الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كتاب البضائع والوكالات (1).
مسألة:
وحكم الأعمى إِذا وجد قائدًا حكمُ البصير (2).
مسألة:
أفتى أبو الوليد بنُ رشد بأن فرض الحج ساقط عن أهل الأندلس * وأهل المغرب، للمشقة اللاحقة لهم في بلاد المغرب وغيرها (3).
(1) أورد ابن رشد تفصيل هذه الحالات في (البيان والتحصيل: 4/ 11).
(2)
انظر: (الغاية القصوى في دراية الفتوى: 1/ 431).
(3)
كان المستفتي الأمير علي بن يوسف بن تاشفين (501 - 537) وكان سؤاله: هل الحج أفضل لأهل الأندلس أم الجهاد في ذلك الوقت، وكيف إِن كان قد حج الفريضة؟ ومما جاء في جواب ابن رشد قوله: "فرض الحج ساقط عن أهل الأندلس في وقتنا هذا لعدم الاستطاعة التي جعلها الله شرطًا في الوجوب؛ لأن الاستطاعة القدرة علي الوصول مع الأمن على النفس والمال، وذلك معدوم في هذا الزمان، وإذا سقط فرض الحج لهذه العلة صار نفلًا مكروهًا لتقحم الغرر فيه، فبان بما ذكرناه أن الجهاد، الذي لا تُحصى فضائله في القرآن والسنن المتواترة والآثار، أفضل منه
…
). (فتاوى ابن رشد: 2/ 1021 وما بعدها).
هذا وقد أطال الحطاب الكلام في هذه المسألة وأورد نقولًا متعلقة بها في (مواهب الجليل: 2/ 497 - 498).
وقال ابن طلحة الأندلسي (1) في كتابه "المدخل": وقد لقيت في بلاد المغرب وأنا قاصد الحج من المغرب ما اعتقدت معه أن الحج ساقط عن أهل المغرب، بل حرام لما يركبونه من المخاطرات (2).
وأفتى الشيخ أبو بكر الطرطوشي (3) بأنه حرام على أهل المغرب، فمن
(1) أبو بكر عبد الله بن طلحة اليابري الإِشبيلي القاضي - فقيه أصولي مفسر، روى عن أبي الوليد الباجي - له رحلة مشرقية، وممن أخذ عنه بمكة الزمخشري، من مؤلفاته:"المدخل" وهو أحد كتابين له في الأصول والفقه يرد فيهما على ابن حزم، وصل إِلى المهدية سنة 513 وألف لأميرها كتاب "سيف الإِسلام" واستوطن مصر وتوفي بمكة في تاريخ غير معروف (الشجرة: 130 رقم 379).
(2)
هذا الكلام وارد في (المعيار: 1/ 433، مواهب الجليل: 2/ 479).
(3)
محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري، أبو بكر أصله من طرطوشة، ويعرف بالطرطوشي. نشأ بالأندلس، وأخذ عن أبي الوليد الباجي وغيره، ثم رحل إِلى المشرق وتفقه عند أبي بكر الشاشي وغيره. كان إِمامًا عالمًا عاملًا زاهدًا، من حفاظ المذهب المالكي. من مؤلفاته سراج الملوك، والحوادث والبدع، والتعليقة في مسائل الخلاف، وبر الوالدين، اختلف في سنة وفاته فقيل: 520 وقيل: 525، وكانت وفاته بمصر.
(أزهار الرّياض: 3/ 162، الأعلام: 6/ 359، بغية الملتمس: 125، حسن المحاضرة: 1/ 452، الديباج: 2/ 244 رقم 43، شذرات الذهب: 4/ 62، مرآة الجنان: 3/ 225، النجوم الزاهرة: 5/ 231، وفيات ابن القنفذ: 271).