الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في حج الماشي والرَّاكب
يُرْوَى أنَّ آدَمَ (1) عليه السلام حجَّ على رجليه سبعين حجةً، أخرجه الأزرقي (2).
وعن ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما أنَّ آدمَ عليه السلام حجَّ من الهِنْدِ أربعينَ حجةً على رجليْهِ (3). أخرجه ابن الجوزي (4).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما آسَى على شيءٍ مَا آسَى عَلَى أنِّي لم أحجَّ مَاشيًا.
(1) انظر أخبار آدم أب البشر عليه السلام في: (تهذيب الأسماء: 1/ 1/ 95 رقم 29).
(2)
أخبار مكة: 1/ 45.
(3)
أورده ابن جماعة، وزاد:"قيل لمجاهد: أفلا يركب؟ قال: وأي شيء كان يحمله".
وقال أيضًا: أخرجه ابن الجوزي (هداية السالك: 1/ 47) وانظر ما جاء في حج آدم عليه السلام (القِرى: 21 - 22).
(4)
نصه عن ابن الجوزي: إِن آدم عليه السلام نزل بالهند فحج من الهند أربعين حجة على رجليه فقيل لمجاهد: هلا كان يركب؟ قال: وأي شيء كان يحمله؟ (مثير الغرام: 373).
ولقد حج الحَسَنُ بن علي (1) رضي الله عنهما خمس عشرة حجة ماشيًا، وإن النجائب (2) لتقاد معه، ولقد قاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات، حتى إِنه ليعطي الخفَّ ويمسك النعلَ. رواه البيهقي (3).
ورُوي أن ابن عباس رضي الله عنهما مرض، فجمع بنيه وأهلَه، فقال لهم: يا بَنيَّ إِنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ حَجَّ مِنْ مَكَّة ماشيًا، حتَّى يرجِعَ إِليهَا، كتب الله لهُ بكلِّ خطوةٍ سبعمائة حسنة من حسنات الحرم". فقال بعضهم: وما حسنات الحرم؟ فقال: "كلُّ حَسَنَةٍ بِمَائَةِ ألفِ
(1) الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، أبو محمد، أمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان عاقلًا حليمًا محبًّا للخير فصيحًا. ولد سنة 3 بالمدينة. ت بها 50.
(الأعلام: 2/ 214، الإِصابة: 1/ 327 رقم 1719، تهذيب التهذيب: 2/ 295 رقم 528، الحلية: 2/ 35 رقم 132، صفة الصفوة: 1/ 758 رقم 120).
(2)
النجائب والنُّجُب: جمع نجيب ونجيبة: من الإِبل القوي الخفيف السريع (اللسان: نجب).
(3)
نصه في رواية البيهقي عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قال ابن عباس: "ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إِلا أني لم أحج ماشيًا، ولقد حج الحسن بن علي رضي الله عنهما خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وإِن النجائب لتقاد معه، ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى إِنه ليعطي الخفَّ ويمسك النعْلَ".
(السنن الكبرى: 4/ 331، كتاب الحج، باب الرجل يجد زادًا وراحلة فيحج ماشيًا).
حسنةٍ" (1) رواه الحاكم وصحح إِسناده *.
وروى الطبراني في معجمه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لبنيه: يا بني، أخرُجُوا من مكّةَ حاجِّين مشاةً، فإِني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إِنّ للحاجِّ الراكبِ بكُلِّ خطوةٍ تخطُوهَا رَاحلتُه سبعينَ حسنةً، وللماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة"(2). قال عز الدين بن جماعة: رجال إِسناده ثقات (3).
(1) أورده المنذري بهذا اللفظ عن زاذان رضي الله عنه، وقال: رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم، كلاهما من رواية عيسى بن سوادة، وقال الحاكم: صحيح الإِسناد. وقال ابن خزيمة: إِن صح الخبر، فإِن في القلب من عيسى بن سوادة. (الترغيب والترهيب: 2/ 166 - 167 رقم 18).
وخرجه البيهقي بهذا السند وقال: تفرد به عيسى بن سوادة هذا، وهو مجهول (السنن الكبرى: 4/ 331، كتاب الحج، باب الرجل يجد زادًا وراحلة فيحج ماشيًا).
(2)
الطبراني عن ابن عباس بلفظ: "إِن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة، والماشي بكل خطوة سبعمائة حسنة). (المعجم الكبير: 12/ 75 - 67 رقم 12522).
وأخرجه ابن الجوزي عن ابن عباس في باب حج الماشي. (مثير الغرام: 37 - 38).
(3)
كذا في (هداية السالك: 1/ 33).
ويُروى: "أنَّ المَلَائِكَةَ تَعْتَنِقُ المُشَاةَ وتُصَافِحُ الركْبَانَ"(1) وسيأتي اختلاف الفقهاء في (2) أيهما أفضل (3).
(1) أخرج ابن الجوزي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِن الملائكةَ لتُصَافِحُ رُكبانَ الحاجِّ وتَعْتَنِقُ المُشَاةَ". مثير الغرام: 117 وقال محققه: أخرجه الديلمي في الفردوس والبيهقي في الشعب.
(2)
في: سقطت من (ب).
(3)
سيرد الخلاف في هذه المسألة آخر الباب الثاني من هذا الكتاب. (انظر ص 220 وما بعدها فيما يأتي، فصل في حج الماشي).