الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام مع السؤال عن أحوالكم لا زلتم بخير وسرور أحوالنا بحمد الله جميلة بعد ذلك تفهمون أمرنا نحن وهذا الفاجر الشريف وكل مسلم يخاف الله لو رجل له عقل يدري بمقاصده الخبيثة فينا، ولما كانت الأمور فيما مضى أن القصد فيها مصالح وبيع وشراء ومنافع للناس والعرب وكنا تاركيها بقايا الحاضر اليوم هذا تعين كل إنسان يواده أو يخدمه أو يبيع عليه ويشتري فهو خارج من الدين والدنيا كافر في دينه مارج في دنياه، وهؤلاء الناس الذين يذهبون إليه واحد يكتب نفسه عقيلي وآخر يبيع ويشتري، ما رائح إليه إلا مثل ما ذكرنا وذاك مستعين عليه الله بأخذ ماله وزوال نفسه إن شاء الله وأحببت أبين لكم ليثبت عندكم ذلك ويكون معلومًا فوا لله لمن راح إلى الشريف أو تفدوا عنده أو فعل شيئًا من المصالح التي تنفعه وتضر المسلمين باطنًا أو ظاهرًا لأن الله أظفرنا به ولو بعد حين لندينن الله بقتله وكلما وجدنا مما يعز عليه لنتلفنه، والواجب علي تعريفكم حتى لأجل أن من كان له علقة أو قريب معه يتسبب في جلبه ومن كان عنده قريب أو رفيق يمنعه من الذهاب إن أراد الذهاب ومن جهة هؤلاء العقيلات الذين هم عندة طلبنا لهم "ابن مهوس" وأعطيناه لهم وجهًا وهذا الذي يقبل منهم والذي لا يقبل نأخذه ونأخذ طوارفه.
وأنت يا ابن معمر كل عقيلي عند الأشراف ويقدم فإني مؤمنه لا تعارضه وأما الإنسان الذي يتم شهر شوال وما جاء أو يسافر بعد كتابنا هذا إليهم من جميع القصيم فما وجدت من ماله خذه وألحق به محرمه ولا يستقروا عندنا في نجد ومن جاءك يعتذر أو يتوجه لهم كبيرًا كان أو صغيرًا في ذلك الأمر فاجعل طريقه طريقه والمنع والتحيير على مكة والمدينة وجميع حاشية الشريف ولا تخشى في هذه المسألة فوا لله إني معاهدك بالله لأن خشيت فيها لأجعلنها في رقبتك، وخطي اقرأه على الناس نهار الجمعة، هذا ما لزم تعريفه - والسلام 29 ن سنة 1337 هـ.
ذكر ما جرى على تركيا من الهوان
لقد كان من العلوم أن الترك لم يقاوموا أحدًا من العرب وأمرائهم
كمقاومتهم لآل سعود منذ ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب وساعده محمد بن سعود إلى عهد استيلاء الملك عبد العزيز على الإحساء والقطيف، حاربوهم بالسلاح "بعرعر" و"دجيني" و"محمد علي باشا" وما جرى في انتدابه لابنه طوسن وابنه الثاني إبراهيم في طلعة إبراهيم باشا على نجد وأذيته لأهل هذه الدعوة المحمدية الإبراهيمية فقد عاث في نجد فسادًا مما لا فائدة في ذكره هنا، وكذلك خورشيد باشا وما فعلت الترك من كونهم خلقوا لهم المشاكل وألبوا عليهم أمراء العرب من آل رشيد وغيرهم، وكذلك أيضًا حاربوهم بتشويه دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب بواسطة "زيني دحلان" وما لفقه من أكاذيبه وترهاته حيث شن الغارة عليهم ومن نحا نحوه كجميل أفندي الزهاوي، وابن جرجيس وأمثالهما بحيث قبحوا ذكر الوهابية في العالم الإسلامي ونسبوا إليهم الفتاوى الكاذبة الباطلة والدعاوى التي اختلقوها من تلقاء أنفسهم فسلط الله عز وجل على هذه الدولة العثمانية بسبب هذه المصادمة للحنفية المحمدية أن جلبت عليها حكومة بريطانية العظمى فسامتها سوء العذاب وما زالت الإنكليز تضرم نيرانها على تركيا وتستجيش العرب لما رأوا من كمال معاداتهم لها حتى كسروهم وأذلوهم وآخر أمرهم أن طردوهم عن جزيرة العرب وهذه عادة الله بمن عصاه وسعى في الأرض فسادًا عياذًا بالله.
ولما سقطت تركيا فر السلطان وحيد الدين وذلك لما انتصر الكماليون على اليونان وكان قد أفتى السلطان بكفرهم وإلحادهم وبخروجهم عن طاعته فالتجأ إلى مدرعة إنكليزية، ولما علم الشريف الحسين بفراره دعاه للإقامة بالحجاز ولا يعلم ما قصد الشريف بذلك إلا طلب الخلافة فقدم السلطان إلى الحجاز بعد هذه السنة بأربع سنين، وأقام في مكة أربعة أشهر إلا قليل وعاد منها.
والظاهر أن عودته منها لنحس الشريف، وقد كتب السلطان وهو في مكة منشورًا عظيمًا باللغة التركية وترجم بالعربية ثم طبع في مطبعة الحكومة بمكة ذكر في ذلك النشور خطته في الحرب وأنه لم يرتض خوض الدولة غمرات معامعها
وبسط فيه خيانة "مصطفى كمال" وما جرى من "رؤوف بك" واحتلال أضنة والموصل، وأنطاكية والأستانة، وأزمير؛ وهدنة؛ ومندروس عهده سيفر، وبرء نفسه من الجبانة والخيانة وما عامله به الوزراء والرؤساء من الخيانات التي آخرها أن فر خوفًا على نفسه، وقد جاء هذا المنشور في نصف كراسة حائزًا من الفصاحة والبلاغة شيئًا عجيبًا؛ ولولا خشية الإطالة لأتينا به ولكن على من أحب مراجعته أن يطلبه في مواضعه.
وفيها استنجد الشريف حسين بن علي بأمير الجبل سعود بن عبد العزيز بن رشيد لقتال ابن سعود، وقد قدمنا أنه لما محت جيشه واقعة تربة وجرى عليه من أمر الله ما لا يطاق وكان قبلها لا يحسب لابن سعود حسابًا التفت إلى خصم ابن سعود الألد ليكون وإياه يدًا واحدة على ابن سعود فلا يدعه يستريح لما هناك من العداوة المستمرة، فقال لابن رشيد هذه المرة يا بني إن عدوك عدونا بل عدو العرب والإسلام، خذ السلاح والذخائر والمال فهو عندنا، وعندك شمر ففيها الأشبال والأبطال فسر لقتال ابن سعود فاستفزه.
وقد كان سعود بن رشيد هذا قد عقد مع ابن سعود بعد أن جهز عليه صاحب الجلالة عبد العزيز نجله سعود بحملة على الجبل في صيف هذا العام فوصل بهذه الحملة إلى وادي الشعيبة جنوبي جبل أجا وأغار على عربان لابن رشيد هناك فأصاب منهم مغنمًا، ولكنه لقلة المرعى للركائب في الصيف وتلة الأرزاق للجيش لم يتقدم إلى حائل.
وقد حدث في ذلك الحين حادث في نواحي الكويت شغل ابن سعود عن ابن رشيد فاكتفى بإرسال سراياه عليه للغزو والمناوشات، فبعدها عقد ابن رشيد هذا الصلح بينه وبين ابن سعود وكان صلحًا سمينًا غير أنه لما أمده الشريف بالمال والسلاح وحسن له الباطل في زخرف القول انخدع وقبل توجيهات الشريف وذلك لقرب نظره وسوء تدابيره لصغر سنه الذي لا يتجاوز الحادية والعشرين.
ولما أن أراد قتال ابن سعود وجد تطور الأحوال وانعكاس أمره وخيبة الآمال،
وهيهات فقد فضح ظلمة الليل ضياء النهار، وزال عن قلوب أكثر شمر غطاء الأكدار ذلك بأن صاحب الجلالة قد أدخل خلال الحرب العظمى سفن التوحيد في شمر فشقها نصفين فعندما أعلن ابن رشيد العداء كتب ابن سعود إلى رؤساء تلك القبيلة الأصدقاء منهم والأعداء ينذرهم ويقول من كان معنا فليقدم إلينا، ومن كان مع ابن رشيد فليرحل إليه، فجاء الجواب سريعًا من المقدمين فيهم أنهم مقيمون على ولاءه، لا يلبون دعوة ابن رشيد.
فلما علم هذا السفيه أن قبائل شمر ليست يدًا واحدة معه أرسل إلى ابن سعود وفدًا يقول أنه قد تسرع وأنه آسف على ما بدا منه بل أنه راغب في تجديد الولاء.
وفيها جاء رؤساء العجمان خاضعين لأمير الإحساء الندب عبد الله بن جلوي يطلبون منه التوسط بالصلح بينهم وبين ابن سعود، وقد كتبوا أيضًا إلى الإمام عبد الرحمن بن فيصل بذلك فطلب من ابنه جلالة الملك أن يعفو عنهم، وذلك لا صدق إخلاصهم وتحقق نصحهم ففعلًا عفا عنهم وثبتوا على السمع والطاعة.
وفيها ولد الأمير ناصر بن جلالة الملك عبد العزيز، وولد فيها أيضًا نجله سعد بن عبد العزيز.
وفيها ولد أيضًا الأمير فهد نجل جلالة الملك عبد العريز وزير المعارف في زماننا هذا. (1)
وفيها قام الإخوان البدو بتشديدات يريدون بها وجه الله تعالى غير أنهم تجاوزوا الحد، لأنه لما جمع الله شمل المسلمين بصاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن جعل الله الجنة مأواه ورياضها منقلبه ومثواه، وبنى الهجر للبدو كانوا فيها متحضرين وبشرع الله متمسكين ولنبيه متبعين، جرى منهم إفراط والعياذ بالله وما زال هذا الإفراط فيهم حتى جرى منهم ما سنذكره إن شاء الله، وهذا الذي يريده الشيطان من العبد فإنه يشم قلبه فإن وجد فيه إفراطًا فإنه يأخذه بالغلو
(1) أما حال طبع التاريخ فإنه ملك المملكة.
ومجاوزة الحد، وإن شمه ووجد فيه جفاء وتفريطًا فإنه يأخذه بالرخص والتفريط، والمعصوم من عصمه الله، ولا خير للعبد من العلم إلا ما كان منجيًا من ورطات الجهل، لذلك طغى البدو وتجبروا حتى ضجت الأمة منهم وقاموا يحاربون من لم يتحضر من البدو فيكفرون وينهبون ويقتلون، وحصل بسبب بناء الهجر لهم أن قام البدوي الذي في الهجرة على الذي لم يهاجر يقول له أنت مشرك والمشرك حلال الدم والمال، أنت يا أبا العقال من الكفار ونحن أهل العمائم أخو من أطاع الله، وأنت أخو من أطاع الشيطان، لذلك عقد الإمام عبد العزيز في هذه السنة مجلسًا في الرياض للنظر في هذه الأمور حضره كبراء العلماء والرؤساء وتفاوضوا في وضع خطة لهذا المهم، فاتفق العلماء على كتابة هذا الكتاب تسكينًا لمتحرك البدو الذين قام كل منهم يلبس عصابة بيضاء على رأسه ثم يسطو على من سواه من البدو يغير ويسب، وهذا نص الكتاب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد الله بن عبد اللطيف، وحسن بن حسين، وسعد ابن حمد بن عتيق، وعمر بن محمد بن سليم وعبد الله بن عبد العزيز العنقري، وسليمان بن سحمان ومحمد بن عبد اللطيف، وعبد الله بن بليهد وعبد الرحمن بن سالم.
إلى الإخوان كافة من أهل الهجر وغيرهم وفقنا الله وإياهم لما يحبه ويرضاه وجعلنا وإياهم من حزبه وأولياءه آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد ذلك إنكم تفهمون ما من الله به علينا وعليكم من نعمة الإسلام وتجديد هذه الدعوة، والذي علينا وعليكم شكر الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، ولا يخفى عليكم ما جرى من الاختلاف وكثرة الشبه وهي على ثلاثة أمور:
الأول: وهو الأكثر طلب الخير والاجتهاد ووقوع الناس في أمور تخل في دينهم ودنياهم لأنهم يأتون ذلك محبة للدين بغير دليل.
الثاني: لا بد أن في بعض الإخوان المتقدمين شدة وتعصبًا بغير دليل فلما تبين له الأمر وسأل طلبة العلم وتحقق عنده أن تعصبه خطأ استنكر منه إخوانه وصار بينه وبينهم اختلاف بغير سؤال ولا تبيين حقيقة ما عنده.
الثالث: أتى به أناس من الذين يدعون طلب العلم من الحضر وهم جهال يدخلون على بعض الإخوان أمورًا مشتبهة يريد أحدهم الحق وهو مخطئه، وآخر يرغب في معرفة الأمور المخالفة فلما تحقق ذلك عند ولاة الأمر وعند العلماء أحبوا اجتماع المسلمين مع علمائهم وولاة الأمر منهم فلما حضروا سمع الحاضر بنفسه، والغائب تبلغه بهذا الكتاب فقد سألنا الإمام عبد العزيز بحضرتهم عن أمور هي:
الأول: هل يطلق الكفر على بادية المسلمين الثابتين على دينهم القائمين بأوامر الله ونواهيه أم لا.
الثاني: هل من فرق بين لابس العقال ولابس العمامة إذا كان معتقدهما واحدًا أم لا.
الثالث: هل في الحضر الأولين وفي المهاجرين الآخرين فرق أم لا.
الرابع: هل في ذبيحة البدوي الذي في ولاية المسلمين وطريقه طريقهم ومعتقده معتقدهم، وفي ذبيحة الحضر الأولين أو المهاجرين فرق حلال أو حرام أم لا.
الخامس: هل للمهاجرين أمر أو رخصة في اعتدائهم على الذين لم يهاجروا فيضربونهم أو يؤذونهم أو يهددونهم أو يلزمونهم بالهجرة أم لا، وهل لأحد أن يهجر أحدًا بدويًا كان أو حضريًا بغير أمر واضح أو كفر صريح أو شيء من الأعمال التي يجب هجره عليها بغير إذن من ولي الأمر والحاكم الشرعي أجبناه بحضور الحاضر من المسلمين أن كل هذه الأمور مخالفة للشرع، وما أمرت بها الشريعة وأن الذي يفعلها ينهى عنها ويزجر فإن تاب وأقر بخطأه فيعفى عنه، وإن استمر على أمره وعاند فيجب عليه تأديب ظاهر بين المسلمين، وأن لا يعادي ولا يصادق إلا على ما أمرت به الولاية أو حكم به حاكم الشرع والذي يفعل ما يخالف ذلك فطريقته غير طريقة المسلمين، وهذا الذي ندين الله به ونشهد الله عليه ونرجوه أن يوفقنا وإياكم للخير وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم سنة 1337 هـ، ووقعوا بأسفله ختم كل نفر منهم، ثم كتب تصديقًا عليه صاحب الجلالة ما نصه.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل، إلى الإخوان كافة، وفقنا الله وإياهم لفعل الخيرات وترك المنكرات آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ذلك تفهمون أن الله سبحانه أنعم علينا بنعمة الإسلام ومن علينا أن جعلنا من أهله ولا يخفى عليكم ما مضى على أسلافكم من الأمور التي تغضب الله وتخالف الشريعة، وحيث أن الله من عليكم بهذا الأمر فيجب عليكم أن تذكروا ذلك بالشكر، وأعظم الشكر وأكبر، هو أن تتقيدوا باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
ثم لا يخفى عليكم ما جرى من النزاع والاختلاف الذي يخشى علينا منهما إخفاق الأعمال والفتنة، وليس قصدنا غير تقويم الشريعة ونجاة أنفسنا من عذاب النار ولا يتم هذا إلا بالاقتصاد واتباع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلماء المسلمين أولهم وأخرهم، وربما يلتبس عليكم الأمر في بعض أئمة المسلمين واعتقاداتهم؛ فأحببت لذلك أن أشرح لكم العقيدة التي ذكرها المشايخ في فتواهم وهو أن معتقد المسلمين واحد حضرهم وبدوهم، وتعلمون أن أصل المعتقد كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثم السلف الصالح من بعدهم، ثم أئمة المسلمين الأربعة الإمام مالك والإمام الشافعي، والإمام أحمد، والإمام أبو حنيفة، فاعتقاد هؤلاء واحد في الأصل، وهو أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، كما هو مقرر في كتب العلماء التي يمكنكم مراجعتها والحمد لله في كل ساعة، فهم في هذا الأصل سواء قد يكون بينهم اختلاف في الفروع وكلهم ومن حذا حذوهم على حق إن شاء الله إلى يوم القيامة.
ونحن يا أهل نجد كافة على مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفروع، وأما في الأصل فنحن والمذكورون أعلاه على ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم على أنه في آخر الأمر أظهر الله شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ثم بعدهما الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندما اندسرت أعلام الإسلام وكثرت الشبهات والبدع فلما رأى أسلافنا موافقة أقوالهم وأفعالهم لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله قبلوا ذلك وقاموا بما أظهره الله على أيديهم ونحن إن شاء الله على سبيلهم