الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل: فيما جاء في المصافحة والمعانقة وتقبيل الرأس واليد وغيرهما والسلام عند الانصراف
ولم أقف على مشروعية المصافحة عند الوداع بخلاف القدوم، والظاهر الجواز؛ لأن المصافحة جائزة بل مستحَبَّةٌ، كلما لقي الرجل أخاه، لقوله صلى الله عليه وسلم:"تَصَافَحُوا يذْهَبِ الغِلُّ"(1) وكرهها مالك في حكاية أشهب (2). حكاه ابن
(1) كشف الخفاء: 1/ 374 رقم 985، عن ابن عمر بزيادة: "
…
عن قلوبكم"، المقاصد الحسنة: 166 رقم 352. وعزا تخريجه إِلى الإمام مالك في الموطإِ بلفظ: "تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا تذهب السخائم" وقال: وهو حديث جيد. وهو في (تنوير الحوالك: 2/ 214، كتاب الجامع، باب ما جاء في المهاجرة).
(2)
أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي العامري المصري، أبو عمرو، فقيه ثبت ورع، انتهت إِليه رئاسة المذهب بعد ابن القاسم، صحب مالكًا وروى عن الليث والفضيل بن عياض، وأخذ عنه بنو عبد الحكم والحارث بن مسكين وسحنون وجماعة. وخرّج عنه أصحاب السنن. ولد حوالي سنة 145. ت 204 بمصر.
(الأعلام: 1/ 135، الانتقاء: 51، تهذيب التهذيب: 1/ 359 رقم 654. حسن المحاضرة: 1/ 35 رقم 40، شجرة النور: 59 رقم 26، طبقات الفقهاء للشيرازي: 150، المدارك: 3/ 262، وفيات الأعيان: 1/ 238).
شاس (1) وغيره.
قال (2) ابن يونس (3)، وسئل مالك عن المصافحة؟ فقال: إِن الناس ليفعلون ذلك، وأما أنا فلا أفعله (4).
وروي عن مالك في المصافحة غير هذا، وأنه صافح سفيان بن عيينة (5)
(1) عبد الله بن نجم بن شاس بن نزار الجذامي السعدي، أبو محمد نجم الدين الجلال المالكي المصري، فقيه فاضل عارف بقواعد مذهبه، ألف فيه "عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة". ت 616 بدمياط مجاهدًا في سبيل الله.
(الأعلام: 4/ 286، الديباج: 1/ 443 رقم 24، شجرة النور: 165 رقم 517، كحالة: 6/ 158، مرآة الجنان: 4/ 35، وفيات الأعيان: 6/ 262، مقدمتنا لتحقيق كتابه عقد الجواهر).
(2)
(ص): وروى.
(3)
أبو بكر محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي، فقيه إِمام فرضي من أيمة الترجيح في المذهب المالكي ومن الملازمين للجهاد، أخذ عن علماء صقلية وعن شيوخ القيروان، ألف كتابًا في الفرائض وآخر في الفقه كان عليه اعتماد الطلبة. ت 451 ودفن بالمنستير. (الديباج: 2/ 249 رقم 67، شجرة النور: 111 رقم 294).
(4)
الجامع لابن أبي زيد: 193.
(5)
سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي الكوفي، أبو محمد. من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين، عني بالكتاب الكريم والسنن وتفقه في الدين. ولد بالكوفة سنة 107، وانتقل إِلى مكة فسكنها إِلى أن توفي 198. =
وقال: لولا أنها بدعة لعانقتك، فاحتج عليه سفيان بمعانقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر رضي الله عنه (1)، حين قدم من أرض الحبشة، فقال مالك: ذلك خاص بجعفر، ورآه سفيان عامًا (2).
وأجاز مالك في رسالته (3) لهارون الرشيد (4) أن يعانق قريبه، إِذا قدم من سفره (5).
= (تاريخ بغداد: 9/ 174، تهذيب التهذيب: 4/ 117 رقم 205، العقد الثمين: 4/ 591، مشاهير علماء الأمصار: 149 رقم 1181، وفيات الأعيان: 2/ 391 رقم 267).
(1)
جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخو الإِمام علي، وهو جعفر الطيار. له هجرتان: إِلى الحبشة وإلى المدينة. روى عنه ابنه عبد الله وأبو موسى الأشعري، وعمرو بن العاص، استشهد في مؤتة سنة 8 وعمره 41 سنة.
(أسد الغابة: 1/ 341 رقم 759، الإِصابة: 1/ 239 رقم 1166).
(2)
الجامع لابن أبي زيد: 194، الجامع من المقدمات لابن رشد:254.
(3)
صدرت الطبعة الثانية لهذه الرسالة سنة 1311 عن الطبعة الأميرية ببولاق، مصر (30 صفحة من الحجم الصغير).
(4)
هارون بن محمد المهدي، أبو جعفر، خامس خلفاء الدولة العباسية وأشهرهم. ولد سنة 149، وبويع بالخلافة بعد أخيه الهادي سنة 170. ت 193.
(الأعلام: 9/ 43 - 44، البداية والنهاية: 10/ 213، تاريخ الطبري: 10/ 47).
(5)
نصه: "لا تعانق رجلًا ولا تقبله ليس بذي رحم لك، واصنع ذلك بذي رحمك، ضم النبي صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب حين قدم من الحبشة إِلى نفسه، وقبل بين عينيه). (رسالة مالك إِلى هارون الرشيد: 25).
وقيل: إِن هذه الرسالة لم تثبت لمالك (1).
قال الشارمساحي (2): وفي المصافحة عن مالك ثلاث روايات:
إِحداها: أنها مكروهة دون كراهة المعانقة، والأخرى: جوازها.
والثالثة: استحبابها، وهو مقتضى مذهبه في الموطإِ بإِدخاله حديث الأمر بها (3).
(1) تاريخ التراث العربي، لسزكين: 1/ 3/ 141، تزيين الممالك، للسيوطي: 41، الجامع لابن أبي زيد:194.
(2)
عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر المصري الأصل الشارمساحي المولد نسبة إِلى شارمساح (قرية على الضفة الشرقية لفرع دمياط بمصر)، أبو محمد، الإِسكندري المنشأ، إِمام فقيه في مذهب مالك رحل إِلى بغداد سنة 633 فرحب به الخليفة المستنصر بالله. له مؤلفات منها: شرح التفريع، ونظم الدرر. ولد سنة 589. ت 669.
(حسن المحاضرة: 1/ 457 رقم 66، الديباج: 1/ 448 رقم 30، شجرة النور: 187 رقم 622).
(3)
هو الحديث الذي رواه مالك عن عطاء بن عبد الله الخراساني أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتهذب الشحناء".
قال ولي الله الدهلوي: عليه أهل العلم. وقال النووي: إِن المصافحة مستحبة عن كل لقاء.
(المسوى شرح الموطإِ: 2/ 393 رقم 1659، باب يستحب المصافحة والهدية).