الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دين وعدالة وسماحة. وكان جيّد السّيرة والمداراة فِي الطّريق. وَقَفَ بالنّيرب تُربة مليحة نقيّة وخانكاه [1] ومسجدا. ووقف على ذَلِكَ أماكن. وحدَّث بالصحيح غير مرة وحدَّث بالحرمين. وكان مُحِّبًا للرواية، رحمه الله. قرأت عليه «الصّحيح» فِي عشرة أيام.
تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من ربيع الآخر، ودُفِن بداره، ثُمَّ نُقل إلى تُربته بعد خمسين يَوْمًا.
-
الكنى
-
757-
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ عُمَرَ بْن يُوسُف بْن يحيى.
الشَّيْخ محيي الدِّين ابن الخطيب نجيب الدِّين المَقْدِسيّ، ابن خطيب بيت الآباء. مؤذّن القرية.
وُلِدَ سنة أربع وعشرين وستمائة. وسمع: أَبَاهُ، وعمّه، وجدّته أمّ البنين زينب بِنْت عَبْد الرّزّاق، وابن اللَّتّيّ، والإربِليّ، والتّاج القُرْطُبيّ.
وتُوُفيّ فِي عاشر شعبان.
سَمِعت منه «المائة الشريحيّة» ، وهي جزء عدّته نيّفٌ وستّون حديثا.
758-
أبو حامد بْن مُحَمَّد [3] بْن مَسْعُود بْن الْحَسَن بْن سَعْد اللَّه بْن سرايا.
الحرّانيّ، المقرئ، مؤذّن جامع جرّاح.
[1] كذا بالأصل. والصواب: «وخانكاها» .
[2]
انظر عن (أبي بكر بن عبد الله) في: المقتفي 2/ ورقة 22 ب، 23 أ، والعبر 5/ 408، ومعجم شيوخ الذهبي 672 رقم 1013.
[3]
انظر عن (أبي حامد بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 9 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 685 رقم 1035.
وُلِدَ بحَرّان سنة عشرين. وسمع: ابن اللَّتّيّ، وابن رواحة، وابن خليل بحلب.
وكان يلازم السّبع الكبير، وبه سَمِعت منه.
تُوُفّي فِي وسط ربيع الآخر، ودُفِن من غير غسْل إلى جانب السّور، رحمه الله.
759-
أبو طَالِب [1] .
العَلوي، الْحُسَيْنيّ، المعمار.
شيخ سمين، فِيهِ سُنّة ودِين وبُغْضٌ للمبتدعين. وله دكّان بالرحبة لبيع الأبواب والرُخام وآلات العمارة.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
760-
أبو [2] عَبْد اللَّه [3] المرجانيّ [4] .
الواعظ، المذكّر، الزَّاهد، الْقُرَشِيّ، التّونسيّ.
كان متفنّنا، عالما، مفسّرا، مذكّرا، حلو العبارة، كبير القدر، له شهرة فِي الآفاق. قَدِمَ الإسكندريّة مرَّة، وذكّر بها وبالديار المصريّة. سَأَلت الفقيه أَبَا مروان المالكيّ، وكان قد صحِبَه، فأثنى عليه وأسهب فِي وصفه وقال:
كان مقتصدا فِي لباسه، يتطلّس [5] فوق العمامة على زيّ علماء بلده. وكان بارعا في مذهب مالك، رأسا فِي التّفسير، عارفا بالحديث، له قَدِمَ فِي
[1] انظر عن (أبي طالب) في: المقتفي 2/ ورقة 30 ب.
[2]
كتب في الأصل فوق «أبو» : «محمد» .
[3]
كتب في الأصل فوق «عبد الله» : «بن محمد» .
[4]
انظر عن (المرجاني) في: العبر 5/ 408، والمعين في طبقات المحدّثين 224 رقم 2315 وفيه:«أبو محمد عبد الله بن محمد المرجاني» ، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1489، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والمقتفي 2/ ورقة 33 أ، ودول الإسلام 2/ 205، ومرآة الجنان 4/ 232، وأعيان العصر 2/ 719، 720 رقم 896، والوافي بالوفيات 17/ 595، وعقد الجمان (4) 107، وشذرات الذهب 5/ 451، وعيون التواريخ 23/ 484.
[5]
مهملة في الأصل.
التّصوّف والعبادة والزُّهد. وكان أشقر، أبيض الرأس واللّحية، خفيف اللّحم لم يصنّف شيئا، ولا كان أحد يقدر أن يعيد ما يقوله لكثرة ما يقول على الآية، وربّما فسَّر فِي الآية الواحدة على لسان القوم ثلاثة أشهر. خلّف كتبا كثيرة وعدّة أولاد.
قلت: تُوُفّي فِي هذا العام، وصلّوا عليه بالقاهرة صلاة الغائب فِي رابع عَشْر رمضان. وكانت وفاته بتونس، ودُفِن بظاهرها بجبل الزّلّاج، وشيّعه سائر أهل تونس. وكان جمعا مشهودا، وحضره صاحب تونس المستنصر باللَّه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الواثق يحيى بْن المستنصر أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن عَبْد الواحد بْن عمر الهنتاتيّ، وعاش اثنتين وستّين سنة. وكانت وفاته ليلة السّبت الثاني والعشرين من ربيع الآخر من السّنة [1] .
وفيها ولد:
القاضي عماد الدين ابن قاضي القُضاة عَلَمُ الدِّين ابن الأحنائيّ، وبدر الدين محمد بن علي بن محمد ابن السّكاكريّ، وجمال الدِّين إِبْرَاهِيم بْن يونس الغانميّ.
[1] وقد هاجم اليافعي، المؤلّف- رحمه الله كعادته حين يتعرّض لتراجم بعض الزّهاد، فقال:
ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : أعتقد أنّ المؤلّف- رحمه الله لم يقصّر في تحبير ترجمة «المرجاني» ، ولم يقتصر قوله على ما ذكره اليافعي.