الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان ذلك بادرة تأثر به (1) واقتداء بسلوكه وأخلاقه.
شيوخه بالمدينة:
كانت المدينة المنورة في القرن الثامن تزخر بأعلام العلماء من أهلها ومن الوافدين عليها في المواسم وغيرها.
وقد كانت لإِبراهيم بن فرحون صلةٌ بعلماء أهل السنة من هؤلاء، أخذ العلم وسمع الحديث عنهم، وحاورهم وشاورهم في بعض المسائل الفقهية.
والمعروفون من شيوخه - زيادة على والده وعمه - هم:
1 -
جمال الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خالد بن عيسى الأنصاري السعدي المديني المعروف بالمطري. كان مؤرخًا مشاركًا في علوم. ت 741 هـ (2).
سمع ابنُ فرحون عنه الموطأ والصحيحين وسنن أبي داود وابن ماجه، وغيرها (3).
(1) يقول التمبكتي: (تدرب بعمه أبي محمد بن فرحون)، (النيل: 30).
(2)
الأعلام: 6/ 222، كحالة 8/ 357، لحظ الألحاظ: 115، هدية العارفين: 2/ 95.
(3)
النيل: 31.
(وتفرد عنه بسماعه منه تاريخ المدينة)(1).
2 -
عفيف الدين عبد الله المطري ابن الجمال المذكور، وهو إِمام علامة ت 765 هـ (2).
3 -
محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري، ولد في أقشهر بقونية اختلف في سنة وفاته بين 731 هـ و 737 هـ و 739 هـ (3).
4 -
الزبير بن علي بن سيد الكل بن أبي صفرة الشرف الأسواني الأزدي المهلبي المصري، نزيل المدينة المنورة. ت 748 هـ (4).
5 -
محمد بن جابر بن محمد الوادي آشي الأصل التونسي الاستيطان المعروف بابن جابر. كان محدثًا مقرئًا عارفًا بالنحو واللغة وكانت له رحلات وله أسانيدُ كتبِ المالكيةِ يرويها إِلى مؤلفيها، وله تآليف حديثية (5).
ولد سنة 673 هـ، ت 749 هـ.
(1) إِنباء الغمر: 1/ 531، الدرر الكامنة: 1/ 49.
(2)
الأعلام: 4/ 271، لحظ الألحاظ: 143، الدرر الكامنة: 2/ 290 - 391 رقم 2201.
(3)
الدرر الكامنة: 3/ 398 رقم 3350، كحالة: 8/ 235.
(4)
التحفة اللطيفة: 2/ 89 - 91 رقم 1311، الدرر الكامنة: 2/ 205 - 206 رقم 1733.
(5)
ترجمته في: التعريف بابن خلدون: 18، الديباج: 2/ 299 - 301، الدرر الكامنة: 4/ 33 رقم 3618، نفح الطيب: 5/ 200 - 202، الوافي بالوفيات: 2/ 283.
قال عنه ابن فرحون: (سمعت عليه موطأ مالك بن أنس رواية يحيى بن يحيى في الحرم النبوي في سنة ست وأربعين وسبعمائة، لقي أيمة من العلماء والمحدثين أصبح بهم نسيج وحده انفساح رواية وعلو إِسناد
…
إِنه أحد شيوخنا وشيخ كثير من أهل زماننا) (1).
6 -
محمد بن عرفة (2)(والد الشيخ أبي عبد الله محمد بن عرفة الورغمي التونسي الإِمام، كان خيرًا صالحًا متعبدًا، جاور بالمدينة ولازمها حتى توفى، وكان صاحبَ جد)(3).
قال عنه ابن فرحون: أقام بالمدينة على منهاج الصالحين والسلف الماضين (4).
7 -
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهواري المالكي. كان نحويًّا ناظمًا، قرأ القرآنَ والنحوَ والفقهَ على شيوخ الأندلس ثم رحل إِلى الشرق وهو أعمى (5)، صحبةَ أحمد بن يوسف الرعيني ت 779 هـ. توفي ابن جابر (6) سنة 780 هـ.
(1) الديباج: 2/ 299 - 301.
(2)
النيل: 31.
(3)
م. ن: 224.
(4)
الديباج: 2/ 332.
(5)
ترجم له السخاوي وقال: كان دينًا متخلقًا متواضعًا آخذا في العربية حسن المعاملة. (التحفة اللطيفة: 1/ 259 رقم 342)، وترجم له ابن الخطيب في (الإِحاطة: 2/ 330) وابن حجر في (الإِنباء: 1/ 159، الدرر: 1/ 361 رقم 848) والسيوطي في (بغية الوعاة: 1/ 35).
(6)
بغية الوعاة: 1/ 34 - 35 رقم 55.
هذا ويذكر الشيخ محمد مخلوف (1) أن مترجمنا أخذ عن أبي الحسن علي بن الجياب الأندلسي ت 749 هـ.
وعندي أن ذلك غير صحيح، لأن ابن فرحون ترجم له (2) ولم يشر إِلى ذلك. فلو أخذ عنه لذكر ذلك في ترجمته، كما فعل عندما ترجم لابن جابر الوادي آشي.
وجدير بالملاحظة أن ابن فرحون كان حريصًا على ربط وثيق الصلة بأقرانه من الأعلام الواردين إِلى المدينة المنورة وعلى مباحثتهم ومشاورتهم في بعض المسائل العلمية، ومن ذلك أنه استضاف الإِمامَ محمد بن عرفة التونسي - ابن شيخه سالف الذكر - فأكرمه وأنزله في بيته، وذلك عندما قدِمَ المدينةَ في رحلة حجه (3).
ومن المسائل الفقهية التي باحثه فيها وشاوره في حكمها مسألة صلاة المسافرين في السفينة تحت سقفها غير المرتفع، مع انحناء رؤوسهم (4).
(1) الشجرة: 214 رقم 752.
(2)
الديباج: 2/ 111.
(3)
م. ن: 2/ 333.
(4)
المعيار المعرب: 1/ 176.