الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخذ عنه أيضًا الشيخ ناصر بن سلمان بن سيف.
وأخذ عنه أيضًا صالح بن دخيل.
وأخذ عنه عبد الله بن أحمد آل رواف.
وأخذ عنه صالح الضبيعي، وغير هؤلاء خلق كثير وجمّ غفير، وقد ألبس الله تلامذته ثوبًا من الوقار، ومن الطبقة الأولى صالح بن إبراهيم آل فوزان، وصالح بن كريديس، وعبد الله بن إبراهيم الباحوث، وعلي بن يحيى، وسليمان بن ثويني، وصالح اللهيمي، وعبد العزيز بن مديهش، وانتفع بعلمه القاصي والداني، فنسأل الله تعالى أن يجبر المصاب بفقده.
ذكر ما جرى عليه من الأمور وثقته بالله العزيز الغفور
فنقول لما كانت هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان وقنطرة عبور لا موضع حبور اقتصت حكمة أحكم الحاكمين أن يمتحن أوليائه ليميز الخبيث من الطيب، فكان هذا العالم العظيم قد كابد في عمره أهوالًا تشيب لها النواصي وتعجز عن حملها الجبال الرواسي.
فأول ذلك فتن سعود بن فيصل وما جرى في ذلك الشقاق من المحن وترادف الدواهي والمحن، يروع بها المسلمون ساعة بعد ساعة، وتذهب الأوقات في الإضاعة، وبعدها فتن آل مهنا وعدم الركون إلى الأمن والراحة، وكثرة الزلازل وتشتت الهم وانكساف البال، وفشوا الباطل والضلال، ذلك لكثرة المكائد، وقلة المساعد وتوفر المخالف والمعاند، وعدم من يفيد في تلك الشدائد حتى أصبح أهل الدين مرَّوعين، وبأثواب المذلة متقلبين، أضف إلى ذلك كثرة الهرج والطوارئ وخوف الأعادي من كل حاضر وبادي، وتطور الأحكام على الأنام، وغلبة الجهال والطغام، مع فرقة الإخوان وتكدر الأذهان، حتى كان لكلٍ شوكة وأعوان، وقد اضطرته الأحوال إلى أن يغادر وطنه ويفارق عشيرته وسكنه، ثم بعد ذلك واقعة المليداء وقدوم محمد بن رشيد يتهدد ويتوعد، وبعدها مقاسات أولئك الأمراء الجورة والولاة الظلمة الفجرة، وآخر ذلك ولاية ابن متعب التي طمت الوادي والقرى.
فأول ذلك فتن آل سعود في منازعتهم الملك فيما بينهم، ثم قتل مهنا في بريدة والشيخ جالس يقرع أذنيه ذلك، ثم ولاية الأمير حسن وما فيها من اختلاف الدين وتشتت المسلمين، ثم واقعة المليداء وما فيها من الأهوال، ثم خروجه لمقابلة ابن رشيد في حال غضبه ومكابدة مرارة توبيخه، ثم بعد ذلك ولاية عبد العزيز بن متعب وواقعة الطرفية، وما جرى عليه بعدها، ثم واقعة البكيرية وترقب الأخطار والأهوال والشدائد، وكان قد جرى عليه من بعض الأمراء أن أوعز على قتله وإعدامه، غير أن الله حفظه ووقاه، وكان يكمن له في طريقه إلى المسجد كل ليلة من باع أخرته بحطام عاجلته يريد قتله بالسيف، فلما مضى عشر ليالٍ تقدم ذلك الشقي لقتله، وحينما رفع السيف يبست يده فصاح للشيخ يستغيث به، وجاء إليه ولم يعلم بحقيقة ما كان يبيته له من الكيد والمكر، فأخبره صراحًا بأنه جعل له جعل ودبر على قتله وإن الله أعجزه، وسأل الشيخ أن يدعو الله له فدعى له وشفي، وقام يسأل ويستفهم عن ذنبه الذي أوجب له ذلك، فما كان لأعدائه جواب سوى الخزي والعار، وماله ذنب إلى تحقيق التوحيد {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8] واستمر في تدريسه وإفتائه يرشد الجاهلين ويفيد الطالبين وينشر علمه بين العالمين.
ومما قال الشيخ صالح بن سالم يمتدحه في أبيات:
وجاء لنا نصرٌ من الله بعدما
…
بدى الظن ظن السوء من كل ملحد
على يد مأمون السريرة من غدا
…
يسمى بشيخ المسلمين محمد
أخو الحلم والتقوى مع العلم والحجي
…
فلا زال يعلو ساميًا فوق فرقد
يقضي بدريس العلوم نهاره
…
مجدًا ويحيي ليله بالتهجد
ويحمي حما الإسلام جهرًا وأهله
…
إذا سامهم خسفًا شديد التوعد
أليس الذي قد قام لله وانتضا
…
من العزم عضبًا في زمانٍ منكد
فقام قيام الليث في عزم باسلٍ
…
يرى الموت فخرًا من حسام مهند
ولم يثنه في الله لومة لائم
…
ولا وهنت منه القوى للتهدد
به أيد الله الهدى وانمح الردى
…
وعاد العدى واهي ظهور وأعضد