الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه مثل ما شرب من الداء، وأحدثت له شفاء (1).
ورُوي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "النَّظَرُ إِلَيْهَا عِبَادَةٌ، والطَّهُورُ منها يَحْبِطُ الخَطَايَا، ومَا امتَلأ جوفُ عبدٍ من زَمْزَم إِلَّا ملأهُ الله عِلْمًا وَبِرًّا".
ومن ها هنا كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إِذا دعا قومًا عنده سقَاهم منها.
تنبيه:
قوله صلى الله عليه وسلم: "والطَّهُورُ منها يحبطُ الخَطايَا" يريد: الوضوء خاصة (2) إِذا كانت أعضاءُ الوضوء طاهرةً (3). وأما الاستنجاء به فقد شُدِّد في الكراهة فيه، وجاء أنه يُحدث البواسير، وكذلك غسل النجاسات التي على البدن أو غيره.
قال ابن شعبان - من أصحابنا -: ولا يغسل به نجس (4)، وهو طعام
(1) لوهب بن منبه كلام في هذا المعنى قاله في مرضه لمن جاء يعوده. أورده الأزرقي في: (أخبار مكة: 2/ 49 - 50).
(2)
علق الحطاب على ذلك بقوله: "يعني أو الغسل إِذا كان طاهر الأعضاء وسلم من المرور في المسجد وهو جنب، وإِنما خص الوضوء بالذكر؛ لأنه هو الذي يتصور غالبًا". (مواهب الجليل: 1/ 47).
(3)
قال ابن الجوزي: اختلف العلماء هل يكره الوضوء والغسل من ماء زمزم؟ فعند الأكثرين لا يكره، وعند أحمد روايتان: إِحداهما كذلك والأخرى يكره. (مثير الغرام: 323 باب فضل الشرب من ماء زمزم).
(4)
نقل الحطاب هذا التنبيه في (مواهب الجليل: 1/ 47).
طعم (1) وشفاء سقم (2)، وهو لما شرب له، وهي مباركة (3).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يتضلع منها منافق"(4).
وروى الحميدي: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استهدى سهيل بن عمرو (5) من
(1) أي يشبع من شرب منه كما يشبع من الطعام. (مجمع الزوائد: 3/ 286).
(2)
روى أبو ذر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "زمزم طعام طعم شفاء سقم". قال الهيثمي: في الصحيح منه طعام طعم رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار رجال الصحيح. (مجمع الزوائد: 3/ 286، باب في زمزم).
(3)
(ب): المباركة.
(4)
أخرج ابن ماجه عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنت عند ابن عباس جالسًا، فجاءه رجل فقال: من أين جئت؟ قال من زمزم. قال: فشرب منها كما ينبغي؟ قال: وكيف؟ قال: إِذا شربت منها فاستقبل القبلة واذكر اسم الله وتنفس ثلاثًا وتضلع منها، فإِذا فرغت فاحمد الله عز وجل، فإِن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِن آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم". (السنن: 2/ 1017، رقم 3061، كتاب المناسك، باب الشرب من زمزم).
(5)
سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري من لؤي، أبو زيد، من سادة قريش وخطبائها في الجاهلية، تولى أمر الصلح بالحديبية عنهم قبل إِسلامه الذي كان في الفتح، وأسر في بدر وافتدى، وبعد إِسلامه سكن مكة ثم المدينة ثم رابط بالشام إِلى أن توفي في الطاعون سنة 18.
(أسد الغابة: 2/ 480 رقم 2325، الاستيعاب: 2/ 107، الأعلام: 3/ 212، صفة الصفوة: 1/ 731 رقم 112).