الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتصدّر [1] .
مات في أوّل السّنة.
-
حرف العين
-
185-
عبد الله بن عبد العزيز [2] .
اليونينيّ، الزّاهد، والد شيخنا أحمد [3] .
[1] وقال المراكشي: وكان مقرئا مبرّزا في صنعة التجويد، نحويا ماهرا، عروضيا حاذقا، ذا حظّ وافر من الأدب وقرض الشعر، ذاكرا لتواريخ الرجال وأحوالهم، حسن الجمع لمتفرقات أخبارهم عارف بطرق الرواية، عني معظم دهره بتقييد العلم ولقاء حملته، وكان من آنق الناس طريقة في الخط ومن المتقدّمين في الإتقان والضبط ومن جلّة النبلاء في كل ما يحاول
…
وألّف «معجم شيوخه» في ذلك الوقت في مجموع وسمه ب «ملحة الراويّ وختام عيبة الحاوي» وقفت عليه بخطّه، وذكر أنه جمعه بقرب من العشرين وستمائة، واستفاده منه أصحابه وجملة من أشياخه وقيدوا منه وانتفعوا به، وصنّف حينئذ «معجم شيوخ القاضي أبي الوليد الباجي» ورواه أصحابه، وقد وقفت أيضا عليه بخطه. وانتصب للإقراء وتدريس العربية ومعظم شيوخه أحياء، وحمل عنه العلم واستجيز وهو ابن العشرين سنة، ولم يزل عاكفا على استفادة العلم وإفادته منقطعا لخدمته لا يشغله عنه شاغل، شغفا به وحرصا عليه، صابرا على شدّة الفقر وقلّة ذات اليد، راضيا بحاله ذلك غير متشوّف إلى عرض من الدنيا. وله برنامج حفيل استوعب فيه ذكر شيوخه إلى عام خمسة وثلاثين وستمائة، سمّاه «تقية الوارد ونخبة مستفاد الوافد» ويشتمل على مئات من الرجال وجماعة من النساء. وعمل فهارس لطائفة من أشياخه كأبي أميّة وأبي الوليد ابن الحاجّ وغيرهما، ظهر في ذلك كله جودة اختياره وحسن ترتيبه وفضل اقتداره، ووصل كتاب «صلة» الحافظ أبي القاسم بن بشكوال بتقاييد كثيرة لم يتم غرضه منها، ولا أمهلته المنيّة إلى تخليصها وإخراجها من مسوّدتها.
وأورد المراكشي له شعرا، ثم قال: مولده حسبما نقلته من خطّه في جمادى الأولى من سنة إحدى وستمائة بموافقة ينير، وتوفي بإشبيليّة والعدوّ- دمّرهم الله- محاصرون لها الحصار الأول، أرى ذلك سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وهي سنة احتراق العطارين.
وقال السيوطي: ومات بإشبيليّة سنة ثنتين، أو ثلاث، أو أربع، أو خمس وأربعين وستمائة.
ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لم يذكر المرحوم «عمر رضا كحّالة» صاحب هذه الترجمة في «معجم المؤلّفين» ولا في «المستدرك» مع أنه من شرطه.
[2]
انظر عن (عبد الله بن عبد العزيز) في: الجزء المتضمّن الحوادث ووفيات (611- 620 هـ.) من هذا الكتاب، رقم 452 في ترجمة أسد الشام.
[3]
انظر عن (أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز) في: معجم شيوخ الذهبي 38 رقم 35، والعبر
من أصحاب الشّيخ عبد الله اليونينيّ.
توفّي في ثامن رجب. وكان من الصّالحين الأولياء.
حكى شيخنا ولده أحمد قَالَ: عنَّفني مرَّةً وانزعج فقال: وا لك، أَنَا قضيت إلى يومي هذا صلاةَ أربعين سنة.
وحدَّثني فقيرٌ قَالَ: أفتاك أبوك سنة بثلاثة دراهم، اشترى بدرهم دقيق وبدرهم سمْن وبدرهم عسل، ولّته وجعله ثلاثمائة وستّين كبّة، كَانَ يُفْطر كلّ ليلة عَلَى كبّة.
وقيل إنّه عمل مرّة مجاهدة تسعين يوما، يُفطِر كلّ ليلةٍ عَلَى حِمصة حتّى لا يواصل.
وقال الشَّيْخ إسرائيل بْن إِبْرَاهِيم: كَانَ الشَّيْخ عَبْد اللَّه بْن عزيز إذا دخل رجب تمارض ويأكل فِي كلّ عشرة أيّام أكلة.
وحكى العماد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: أخبرني الشَّيْخ إِبْرَاهِيم البطائحيّ قَالَ: كَانَ فِي المِزّة شابٌّ يشرب، فَقَالَ الشَّيْخ عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز:
أحضِروه لعلَّه يتوب. وكان يُحسِن إلى جماعة المِزّة.
قَالَ: فدعا إنسان الشَّيْخ عَبْد اللَّه وأصحابَه وحضر الشّابّ، فأنشد فقير أبياتا فطاب الشَّيْخ، وكان ثَمَّةَ شمعةٌ فجعل الشّيخ لحيته عليها وبقيت النّار تخرج من خَلَلها. وكان الشَّيْخ كَثّ اللّحية، فوقع الشّابّ عَلَى رِجْليّ الشَّيْخ وتاب، وجاء منه رجلٌ صالح.
وحكى غيرُ واحدٍ من أهل المِزّة أنّهم شاهدوا الشَّيْخ والنّار تخرج من خَلَل لحيته وأنّ الشّابّ تاب. وهذه حكاية صحيحة.
وقال الشَّيْخ يوسف الزّاهد: قدمت من الحجّ وأنا عريان، قال: فخطر لي
[5] / 393، وشذرات الذهب 5/ 443، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 322 رقم 1644.
أنّ ما فِي دمشق مثل الشَّيْخ عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز، فذكرته للشّيخ مُحَمَّد السّلاويّ فَقَالَ: وأزيدك، ما فِي الشّام.
وعن الشَّيْخ عَلِيّ الشِّبْليّ قَالَ: احتاجت زوجتي إلى مقنِّعة وطالَبَتْني، فقلت: عليَّ دَينٌ خمسة دراهم فمن أَيْنَ أشتري لك؟ فنمتُ فرأيتُ كأنّ من يقول لي: إن أردت أن تنظر إلى إِبْرَاهِيم الخليل فانظُر إلى الشَّيْخ عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز. فلمّا أصبحت أتيته بقاسيون، فقال لي: وا لك يا عليّ اجلِس. وقام إلى منزله وعاد ومعه مُقَنِّعة وفي طَرَفها خمسة دراهم. فرجعت. وكان عندنا وردٌ فجمعتْهُ المرأةُ وأتت بِهِ إلى بيت الشَّيْخ عَبْد اللَّه، فوجدت زوجته وما عَلَى رأسها سوى مِئْزَرٍ معقودٍ تحت حِنكها، رضي الله عنها.
وحكى ولده الفقيه أَحْمَد قَالَ: قَالَ أَبِي: واللَّهِ ما نظرتُ إلى فقير إلّا قلت: هذا خيرٌ منّي.
قلت: وبَلَغَنَا أنّ الشَّيْخ عَبْد اللَّه كَانَ كثيرا الذِّكر كثير الإيثار مَعَ الفقر، كبير القدرْ، بعيد الصِّيت. صحِب الشَّيْخ عَبْد اللَّه اليونينيّ الكبير مدّة.
وقبره بسفح قاسيون بقرب التُّربة المعظَّمة، رحمه الله.
وروى لنا ولده عَن ابن الزُّبَيْديّ.
ومن مناقب ابن عزيز فيما رَوَاهُ ابن العزّ عُمَر خطيب زَمْلَكا عَن الشَّيْخ مُرّيّ خادم ابن عزيز أنّ الشَّيْخ كَانَ إذا رَأَى الفقيرَ قَالَ: ما تجي تعمل عندي فِي جُبّ. فإذا أجاب قَالَ: عَلَى شرط أيّ شيء جاءنا فُتُوح تأخذه. فكان إذا عمل الفقير عُمْقَ شِبْرَيْن فإنْ أُتَيَ الشّيخ بشيءٍ دفعه إِلَيْهِ. فإذا راح عمد الشَّيْخ فطمّ ما حفره الفقير.
186-
عَبْد اللَّه بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله ابن النّخّال [1] .
[1] انظر عن (عبد الله بن عمر بن النخال) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ رقم 2494 ضمن ترجمة أخيه «محمد» ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432 وفيه تصحّف إلى:«النحال» بالحاء، وسير أعلام النبلاء 23/ 213 رقم 129، وذيل التقييد للفاسي 2/ 50، 51 رقم 1138.
أَبُو بَكْر البغداديّ البوّاب، الرّجل الصّالح.
سَمِعَ من شُهْدَة كتاب «المصافحة» ، والرّابع من «المَحَامليّات» ، وغير ذَلِكَ.
روى عَنْهُ: مجد الدّين العديميّ، وفتاه بَيْبَرس، وَالشَّيْخ مُحَمَّد القزّاز.
وما أدري تُوُفّي فِي هذه السّنة أو عَلَى أثرها.
وقد أجاز للمطعم، والبُحَيْريّ، وبنت الواسطيّ، وطائفة.
187-
عَبْد اللَّه بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن سعد.
الشّمس أَبُو مُحَمَّد المقدسيّ، أخو الجمال أَحْمَد.
سَمِعَ من: حنبل، وابن طَبَرْزَد.
روى عَنْهُ شيوخنا: أَبُو مُحَمَّد الفارقي، وأبو علي بن الخلال، والصدر الأرموي.
ومات فِي جمادى الأولى.
188-
عَبْد اللَّه بْن الشيخ أَبِي عُمَر [1] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدامة.
الإِمَام الخطيب شَرَفُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد المقدسيّ، خطيب جامع الجبل.
كَانَ فقيها عالِمًا، ديّنا، ورِعًا، صالحا، قليل الكلام، وافر الحُرمة، كبير القدْر.
وُلِدَ فِي رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ الخِرَقيّ، وجماعة.
وبمصر من: البُوصِيريّ، وإسماعيل بْن ياسين، والأَرْتاحيّ.
وببغداد: المبارك بْن المعطوش، وأبا الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وعبد الله بن أبي المجد، وجماعة.
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي عمر) في: ذيل الروضتين 177، والعبر 5/ 176، والإشارة إلى وفيات الأعيان 345، وسير أعلام النبلاء 23/ 146 دون ترجمة، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 234، 235 رقم 342، ومختصره 71، والمنهج الأحمد 379، والمقصد الأرشد، رقم 537، والدرّ المنضّد 1/ 383 رقم 1058.
واشتغل ببغداد وبدمشق عَلَى عمّه الشَّيْخ الموفَّق.
روى عَنْهُ: الشَّيْخ محمود الدَّبيثيّ، وابن أخيه أَحْمَد بْن مُحَمَّد الدَّشْتيّ، وَمُحَمَّد بْن مُحَمَّد الكنجي، والشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وَمُحَمَّد ابن خطيب بيت الآبار، والنّجم إِسْمَاعِيل بْن الخبّاز، وجماعة درجوا إلى اللَّه تعالى، والقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وعيسى المُطْعم، وطائفة سواهم.
وقد سَمِعَ منه: الشَّيْخ الضّياء، وذكره فِي شيوخه. وورّخ وفاته فِي العشرين من جمادى الآخرة. ثمّ مات بعده بأسبوع.
189-
عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفضل [1] مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد بْن الوليد.
أَبُو منصور البغداديّ، الحافظ [2] .
أحد من عُني بهذا الشّأن ورحل فِيهِ.
سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن الأخضر الحافظ، وَعَبْد العزيز بْن منيب، ومسعود بْن بركة، وطائفة ببغداد.
والحافظ عَبْد القادر بحرّان، وأبا هاشم عَبْد المطَّلب بحلب، والتّاج الكنديّ، وابن الحرستانيّ بدمشق.
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي الفضل) في: تكملة الإكمال لابن نقطة 2/ 38 رقم 1083، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 28، وتلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن الفوطي 5/ 859 رقم 1970، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 405- 409 رقم 306، والمشتبه في الرجال 1/ 151، والمعين في طبقات المحدّثين 201 رقم 2131، وسير أعلام النبلاء 23/ 213، 214 رقم 130، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 233 رقم 340، ومختصره 70، والمنهج الأحمد 378، وتوضيح المشتبه 2/ 296، وتبصير المنتبه 1/ 251، والدرّ المنضّد 1/ 382، 383 رقم 1056، وشذرات الذهب 5/ 219، وتاريخ علماء المستنصرية 1/ 331.
[2]
وقال ابن نقطة في (تكملة الإكمال 2/ 38) قال لي أبو بكر بن تميم بن البندنيجي وغيره إنّ اسمه الّذي سمّي به: «جزيرة» . (بضم أوله) . وهو تصغير جزرة كما في (الدرّ المنضد 1/ 383) .
وكان مشهورا بجَوْدة القراءة وسُرعتها، وخطّه ضعيف.
طريقته تُشْبه طريقةَ عَبْد [القادر][1] الرُّهاويّ شيخه، ومن كبار أئمّة السّنّة.
وله مصنّفات و «تاريخ» مفيدة.
تُوُفّي كهْلًا فِي ثالث جمادى الأولى [2] .
190-
عَبْد اللَّه بْن نصر بْن عَلِيّ بْن المجاور الدّمشقيّ.
أديب فاضل.
روى عَنْهُ الحافظ عَبْد العظيم شِعْرًا.
وَتُوُفّي عَن إحدى وستّين سنة بالفَيُّوم.
191-
عَبْد الجليل بْن عَبْد الجبّار [3] بْن عَبْد الواسع بْن عَبْد الجليل.
المحدّث تاج الدّين الأَبْهريّ، العدْل.
وُلِدَ بأَبْهَر بزَنْجان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
وقدِم دمشقَ فاشتغل بِهَا ونسخ الكثير.
وسمع من: حنبل، وابن طَبَرْزَد، والكِنْديّ.
روى عَنْهُ: المفتي أبو محمد الفارقي، وأبو علي بن الخلّال، والصّدر الأُرْمَوِيّ، والعماد بْن البالِسيّ، وجماعة.
وخطّه طريقة مشهورة.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل. وكان صوفيّا.
[1] إضافة من: تاريخ إربل 1/ 406.
[2]
وقال ابن المستوفي: ورد إربل في محرم سنة أربع وعشرين وستمائة ونزل بدار الحديث بها.
وهو حافظ مكبّ على كتابة الحديث. يقرأ حسنا. أخذ عن معظم رجال بغداد، وأقام عدّة سنين بحرّان، فأخذ عن عبد القادر الرهاوي، سمع الكثير، وكتب الكثير. أخبرني أنه ولد ببغداد في شهر رجب من سنة تسع وثمانين وخمسمائة. (تاريخ إربل 1/ 405، 406) .
[3]
انظر عن (عبد الجليل بن عبد الجبار) في: ذيل الروضتين 175، والمعين في طبقات المحدّثين 202 رقم 2132.
192-
عَبْد الحقّ بْن عَبْد اللَّه [1] بْن عَبْد الواحد بْن علّان [2] بْن خَلَف.
أَبُو سُلَيْمَان الخَزْرَجيّ، المصريّ، ويُعرف بابن الحَجّاج.
محدّث معروف، وُلِدَ سنة اثنتين وسبعين.
وسمع من: أَبِي القاسم البُوصِيريّ، وَأَبِي نزار ربيعة.
وبدمشق: الخضِر بْن كامل، وابن الحَرَسْتانيّ.
تُوُفّي فِي العشرين من جمادى الأولى.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ.
وهو ابن عمّ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد.
193-
عَبْد الحقّ بْن عَبْد السّلام بْن عَبْد الحقّ.
أَبُو مُحَمَّد التّميميّ الصّقليّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، المؤدّب بمسجد الرَّحبة.
وُلِدَ سنة خمسٍ وستّين.
وسمع من: يحيى الثّقفيّ.
روى عَنْهُ: الزّكيّ البرزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانيّة، وجماعة سواهم.
وبالإجازة أَبُو المعالي بْن البالِسيّ.
تُوُفّي فِي سلْخ ربيع الأوّل.
194-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن الحافظ عَبْد الغنيّ.
المقدسيّ.
تُوُفّي شابّا.
195-
عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَافِظ عَبْد الغني [3] بْن عَبْد الواحد بْن عليّ.
[1] انظر عن (عبد الحق بن عبد الله) في: الوافي بالوفيات 18/ 59 رقم 55.
[2]
هكذا في الأصل، وفي الوافي 17/ 301 وأصوله:«علّاف» بالفاء. وفي: النجوم الزاهرة 5/ 25 «علّاق» بالقاف. والله أعلم أيّها الصحيح.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الغني) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 522 في آخر ترجمة والده عبد الغني المتوفى سنة 600 هـ. ولم يذكره في وفيات هذه السنة 643 هـ، وذيل الروضتين 176، والعبر 5/ 176، 177، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 231، 232 رقم 338،
الفقيه أَبُو سُلَيْمَان المقدسيّ، مُحيي الدّين.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وثمانين.
وسمع من: أَبِيهِ، والخُشُوعيّ، وجماعة.
وبمصر من: البُوصِيريّ، وابن ياسين، والأرتاحيّ.
وببغداد من: أَبِي الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، والمبارك بن المعطوش، وعبد الله بن أبي المجد، وعمر بْن عَلِيّ الواعظ، والحسن بْن عَلِيّ بْن أُشْنانَة.
وتفقّه عَلَى الشَّيْخ الموفَّق.
وكان فقيها، متفنّنا، صالحا، خيِّرًا، عابدا، مدرّسا، من أعيان الحنابلة.
قِيلَ إنّه حفظ الكتاب «الكافي» جميعه، وكان دائم البِشْر، حَسَن الأخلاق، لطيف الشّمائل.
روى عَنْهُ: الشَّيْخ شمس الدين عَبْد الرحمن، والمجد ابن الحلوانيّة، وأبو الحسين ابن اليُونينيّ، وَأَبُو عليّ بْن الخلّال، والتّاج عَبْد الخالق القاضي، وابنه عَبْد السّلام، والشَّرَف إِبْرَاهِيم بْن حاتم، وَأَبُو بَكْر بْن الذّكريّ، وَأَبُو بَكْر بْن الدَّشْتيّ، وَأَبُو الفضل سُلَيْمَان بْن حمزة الحاكم، وطائفة سواهم.
وَتُوُفّي فِي التّاسع والعشرين من صفر.
196-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللّطيف بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَعْد.
الشَّيْخ أَبُو البركات ابن شيخ الشّيوخ النَّيْسابوريّ، ثُمَّ البغداديّ.
ولد سنة سبعين وخمسمائة.
[ () ] ومختصره 70، والوافي بالوفيات 18/ 159 رقم 203، والمنهج الأحمد 378، والمقصد الأرشد، رقم 586، والدرّ المنضّد 1/ 382 رقم 1054، وشذرات الذهب 5/ 219، 220.
وقد أضاف السيد «أيمن فؤاد سيد» إلى المصادر في تحقيقه لكتاب الوافي بالوفيات ج 18/ 159 بالحاشية رقم (203) : كتاب التكملة لوفيات النقلة، رقم الترجمة 1547، والمختصر من تاريخ ابن الدبيثي- ص 204، فأخطأ في الاثنين، فالمذكور في هذين المصدرين هو:«عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الغني بن مُحَمَّد بن سعيد (أو سعد) ابن الغسّال البغدادي» وكنيته:
أبو القاسم، ومولده في سنة 540 هـ. فليصحّح.
وسمع: أَبَاهُ، وعمّه صدر الدّين عَبْد الرّحيم، وأبا الفتح بْن شاتيل، والقزّاز.
وكان صالحا عابدا، ولي مشيخة الرّباط البِسْطاميّ.
وبالإجازة: أَبُو المعالي ابن البالِسيّ، وَأَبُو نصر بْن الشّيرازيّ، والبُحَيْريّ، وبنت الواسطيّ، وخلْق.
قَالَ الشّريف: تُوُفّي فِي ثالث ذي القعدة.
197-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إلياس.
نجمُ الأُمَنَاء أَبُو مُحَمَّد الأزْديّ، الحمصيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، التّاجر.
وُلِدَ بدمشق سنة ستٍّ وخمسين.
وسمع من الحافظ أَبِي القاسم القُشَيْريّ يسيرا.
روى عَنْهُ: ابن الحُلْوانيّة، وَالشَّيْخ تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأخوه، وغيرهم.
وَتُوُفّي فِي نصف شعبان يوم الجمعة.
وروى لنا عَنْهُ شَرَفُ الدّين عشرة أحاديث.
198-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر [1] بْن بركات بْن شُحانة [2] .
المحدّث العالم، سراج الدّين، أَبُو مُحَمَّد الحرّانيّ.
تُوُفّي بميّافارقين فِي جُمادى الآخرة. وسماعاته كثيرة سنة نيّف عشرة
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: عقود الجمان لابن الشعار 3/ ورقة 246 ب، وتكملة الإكمال لابن نقطة 3/ 149، 150 رقم 2971، وتاريخ إربل 1/ 334- 337 رقم 232، وسير أعلام النبلاء 23/ 214 رقم 131، والإعلام بوفيات الأعلام 268، والمعين في طبقات المحدّثين 202 رقم 2133، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 240 رقم 346، ومختصره 72، والوافي بالوفيات 18/ 200، 201 رقم 245، والمقصد الأرشد، رقم 585، والمنهج الأحمد 380، وتوضيح المشتبه 5/ 64، وتبصير المنتبه 2/ 276، والمنهل الصافي 7/ 171 رقم 1380، والدرّ المنضد 1/ 385، 386 رقم 1062، وشذرات الذهب 5/ 220.
[2]
شحانة: بضم الشين المعجمة، وفتح الحاء المهملة وبعد الألف نون.
وستّمائة بدمشق، وحلب، ومصر، والموصل [1] .
وكتب شيئا كثيرا [2] .
سَمِعَ: القاضي أَبَا القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وداود بْن ملاعب، والافتخار الهاشميّ، ومِسْمار بْن العُوَيْس، وخلقا كثيرا.
وكان ثقة، فَهمًا، حَسَن المذاكرة [3] .
روى عَنْهُ بالإجازة أَبُو نصر بْن الشّيرازيّ.
199-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [4] بْن عَبْد العزيز.
وجيهُ الدّين أَبُو القاسم اللَّخْميّ القُوصيّ، الحنفيّ، الفقيه.
وُلِدَ بقُوص سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة.
[1] وقال ابن نقطة: ودخل بغداد في سنة تسع عشرة وستمائة فسمع بها من أصحاب الأرموي.
(تكملة الإكمال 3/ 150) .
[2]
وقال مجير الدين الحنبلي: وكانت له بنت عمياء تحفظ كثيرا إذا سئلت عن باب من العلم من الكتب الستة ذكرت أكثره وكانت أعجوبة في ذلك. (الدرّ المنضّد 1/ 386) .
[3]
وقال ابن المستوفي: قدم إربل في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وستمائة. حافظ مؤرّخ، عمل لحرّان تاريخا يدخل في أربعين جلدا. عنده محفوظات كثيرة للمحاضرة. سألته عن مولده فقال: لا أعرفه. شاب قصير. وسئل مرة أخرى عن مولده فقال: لم أبلغ الثلاثين.
أنشدني لنفسه في خامس رجب:
يا قاتلي لو أنّ قلبك جلمد
…
وشكوت أشواقي لرقّ الجلمد
قيل اكتسيت الذّلّ بعد مهابة
…
وبك اشتفى منّي العدي والحسد
وسهرت في حبّيك ليلي لم أنم
…
أتراك مثلي ساهرا لا ترقد
ويلاه من نار بقلبي أضرمت
…
ما إن لها إلّا رضابك مبرد
وقسيّ سحر من لحاظك فوّقت
…
فأصيب قلبي المستهام المكمد
(تاريخ إربل) .
[4]
انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد للأدفوي 295، 296 رقم 227، وسير أعلام النبلاء 23/ 146 دون ترجمة، والجواهر المضية 2/ 394، 395 رقم 785، والوافي بالوفيات 18/ 259 رقم 312، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 34، والمقفّى الكبير للمقريزي 4/ 74 رقم 1445، وحسن المحاضرة 1/ 465، 466، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 284، 285، والطبقات السنية، برقم 1196، والخطط التوفيقية 14/ 138، والأعلام 4/ 105، ومعجم المؤلفين 5/ 180.
وسمع بمصر من: عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ النَّحْويّ، وعليّ بْن هبة اللَّه الكامليّ، ومحمود بْن أَحْمَد بْن الصّابونيّ، والقاسم بْن عساكر.
وعنه: ابن الحُلْوانيّة، والدّمياطيّ، وَأَبُو الْحَسَن الغرافيّ، وغيرهم.
وكان أديبا شاعرا مَعَ ما فِيهِ من التّبحّر بمذهبه فإنّه درس وأفتى وناظَرَ وطال عُمره [1] .
وَتُوُفّي فِي سابع ذي القعدة بالقاهرة.
200-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مقرَّب [2] بْن عَبْد الكريم.
الحافظ المفيد، أسعد الدّين، أَبُو القاسم الكِنْديّ، الإسكندرانيّ، المعدّل.
ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
وقرأ بنفسه عَلَى: البُوصِيريّ، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن مُوقا، وَأَبِي الفضل الغَزْنَويّ، والأَرْتاحيّ، وبنت سعد الخير، وجماعة.
ولزِم الحافظ أَبَا الْحَسَن بْن المفضّل وتخرَّج بِهِ، وخرَّج لنفسه عشرين جزءا أبان فيها عَن معرفةٍ ونَبَاهة.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الدّمياطيّ، والزَّينُ مُحَمَّد بْن منصور الورَّاق، وجماعة.
وَتُوُفّي فِي ثالث عشر صفر. وهو والد مقرّب الرّاوي عن ابن عماد.
[1] وقال ابن أبي الوفاء القرشي: وله تصانيف في فنون نظما ونثرا في المذاهب الأربعة، واللغة، والتفسير، والوعظ، والإنشاء، وله خطّ حسن.
سمع منه الحافظ المنذري وذكره في «معجم شيوخه» . (الجواهر المضية) وقال الأدفوي: جاور بمكة، شرّفها الله تعالى، ودرّس بها. ودرّس بالمدرسة العاشورية بحارة زويلة بالقاهرة.
وحدّث ودرّس وصنّف، وكان أحد الفقهاء. (الطالع السعيد) .
[2]
انظر عن (عبد الرحمن بن مقرّب) في: صلة التكملة للحسيني، ورقة 23، والمعين في طبقات المحدّثين 202 رقم 2134، وتذكرة الحفاظ 4/ 1458، والإشارة إلى وفيات الأعيان 344، والإعلام بوفيات الأعلام 267، والعبر 5/ 177، وسير أعلام النبلاء 23/ 215 رقم 132، والوافي بالوفيات 18/ 285، 286 رقم 338، والنجوم الزاهرة 6/ 354، وشذرات الذهب 5/ 220.
201-
عَبْد [الرحيم][1] بْن الإِمَام أَبِي الْحَسَن عَلِيّ [2] بْن إِبْرَاهِيم بْن نجا.
أَبُو سعد الخير الأَنْصَارِيّ.
وُلِدَ بدمشق سنة أربعٍ وخمسين.
وسمع من: والديه.
وأجاز لَهُ: أَبُو موسى المَدِينيّ، وجماعة.
وتهاون بِهِ أَبُوهُ ولم يُسمّعه فِي صِغَره ولا استجاز لَهُ.
تُوُفّي بالقاهرة فِي ربيع الأوّل.
وقد سَمِعَ منه الزّكيّ المنذريّ.
وروى عَنْهُ: الدِّمياطيّ، وغيره.
202-
عَبْد الرّزّاق بْن أَبِي الغنائم [3] بْن ياسين بْن العلاء.
أَبُو مُحَمَّد مهذّب الدّين الدّقُوقيّ، العراقيّ، الضّرير، المقرئ، الشّاعر.
قدِم الشّامَ شابّا فسمع بِهَا من عَبْد اللّطيف بْن أَبِي سعد لمّا قدِمَها، ومن:
القاسم بْن عساكر، والمفضّل بْن عَقِيل، والخطيب الدَّوْلَعيّ، وَأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن يوسف الآمُليّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: زين الدّين الفارِقيّ، والبدر بْن الخلّال، والعماد بْن البالِسيّ، وغيرهم.
ومات فِي ثامن شعبان بدمشق.
203-
عَبْد السّلام بْن ممدود بْن أَبِي الوحش.
أَبُو مُحَمَّد بن السّيوريّ، الشّيبانيّ.
سمع من: الخشوعيّ.
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من مصادر ترجمته.
[2]
انظر عن (عبد الرحيم بن علي) في: صلة التكملة للحسيني، ورقة 25.
[3]
انظر عن (عبد الرزاق بن أبي الغنائم) في: نكت الهميان 190، 191، والوافي بالوفيات 18/ 409 رقم 419.
وَتُوُفّي فِي رجب وله ستّون سنة.
حدَّث وأجاز.
204-
عَبْد السّلام بْن برتقش.
القضائيّ الزَّكَويّ.
كان برتقش تَسَمّى بإسحاق.
روى عَن: الخُشُوعيّ، وَعَبْد اللّطيف الصّوفيّ.
وعنه: ابن الحلوانيّة، وغيره.
مات في جمادى الأولى.
205-
عبد السّيّد بن أبي الرجاء مظفّر بن أبي عبد الله محمد بن محفوظ بن صَصْرَى.
أَبُو مُحَمَّد التّغلبيّ الدّمشقيّ.
حدّث عَن: عَبْد الكريم بْن الهادي.
وسمع منه الطَّلَبة.
ومات فِي سادس عشر ربيع الآخر.
روى عَنْهُ: البهاء بْن عساكر بالإجازة.
206-
عَبْد الكريم بْن أَبِي الفتح.
الحَبَقيّ، الفقيه.
دمشقيٌّ يروي عَن: الخُشُوعيّ.
ثنا عَنْهُ: الفخر بْن عساكر.
وَتُوُفّي فِي جمادى الأولى.
207-
عَبْد اللّطيف بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عساكر.
أبو الحسن ابن زين الأمناء.
والد شيخنا عبد المنعم [1] .
[1] مات سنة 700 هـ. (معجم شيوخ الذهبي 335 رقم 481) .
كَانَ صالحا متزهّدا.
تُوُفّي، رحمه الله، فِي شوّال.
208-
عَبْد المحسن بْن حمّود [1] بْن المحسّن بْن عَلِيّ.
المولى أمين الدّين، أَبُو الفضل التّنوخيّ، الحلبيّ، الكاتب المنشئ البليغ.
وُلِدَ سنة سبعين وخمسمائة.
ورحل فسمع بدمشق من: حنبل، وابن طَبَرْزَد، وابن الزّنف، وَأَبِي اليُمْن الكِنْديّ، وطائفة.
وعُنِي بالأدب.
وجمع كتابا فِي عشرين مجلّدة فِي الأخبار والنّوادر، روى فِيهِ بالأسانيد.
وله دِيوان شعر، وديوان ترسُّل.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، والزّيْن الفارقيّ شيخنا، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وَالشَّيْخ عَلِيّ بْن هارون، والعماد بْن البالِسيّ.
ومن شِعره:
اشتغِلْ بالحديث إنْ كنتَ ذا
…
فهم ففيه المُرادُ والإِيثارُ
فهو للعِلم مُعْلِّمٌ وبه
…
بين ذوي الدّين تحسن الآثار
[1] انظر عن (عبد المحسن بن حمّود) في: التذكرة لابن العديم (مصوّر) 96، 97، وعقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2325) ج 4/ ورقة 53 أ، وقلائد الجمان، 4/ 105- 125، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 757، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 34، والعبر 5/ 177، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، وسير أعلام النبلاء 23/ 215، 216 رقم 133، وفوات الوفيات 2/ 293- 296، والوافي بالوفيات 19/ 138- 140 رقم 118، وذيل التقييد للفاسي 2/ 153 رقم 1331 وفيه «عبد المحسن بن محمود» وهو خطأ، والنجوم الزاهرة 6/ 353، وشذرات الذهب 5/ 220، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 22، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 381- 383 رقم 203، وإيضاح المكنون 1/ 491 و 2/ 523، وكشف الظنون 1758، وهدية العارفين 1/ 621، والأعلام 4/ 295، ومعجم المؤلفين 6/ 172، وتاريخ الأزمنة للدويهي 226.
وذكره ابن الغزّي في: ديوان الإسلام مرتين: ج 2/ 193، 194 رقم 819 وج 3/ 276 رقم 1424.
إنّما الرّأيُ والقياس ظَلامٌ
…
والأحاديثُ للورى أنوارُ
كُنْ بما قد علِمتَهُ عاملا
…
فالعِلْم دَوحٌ منهنّ تُجنى [1] الثَمارُ
وإذا كنتَ عالما [2] وعليما
…
بالأحاديث لن تمسَّكَ النارُ [3]
وقد كتب أمين الدّين ابن حمّود لعزّ الدّين أَيْبَك صاحب صَرْخَد ووَزَرَ لَهُ، وكان ديّنا كامل الأدوات [4] .
تُوُفّي فِي الرّابع والعشرين من رجب.
209-
عَبْد الملك بْن عَبْد الوهّاب بْن زين الأُمَناء بْن عساكر.
أَبُو الوفاء.
من علماء المحدّثين وفُضَلائهم. كتب وأجاد وخرَّج.
وقرأ عَلَى الشّيوخ. ولو عاش لتعيّن.
مات فِي المحرَّم وله اثنتان وثلاثون سنة.
[1] في الوافي 19/ 138 «تجبى» .
[2]
في الوافي 19/ 138: «عاملا» .
[3]
في الوافي 19/ 138: «نار» .
[4]
ومن شعره:
رشقت فؤادي عن قسيّ حواجب
…
يفعلن فيه وفي غير الواجب
فكأنّ حاجبها الأزجّ وقد بدا
…
نون أجادته صناعة كاتب
وأنشد في غلام راكب أشهب:
ولابس حلّة الجمال
…
يميس في حلية الدلال
أغنت عن القوس حاجباه
…
ومعسّلتاه عن النبال
وافترس الناس منه
…
وبه ينظر عن مقلتي غزال
مرّ على أشهب فقلنا
…
تبارك الله ذو الجلال
من أنبت الغصن في كثيب
…
وسخّر الصبح للهلال
(التذكرة 96، 97) .
وقال سبط ابن الجوزي: وأنشدني لما نزل الفرنج على الطور في سنة 614:
قل للخليفة لا زالت عساكره
…
لها إلى النصر إصدار وإيراد
إن الفرنج بحصن الطور قد نزلوا
…
لا تغفلنّ فإنّ الطور بغداد
(ذيل مرآة الزمان) وله شعر كثير في: قلائد الجمان لابن الشعار الموصلي، والوافي بالوفيات، وفوات الوفيات، وغيره.
سَمِعَ: جدّه، وابن اللّتّيّ.
210-
عَبْد الوهّاب بْن مَعَدّ بْن أَحْمَد بْن الواثق.
أَبُو مُحَمَّد العبّاسيّ البغداديّ.
روى عَن: عُبَيْد اللَّه بْن شاتيل.
ومات فِي ثامن عشر صفر.
211-
عُبَيْد اللَّه بْن جُبارة.
المرداويّ الصّالحيّ، الفقيه الحنبليّ.
تُوُفّي بالجبل فِي جمادى الآخرة.
212-
عتيق بْن أَبِي الفضل [1] بْن سلامة بْن عَبْد الكريم بْن ثابت.
العدْل أَبُو بَكْر السَّلَمانيّ، الشّاهد تحت السّاعات.
وُلِدَ سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
وسمع الكثير من: أَبِي القاسم الحافظ.
وسمع أيضا من: أَبِي المعالي عَلِيّ بْن خلدون، ومن: أَبِي طَالِب مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عبدان.
وكان كثير التّلاوة مواظبا عَلَى الصَّلوات فِي جماعة. وعنده مُزاح ودُعابة.
روى عَنْهُ: الحافظ زكيُّ الدّين البِرْزاليّ مَعَ تقدّمه، وَأَبُو مُحَمَّد الجزائريّ، وَأَبُو الفضل الإربليّ الذّهبيّ، وَأَبُو الفضل بْن عساكر، وابن عمّه الفخر، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، والعلاء بْن البقّال، والخطيب شَرَف الدّين الفَزَاريّ، وآخرون.
وحضر عَلَيْهِ أَبُو المعالي بْن البالِسيّ جميع كتاب «المجالسة» بسماعه سوى الأوّل والثّامن بفَوْت، والخامس عَلَى ابن عساكر.
[1] انظر عن (عتيق بن أبي الفضل) في: صلة التكملة للحسيني، ورقة 38، والعبر 5/ 177، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، وسير أعلام النبلاء 23/ 221، 222 رقم 140، وذيل التقييد للفاسي 2/ 163، 164 رقم 1359.
وحضر عليه «الأربعين المساواة» لابن عساكر، و «مجلس فضل رجب» وهو السّادس بعد الأربعمائة.
وحضر عَلَيْهِ «عوالي» حِسانًا، والأوّل والثّاني من «سباعيّات» الحافظ، و «جزء» أبي معاذ الشّاه وما معه، و «سداسيّات» الفُرَاويّ، وغير ذَلِكَ.
تُوُفّي فِي الثّاني والعشرين من ذي القعدة ودُفن بمقبرة باب الفراديس.
213-
عثمان بْن حامد.
الفقيه.
تُوُفّي بدمشق فِي جمادى الآخرة.
214-
عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن عُثْمَان بن مُوسى بن أبي نصر.
[1] انظر عن (عثمان بن عبد الرحمن) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 757، 758، ومفرّج الكروب لابن واصل 5/ 143، وذيل الروضتين 175، 176، ووفيات الأعيان 2/ 243- 245 رقم 411، وصلة التكملة للحسيني، ورقة 27، وملء العيبة للفهري 3/ 217، 218، وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي، تحقيق أكرم البوشي وإبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، بيروت- ج 4/ 214- 218، والمختصر في أخبار البشر 3/ 174، ونهاية الأرب 29/ 318، والمعين في طبقات المحدّثين 202 رقم 2136 وفيه:«تقيّ الدين أبو عمرو بن عثمان» وهذا وهم، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430- 1433، وسير أعلام النبلاء 23/ 140- 144 رقم 100، والإشارة إلى وفيات الأعيان 344، والإعلام بوفيات الأعلام 267، والعبر 5/ 177، 178، ودول الإسلام 2/ 112، وبرنامج الوادي آشي 269، وتاريخ ابن الوردي 2/ 175، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 326- 336 (5/ 137) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 41 رقم 730، ومرآة الجنان 4/ 108- 110، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 172 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 167 و 168، 169، وتاريخ علماء بغداد (المنتخب المختار) لابن رافع، 130- 133، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 444- 446 رقم 414، والوفيات لابن قنفذ 316، 317 رقم 642، وذيل التقييد للفاسي 2/ 169، 170 رقم 1369، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 415، والنجوم الزاهرة 6/ 354، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي 602، وطبقات الحفاظ للسيوطي 499، 500، والأنس الجليل للعليمي 2/ 449، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 377، 378، وكشف الظنون 48، 70، 836، 1100، 1161، 1218، 1219، 1297، 1830، 2008، 2009، ومفتاح السعادة 2/ 60، 61، و 147، 148 و 355، وحاشية البغدادي على شرح بانت سعاد 1/ 471، وشذرات الذهب 5/ 221، 222، وطبقات الشافعية لابن هداية الله
الإِمَام مفتي الإِسْلَام تقيّ الدّين أَبُو عَمْرو ابن الإِمَام البارع أَبِي القاسم صلاح الدّين النَّصريّ، الكُرديّ، الشَّهْرَزُوريّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ سنة سبْع وسبعين، وتفقّه عَلَى والده الصّلاح بشَهْرَزُور، وكان والده شيخ تِلْكَ النّاحية، ثُمَّ نقله إلى المَوْصِل فاشتغل بِهَا مدّة، وبرع فِي المذهب.
قَالَ ابن خَلِّكان فِي «تاريخه» : بَلَغَني أَنَّهُ كرّر عَلَى جميع «المهذّب» ولم يَطرَّ شاربُه، ثُمَّ ولي الإعادة عَنْهُ العلّامةُ العمادُ بْن يونس.
قلت: وسمع من: عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن السّمين، ونصر اللَّه بْن سلامة الهيْتيّ، ومحمود بْن عَلِيّ المَوْصِليّ، وَعَبْد المحسن ابن خطيب المَوْصِل، وَعَبْد اللَّه بْن أَبِي السّنان بالمَوْصِل.
ورحل وله بضْعٌ وعشرون سنة إلى بغداد، فسمع بِهَا من أَبِي أَحْمَد عبد الوهّاب ابن سُكَيْنة، وعمر بْن طَبَرْزَد، وبدُبَيْس من: إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الخبّاز، وبهَمَذَان من: أَبِي الفضل بْن المعزّم، وجماعة.
وبنَيْسابور من: منصور الفُرَاويّ، والمؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بْن الصّفّار، وَمُحَمَّد بْن الْحَسَن الصّرام، وَأَبِي المعالي بْن ناصر الأَنْصَارِيّ، وأبي النّجيب إسماعيل القارئ، وزينب الشّعريّة.
[220،) ] وصلة الخلف للروداني 215 و 245 و 306 و 398، وديوان الإسلام لابن الغزّي 3/ 214، 215 رقم 1341، والتاج المكلّل للقنوجي 80، والإشارات إلى أماكن الزيارات للحوراني 37، 38، والزيارات للعدوي 84، 85، وهدية العارفين 1/ 654، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 202- 211، وذيله 1/ 612، والأعلام 4/ 207، ومعجم المؤلّفين 6/ 257، والمستدرك على المعجم 457، 458، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 65، وفهرس الفقه الشافعيّ بالظاهرية 163، وفهرس مخطوطات التاريخ بالظاهرية 249- 251، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 127 رقم 1107.
وانظر مقدّمة كتاب «أدب المفتي والمستفتي» لابن الصلاح بتحقيق الدكتور محيي هلال السرحان. ومقدّمة كتاب «طبقات الفقهاء الشافعية» له، بتحقيق محيي الدين علي نجيب- طبعة دار البشائر الإسلامية، بيروت 1413 هـ. / 1992 م.
وبمرو من: أبي المظفر عبد الرحيم بن السّمعاني، وَمُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المُوسَوِيّ، وَأَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد السّنْجيّ، وَمُحَمَّد بْن عُمَر المسعوديّ، وجماعة.
ودخل الشّام فِي سنة سبْع عشرة أو قبلها فسمع من: الموفّق شيخ الحنابلة، وزَيْن الأُمَناء، وأخيه المفتي فخر الدّين.
وسمع بحلب من: أَبِي مُحَمَّد ابن الأستاذ.
وقد ورد دمشق قبل ذَلِكَ، وسمع من: القاضي جمال الدّين بْن الحَرَسْتانيّ.
وسمع بحرّان من: الحافظ عَبْد القادر.
ثُمَّ فِي النّوبة الثّانية درَّس بالقدس بالمدرسة الصّلاحيّة، فلمّا خرّب المعظَّم أسوار القدس قدِم دمشق ووُليّ تدريس الرّواحيّة.
ووُليّ سنة ثلاثين مشيخة الدّار الأشرفيّة، ثُمَّ تدريس الشّاميّة الصُّغْرى.
وكان إماما بارعا، حُجّة، متبحِّرًا فِي العلوم الدينيّة، بصيرا بالمذهب ووجوهه، خبيرا بأُصوله، عارفا بالمذاهب، جيّد المادّة من اللّغة والعربيّة، حافظا للحديث متفنِّنًا فِيهِ، حَسَن الضَّبْط، كبير القدْر، وافر الحُرْمة مَعَ ما هُوَ فِيهِ من الدّين والعبادة والنُّسُك والصّيانة والورع والتَّقْوى. فكان عديم النّظير فِي زمانه.
قَالَ ابن خَلِّكان [1] : كَانَ أحد فُضَلاء عصره فِي التّفسير، والحديث، والفقه، وله مشاركة فِي فنونٍ عدّة، كانت فتاويه مسدَّدة، وهو أحد أشياخي الّذين انتفعتُ بهم. وكان من العِلم والدّين عَلَى قَدَمٍ حَسَن. أقمتُ عنده للاشتغال ولازمته سنة اثنتين وثلاثين. وقد جمعت فتاويه فِي مجلّدة. وله إشكالات عَلَى «الوسيط» .
[1] وفيات الأعيان 2/ 243، 244.
وقال ابن الحاجب فِي «معجمه» : إمام ورع، وافر العقلِ، حَسَن السَّمْت، متبحّر فِي الأُصُول والفروع، بالَغَ فِي الطَّلَب حتّى صار يُضْرب بِهِ فِيهِ المَثَل، وأجهد نفسَه فِي الطّاعة والعبادة.
قلت: وكان حَسَن الاعتقاد عَلَى مذهب السِّلَف، يرى الكَفَّ عَن التّأويل، ويؤمن بما جاء عَن اللَّه ورسوله عَلَى مُرادهما. ولا يخوض ولا يتعمّق.
وفي فتاويه: سُئل عمّن يشتغل بالمنطق والفلسفة فأجاب: الفلسفة أسُّ السَّفَه والانحلال، ومادّة الحَيْرة والضّلال، ومقال الزَّيْغ والزَّنْدَقة. ومَن تفلسَفَ عَمِيَتْ بصيرتُه عَن محاسن الشّريعة المؤيَّدة بالبراهين. ومن تلبَّس بِهَا قارنه الخذْلان والحرمان، واستحوَذ عَلَيْهِ الشّيطان، وأظلم قلبُه عَن نُبُوَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
إلى أن قَالَ: واستعمال الاصطلاحات المنطقيّة فِي مباحث الأحكام الشّرعيّة من المُنْكَرَات المستبشَعَة، والرّقاعات المستَحْدَثَة، وليس بالأحكام الشّرعيّة، وللَّه الحمد، افتقارٌ إلى المنطق أصلا، وهو فقاقع قد أغنى اللَّه عَنْهَا كلَّ صحيح الذِّهْن. فالواجب عَلَى السّلطان، أعزّه اللَّه، أن يَدفع عَن المسلمين شرّ هَؤُلاءِ المشائيم، ويُخرجهم من المدارس ويُبْعِدهم.
وللشّيخ فتاوٍ هكذا مُسَدَّدة، فرحِمه اللَّه ورضي عَنْهُ.
وكان معظّما فِي النّفوس، حَسَن البِزَّة، كثير الهَيْبة، يتأدَّب معه السّلطان فمَن دونه [1] .
تفقّه عَلَيْهِ كثيرٌ منهم: الإِمَام شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن نوح المقدسيّ، والإِمَام شهاب الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل أَبُو شامة، والإِمَام كمال الدّين سلار، والإِمَام كمال الدّين إِسْحَاق، والإمام تقيّ الدّين ابن رزين قاضي الدّيار المصريّة، والعلّامة شمس الدّين ابن خَلِّكان قاضي الشّام.
وروى عَنْهُ: الفخر عُمَر بْن يحيى الكرْجيّ، والمجد يوسف بْن المِهْتار،
[1] في وفيات الأعيان 2/ 243، 244.
وابنه مُحَمَّد، والتّاج عَبْد الرَّحْمَن شيخ الشّافعيّة، والجمال أبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، والزَّيْن عَبْد اللَّه بْن مروان مفتي الشّافعيّة، والجمال عَبْد الكافي الرَّبَعيّ، والشَّرَف أَحْمَد الفَزَاريّ، والشَّرَف أَحْمَد بْن عساكر، والكمال عَبْد اللَّه بْن قوام، والشّهاب مُحَمَّد بْن مُشَرَّف، والشَّرَف عُمَر بْن خواجا إمام، والصّدر مُحَمَّد بْن يوسف الأُرْمَوِيّ، والشّمس مُحَمَّد بْن يوسف الذّهَبيّ، والعماد مُحَمَّد بْن البالِسيّ، والشَّرف ابن خطيب بيت الآبار، والقاضي أَحْمَد بْن عَلِيّ الحنبليّ، والشّهاب مُحَمَّد بْن العفيف، وغيرهم.
وانتقل إلى رحمة اللَّه فِي سَحَر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر، وحمل على الرّؤوس، وازدحم عَلَيْهِ الخلْق. وكانت عَلَى جنازته هيبة وخشوع، فَصُلِّيَ عَلَيْهِ بالجامع، وشيّعوه إلى عند باب الفَرَج، فَصُلِّيَ عَلَيْهِ بداخله ثانية، ورجع النّاس لأجل حصار البلد بالخَوارَزْميّة، وخرج بِهِ دون العشرة ودفنوه بمقابر الصُّوفيّة، وقَبْرُه فِي طرفها الغربيّ عَلَى الطّريق ظاهر. وعاش ستّا وستّين سنة.
215-
عقيل بْن نصر اللَّه بْن عقيل بْن المُسَيَّب بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد.
شَرَفُ الدّين أَبُو طَالِب بْن أَبِي الفِتْيان بْن أَبِي طَالِب بْن أَبِي الفوارس ابن الرّئيس أبي الحسن ابن الصّوفيّ مُحَمَّد الدّمشقيّ.
من بيت حشمة ورئاسة، وكان إمام مسجد الدّيماس [1] ، وله محفوظات، وفيه دِين وتزهُّد.
وُلِدَ سنة تسع وستّين، وسمع من: يحيى الثّقفيّ، وابن صدقة الحرّانيّ.
[1] وقال سبط ابن الجوزي: وزارني يوما بتربة حسين على ثورا في أيام المعظّم وقال: تسأله أن يعطيني مدرسته، وكان المعظّم يكرهه، فما زلت به حتى استصلحته له، فأخذ ينشدني في ذلك اليوم يقول:
احذر من الواوات أربعة
…
فهنّ من الحتوف
واو الوصيّة والوكالة
…
والوديعة والوقوف
(ذيل مرآة الزمان) .
روى عنه: ابن الحلوانية، والشيخ تاج الدين، وأخوه الخطيب شرف الدين، والفخر بن عساكر، والرّكن أحمد الطّاووسيّ، والشَّرَف مُحَمَّد ابن خطيب بيت الآبار.
وحضورا أَبُو المعالي بْن البالِسيّ.
وَتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
216-
عَلِيّ بْن الحسن بْن حمزة.
الغسّانيّ، الصّيداويّ، ثُمَّ الدّمشقيّ.
وسمع: مُحَمَّد بْن الخصيب.
وحدَّث وأجاز.
وَتُوُفّي فِي عاشر ربيع الآخر.
217-
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن [1] بْن عَلِيّ بْن منصور.
المُسْنِد الصّالح المعمَّر، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن المقيّر البغداديّ الأَزَجيّ، الحنبليّ، المقرئ النّجّار، مُسْنِد الدّيار المصريّة، بل مُسْنِد الوقت.
وُلِدَ ليلة عيد الفِطْر سنة خمسٍ وأربعين.
وأجاز لَهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الزَّاغُونيّ، ونصر بْن نصر العُكْبَريّ، وَمُحَمَّد بْن ناصر الحافظ، وسعيد بْن البنّاء، وَأَبُو الكَرَم الشَّهْرَزُوريّ، وَأَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العبّاسيّ، وجماعة.
وكان يمكنه السّماع من هَؤُلاءِ، فإنّهم كانوا أحياء في سنة خمسين وخمسمائة ببلده.
وسمع بنفسه من: شُهْدَة، ومَعْمَر بْن الفاخر، وعبدِ الحقّ اليُوسُفيّ، وعيسى بْن أَحْمَد الدُّوشابيّ، وَأَحْمَد بْن النّاعم، وَأَبِي عَلِيّ بْن شِيرُوَيْه، وجماعة.
وهو آخر من روى بالإجازة عن أولئك، وبالسّماع عن ابن الفاخر.
[1] لم يذكره النعيمي في: الدارس.
وحدَّث ببغداد، ودمشق، ومصر، ومكّة. وقدِم دمشقَ سنة اثنتين وثلاثين فأقام بِهَا سنتين. وحجّ وراح إلى مصر فأقام بِهَا. وجاور بمكّة أيضا.
وَتُوُفّي بمصر.
قَالَ التّقيُّ عُبَيْد وغيره: كَانَ شيخا صالحا كثير التّهجُّد والعبادة والتّلاوة، صابرا عَلَى أهل الحديث.
وقال الشّريف عزّ الدّين: كَانَ من عباد اللَّه الصّالحين كثير التّلاوة، مشتغلا بنفسه.
تُوُفّي ليلة نصف ذي القعدة.
قلت: حمل عَنْهُ أئمّة وحفّاظ. وأنا عَنْهُ: عَبْد المؤمن بْن خَلَف الحافظ، والضّياء عيسى السّبتيّ، والجلال عَبْد المنعم القاضي، وَأَبُو علي بن الخلال، وأبو الفضل الذهبي، وأبو الْعَبَّاس بْن مؤمن، وَمُحَمَّد بْن يوسف الحنبليّ، وعيسى المعاري، والقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وَأَبُو السُّعُود مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم المنذريّ، وزينب بِنْت القاضي محيي الدّين، والجمال ابن مكرم الكاتب، ومحمد بن المظفّر الفقيه، وصبيح الصّوابيّ، وبيبرس القيمريّ، وشِهاب بْن عَلِيّ، وشَرَف الدّين أَبُو الْحَسَن بْن اليُونينيّ، وغيرهم.
وقد انفرد بدمشق عَنْهُ: بهاء الدّين القاسم بْن عساكر بجملةٍ عالية.
وآخر من روى عَنْهُ بالسّماع وبالإجازة يونس الدّبابيسيّ بالقاهرة [1] .
[1] وقال ابن الصابوني: وكان من عباد الله الصالحين وأوليائه الورعين، مشتغلا بنفسه، مواظبا على تلاوة كتابه العزيز ودرسه، أثر الصلاح عليه لائح، وعرف القبول منه فائح. سكن دمشق مدّة سنين، لا يعرفه أحد من العالمين إلى أن ظهرت له إجازة عالية من الشيوخ المسندين، ووجد سماعه على جماعة من الأئمّة المتقدّمين، فأخذ الناس عنه، وسمعوا منه، وتبرّكوا به. ثم سافر عنها قاصدا لبيت الله الحرام. وناويا لزيارة قبر نبيّه- عليه أفضل الصلاة والسلام- فلما تمّ له ما قصده ونواه، وتحقّق لديه ثوابه وعقباه، عزم على الدخول إلى الديار المصرية لينشر بها السّنّة المحمّدية، فأقبل أهلها بوجوههم إليه، وفرحوا بأخذهم عنه وسماعهم عليه، ولازموه ملازمة الغريم، في النهار الواضح والليل البهيم، إلى أن دنا أجله
…
سمعت منه بحمد الله كثيرا بدمشق ومصر وتبرّكت به، وانتفعت بصحبته» .
218-
عَلِيّ بْن شاهنشاه [1] .
الأديب، أَبُو الْحَسَن.
لَهُ شِعْر كيِّس.
تُوُفّي فِي سابع ذي القعدة. أظنّه مصريّا، رحمه اللَّه تعالى.
219-
عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد.
أَبُو الْحَسَن الزُّهْريّ، الإشبيليّ.
سَمِعَ «صحيح البخاريّ» من أَبِيهِ. وأخذ القراءات عَن أَبِي بَكْر بْن صاف. والعربيّة عَن أَبِي إِسْحَاق بْن ملكون.
وولي الخطابة فِي آخر عُمره بجامع العدّبس. وولي قضاء القُضاة فِي أيّام أَبِي مروان أَحْمَد بْن مُحَمَّد الباجيّ قتيل ابن الأحمر. وقد حدَّث بيسير، وعُمِّر دهرا.
وتوفّي، رحمه الله، في ربيع الآخر [3] بالأندلس. ذكره الأبّار.
- سيف الدين عليّ بن قليج [4] .
في حرف السّين.
220-
عليّ بن محاسن [5] بن عوانة بن شهاب.
القاضي نور الدّولة أبو الحسن النّميريّ الكفربطنانيّ، ويعرف بقاضي كفربطنا.
[ () ](تكملة إكمال الإكمال 333 و 338) .
[1]
انظر عن (علي بن شاهنشاه) في: الوافي بالوفيات 21/ 152 رقم 98.
[2]
انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 3/ ورقة 76، و (المطبوع) رقم 1958، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5/ 1/ 248، 249 رقم 498، وصلة الصلة لابن الزبير 135- 137، وملء العيبة لابن رشيد الفهري 2/ 133، ومعرفة القراء الكبار 2/ 646 رقم 615، وغاية النهاية 1/ 548.
[3]
ومولده عام 550 هـ.
[4]
تقدّمت ترجمته برقم (174) .
[5]
انظر عن (علي بن محاسن) في: سير أعلام النبلاء 23/ 146 دون ترجمة.
كان كبير القرية ومحتشمها، وعلى قبره جملون ومقرئ إلى جانب مسجد أبيه.
حدّث عَن: الخُشُوعيّ.
روى عَنْهُ: الشَّيْخ تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأخوه، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، وَمُحَمَّد بْن خطيب بيت الآبار.
وحضر عَلَيْهِ أَبُو المعالي بْن البالِسيّ.
تُوُفّي فِي خامس رمضان.
ولأبيه رواية عن الحافظ ابن عساكر. ولابنه مُحَمَّد رواية عَن ابن اللّتّيّ.
وسمعنا عَلَى بِنْت ابنه ستّ القُضاة سنة بضع عشرة وسبعمائة بإجازة سِبْط السِّلَفيّ.
221-
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الصّمد [1] .
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عبد الصمد) في: معجم الأدباء 15/ 65، 66 رقم 13، ومعجم البلدان 3/ 196، وذيل مرآة الزمان 758، 759، وإنباه الرواة 2/ 311، 312 رقم 494، وعقود الجمان لابن الشعار 5/ ورقة 10، وذيل الروضتين 177، ووفيات الأعيان 3/ 340، 341 رقم 456، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 1/ 604 رقم 880، والمختصر في أخبار البشر 4/ 174، وإشارة التعيين، ورقة 36، ونهاية الأرب 29/ 319، والمعين في طبقات المحدّثين 202 رقم 2138، وسير أعلام النبلاء 23/ 122- 124 رقم 94، والإشارة إلى وفيات الأعيان 222، والإعلام بوفيات الأعلام 367، ومعرفة القراء الكبار 631- 635 رقم 596، وتذكرة الحفاظ 4/ 1432، والعبر 5/ 178، ودول الإسلام 2/ 149، والوافي بالوفيات 22/ 64- 66 رقم 17، وتاريخ ابن الوردي 2/ 176، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 154، 155، ومرآة الجنان 4/ 110، 111، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 141 رقم 958، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 126، و (8/ 297، 298) ، والبداية والنهاية 13/ 870، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 172 ب، وتاريخ الخميس 2/ 415، والبلغة في تاريخ أئمّة اللغة 166، 167، وغاية النهاية 1/ 568- 571 رقم 2318، ونهاية الغاية، ورقة 165، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 183، وطبقات الشافعية، له 2/ 447، 448 رقم 416، والنجوم الزاهرة 9/ 354، والبدر السافر، ورقة 24، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 758، وبغية الوعاة 2/ 192- 194 رقم 1768، وحسن المحاضرة 1/ 412، 413، وتاريخ الخلفاء 476، وطبقات المفسّرين للسيوطي 25، 26،
العلّامة عَلَمُ الدّين، أَبُو الْحَسَن الهَمْدانيّ، السَّخاويّ، المصريّ، شيخ القرّاء بدمشق.
[وُلِدَ][1] سنة ثمانٍ أو تسع وخمسين وخمسمائة، وسمع بالثّغر من:
السِّلَفيّ، وَأَبِي القاهر بْن عَوْف.
وبمصر من: أَبِي الجيوش عساكر بْن عَلِيّ، وَأَبِي القاسم البُوصِيريّ، وإسماعيل بْن ياسين، وجماعة.
وبدمشق من: ابن طَبَرْزَد، والكِنْديّ، وحنبل.
وسمع الكثير من الإِمَام أَبِي القاسم الشّاطبيّ، وقرأ عَلَيْهِ القراءات، وعلى أَبِي الجود غياث بْن فارس، وعلى أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن يوسف الغَزْنَوِيّ.
وبدمشق عَلَى أَبِي اليُمْن الكِنْديّ، قرأ عليهما «بالمبهج» لسِبْط الخيّاط، ولكن لم يسند عَنْهُمَا القراءات، فرأيتهم يقولون إنّ الشّاطبيّ قَالَ لَهُ: إذا مضيت إلى الشّام فاقرأ عَلَى الكنْديّ ولا تَرْوِ عَنْهُ.
وقيل إنّه رَأَى الشّاطبيّ فِي النّوم فنهاه أن يُقْرِئ بغير ما أقرأه.
وكان إماما علّامة، مقرِئًا، محقّقا، مجوّدا، بصيرا بالقراءات وعِلَلها، ماهرا بِهَا، إماما فِي النَّحو واللّغة، إماما فِي التّفسير كَانَ يتحقّق بهذه العلوم الثّلاثة ويحكيها. وكان يُفْتي عَلَى مذهب الشّافعيّ.
تصدّر للإقراء بجامع دمشق، وازدحم عَلَيْهِ الطّلبة وقصدوه من البلاد، وتنافسوا فِي الأخذ عَنْهُ. وكان ديِّنًا خيِّرًا متواضعا، مطّرحا للتّكلّف، حلو
[ () ] وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 425- 428، وشذرات الذهب 5/ 222، 223، وخزانة الأدب للبغدادي 2/ 529، وروضات الجنات 492، 493، وديوان الإسلام 3/ 96، 97 رقم 1177، ومفتاح السعادة 1/ 390، وكشف الظنون 132، وإيضاح المكنون 1/ 255، وهدية العارفين 1/ 708، والأعلام 4/ 332، ومعجم المؤلفين 7/ 209، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 259 رقم 370، وذيل التقييد للفاسي 2/ 213 رقم 1461، والقلائد الجوهرية 238.
[1]
إضافة على الأصل يقتضيها النص.
المحاضرة، مطبوع النّادرة، حادّ القريحة من أذكياء بني آدم. وكان وافر الحُرْمة، كبير القدْر، محبَّب [1] إلى النّاس.
روى الكثير من العوالي والنّوازل، وكان لَيْسَ لَهُ شُغْل إلّا العِلم والإفادة.
قرأ عَلَيْهِ خلْقٌ كثير إلى الغاية، ولا أعلم أحدا من القرّاء فِي الدّنيا أكثر أصحابا منه.
ومن مصنَّفاته: «شرح الشّاطبيّة» في مجلّدين، و «شرح الرّائيّة» فِي مجلّد فِي رسم المُصْحَف، وكتاب «جمال القرّاء وتاج الإقراء» ، وكتاب «خير الدَّياجيّ فِي تفسير الأحاجي» ، وكتاب «التّفسير» إلى الكهف فِي أربع مجلَّدات، وكتاب «المفضّل فِي شرح المفصّل» ، وغير ذَلِكَ ممّا لم يحضرني ذكره.
أقرأ عَنْهُ القراءات: شمسُ الدّين أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عَلِيّ الأقصاريّ، وشهابُ الدّين أَبُو شامة، وزين الدّين عَبْد السّلام الزَّوَاديّ، ورشيدُ الدِّين أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّر المكيني، وتقيّ الدّين يعقوب الجرائديّ، وجمال الدّين إِبْرَاهِيم الفاضليّ، ورضيّ الدّين جَعْفَر بْن دَبُوقا الحرّانيّ، وشمس الدّين محمد بن الدّمياطيّ، ونظام الدّين مُحَمَّد التّبْريزيّ، وشهاب الدّين مُحَمَّد بْن مُزْهر.
وروى عَنْهُ من شيوخنا الّذين لقِيناهم الشَّيْخ زين الدّين الفارقيّ، والجمال عبد الواحد ابن كثير النّقيب، وقد قرأ عليه القراءات ونسي، ورشيد الدّين إسماعيل بن المعلّم وقد قرأ عليه القراءات ونسي، والشّمس محمد بن قايماز، وقد قرأ عليه القراءات ونسي، رأيت إجازته بالقراءات، وشرف الدّين أحمد بن إبراهيم الخطيب وقد قرأ عَلَيْهِ لنافع وَأَبِي عَمْرو، وأقرأ عَنْهُ، وشَرَف الدّين إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْحَسَن المُخَرّميّ، وقد قرأ عَلَيْهِ ختْمةً، والشّهاب أَحْمَد بْن مروان التّاجر وقد قرأ القرآن، وعرض عَلَيْهِ الشّاطبيّة، وَأَبُو عَلِيّ بْن الخلّال، والزَّيْن إِبْرَاهِيم بْن الشّيرازيّ، وَأَبُو المحاسن بْن الخِرَقيّ وقد قرأ
[1] هكذا في الأصل. والصواب لغة: «محبّبا» .
عليه القرآن وجوّده، وكمال الدّين أحمد بن العطّار، وإبراهيم بن أخي علاء الدّين ابن النّصير، وزين الدّين أحمد بن محمود القلانسيّ، وقد قرأ عليه القراءات وترك، والصّدر إِسْمَاعِيل بْن يوسف بْن مكتوم وقال: قرأت عَلَيْهِ ختْمةً لأبي عَمْرو.
وذكره القاضي ابن خَلَّكان فِي «تاريخه» [1] وقال: رَأَيْته مِرارًا راكب [2] بهيمة إلى الجبل وحوله اثنان أو ثلاثة يقرءون عَلَيْهِ فِي أماكن مختلفة دفعة واحدة، وهو يردّ عَلَى الجميع.
قلت: وفي نفسي شيءٌ من صحّة الرّواية عَلَى هذا النَّعْت لأنّه لا يُتَصَّور أن يسمع مجموع الكلمات، فما جعل اللَّه لرجلٍ من قلبين فِي جوفه. وأيضا فإنّ مثل هذا الفِعل خلاف السُّنّة، ولا أعلم أحدا من شيوخ المقرءين كَانَ يترخّص فِي هذا إلّا الشَّيْخ عَلَم الدّين.
وكان رحمه الله أقعد بالعربيّة والقراءات من تاج الدّين الكِنْديّ. ومحاسنه كثيرة، وفوائده غزيرة.
ومن شِعره:
قَالُوا: غدا نأتي ديارَ الحِمَى
…
وينزل الرّكْبُ بمغْناهم
وكلّ من كَانَ مُطِيعًا لهم
…
أصبح مسرورا بلُقْياهم
قلت: فلي ذنبٌ فما حِيلَتي
…
بأيّ وجهٍ أتلقّاهم؟
قِيلَ: أَلَيس العَفْوُ من شأنهم؟
…
لا سيّما عمّن ترجّاهم [3]
وقد ذكره العماد الكاتب فِي «السّيل والذَّيْل» فَقَالَ: عَلِيّ بْن السَّخَاويّ، عرض لَهُ قاضي الإسكندريّة عَلَى السّلطان الملك النّاصر صلاح الدّين هذه القصيدة بظاهر عكّا بالمعسكر المنصور في سنة ستّ وثمانين وخمسمائة وأثنى على
[1] وفيات الأعيان 3/ 340.
[2]
هكذا في الأصل. والصواب لغة: «راكبا» .
[3]
في مرآة الجنان 4/ 111 «ممن يرجاهم» .
فضله وأدبه وعِلْمه، وهي:
بين الفؤادين من صَبٍّ ومحبوب
…
يظلّ ذو الشّوق فِي شدّ وتقريبِ
صَبْرُ المُتَيَّمِ فِي قُرْب الدّيارِ بِهِ
…
أَوْلَى من الصَّبْر فِي نأْيٍ وتغريبِ
وهي طويلة أورد فيها العماد قطعة فِي مدح السّلطان.
وقد مدح الأديب رشيد الدّين بقصيدته الّتي أوّلها:
فاق الرّشيدُ فأمَّتْ بحرَهُ الأُمَمُ
…
وصدّ عَن جَعْفَر وردا لَهُ أُمَمُ
وبين وفاتيَ المذكورين أكثر من مائة سنة.
قَالَ أَبُو شامة [1] : وفي ثاني عشر جمادى الآخرة تُوُفّي شيخنا عَلَمُ الدّين علّامة زمانه، وشيخ أوانه بمنزله بالتُّربة الصّالحيّة، ودُفِن بقاسيون. وكانت عَلَى جنازته هَيْبة وجلالة وأجناب. ومنه استفدتُ علوما جمّة، كالقراءات، والتّفسير، وفنون العربيّة. وصحِبْتُه من شعبان سنة أربع عشرة وستّمائة. ومات وهو عنّي راضٍ [2] .
قلت: وكان شيخ الإقراء بالتُّربة المذكورة، وله تصدير وحلقة بجامع دمشق. وكانت حلقته عند المكان المسمّى بقبر زكريّا مكان الشَّيْخ عَلَم الدّين البِرْزاليّ الحافظ.
222-
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كامل بْن أَحْمَد بْن أسد.
[1] في ذيل الروضتين 177.
[2]
وقال ياقوت الحموي: كان مبدؤه الاشتغال بالفقه على مذهب مالك بمصر، ثم انتقل إلى مذهب الشافعيّ، وسكن بمسجد بالقرافة يؤمّ فيه مدّة طويلة، فلما وصل الشيخ أبو القاسم الشاطبي إلى تلك الديار واشتهر أمره لازمه مدّة وقرأ عليه القرآن بالروايات، وتلقّن منه قصيدته المشهورة في القراءات، وكان يعلّم أولاد الأمير ابن موسك، وانتقل معه إلى دمشق، واشتهر بها بعلم القرآن، وعاود قراءة القرآن على تاج الدين أبي اليمن الكندي ولازمه، وقرأ عليه جملة وافرة من سماعاته في الأدب وغيره، وصار له حلقة بالجامع بدمشق، وتردّد إليه الناس للتأدّب وشرع في التصنيف،.. وكتبت هذه الترجمة في سنة تسع عشرة وستمائة وهو بدمشق كهل يحيا. (معجم الأدباء) .
أَبُو الْحَسَن بْن الشَّيْخ أَبِي المحاسن التُّنُوخيّ، الدّمشقيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وسبعين.
وسمع من: الخشوعيّ، ومن: أبيه.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية وغيره.
وحدثنا عنه: محمد بن يوسف الذّهبيّ، وَمُحَمَّد ابن خطيب بيت الآبار، وإبراهيم بْن صَدَقة المُخَرّميّ.
وَتُوُفّي فِي رمضان.
223-
عَلِيّ بْن (
…
) [1] .
الدّمشقيّ الحنفيّ.
عُرِف بابن الحجّة.
224-
عَلِيّ بْن مجاهد بْن شِبْل.
أَبُو موسى الأَنْصَارِيّ، السُّوَيْديّ، الشُّرُوطيّ.
بدمشق.
سَمِعَ الكثير بنفسه وكتب الطِّباق عَلَى الخُشُوعيّ، والقاسم بْن عساكر، والضّياء الدَّوْلَعيّ، وَعَبْد اللّطيف بْن أَبِي سعد، وابن طَبَرْزَد.
روى عَنْهُ: الشَّيْخ تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأخوه، والزّين إِبْرَاهِيم بْن الشّيرازيّ، وَمُحَمَّد ابن خطيب بيت الآبار، وآخرون.
وَتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
روى عنه بالإجازة البهاء ابن عساكر.
225-
عُمَر بْن نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن محفوظ بْن صَصْرَى.
أَبُو حفص التّغلِبيّ، الدّمشقيّ، الْجُنْديّ.
سَمِعَ: القاضي أَبَا سعد بْن عصرون، وأحمد بن الموازينيّ، وبركات الخشوعيّ.
[1] بياض في الأصل.