الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: فيما يقال عند الركوب والنزول ودخول القرى
فإِذا وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فإِذا استوى على ظهر دابته فليقل:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} (1). ثم يقولُ:
الحمد لله، ثلاث مرات، ثم يكبر، ثلاث مرات، ثم يقول: سبحانك إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغْفِرْ لِي، فإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أنْتَ.
لحديث علي رضي الله عنه في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه أبو داود (2) والترمذي (3).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إِذا استوى
(1) الزخرف: 13 - 14.
(2)
كتاب الجهاد، باب ما يقول الرجل إِذا ركب، عن علي بن ربيعة عنْ علي. (السنن: 3/ 77 رقم 2682).
(3)
كتاب الدعوات، باب ما يقول إِذا ركب الناقة، بالسند الذي رواه به أبو داود. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(السنن: 5/ 501 رقم 3446) وانظر: (الكلم الطيب: 95 رقم 172 والتعليق 126).
على بعيره - خارجًا إِلى سفر - يكبِّرُ ثلاثًا ثم قال: " {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} اللهمّ إِنَّا نَسألُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ والتَّقْوَى ومن العمَلِ مَا تَرْضَى. اللهمّ هوِّنْ (1) علَيْنَا سَفَرنَا هذا، واطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهمّ أنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ والخليفةُ في الأهْلِ. اللهمّ إِنِّي أعُوذُ بكَ من وَعْثَاءِ السَّفرِ (2) وكآبَةِ المنظر وسوءِ المنقلَبِ في المال والأهْلِ والوَلَدِ (3) "، وإِذا رجع قالهنّ وزاد فيهنّ:"آيِبُونَ تَائِبُون عَابدُون لربِّنَا حَامِدُون". رواه مسلم (4).
وفي رواية له: وكآبة المنقلب وسوء المنظر (5).
وإِن كان في سفينة قال عند ركوبها: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي
(1)(ر): سهّل، وما أثبتناه مطابق لرواية مسلم.
(2)
وعثاء السفر: مشقته وشدته (اللسان: وعث).
(3)
والولد: سقطت من (ص)، (ر) وانفردت بها (ب). ولم ترد في رواية مسلم.
(4)
كتاب الحج، باب ما يقول إِذا ركب إِلى سفر الحج وغيره، عن ابن عمر. (الصحيح: 1/ 978 رقم 1342).
وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة: 370 رقم 548) قال محققه: أخرجه أبو داود ومسلم والترمذي والبيهقي. ونقله ابن تيمية في (الكلم الطيب: 96 رقم 173) عن صحيح مسلم.
(5)
وردت هذه الرواية في دعاء السفر الذي ساقه خليل في (مناسكه: 11 ب).
لَغَفُورٌ رحِيمٌ} (1)، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (2) لمَا رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ذلك لأمَّتِي أمَانٌ مِنَ الغَرَق" رواه ابن السنّي (3).
ويقول أيضًا: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} ، إِذا ركب السفينة، لقوله تعالى:{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا} (4)، الآية.
فهي صريحة في استعمال هذا الذكر في السفينة والبعير.
ومنها: التكبير، إِذا صعد الثنايا وشبهها، والتسبيح إِذا هبط الأودية، وذلك مروي في البخاري (5) وفي
(1) هود: 41.
(2)
الزمر: 67.
(3)
في كتاب ابن السني عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمان لأمتي من الغرق إِذا ركبوا أن يقولوا: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
…
} الآية". (أذكار النووي: 199، باب ما يقول إِذا ركب سفينة.
(4)
نعمة
…
وتقولوا: ساقطة من (ص)، (ب) والآية من الزخرف:12.
(5)
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إِذا علونا كبرنا". (صحيح البخاري: 8/ 101، الدعوات، باب الدعاء، إِذا علا عقبة، ط. =
مسلم (1) نحوه، غير أنه لم يذكر التسبيح * وذكر عوض التسبيح التهليل والتكبير.
ومنها: إِذا نزل منزلًا فليقل: أعوذ بكلمات الله التَّامّات منْ شرِّ ما خلق، فإِنه لا يضره شيء حتى يرتحل من منزله، رواه مالك في الموطإِ (2)، وخرجه
= الحلبي، مصر).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كنا إِذا صعدنا كبرنا وإِذا نزلنا سبحنا". (صحيح البخاري: 4/ 69، الجهاد، باب التسبيح إِذا هبط واديًا).
(1)
عن أبي موسى أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصعدون في ثنية، قال: فجعل رجل كلما علا ثنية نادى: لا إِله إِلا الله والله أكبر.
(صحيح مسلم بشرح النووي: 17/ 26، كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر).
ويقول ابن حجر مبينًا مناسبة التكبير عند الصعود: "إِن الاستعلاء والارتفاع محبوب للنفوس لما فيه من استشعار الكبرياء، فشرع لمن تلبس به أن يذكر كبرياء الله تعالى وأنه أكبر من كل شيء فكبره ليشكر له ذلك فيزيده من فضله". (فتح الباري: 11/ 188).
(2)
عن خولة بنت حكيم، كتاب الجامع، ما يؤمر به من الكلام في السفر (تنوير الحوالك: 2/ 247) كتاب الأحكام المتعلقة بالطعام والشراب وغير ذلك مما يحتاج إِليه الإِنسان في معيشته، باب الدعاء إِذا نزل منزلًا. (المسوى؛ شرح الموطأ: 2/ 146 رقم 1710).
مسلم (1) والترمذي (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: أنه يكره النزول في قارعة الطريق لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فإِنها طريق الدواب ومأوى الهوام بالليل، رواه مسلم (3).
ومنها: أنه ينبغي إذا نزل منزلًا أن يودِّعه بركعتين، لحديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا ينزلُ منزلًا إِلَّا ودَّعَهُ بركْعَتَيْن. رواه الحاكم وصححه (4).
ومنها: إِذا أقبل الليلُ فليقل ما روي في سنن أبي داود وغيره عن
(1) عن خولة بنت حكيم السلمية، كتاب الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره. (الصحيح: 3/ 2080 - 2081 رقم 2708).
(2)
سنن الترمذي: 5/ 496 رقم 7437، كتاب الدعوات، باب ما جاء ما يقول إِذا نزل منزلًا، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وعنها أخرجه ابن خزيمة. (صحيح ابن خزيمة: 4/ 150 - 151 رقم 2566)
(3)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا عرستم فاجتنبوا الطريق، فإِنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل".
(صحيح مسلم: 3/ 1525 - 1526، كتاب الإِمارة، باب مراعاة مصلحة الدواب في السير والنهي عن التعريس في الطريق). وعنه أخرجه ابن خزيمة في (صحيحه: 4/ 147 رقم 2556).
(4)
المستدرك: 1/ 446، كتاب المناسك. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. مكرر في المستدرك: 2/ 101، كتاب الجهاد.
عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ فَأقْبَلَ اللَّيْلُ قال:
"يا أرْضُ: ربّي وربُّك الله، أعوذُ بالله من شَرِّك وشرِّ مَا فِيك وشَرِّ ما خُلق فيك وشرِّ ما يَدِبُّ علَيْك، أعوذُ بكَ من أسَد رأسْوَدَ، ومن الحيَّةِ والعَقْرَب، ومن سَاكِنِ البَلَدِ ومنْ وَالِدٍ ومَا وَلَد"(1).
قال الخطابي (2): ساكن البلد: هم الجن الذين هم سكان الأرض، والبلد
(1) سنن أبي داود: 3/ 78 رقم 2603، كتاب الجهاد، باب ما يقول الرجل إِذا نزل المنزل. ولاحظ مخرج أحاديثه أن أحمد أخرجه في (مسنده: 2/ 132 - 3/ 124) وأن المنذري نسبه للنسائي.
وأخرجه الحاكم، وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وأيده الذهبي فقال: صحيح، (المستدرك، والتلخيص: 1/ 446 - 447).
وأورده ابن تيمية في (الكلم الطيب: 99 رقم 180) قال محققه الألباني: وهو ضعيف وإِن صححه الحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الحافظ، فإِن فيه الزبير بن الوليد.
(2)
أحمد بن محمد بن إِبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي، أبو سليمان، من ذرية زيد بن الخطاب أخي عمر، محدث لغوي فقيه. سمع بمكة والبصرة وبغداد، وصنف في غريب الحديث وشرح البخاري. وله مؤلفات أخرى. ولد ببست من بلاد كابل الأفغانية، سنة 319. ت بها 388.
(شذرات: 3/ 127، طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 218، كحالة: 2/ 61 و 4/ 74، مرآة الجنان: 2/ 435، معجم الأدباء لياقوت: 10/ 268، مفتاح السعادة: 2/ 17).
من الأرض ما كان مأوى لحيوان، وإِن لم يكن فيه بناء ومنازل.
قال: ويحتمل أن المراد بالوالد إِبليس، وما ولد: الشياطين (1).
الأسود: الشخص، وكل شخص يسمى أسود.
ومنها إِذا أراد دخول قرية فليقل ما رواه النَّسائي في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إِلا قال حين يراها: "اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظْلَلْنَ، والأرَضِينَ السَّبْع وما أقْلَلْنَ، ورب الشياطين وما أظْلَلْنَ، وربّ الرياح وما ذَرَيْن، أسألُكَ خيرَ هذهِ القريَةِ وخيرَ أهْلِها، ونعوذُ بكَ منْ شَرِّها وشرِّ أهْلِها وشرِّ مَا فيها"(2).
قال النووي: وروينا في كتاب ابن السني عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أشْرَفَ على أرضٍ يريد دخولها قال:
"اللهمّ إِنِّي أسألُكَ من خَيْر هذهِ وخيْرِ ما جمعْتَ فيها، وأعوذ بكَ مِنْ
(1) كذا في (معالم السنن: 2/ 259).
(2)
الأذكار للنووي: 201، باب ما يقوله إِذا رأى قرية يريد دخولها أو لا يريده. وقال: رويناه في سنن النسائي وكتاب ابن السني عن صهيب رضي الله عنه.
وأخرجه الحاكم في (المستدرك: 1/ 446) وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
شَرَّهَا وشَّر ما جمَعْتَ فيها. اللهمّ ارزقْنَا حياها (1)، وأعذنا من وَبَاها، وحببنا إِلى أهلها، وأحْبِبْ صالحي أهلها إِلينا" (2).
(1) الحيا (مقصور): الخصب والمطر، يقال: حياهم الله بحيا أي أغاثهم.
ويقال: حيا الربيع: ما تحيا به الأرض من الغيث. (اللسان: حيا).
(2)
كذا في (الأذكار: 202)، باب ما يقوله إِذا رأى قرية يريد دخولها أو لا يريده.