَ حتّى برع فِي الأُصول والعربيّة. وكان من أذكياء العالم. ثُمَّ قدِم دمشقَ ودرَس بجامعها فِي زاوية المالكيّة، وأكبَّ الفُضَلاء عَلَى الأخْذ عَنْهُ. وكان الأغلب عَلَيْهِ النّحْو. وصنَّف فِي الفِقْه مختصرا، وفي الأُصول مختصرا، وفي النّحو والتّصريف مقدّمتين. وكلّ مصنَّفاته فِي غاية الحُسْن. وقد خالف النُّحَاة فِي مواضِعَ، وأورد عليهم الإشكالات وإلْزامات مقحمة يَعْسُر الإجابة عنها.
ذكره الحافظ أبو الفتح عمر بن الحاجب الأمينيّ فَقَالَ: هُوَ فقيه مفتي مُناظر، مبرِّزٌ فِي عدّة علوم، متبحّر مَعَ ثقة ودِين وورع وتواضع واحتمال واطّراح للتّكلُّف.
قلت: ثُمَّ نزح عَن دمشق هُوَ وَالشَّيْخ عزّ الدّين بْن عَبْد السّلام فِي الدّولة الإسماعيليّة عند ما أنكرا عَلَى الصّالح إِسْمَاعِيل، فدخلا مصر، وتصدّر هُوَ بالمدرسة الفاضليّة ولازَمَه الطَّلَبة.
قَالَ القاضي شمسُ الدّين بْن خَلِّكان [1] : كَانَ من أحسن خلْق اللَّه ذِهنًا.
وجاءني مِرارًا بسبب أداء شهادات، وسألتُه عَن مواضع فِي العربيّة مُشْكِلة، فأجاب أبلغَ إجابةٍ بسُكُونٍ كثير وتثبيت تامّ.
ثُمَّ انتقل إلى الإسكندريّة ليُقيم بِهَا، فلم تَطُلْ مدّتُه هناك، وَتُوُفّي بِهَا فِي السّادس والعشرين من شوّال.
[1] في وفيات الأعيان 3/ 248.
قلت: قرأ عليه بالرّوايات شيخُنا الموفَّق مُحَمَّد بْن أَبِي العلاء، وحدَّث عَنْهُ الحافظان المنذريّ والدّمياطيّ والجمال الباهليّ وَأَبُو مُحَمَّد الجزائريّ، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وَأَبُو الفضل الإربِليّ، وَأَبُو الْحَسَن بْن البقّال، وطائفة.
وبالإجازة قاضي القُضاة ابن الجوزيّ والعماد بْن اليانشيّ.
وأخذ عَنْهُ العربيّةَ شيخُنا رضيُّ الدّين أَبُو بَكْر القُسْطنطينيّ. وقد رُزِقت تصانيفُه قَبُولًا زائدا لحُسْنها وجَزَالتها.
430-
عثمان بْن نصر اللَّه [1] بْن عثمان.
أَبُو عَمْرو الشَّقَّانيّ، الصّوفيّ.
وُلِدَ بحلب سنة خمس وخمسين [2] وخمسمائة، ورحل لمصر وسمع بِهَا من:
عشائر بْن عَلِيّ، وهبة اللَّه البُوصِيريّ.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وغيره.
وبالإجازة: العدلان ابن البِرْزاليّ، وابن النّابلسيّ.
ومات، رحمه الله، فِي المحرَّم.
431-
عَلِيّ بْن المأمون [3] أَبِي العلاء إدريس بْن المنصور بْن يعقوب بْن يوسف بْن عَبْد المؤمن بْن عَلِيّ.
القَيْسيّ، الخليفة المغربيّ، الملقّب بالمعتضد وبالسّعيد، أبو الحسن.
[1] انظر عن (عثمان بن نصر الله) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 234 رقم 216، وتوضيح المشتبه 5/ 349، 350 وفي هذين المصدرين ورد:«عثمان بن أبي نصر بن عثمان بن محمد الكتامي الشقّاني» .
[2]
في تكملة ابن الصابوني 234: «سنة خمس وستين» ، وهو الصحيح لقول ابن ناصر الدين في التوضيح:«وقد جاوز الثمانين» . ولو كان مولده كما هو في المتن لقيل إنه جاوز التسعين.
[3]
انظر عن (علي بن المأمون) في: وفيات الأعيان 7/ 17، 18 رقم 363، والعبر 5/ 190، وسير أعلام النبلاء 23/ 186، 187 رقم 112، ومرآة الجنان 4/ 115، والعسجد المسبوك للغسّاني 2/ 568، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية للمراكشي (طبعة المكتبة العتيقة بتونس 1966) ص 30، 31، وشرح رقم الحلل للسان الدين ابن الخطيب 194، 195، 205، 218، 230، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة للقلقشندي 2/ 88 و 101، وشذرات الذهب 5/ 236، والأعلام 4/ 263.
ولي الأمر بعد أخيه عَبْد الواحد الملقّب بالرّشيد سنة أربعين، فبقي إلى أن خرج إلى ناحية تلِمسان، وحاصر قلعة هناك، فقُتِل عَلَى ظهر فَرَسه فِي صفر من هذا العام. وولي الأمر بعده المرتضى أَبُو حفص، فامتدّت أيّامه عشرين عاما.
وكان السّعيد أسود اللّون، فارسا، شجاعا.
مات فِي سلْخ صفر سنة ستٍّ مقتولا.
432-
عَلِيّ بْن جَابِر [1] بْن عَلِيّ.
الإِمَام أَبُو الْحَسَن الإشبيليّ الدّبّاج. مقرئ الأندلس.
أخذ القراءات عَن أَبِي بَكْر بْن صاف، وَأَبِي الْحَسَن نجبة بْن يحيى.
وأخذ العربيّة عَن أبي ذرّ بن أبي ركب الخشنيّ، وأبي الحسن بن خروف.
وتصدّر للإقراء والعربيّة نحوا من خمسين سنة.
ذكره أَبُو عَبْد الله الأبار [2] فقال: كان من أهل الفضل والصّلاح، وأَمّ بجامع العَدَبّس. وكان مولده فِي سنة ستّ وستّين وخمسمائة.
وَتُوُفّي بإشبيليّة فِي شعبان بعد دخول الرّوم الملاعين صلحا البلد بجُمعة.
فإنّه هالَهُ نُطْقُ النّواقيس وخرْس الأذان، فما زال يتأسّف ويضطرب ارتماضا لذلك إلى أن قضى نحبه، رحمه الله ورضي عنه.
[1] انظر عن (علي بن جابر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 3/ ورقة 176، و (المطبوع) 2/ 683 رقم 1910، وبرنامج شيوخ الرعينيّ 88، 89، والمغرب في حلى المغرب 1/ 255، واختصار القدح المعلّى، لابن سعيد 155، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5/ 1/ 198- 201، رقم 394، وصلة الصلة لابن الزبير 137، وصلة التكملة لوفيات النقلة، للحسيني 1/ ورقة 54، وملء العيبة لابن رشيد الفهري 2/ 55، 65، 92، 131، 148، 208، 210، 231، 249. والإشارة إلى وفيات الأعيان 347، والإعلام بوفيات الأعلام 269، وسير أعلام النبلاء 23/ 209، 210 رقم 125، والعبر 5/ 190، ومعرفة القراء الكبار 2/ 647 رقم 616، والبلغة في تاريخ أئمّة اللغة 150، وغاية النهاية 1/ 528، 529، والنجوم الزاهرة 6/ 371، وبغية الوعاة 2/ 153، ونفح الطيب 2/ 532 و 5/ 27، وشذرات الذهب 5/ 235، وتاريخ الخلفاء 476.
[2]
في تكملة الصلة.
وقيل: مات يوم دخلوها.
قلت: وكان أستاذا فِي العربيّة، يُقرئ كتابِ سيبَويْه، وغيره.
وكان حُجّةً فِي نقْله، مسدّدا فِي بحثه، رحمه الله [1] .
433-
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ.
الكَرَكيّ، تمّ المكّيّ.
سَمِعَ من: يحيى بْن ياقوت، وناصر بْن رستم، ويونس الهاشميّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدِّمياطيّ، وأهل مكّة.
مات فِي ذي الحجّة.
434-
عَلِيّ بْن يحيى [2] بْن المخرّميّ [3] .
أَبُو الْحَسَن البغداديّ، الفقيه. أحد الأذكياء الموصوفين.
[1] وقال ابن عبد الملك المراكشي: وكان حسن السمت والهدي، ديّنا صالحا، سنّيا فاضلا، ظريف الدعابة، حسن اللوذعية، مقرئا مجوّدا، متعلّقا برواية يسيرة من الحديث، متقدّما في العربية والأدب، يقرض قطعا من الشعر يجيد فيها، عكف على إقراء القرآن وتدريس العربية والأدب نحو خمسين سنة لم يتعرّض لسواه ولا عرّج على غيره نزاهة عن الأطماع وأنفة من التعلّق بالدّنيا وأهلها، وكان مبارك التعليم فنفع الله بصحبته والأخذ عنه خلقا كثيرا، وكتب بخطّه الرائق الكثير وأتقن ضبطه وتقييده.
ومن شعره:
لربّنا مأدبة
…
دعا إليها الجفلى
فمن أتاها مسلّما
…
يرتع بروضات الفلا
في الثمر الحلو الّذي
…
قد فاق كلّ ما حلا
لذّاته لا تنقضي
…
لمن صغى ومن تلا
سبحان من يسرّه
…
لذكره وسهّلا
لولاه لم نطق له
…
ذكرا ولا تحمّلا
والحمد للَّه كما
…
علّمنا وأفضلا
[2]
انظر عن (علي بن يحيى) في: الحوادث الجامعة 117، 118، والمختار من تاريخ ابن الجزري 214، 215، والبداية والنهاية 13/ 175، 176.
[3]
في المختار من تاريخ ابن الجزري «المخزمي» بالزاي، وفي البداية والنهاية:«المحرمي» بالحاء المهملة.
كَانَ متوقِّد القريحة ومات شابّا. ورثاه أَبُو المعالي القاسم بْن أَبِي الحديد [1] .
وقد ناب عَن أخيه الرّئيس أَبِي سعد المبارك فِي صدرية ديوان الزّمام، فلمّا عُزِل أخوه أقبل عَلَى عِلم القرآن والحديث والعبادة.
وكان سُنّيًّا سَلَفِيًّا أثريّا [2] ، رحمه الله.
435-
عَلِيّ بْن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد [3] .
[1] فقال فيه:
ومن يكد للأنام وهي مسيئة
…
بقايا الرزايا واخترام المخرم
معنى ظاهرا كالنجم خفّ مسيره
…
مناف سريعا من نلته أنجم
فيا راكبا تطوي الفجاج وقصده
…
زيارة أجداث الحسين المعظم
تحمّل عن وجدي وشوقي رسالة
…
وعرّج على تلك الديار وسلّم
وقل كمال للذي بعدك ما حلت
…
حياتي ولم أدرك سكونا لأعظمي
ولا راق لي شمّ النسيم وقد سرى
…
ولا ساغ برد الماء بعدك في فمي
هي الحسرة الأولى وأحسنت أنني
…
أموت بها إذ لا سلوّ لمغرم
(المختار من تاريخ ابن الجزري) .
[2]
وقال صاحب (الحوادث الجامعة 117) : كان ينوب أخاه فخر الدين المبارك لابن المخرمي إلى أن عزل ووكّل بهما، فلما أفرج عنهما تشاغل جمال الدين بالعلم وزيارة أصحابه وإخوانه، وألّف كتابا مختصرا سمّاه «نتائج الأفكار» يشتمل على رياضة النفس ومدح العقل وذم الهوى، وكان يقول شعرا جيدا، وله أشعار كثيرة. ورثاه أخوه فخر الدين بقوله:
لقد شفّني وجدي وضاقت مذاهبي
…
وحلّ عزائي بعد موت المخرمي
أخي وابن أمي والّذي كان ناظري
…
وسمعي وروحي بين لحمي وأعظمي
رزتك المنايا دوننا ولو أنصفت
…
لقد كان من قبل التفرق مأتمي
ترحّلت عن دار الفناء مطهّرا
…
من الذام فأبشر بالسلامة وأنعم
فإن حال ما بيني وبينك تربة
…
مجاورة السبط الإمام المكرم
إليك تراني قد حثثت مطيّتي
…
وحبّك من قلبي كما كنت فاعلم
فلا طلعت شمس إذا كنت غائبا
…
ولا سار بدر في الدجى بين أنجم
ولا نسمت ريح الصبا بعد بعدكم
…
ولا راق لي عيش ولا لذّ مطعمي
سأبكيك ما دامت حياتي فإن جرى
…
من الدمع تقصير سأتبعه دمي
وشكري لما أولاك حيّا وميّتا
…
من البرّ ما قد كلّ عن نشره فمي
أبو الطيب الوافي الّذي فاق فضله
…
وأنعامه أربى على كلّ منعم
[3]
انظر عن (علي بن يوسف) في: معجم الأدباء 15/ 175- 204 رقم 34، ومعجم البلدان
الوزير الأكرم جمالُ الدّين أَبُو الْحُسَيْن الشَّيْبَاني، القِفْطيّ، المعروف أيضا بالقاضي الأكرم، وزير حلب.
كَانَ إماما إخباريّا مؤرّخا، جمّ الفضائل، وافر الفوائد، صدْرًا محتشما، معظّما، كريما جوادا، كامل السُّؤدُد، حُلْو الشّمائل، لَهُ عدّة تصانيف منها:
كتاب «أخبار النُّحاة وما صنّفوه» [1] ، وكتاب «أخبار المصنّفين وما صنّفوه» ، وكتاب «الكلام عَلَى الموطّأ» ، وكتاب «أخبار الملوك السّلجوقيّة» ، وكتاب «تاريخ مصر إلى دولة صلاح الدّين» فِي ستّ مجلَّدات، و «تاريخ الألموت» ، و «تاريخ اليمن» ، و «تاريخ محمود بن سبكتكين وأولاده» ، و «تاريخ آل مِرْداس» . وخرّج «مشيخة» للكِنْديّ. وله:«إصلاح ما وقع فِي الصّحاح» .
وجمع من الكُتُب ما لا يوصف، وقصد بِهَا من الآفاق. ولم يكن يحبّ من الدّنيا سواها. ولم يكن لَهُ دارٌ ولا زَوْجَة. وأوصى بكُتُبه للنّاصر صاحب حلب، وكانت تساوي خمسين ألف دينار.
[3] / 55، 56، وعقود الجمان لابن الشعار ج 5/ ورقة 1، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 272، والحوادث الجامعة 118، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 234 أ، ومفرّج الكروب لابن واصل 5/ 115، 119، 313، والطالع السعيد للأدفوي 237، 238 وفيه مولده سنة 563 هـ. بقفط، ونهاية الأرب للنويري 29/ 331- 333، والعبر 5/ 191، والإشارة إلى وفيات الأعيان 347، والإعلام بوفيات الأعلام 270، وسير أعلام النبلاء 23/ 227 رقم 145، ومرآة الجنان 4/ 116، والوافي بالوفيات 22/ 338- 341 رقم 241، وعيون التواريخ 20/ 26، 27، وفوات الوفيات 3/ 117، 118 رقم 369، والعسجد المسبوك 2/ 567، والنجوم الزاهرة 6/ 361، وبغية الوعاة 1/ 212، 213 رقم 1816، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 476، وحسن المحاضرة، له 1/ 554 رقم 12، وشذرات الذهب 5/ 236، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 387- 397 رقم 205، وكشف الظنون 170، 282، 283، 301، 304، 310، 730، 1072، 1097، 1108، 1434، 1617، 1775، وإيضاح المكنون 1/ 74، 444 و 2/ 555، 696، وهدية العارفين 1/ 709. وفهرس المخطوطات المصوّرة للطفي عبد البديع 2/ 35، 36، 233، ومعجم المؤلفين 7/ 263.
وانظر مقدّمة كتابه «إنباه الرواة على أنباه النحاة» لمحمد أبي الفضل إبراهيم، طبعة دار الكتب المصرية.
[1]
ومات فِي رمضان.
وهو أخو المؤيَّد القِفْطيّ نزيل حلب أيضا.
وله حكايات عجيبة فِي غرامة بالكُتُب، وأظنّه جاوز السّتّين من عمره، رحمه الله [1] .
436-
عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي المكارم بْن فتيان.
الشَّيْخ بهاءُ الدّين، أَبُو حفص الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، ثُمَّ المصريّ، الفقيه.
كَانَ أَبُوهُ أَبُو القاسم من كبار الفُقَهاء الشّافعيّة.
ولد البهاء في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: جدَّيه أَبِي الْحَسَن بْن نجا، وفاطمة بِنْت سعد الخير، وَأَبِي القاسم البُوصِيريّ، وجماعة.
وخطب بجامع المقْس بظاهر القاهرة. وحدَّث بدمشق، ومصر.
روى عَنْهُ: أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن يوسف الإِرْبِليّ، وَأَبُو مُحَمَّد الدّمياطيّ الحافظ، وَأَبُو الْحَسَن بْن البقّال، وجماعة.
ومات فِي شعبان.
437-
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حَيْدرة.
الظّهير الرّحْبيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، أَبُو حفص.
كان منقطعا متزهّدا، وله زاوية.
[1] ومن شعره:
ضدّان عندي قصّرا همّتي
…
وجه حيّيّ ولسان وقاح
إن رمت أمرا خانني ذو الحيا
…
ومقول يطيعني في النجاح
فأنثني في حيرة منهما
…
لي مخلب ماض وما من جناح
شبه جبان فرّ من معرك
…
خوفا وفي يمناه عضب الكفاح
وله في أعور:
شيخ لنا يعزى إلى منظر
…
مستقبح الأخلاق والعين
من عجب الدهر محدّث به
…
بفرد عين ولسانين
(الحوادث الجامعة) و (عيون التواريخ) و (فوات الوفيات) .