الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان هذا قد قفز من عند صاحب الكَرَك، ولمّا هجم الفرنج ودخلوا دِمياط من بابٍ خرج ابنُ شيخ الإِسْلَام والعسكرُ من بابٍ، وتوقّف الفرنج ساعة، وخافوا من مكيدَة. وخرج [1] أهل دِمياط عَلَى وجوههم حَيَارى بنسائهم وصغارهم، ونُهِبوا فِي الطُّرُقات، وتوصّلوا إلى القاهرة.
-
حرف الواو
-
487-
وُهَيْب بْن عَبْد الخالق [2] بْن عَبْد اللَّه بْن مُلْهَم.
أَبُو العَبُوس الكِنانيّ، المصريّ، أَبُو الْحُسَيْن الأديب.
حدّث عن: البُوصِيريّ، والأرْتاحيّ.
وله شِعْرٌ حَسَن رائق.
-
حرف الياء
-
488-
يحيى بن عبد الواحد [3] بن الشَّيْخ أَبِي حفص عُمَر الهنْتانيّ.
الأمير أَبُو زكريّا [4] صاحب إفريقية وتونس.
كَانَ أَبُوهُ نائبا لآل عَبْد المؤمن عَلَى إفريقية، فلمّا تُوُفّي والده جاء من قِبَل المؤمنيّ الأميرُ عَبّو، فولي مدّة عَلَى إفريقية، فقام عَلَيْهِ يحيى هذا ونازعه وقهره، وغلب عَلَى إفريقية وتمكّن وامتدّت أيّامُه، وتملّك بِضْعًا وعشرين سنة. واشتغل عنه بنو عبد المؤمن بأنفسهم.
[1] في الأصل: «وحج» ، والتصحيح من: المختار.
[2]
سيعاد في الكنى، برقم (492) .
[3]
انظر عن (يحيى بن عبد الواحد) في: الحلّة السيراء لابن الأبّار ج 1/ 3، 11 و 2/ 305، 306، 315، وعقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي 2330) ج 10/ ورقة 3 ب، وسير أعلام النبلاء 23/ 185، 186 رقم 111، وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 4/ 293- 295 رقم 572، وتاريخ ابن خلدون 6/ 280، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية للمراكشي 23- 31، والسلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي ج 1 ق 2/ 355، وأزهار الرياض في أخبار القاضي عياض 3/ 208، وشرح رقم الحلل للسان الدين بن الخطيب 208، 218، 219، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة للقلقشندي 2/ 86، 88، 100، 101، 253، 259، وأخبار الدول للقرماني 2/ 411.
[4]
في الأصل: «أبو زكري» .
تُوُفّي بمدينة بُونَة فِي جمادى الآخرة سنة سبْعٍ وأربعين، أو فِي سنة [تسع][1] يُحَرَّر.
489-
يوسف بْن حسين.
الرّقّام المَوْصليّ، البغداديّ، المحدّث. من مشاهير الطَّلبة. ورّخه ابن أنجب.
490-
يوسف ابن شيخ الشّيوخ [2] صدر الدّين أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد ابن شيخ الشّيوخ أَبِي الفتح عُمَر بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حَمُّوَيْه بْن مُحَمَّد بْن حَمُّوَيْه.
الأمير الصّاحب، مقدَّم الجيوش الصّالحيّة، فخرٌ الدّين، أَبُو الفضل الحمُّوِيّ الْجُويْنيّ الأصل، الدّمشقيّ.
وُلِدَ بدمشق سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
وسمع: منصور بْن أَبِي الْحَسَن الطَّبريّ، وغيره.
وبمصر من: مُحَمَّد بْن يوسف الغَرْنَويّ.
وحدَّث.
وكان رئيسا عاقلا مدبّرا، كامل السُّؤْدُد، وخليقا للإمارة، محبَّبًا إلى النّاس، سَمْحًا جوادا، لم يبلُغْ أحدٌ من إخوته الثّلاثة إلى ما بلغ من الرُّتْبة. وقد حبسه السّلطان نجمُ الدّين سنةَ أربعين، وبقي في الحبس ثلاثة أعوام، وقاسي
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 23/ 186.
[2]
انظر عن (يوسف ابن شيخ الشيوخ) في: مفرّج الكروب لابن واصل 5/ 169، 174، 198، 215، 276، 300، 303، 352، 363، 378، 379، ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج 8 ق 2/ 776- 778، وأخبار الأيوبيين لابن العميد 159، وذيل الروضتين لأبي شامة 184، وصلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني، ورقة 58، ونهاية الأرب للنويري 29/ 338، 339، والإشارة إلى وفيات الأعيان 347، 348، وسير أعلام النبلاء 23/ 100- 102 رقم 76، والإعلام بوفيات الأعلام 270، والعبر 5/ 194، 195، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 97 (في ترجمة أبيه) ، ومرآة الجنان 4/ 117، والبداية والنهاية 13/ 178، وعيون التواريخ لابن شاكر الكتبي 20/ 32- 35، والعسجد المسبوك للغسّاني 2/ 571، 572، والنجوم الزاهرة 6/ 363، وشذرات الذهب 5/ 238، 239.
ضرّا شديدا، وكان لا ينام من القمل، ثُمَّ أَخْرَجَهُ وأنعم عَلَيْهِ، وجعله نائب السّلطنة.
وكان يتعانى شُرْب النّبيذ، نسأل اللَّه العفو. فلمّا تُوُفّي السّلطان ندبوا فخرَ الدّين إلى السّلطنة فامتنع، ولو أجاب لَتَمّ لَهُ الأمر.
بَلَغَنَا عَنْهُ أنّه قدِم دمشقَ مَعَ السّلطان فنزل دار سامة [1] فدخل عليه العماد ابن النّحّاس فَقَالَ لَهُ: يا فخر الدّين إلى كم؟ ما بقي بعد اليوم شيء.
فَقَالَ: يا عماد الدّين، والله لأسبقنّك إلى الجنّة. فصدّق اللَّه إن شاء اللَّه قوله، واستشهد يوم وقعة المنصورة.
ولمّا مات الصّالح قام فخر الدّين بأمر المُلْك، وأحسن إلى الرّعيّة، وأبطل بعض المُكُوس، وركب الشّاويشيّة، ولو أمهله القضاءُ لكان ربّما تسلْطَن.
بعث الفارس أقْطاي إلى حصن كيفا لإحضار الملك المعظّم توران شاه وُلِدَ السّلطان، فأحضره وتملّك.
وقد همّ المعظَّم هذا بقتله، فإنّ المماليك الّذين ساقوا إلى دمشق يستعجلون المعظَّم أوهموه أنّ فخر الدّين قد حلّف لنفسه عَلَى المُلْك. واتّفق مجيء الفِرَنْج إلى عسكر المسلمين، واندفاعُ العسكر بين أيديهم منهزمين، فركب فخرُ الدّين وقت السَّحَر ليكشف الخبر، وأرسل النُّقَباء إلى الجيش، وساق فِي طلبه، فصادف طلْب الدّيويّة، فحملوا عَلَيْهِ، فانهزم أصحابه وطُعِن هُوَ فَسَقط وقُتِل. وأمّا غلمانه فنَهبوا أمواله وخَيْله.
قَالَ سعد الدّين ابن عمّه: كَانَ يوما شديد الضّباب فطعنوه، رَمَوْه، وضربوا فِي وجهه بالسّيف ضربتين، وقُتِل عَلَيْهِ جَمْدارُه لا غير، وأخذ الجولانيّ قُدورَ حمّامه الَّذِي بناه بالمنصورة، وأخذ الدّمياطيّ أبوابَ داره، فقتل يومئذ
[1] يرد في المصادر: «سامة» و «أسامة» بإسقاط الهمزة وإثباتها. وهو أسامة والي بيروت، من أمراء الناصر صلاح الدّين.
نجمُ الدّين البَهْنَسيّ والشّجاعُ ابنُ بَوْش. والتّقية الكاتب ونهب خيم الميمنة جميعها. ثُمَّ تراجع المسلمون وأوقعوا بالفِرَنج، فقُتِل منهم ألف وستّمائة فارس. ثُمَّ ضربت الفرنج خِيَمَهم فِي هذا البرّ، وشرعوا فِي حفْر خندقٍ عليهم.
قَالَ: ثمّ شلنا فخر الدّين وهو بقميص لا غير. وأمّا داره الّتي أنشأها بالمنصورة ذاتها فِي ذَلِكَ النّهار خربت حتّى يقال كَانَ هنا دار هِيَ بالأمس كانت تصطف عَلَى بابها سناجق سبعين أميرا ينتظرون خروجه، فسبحان من لا يحول ولا يزول.
ثُمَّ حُمِل إلى القاهرة، وكان يوم دفْنه مشهودا، حُمِل عَلَى الأصابع، وعُمِل لَهُ عزاءٌ عظيم. قُتِل رحمه الله يوم رابع ذي القعدة.
ومن نظمه دو بيت:
صيّرت فمي لفيه باللّثم لثام
…
غصبا ورَشَقْتُ من ثناياه مُدَامْ
فاغتاض [1] وقال: أنت فِي الفقه إمامْ
…
يقي خمرٌ وعندك الخمرُ حَرَامُْ
وله:
فِي عشقك قد هجرتُ أُمّي وَأَبِي
…
الرّاحةُ للغَير وحظّي تعبي
يا ظالم فِي الهوى أَمَا تُنْصِفِي
…
وحَّدْتُكَ فِي العِشْق فلِمَ تُشْرِك بي؟
وله أيضا من الشِّعر:
وتعانَقْنَا، فقُلْ ما
…
شئت من ماءٍ وخمرِ
وتعاقَبْنا فقُلْ ما
…
شئت من غِنْج وسِحرِ
ثُمَّ لمّا أدبر اللَّيْلُ
…
وجاء الصُّبْحُ يجري
قَالَ: إيّاك تلاشى
…
بك بدري. قلت: بدْري
وله:
[1] كذا، ويعني:«فاغتاظ» .
إذا تحقَّقْتُم بما عند عبدكم
…
من الغرام فذاك القدرُ يكفيهِ
أنتم سَبَيْتُم فؤادي وهو منزلكم
…
وصاحب البيت أدرى بالّذي فِيهِ [1]
491-
يوسف بْن محمود [2] بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد.
شمس الدّين أَبُو يعقوب السّاوي. الدّمشقيّ المولد، المصريّ الصّوفيّ، ويعرف بابن المخاض.
وُلِدَ فِي ربيع الأوّل سنة ثمانٍ وستّين وخمسمائة.
وسمع من: السِّلَفيّ، والتّاج مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن المسعوديّ، وَعَبْد اللَّه بْن بَرّيّ، والبُوصيريّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الحافظ عَبْد العظيم.
وطال عُمرُه وشاع ذِكره.
نا عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الدّمياطيّ، والشَّرَفُ حَسَن بْن الصَّيْرفيّ، وَأَبُو المعالي الأَبَرْقُوهيّ، وَأَبُو الفتح بْن القَيْسَرانيّ، والشَّرَفُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الرَّحيم الْقُرَشِيّ، والأمين مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصّفّار، وطائفة.
وَتُوُفّي فِي حادي عشر رجب، وكان من صوفيّة خانقاه سَعِيد السّعداء.
[1] ومن شعره:
عصيت هوى نفسي صغيرا فعند ما
…
رمتني الليالي بالمشيب وبالكِبَر
أطعتُ الهوى عكس القضيَّة ليتني
…
خُلِقت كبيرا ثم عدتُ إلى الصغر
(نهاية الأرب 29/ 339) ، (البداية والنهاية 13/ 178) .
[2]
انظر عن (يوسف بن محمود) في: صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني، ورقة 57، والإشارة إلى وفيات الأعيان 347، وسير أعلام النبلاء 23/ 233، 234 رقم 153، والإعلام بوفيات الأعلام 270، والعبر 5/ 195، والعسجد المسبوك للغسّاني 2/ 572، وذيل التقييد للفاسي 2/ 331 رقم 1735، والنجوم الزاهرة 6/ 363، وحسن المحاضرة 1/ 378، وشذرات الذهب 5/ 239.